الإمام ابن قيم الجوزية


الإمام ابن قيم الجَوزِيَّة

الحمد لله، الذي له ملك السماوات والأرض، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، والصلاة والسلام على نبينا محمد، الذي أرسله ربه شاهدًا ومبشرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا؛ أما بعد:

فإن الإمام العالم ابن قيم الجَوزِيَّة هو أحد علماء المسلمين المشهورين، الذين يحب الكثير من طلاب العلم الكرام معرفة سيرته المباركة، فأقول وبالله تعالى التوفيق:

الاسم والنسب:

الإمام ابن الْقَيِّم: هو محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي الدمشقي، أبو عبدالله، ابن قيم الجَوزِيَّة.

 

فائدة مهمة:

لُقِّب بابن قيم الجَوزِيَّة نسبة إلى والده الشيخ أبي بكر بن أيوب، الذي كان قيِّمًا مديرًا على المدرسة الجَوزِيَّة بدمشق، فاشتهرت ذريته وأحفاده بهذا اللقب، فصار الواحد منهم يُدعَى بابن قيم الجَوزِيَّة.

 

والجَوزِيَّة: هي المدرسة التي أنشأها يوسف بن عبدالرحمن بن علي الجوزي رحمه الله، المتوفى سنة 656 هجرية.

 

ميلاد ابن الْقَيِّم:

وُلِدَ ابن الْقَيِّم في اليوم السابع من شهر صفر سنة 691 للهجرة في قرية زرع من قرى حَوْرَان، تبعد عن دمشق 55 ميلًا، ثم ارتحل إلى دمشق، وتتلمذ فيها؛ [ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب الحنبلي، ج: 2/ 170، البدر الطالع للشوكاني، ج: 2، ص: 143].

 

شيوخ الإمام ابن الْقَيِّم:

سوف نذكر بعض شيوخ الإمام ابن الْقَيِّم:

أولًا: شيوخه في الحديث:

الشهاب العابر: أحمد بن عبدالرحمن بن عبدالمنعم، الحنبلي، أبو العباس، عابر الرؤيا.

 

ابن مكتوم: إسماعيل بن يوسف بن مكتوم، الشافعي، المقرئ، المسنِد، المعمر.

 

أيوب بن نعمة بن محمد، زين الدين أبو العلاء، المقدسي، ثم الدمشقي، الكحَّال.

 

ابن عبدالدائم: أبو بكر بن أحمد بن عبدالدائم بن نعمة، المقدسي، المعمر، مسنِد الشام.

 

الحاكم: سليمان بن حمزة، أبو الفضل، المقدسي، الحنبلي، القاضي بدمشق.

 

علاء الدين الكندي الوداعي: علي بن مظفر بن إبراهيم، أبو الحسن، الكندي، الإسكندراني.

 

عيسى المطعم: شرف الدين، عيسى بن عبدالرحمن المقدسي، مسنِد الوقت.

 

البهاء بن عساكر: القاسم بن مظفر بن هبة الله بن عساكر، المعبِّر، الطبيب.

 

القاضي بدر الدين بن جماعة: محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة.

 

محمد بن أبي الفتح بن أبي سهل البعلبكي، الحنبلي، شمس الدين، أبو عبدالله، الإمام، العلَّامة، المحدِّث.

 

ابن الشيرازي: محمد بن محمد بن محمد بن هبة الله بن محمد بن يحيى بن بندار.

 

المزي: يوسف بن عبدالرحمن بن يوسف، الدمشقي، الشافعي، الإمام، العلامة، الحافظ، محدث الشام.

 

ثانيًا: شيوخه في اللغة العربية:

محمد بن أبي الفتح البعلبكي.

 

مجد الدين التونسي: أبو بكر بن القاسم، نزيل دمشق، شيخ القراءة والنحو.

 

ثالثًا: شيوخه في الفقه:

أخذ الإمام ابن الْقَيِّم الفقه عن جماعة من أجِلَّةِ عصره؛ منهم:

شيخ الإسلام أحمد بن عبدالحليم بن عبدالسلام بن تيمية.

 

المجد الحراني: إسماعيل بن محمد بن إسماعيل، أبو محمود، الحراني، الفراء، الحنبلي.

 

شرف الدين بن تيمية: عبدالله بن عبدالحليم بن تيمية، أخو شيخ الإسلام ابن تيمية.

 

رابعًا: شيوخه في الفرائض:

والده: أبو بكر بن أيوب، قيِّم الجَوزِيَّة.

