إلحاد الخوارج في الآيات قديما وحديثا لخالد بن عبدالله المصلح
إلحاد الخوارج في الآيات قديما وحديثا لخالد بن عبدالله المصلح
صدر حديثًا كتاب “إلحاد الخوارج في الآيات قديمًا وحديثًا”، تأليف: أ.د. “خالد بن عبدالله المصلح”، نشر: “مكتبة الرشد للنشر والتوزيع”.
جمع الكاتب في هذه البحث ما تيسر من بيان إلحاد الخوارج في الآيات المتعلقة بالإمامة والولاية ونماذج ذلك، وسبل علاجه، فالخوارج لهم قدم راسخة في الإلحاد في آيات الله والجهل بمعانيها، فقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: “يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم” فحظهم منه قراءة ألفاظه بألسنتهم دون أن تصل معانيه إلى قلوبهم، وهذا من أعظم أسباب الإلحاد في آيات الكتاب.
وتناول الكاتب هذا الموضوع من خلال المباحث التالية:
المبحث الأول: الإلحاد في آيات الله: معناه وصوره وعقوبته.
المبحث الثاني: إلحاد الخوارج في آيات الله ونماذجه.
المبحث الثالث: سبل إبطال إلحاد الخوارج في آيات الله.
خاتمة في أهم نتائج البحث.
ونجد أنه لعظيم إلحاد الخوارج في آيات القرآن، وضلالهم في فهم معانيه وانطماس بصائرهم عن هداياته، وإدراك مقاصده، أوصى علي – رضي الله عنه – ابن عباس – رضي الله عنهما – لما أرسله ليناظر الخوارج، فقال له: “اذهب إليهم، فخاصمهم، ولا تحاجَّهُم بالقرآن، فإنه ذو وجوه، ولكن خاصمهم بالسنة”.
وجاء نظير ذلك في وصية الزبير لابنه، حيث قال: “لا تخاصم الخوارج بالقرآن، خاصمهم بالسنة”؛ وذلك أن السنة بيان القرآن وتفسيره وترجمانه.
والخوارج ممن حذرنا منهم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في قوله: “إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه، فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم”، وذلك في قول الله تعالى: ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ﴾ [آل عمران: 7].
قال ابن عباس: هم الخوارج، وروي هذا مرفوعًا إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – من حديث أبي أمامة – رضي الله عنه -، ونقل هذا عن قتادة والحسن.
ومن نماذج إلحادهم: استدلالهم بقول الله تعالى: ﴿ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ﴾ [يوسف: 67] على تكفير علي – رضي الله عنه – وبقية أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – في قضية التحكيم، وكانت هذه الآية أول كلمة خرجوا بها على أهل الإسلام، وقد انتزعوها من القرآن وحملوها على غير محملها.
ومن نماذج إلحادهم: استدلالهم بقول الله تعالى: ﴿ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [المائدة: 44]على كفر من حكم بغير الحق مطلقًا، فقالوا: إن عثمان وعليًا ومن والاهما قد حكموا بغير ما أنزل الله، وكفروهم بهذا، وقالوا في علي – رضي الله عنه -: إنه حكم الرجال في دين الله، ومن حكم الرجال في دين الله فقد حكم بغير ما أنزل الله فيكون كافرًا، ومن تولى الكافر فهو كافر؛ لقوله: ﴿ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ﴾ [المائدة: 51]، وبذلك لم يفرقوا في الحكم بغير ما أنزل الله بين من حكم به هوىً ومعصيةً، وبين من بدل حكم الله أو جحده أو أدخل التحاكم إلى غيره عدولًا عنه أو تفضيلًا له.
ومن نماذج إلحادهم: استدلالهم بقول الله: ﴿ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ﴾ [الأنعام: 1] فقد قرنوها بقوله تعالى: ﴿ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ﴾ [المائدة: 44] فقالوا: من حكم بغير ما أنزل الله فقد كفر، ومن كفر فقد عدل بالله غيره، ومن عدل بالله غيره فقد أشرك.
ومن نماذج إلحادهم: استدلالهم بقول الله: ﴿ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ ﴾ [الأنعام: 121] على أن طاعة الأمراء وولاة الأمور كفرٌ وشركٌ، فمن أطاع أميره فإنه داخل في هذه الآية.
ومن نماذج إلحادهم: استدلالهم بنصوص تحريم موالاة الكفار نحو قول الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ﴾ [المائدة: 51] على التكفير بأي موالاة على أي وجه كانت، ومن ذلك تكفيرهم من تولى عليًا، فقالوا: من تولى عليًا فهو كافر!
