الأحوال التي تذكر فيها الصفات السلبية (المنفية)


الأحوال التي تذكر فيها الصفات السلبية (المنفية)

 

والصفات السلبية (المنفية) لم تذكر غالبًا إلا في الأحوالالتالية:

الحالة الأولى: بيان عموم كماله سبحانه:

قال تعالى: ﴿ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ [الإخلاص:34].

وقوله: ﴿ لَمْ يَلِدْيقول: ليس بفانٍ؛ لأنه لا شيء يلد إلا هو فان بائد، ﴿ وَلَمْ يُولَدْيقول: وليس بمحدث لم يكن فكان؛ لأن كلمولود فإنما وُجد بعد أن لم يكن، وحدث بعد أنكان غير موجود، ولكنه تعالى ذكره قديم لم يزل، ودائملم يَبد، ولا يزول ولا يفنى، وقوله: ﴿ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ ﴾، اختلف أهل التأويل في معنى ذلك، فقالبعضهم: معنى ذلك: ولم يكن له شبيه ولا مثل، وقالآخرون: معنى ذلك أنه لم يكن له صاحبة”[1].

الحالة الثانية: نفي ما ادعاه الكاذبون في حقه سبحانه:

قال تعالى: ﴿ أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا ﴾ [مريم: 91، 92]، وهذا تقبيحٌ وتشنيع لقولالمعاندين الجاحدين، الذين زعموا أن الرحمن اتخذ ولدًا، كقولالنصارى: المسيح ابن الله، وكقول اليهود: عزير ابن الله، وكقول المشركين: الملائكةبنات الله، تعالى الله عن قولهم علوًّا كبيرًا”[2].

“فلشناعة هذه الفرية قدِّم ذكرُها، ثم الرد على عدمإمكانها بقوله: ﴿ وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا * إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ﴾ [مريم: 92، 93] [3].

الحالة الثالثة: دفع توهم نقص من كماله – سبحانه – فيما يتعلق بهذاالأمر المعين:

قال تعالى: ﴿ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا[الإسراء:111].

“أمر الله جل وعلا في هذهالآية الكريمة الناس على لسان نبيه – صلى الله عليه وسلم– لأن أمر القدوة أمر لأتباعه كما قدمنا، أن يقولوا: “الحمدلله”؛ أي: كل ثناء جميل لائق بكماله وجلاله، ثابت له، مبينًا أنه منزه عن الأولاد والشركاء والعزة بالأولياء، سبحانهوتعالى عن ذلك كله علوًّا كبيرًا”[4]، وكمافي قوله: ﴿ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِين ﴾ [الدخان: 38]؛ ما خلقناهما إلا بالحق؛ أي:الاستدلال على خالقهما، لعبادته وطاعته، ولكن أكثرهم لا يعلمون أيحكمة خلقها، فيعرضون عنه”[5].

 


[1] تفسير الطبري: (24/ 693).
[2] تيسير الكريم الرحمن، السعدي: (ص 501). تفسير ابن سعدي، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان المؤلف: عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي (المتوفى: 1376هـ) المحقق: عبد الرحمن بن معلا اللويحق الناشر: مؤسسة الرسالة ط1، 1420هـ -2000 م عدد الأجزاء: 1.
[3] أضواء البيان، للشنقيطي 9/ 153.
[4] المصدر السابق 3/ 189.
[5] محاسن التأويل، القاسمي 8/ 421، ويُنظر: موسوعة التفسير الموضوع، صفات الله عز وجلَّ.





Source link

أترك تعليقا

مشاركة
منظومتا المصطلح: البلبل الصداح، وإيناس الغربة (PDF)
حب بلا حدود: قصة حب ترسم فصولاً جديدة في كتاب الحياة