 

خامسًا: شيوخه في أصول الفقه:

صفي الدين الهندي: محمد بن عبدالرحيم بن محمد، الشافعي، العلامة، الأصولي.

 

ابن سيد الناس: محمد بن محمد أحمد بن عبدالله بن يحيى.

 

ابن الزملكاني: كمال الدين بن علي بن عبدالواحد، شيخ الشافعية بالشام وغيرها.

 

ابن مفلح: محمد بن مفلح، المقدسي، الحنبلي، أبو عبدالله، أحد الأئمة.

 

فاطمة بنت إبراهيم بن محمود بن جوهر، البطائحي، البعلبكي، أم محمد؛ [ابن قيم الجَوزِيَّة، جمال محمد السيد، ج: 1، 174:146].

 

تلاميذ ابن الْقَيِّم:

سوف نذكر بعض تلاميذ الإمام ابن الْقَيِّم:

ولده: إبراهيم بن محمد بن أبي بكر.

 

ولده: عبدالله بن محمد بن أبي بكر.

 

الحافظ ابن كثير: إسماعيل بن عمر بن كثير.

 

الصفدي: خليل بن أيبك بن عبدالله الصفدي.

 

ابن رجب الحنبلي: عبدالرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي.

 

علي بن الحسين بن علي بن عبدالله الكناني، المقرئ، الحنبلي.

 

السبكي: علي بن عبدالكافي بن علي بن تمام بن يوسف.

 

ابن عبدالهادي: محمد بن أحمد بن قدامة، المقدسي، الحنبلي.

 

محمد بن عبدالقادر بن محيي الدين بن عثمان، النابلسي.

 

محمد بن محمد بن محمد بن الخضر، الزبيري، الشافعي.

 

المقري: محمد بن محمد بن أبي بكر القرشي، المقري، التلمساني.

 

الفيروزآبادي: محمد بن يعقوب بن محمد، أبو الطاهر، الشافعي؛ [ابن قيم الجَوزِيَّة، جمال محمد السيد، ج: 1، 200:192].

 

عقيدة الإمام ابن الْقَيِّم في أسماء الله وصفاته:

ذكر الإمام عقيدة وسطية أهل السنة في باب أسماء الله تعالى وصفاته؛ حيث قالوا:

نَصِفُ الله بما وصف به نفسه، وبما وصفه به رسوله، من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تشبيه ولا تمثيل.

 

ثم قال الإمام ابن الْقَيِّم: “طريقتنا إثبات حقائق الأسماء والصفات ونفي مشابهة المخلوقات؛ فلا نعطِّل، ولا نؤوِّل، ولا نمثِّل، ونقول له ذات حقيقة ليست كالذوات، وله صفات حقيقة لا مجازًا ليست كصفات المخلوقين، وكذلك قولنا في وجهه تبارك وتعالى ويديه وسمعه وبصره وكلامه واستوائه”؛ [الصواعق المرسلة لابن الْقَيِّم، ج: 2، ص: 426].

 

عقيدة ابن الْقَيِّم في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:

قال الإمام ابن الْقَيِّم رحمه الله: “كان الصحابة أبرَّ الناس قلوبًا، وأعمق علمًا، وأقل تكلفًا، وأقرب إلى أن يوفَّقوا فيها لِما لم نوفَّق له نحن؛ لِما خصَّهم الله تعالى به من توقَّد الأذهان، وفصاحة اللسان، وسَعَةِ العلم، وسهولة الأخذ، وحسن الإدراك وسرعته، وقلة المعارض أو عدمه، وحسن القصد، وتقوى الرب تعالى؛ فالعربية طبيعتهم وسليقتهم، والمعاني الصحيحة مركوزة في فِطَرِهم وعقولهم، ولا حاجة بهم إلى النظر في الإسناد وأحوال الرواة، وعلل الحديث والجرح والتعديل، ولا إلى النظر في قواعد الأصول، وأوضاع الأصوليين، بل قد غنوا عن ذلك كله، فليس في حقهم إلا أمران: أحدهما: قال الله تعالى كذا، وقال رسوله كذا، والثاني: معناه كذا وكذا، وهم أسعد الناس بهاتين المقدمتين، وأحظى الأمة بهما، فقواهم متوفرة مجتمعة”؛ [إعلام الموقِّعين عن رب العالمين لابن الْقَيِّم، ج: 4، ص: 113].

