بغض ما يبغضه الله ورسوله من الإيمان


بُغض ما يبغضه الله ورسوله من الإيمان

قال شيخ الإسلام رحمه الله: من لم يكُن في قلبه بُغضُ ما يبغضه الله ورسوله من المنكر الذي حرَّمه من الكفر والفسوق والعصيان، لم يكن في قلبه الإيمان الذي أوجبه الله عليه، فإن لم يكن مبغضًا لشيء من المحرمات أصلًا لم يكن معه إيمان أصلًا.

 

والحاصل أن الإنسان يأتي من ذلك بما يستطيع، ولا يقصر في نصرة دين الله، ولا يعتذر في إسقاط ذلك بالأعذار التي لا تصِح، ولا يسقط بها ما أوجَب الله عليه من أمر الله، وعليه بالأخذ بالرفق واللطف وإظهار الشفقة والرحمة، فإن ذلك عليه مدار كبير عند الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ قال الله تعالى: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [النحل: 125]، ومن الحكم أن يدعو كل أحد على حسب حاله وفَهمه وقبوله وانقياده.

 

ومن الحكمة الدعوة بالعلم والبداءة بالأهم، وبالأقرب إلى الأذهان والفهم، وبما يكون قبوله أتَمَّ، والرفق واللين، فإن انقاد بالحكمة، وإلا فينتقل معه إلى الدعوة بالموعظة الحسنة، وهو الأمر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب، وليحذر من المداهنة في الدين، ومعناه أن يسكت الإنسان عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعن قول الحق وكلمة العدل: طمعًا في الناس وتوقعًا لما يحصل منهم من جاه أو مالٍ أو حظوظ الدنيا.

 

وقال أبو عبد الله لعمر بن صالح: يا أبا حفص، يأتي على الناس زمان يكون المؤمن فيه بينهم مثل الجيفة، ويكون المنافق يشار إليه بالأصابع، فقلت: يا أبا عبد الله، وكيف يشار إلى المنافق بالأصابع، فقال: يا أبا حفص صيَّروا أمر الله فضولًا.

 

وقال المؤمن: إذا رأى أمرًا بالمعروف أو نهيًا عن المنكر، لم يصبر حتى يأمر وينهى، قالوا: يعني هذا فضول، قال: والمنافق كلُّ شيء يراه قال بيده على فمه: «أي صمت فلم ينَه ولم يأمر، فقالوا: (نعم الرجل ليس بينه وبين الفضول عمل).

 

وقد رُوي أن الجار يوم القيامة يتعلق بجاره ويقول: ظلمني، فيرد عليه بأنه ما ظلمه ولا خانه في أهل ولا مال، فيقول الجار: صدق إنه لم يَخُنِّي في أهل ولا مالٍ، ولكنه وجدني أعصي الله فلم ينهني، هذا الأثر بالمعنى، ورُوي حديث آخر: ويل للعالم من الجاهل حيث لا يعلمه.

 

شعرًا:


 

آخر:




إذا بالمعروف لم أثن صادقًا
ولَم أذمم الجبس اللئيم المذمَّما
ففيمَ عرَفت الخير والشر باسمه
وشقَّ لي الله المسامع والفما

 

آخر:




أرى الإحسان عند الحر حمدًا
وعند النذل منقصةً وذمَّا
كقطر صار في الأصداف درًّا
وفي ناب الأفاعي سُمَّا

 

آخر:




إذا سبَّني نذل تزايدتُ رفعةً
وما العيبُ إلا أن أكون مساببه
ولو لم تكن نفسي عليَّ عزيزة
لمكَّنتها من كل نذل تجاوبه


آخر:




متى تضع الكرامة في لئيمٍ
فإنك قد أسأت إلى الكرامهْ

آخر:




لا تَلْطُفَنَّ بذي لومٍ فتُطغيه
أغلظه يأتيك مطواعًا ومُذعانَا
إن الحديد تُليِّن النارُ قسوته
ولو صببتَ عليه البحر ما لانا

 

والله أعلم، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.







Source link

أترك تعليقا

مشاركة
بغض ما يبغضه الله ورسوله من الإيمان
حديث: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا آكل متكئا