ومن نماذج إلحادهم: استدلالهم بقول الله تعالى: ﴿ بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ ﴾ [الزخرف: 58] في الامتناع من ابن عم رسول الله ابن عباس لما بعثه علي مناظرًا، فهذا ضرب من اتباع ما تشابه من الكتاب ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله.
ومن نماذج إلحادهم: استدلالهم بقوله تعالى: ﴿ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا ﴾ [نوح: 26] على مشروعية قتل أطفال من كفروهم من المسلمين؛ حيث ألحقوهم بآبائهم، وقالوا: إن بقر بطون النساء عن الأجنة حلال، وكل هذا مما كان يقول به نافع بن الأزرق، وهو من كبار الخوارج في زمن الصحابة.
ومن نماذج إلحادهم: استدلالهم بقوله تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ ﴾ [البقرة: 204] على كفر علي – رضي الله عنه – بسبب التحكيم، وأنها إنما نزلت فيه!
ومن نماذج إلحادهم: تلاوة عبد الرحمن بن ملجم قوله تعالى: ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 207] لما ضرب عليًا – رضي الله عنه – يتأولها على نفسه وقبيح صنعه.
وبيَّن الكاتب في رسالته سبل إبطال إلحاد الخوارج في آيات الله، وإن كان قد وقع في إسقاط مسمى لفظ “الخوارج” على بعض الحركات المعاصرة الضالة، معينًا إياهم بالاسم!
والمؤلف هو د. “خالد بن عبد الله بن محمد المصلح” (ولد في مدينة مكة سنة 1385 هـ / 1965 م) يعمل مفتيًا وأستاذًا للفقه بكلية الشريعة بجامعة القصيم في السعودية، وهو إمام وخطيب جامع العليا بمحافظة عنيزة – القصيم. ورئيس لجنة طلبة العلم في جامع الشيخ ابن عثيمين، وعضو اللجنتين العلمية والإعلامية في التوعية في الحج، وعضو رابطة العالم الإسلامي وغيرها من العضويات. ومفتيًا في برنامج “يستفونك” على قناة الرسالة.
حصل على بكالوريوس في نظم المعلومات في كلية الإدارة الصناعية من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن. بعد ذلك التحق بكلية الشريعة التابعة لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فرع القصيم وحصل منها على البكالوريوس. بعد ذلك حصل على الماجستير لرسالته بعنوان “الحوافز المرغبة في الشراء وأحكامها في الفقه الإسلامي”، ثم على الدكتوراه في الفقه عن رسالته بعنوان “أحكام التضخم النقدي في الفقه الإسلامي”.
حفظ القرآن على يد محمد بن سلمان السلمان، وفي سنة 1403 هـ بدأ دراسته لدى محمد بن صالح العثيمين وفي سنة 1408 هـ أصبح ملازمًا له، وقرأ عليه في التفسير والحديث وأصول الدين والفقه والأصول واللغة. قرأ الفقه على كل من الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن البسام والشيخ عبد العزيز بن علي المساعد. قرأ في النحو والأدب على الشيخ علي بن محمد الزامل، وقرأ في النحو على عبد الله بن صالح الفالح، كما تواصل مع الشيخين عبد العزيز بن باز ومحمد ناصر الدين الألباني.
له العديد من الكتب والتحقيقات والشروح منها:
1. “الأطعمة المعدلة وراثيًا – رؤية شرعية”.
2. “رؤية شرعية في تحديد سن ابتداء الزواج”.
3. “هدايا العمال والموظفين ضوابطها وتطبيقاتها المعاصرة”.
4. “إخبار الطبيب أحد الزوجين بنتائج الفحوص الطبية للآخر – رؤية شرعية”.
5. “التسويق الشبكي رؤية شرعية”.
6. “النوازل الفقهية عند الشيخ ابن عثيمين – دراسة تأصيلية تطبيقية”.
7. “الحلول المقترحة لحل مشكلة الأراضي البيضاء – رؤية شرعية”.
8. “أحكام الإحداد”.
9. شرح “العقيدة الواسطية” من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية.
10. تحقيق: شرح منظومة “القواعد الفقهية” للشيخ السعدي.
11. “الأطعمة المعدلة وراثيًا – رؤية شرعية”.
12. “رؤية شرعية في تحديد سن ابتداء الزواج”.
13. “شرح العقيدة الطحاوي”.
14. “شرح الورقات في أصول الفقه”.
15. “حصاد المنابر”.