 

ثناء العلماء على ابن الْقَيِّم:

سوف نذكر بعض أقوال العلماء الكرام في الإمام ابن قيم الجَوزِيَّة:

1- قال الحافظ المزي: “ابن الْقَيِّم في هذا الزمان كابن خزيمة في زمانه”؛ [الرد الوافر لابن ناصر الدين الدمشقي، ص: 68].

 

2- قال الإمام ابن رجب: “كان ابن الْقَيِّم شديد المحبة للعلم وكتابته، ومطالعته وتصنيفه، واقتناء الكتب، واقتنى من الكتب ما لم يحصل لغيره”؛ [ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب الحنبلي، ج: 5/ 174].

 

3- قال الإمام ابن كثير: “كان ابن الْقَيِّم حَسَنَ القراءة والخُلُق، كثير التودد، لا يحسُد أحدًا، ولا يؤذيه، ولا يستعيبه ولا يحقد على أحد، وكنت من أصحب الناس له وأحب إليه، ولا أعرف في هذا العالم في زماننا أكثر عبادةً منه، وكانت له طريقة في الصلاة يطليها جدًّا ويمُدَّ ركوعها وسجودها، ويلومه كثير من أصحابه في بعض الأحيان، فلا يرجع ولا ينزع عن ذلك رحمه الله، وله من التصانيف الكبار والصغار شيء كثير، وكتب بخطِّه الحسن شيئًا كثيرًا، واقتنى من الكتب ما لا يتهيأ لغيره تحصيل عُشره من كتب السلف والخلف”؛ [البداية والنهاية لابن كثير، ج: 18، ص: 523].

 

4- قال القاضي برهان الدين الزرعي: “ما تحت أديم السماء أوسع علمًا من ابن الْقَيِّم”؛ [طبقات المفسرين للداودي، ج: 2، ص: 95].

 

5- قال ابن ناصر الدين الدمشقي: “الشيخ الإمام العلامة شمس الدين أحد المحققين، عَلَم المصنفين، نادرة المفسرين، أبو عبدالله محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد بن حريز الزرعي الأصل، ثم الدمشقي، ابن قيم الجَوزِيَّة، وتلميذ الشيخ تقي الدين بن تيمية، له التصانيف الأنيقة والتآليف التي في علوم الشريعة”؛ [الرد الوافر لابن ناصر الدين الدمشقي، ص: 68، رقم: 28].

 

6- قال صلاح الدين الصفدي: “ابن الْقَيِّم ناظَرَ واجتهد وأكبَّ على طلب العلم، وصنَّف وصار من الأئمة الكبار في علم التفسير والحديث والأصول فقهًا وكلامًا، والفروع والعربية، ولم يخلُفِ الشيخ العلامة تقي الدين بن تيمية مثله”؛ [الوافي بالوفيات، صلاح الدين الصفدي، ج: 2، ص: 196].

 

7- قال أحمد بن علي المقريزي: “ابن قيم الجَوزِيَّة: برع في عدة علوم ما بين تفسير وفقه وعربية وغير ذلك، ولزِم شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية بعد عَودِه من القاهرة، سنة اثنتي عشرة وسبعمائة، حتى مات، وأخذ عنه علمًا جمًّا، فصار أحد أفراد الدنيا وتصانيفه كثيرة”؛ [السلوك لمعرفة دول الملوك للمقريزي، ج: 4، ص: 132].

 

8- قال يوسف بن تغري بردي: “كان ابن قيم الجَوزِيَّة بارعًا في عدة علوم، ما بين تفسير وفقه، وعربية ونحو، وحديث وأصول وفروع، ولزم شيخ الإسلام تقى الدين بن تيمية بعد عوده من القاهرة في سنة اثنتي عشرة وسبعمائة، وأخذ منه علمًا كثيرًا، حتى صار أحد أفراد زمانه، وتصدى للإقراء والإفتاء سنين، وانتفع به الناس قاطبة، وصنف وألف كتبًا”؛ [النجوم الزاهرة، ابن تغري بردي، ج: 11، ص: 249].

 

9- قال السخاوي: “ابن الْقَيِّم: هو العلامة الحُجَّة، المتقدم في سَعَةِ العلم، ومعرفة الخلاف، وقوة الجَنان، ورئيس أصحاب ابن تيمية الإمام، بل هو حسنة من حسناته، والمجمَع عليه بين المخالف والموافق، وصاحب التصانيف السائرة، والمحاسن الجمة، انتفع به الأئمة”؛ [التاج المكلل، صديق حسن خان القنوجي، ص: 411].

 

10- قال الإمام السيوطي: “ابن الْقَيِّم: صنَّف، وناظر، واجتهد، وصار من الأئمة الكبار في التفسير والحديث، والفروع والأصلَين، والعربية”؛ [بغية الوعاة للسيوطي، ج: 1، ص: 63].

 

11- قال الإمام الشوكاني: “كان ابن الْقَيِّم متقيدًا بالأدلة الصحيحة، معجبًا بالعمل بها، غير معوِّل على الرأي، صادعًا بالحق، لا يحابي فيه أحدًا، ونعمتِ الجرأة”؛ [البدر الطالع للشوكاني، ج: 2، ص: 145:143].

 

محنة الإمام ابن الْقَيِّم:

قال الإمام الذهبي: “حُبِس ابن الْقَيِّم مدةً وأُوذِي؛ لإنكاره شدَّ الرَّحْلِ إلى قبر الخليل”؛ [معجم المختص بالمحدثين للذهبي، ص: 269].

 

قال الإمام ابن حجر العسقلاني: “غلب على ابن الْقَيِّم حب ابن تيمية، حتى كان لا يخرج عن شيء من أقواله، بل ينتصر له في جميع ذلك، وهو الذي هذَّب كتبه، ونشر علمه، وكان له حظ عند الأمراء المصريين، واعتُقِل مع ابن تيمية بالقلعة، بعد أن أُهِين وطِيف به على جمل مضروبًا بالدِّرة – العصا – فلما مات ابن تيمية أُفْرِج عنه، وامتُحن مرة أخرى بسبب فتاوى ابن تيمية، وكان ينال من علماء عصره وينالون منه، وكانت مدة ملازمته لابن تيمية منذ عاد من مصر سنة 712 إلى أن مات”؛ [الدرر الكامنة لابن حجر، ج: 6، ص: 138].

 

وقد امتُحن ابن الْقَيِّم مرة أخرى بسبب فتواه بأن الطلاق الثلاث بكلمة واحدة يقع طلقة واحدة؛ وهو اختيار شيخه ابن تيمية أيضًا.

 

مكتبة ابن الْقَيِّم:

قال الإمام الشوكاني: “كان ابن الْقَيِّم مغرمًا بجمع الكتب، فحصَّل منها ما لا تحصر، حتى كان أولاده يبيعون منها بعد موته دهرًا طويلًا سوى ما اصطفَوه لأنفسهم منها”؛ [البدر الطالع للشوكاني، ج: 2، ص: 145:143].

 

من أقوال الإمام ابن الْقَيِّم رحمه الله:

1- لا يجتمع الإخلاص في القلب، ومحبة المدح والثناء والطمع فيما عند الناس، إلا كما يجتمع الماء والنار؛ [الفوائد لابن الْقَيِّم، ص: 149].

 

2- البدن إذا مرِض لم ينفع فيه الطعام والشراب، فكذلك القلب إذا مرِض بالشهوات لم تنفع فيه المواعظ؛ [الفوائد لابن الْقَيِّم، ص: 98].

 

3- العالِم إذا مُنِح غناءً، فقد أُعِين على تنفيذ علمه، وإذا احتاج إلى الناس، فقد مات علمه وهو ينظر؛ [إعلام الموقعين لابن الْقَيِّم، ج: 4، ص: 157].

 

4- الرجل الجليل الذي له في الإسلام قدم صالحة، وآثار حسنة، وهو من الإسلام وأهله بمكان، قد تكون منه الهفوة والزَّلَّة هو فيها معذور، بل ومأجور لاجتهاده؛ فلا يجوز أن يُتَّبع فيها، ولا يجوز أن تُهدَر مكانته وإمامته ومنزلته من قلوب المسلمين؛ [إعلام الموقعين لابن الْقَيِّم، ج: 3، ص: 220].

 

5- إن الأعمال لا تتفاضل بصورها وعددها، وإنما تتفاضل بتفاضل ما في القلوب، فتكون صورة العملين واحدةً، وبينهما في التفاضل كما بين السماء والأرض، والرجلان يكون مقامهما في الصف واحدًا، وبين صلاتيهما كما بين السماء والأرض؛ [مدارج السالكين لابن الْقَيِّم، ج: 1، ص: 340].

 

6- إن في دوام الذكر في الطريق والبيت، والحَضَر والسفر، والبقاع – تكثيرًا لشهود العبد يوم القيامة؛ فإن البقعة والدار والجبل والأرض تشهد للذاكر يوم القيامة؛ [الوابل الصيب لابن الْقَيِّم، ص: 111].

 

7- إذا أصبح العبد وأمسى وليس همه إلا الله وحده، تحمَّل الله سبحانه حوائجه كلها، وحمل عنه كل ما أهمَّه، وفرَّغ قلبه لمحبته، ولسانه لذكره، وجوارحه لطاعته، وإن أصبح وأمسى والدنيا همه، حمَّله الله همومها وغمومها؛ [الفوائد لابن الْقَيِّم، ص: 84].

 

8- إن العبد لَيأتي يوم القيامة بحسنات أمثال الجبال، فيجد لسانه قد هدمها عليه كلها، ويأتي بسيئات أمثال الجبال فيجد لسانه قد هدمها من كثرة ذكر الله وما اتصل به؛ [الجواب الكافي لابن الْقَيِّم، ص: 161].

 

9- للعبد سِتْرٌ بينه وبين الله، وستر بينه وبين الناس، فمن هتك الستر الذي بينه وبين الله، هتك الستر الذي بينه وبين الناس؛ [الفوائد لابن الْقَيِّم، ص: 33].

 

10- للعبد ربٌّ هو ملاقيه، وبيت هو ساكنه، فينبغي له أن يسترضِيَ ربَّه قبل لقائه، ويعمُرَ بيته قبل انتقاله إليه؛ [الفوائد لابن الْقَيِّم، ص: 33].

 

11- محب الدنيا لا ينفك من ثلاث: همٌّ لازم، وتعب دائم، وحسرة لا تنقضي، وذلك أن مُحِبَّها لا ينال منها شيئًا إلا طمَحت نفسه إلى ما فوقه؛ [إغاثة اللهفان لابن الْقَيِّم، ج: 1، ص: 37].

 

مؤلفات الإمام ابن الْقَيِّم:

الإمام ابن الْقَيِّم له أكثر من ستين كتابًا في مختلف علوم الشريعة الإسلامية، وسوف نذكر بعضًا منها مؤلفات:

اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية.

 

أحكام أهل الذمة.

 

إعلام الموقعين عن رب العالمين.

 

إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان.

 

بدائع الفوائد.

 

تحفة المودود في أحكام المولود.

 

تهذيب مختصر سنن أبي داود.

 

الجواب الكافي.

 

جلاء الأفهام.

 

حادي الأرواح.

 

حكم تارك الصلاة.

 

الرسالة التبوكية.

 

روضة المحبين ونزهة المشتاقين.

 

الروح.

 

زاد المعاد في هدي خير العباد.

 

شفاء العليل.

 

الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة.

 

طريق الهجرتين وباب السعادتين.

 

الطرق الحكمية في السياسة الشرعية.

 

عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين.

 

الفروسية.

 

الفوائد.

 

قصيدة الكافية الشافية.

 

الكلام على مسألة السماع.

 

مدارج السالكين.

 

مفتاح دار السعادة.

 

المنار المنيف في الصحيح والضعيف.

 

هداية الحيارى.

 

الوابل الصيب في الكلم الطيب.

 

الأمثال في القرآن.

 

صفات المنافقين.

 

التبيان في أقسام القرآن؛ [ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب الحنبلي، ج: 5/ 170].

 

وفاة الإمام ابن الْقَيِّم:

تُوفِّيَ الإمام ابن الْقَيِّم رحمه الله في ليلة الخميس ثالث عشر رجب، وقت أذان العشاء، وصُلِّي عليه بعد صلاة الظهر من الغد بالجامع الأموي، وقد كانت جنازته حافلةً، شهدها القضاة، والأعيان، والصالحون من الخاصة والعامة، وتزاحم الناس على حمل نعشه، ودُفن عند والدته بمقابر الباب الصغير؛ [البداية والنهاية لابن كثير، ج: 18/ 523].

 

ختامًا:

رحم الله تعالى الإمام ابن قيم الجَوزِيَّة رحمةً واسعةً، وجزاه الله عن الإسلام خير الجزاء، ونسأل الله تعالى أن يجمعنا به في الفردوس الأعلى من الجنة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله، وأصحابه، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.





Source link

أترك تعليقا

مشاركة
تحميل كتاب المحكمة الرقمية والجريمة المعلوماتية – دراسة مقارنة pdf
الثوب السعودي «أعجبني»… والانفجار الكروي حديث العالم