جهود أبي هريرة في خدمة القرآن الكريم


جهود أبي هريرة في خدمة القرآن الكريم

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، خاتم رسل الله، وعلى آله وصحبه؛ أما بعد:

فبالنظر في سيرة أبي هريرة الدَّوسِيِّ رضي الله عنه يقف الباحث على صفحاتٍ مشرِقة لأبي هريرة في خدمة العلم، وخدمة مصادر التشريع؛ قرآنًا وسنة، فلم تقتصر جهوده على رواية حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فقط، بل امتدَّت جهوده في خدمة القرآن الكريم بالتعليم والإقراء، وأيضًا بالتفسير والتأويل، فضلًا عن جهوده في الإفتاء والدعوة والاحتساب، وفي هذا البحث أُلْقِي الضوء على هذه الجهود؛ لتكون نبراسًا لمن يؤرِّخون لأبي هريرة وجهوده في خدمة الدين الحنيف.

 

حفظ أبي هريرة للقرآن الكريم وتعليمه وإقراؤه:

لم يقتصر عِلْمُ أبي هريرة فقط على حفظ الحديث، بل كان حافظًا قارئًا للقرآن الكريم، قرأه على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى أُبَيِّ بن كعب، وعلى زيد بن ثابت، ثم تولى إقراءه وتعليمه لطائفة من التابعين.

 

قال ابن الجزري وهو يترجم لطبقات القراء: “عبدالرحمن بن صخر، أبو هريرة الدوسي الصحابي الكبير رضي الله عنه، اختُلف في اسمه، والأقوى والأشهر عبدالرحمن، وكان في الجاهلية عبدَشمس، أسْلَمَ هو وأمه سنة سبع،ـ وأخذ القرآن عَرضًا عن أبي بن كعب، وقال سبط الخياط: حكى جماعة من شيوخنا البغداديين أن الأعرج قرأ على أبي هريرة، وأن أبا هريرة قرأ على النبي صلى الله عليه وسلم، قلت: المشهور أنه قرأ على أبي بن كعب، عرض عليه عبدالرحمن بن هرمز الأعرج، وأبو جعفر، قيل: وشيبة بن نصاح، قال الذهبي: إنه لم يدرك أبا هريرة، ومناقبه وفضائله، وتواضعه وعلمه أكثر من أن تُحصَر، وأشهر من أن تُذكَر، كان يُجزِّئ الليل ثلاثة أجزاء؛ جزء للقرآن، وجزء للنوم، وجزء يتذكر فيه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قال ابن مجاهد: ثنا عبدالله بن سليمان، أنبا يونس بن حبيب، عن قتيبة بن مهران، أنبا سليمان بن مسلم، قال: سمعت أبا جعفر يحكي لنا قراءة أبي هريرة ﴿ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ ﴾ [التكوير: 1]، يحزنها شبه الرثاء، قلت: تنتهي إليه قراءة أبي جعفر ونافع، تُوفِّيَ سنة سبع، وقيل: سنة ثمانٍ وخمسين، والقولان مشهوران، وقيل: سنة تسع وخمسين، وله ثمانٍ وسبعون سنة”[1].

 

وقال ابن الجزري أيضًا بعد أن ساق سنده إلى نافع (أحد القراء)، أنه قرأ على الأعرج، وإن الأعرج قال: قرأت على أبي هريرة، وأن أبا هريرة قال: قرأت على أبي بن كعب، قال: وقال أبي: عرض عليَّ النبي صلى الله عليه وسلم القرآن، وقال: ((أمرني جبريل أن أقرأ عليك القرآن))[2].

 

ثم قال ابن الجزري كذلك في ترجمة زيد بن ثابت رضي الله عنه: “عرض القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم، وقرأه عليه من الصحابة أبو هريرة، وابن عباس، ومن التابعين أبو عبدالرحمن السلمي، وأبو العالية الرياحي، قيل: وأبو جعفر”[3].

 

ثم قال ابن الجزري رحمه الله في ترجمة سعيد بن المسيب: “سعيد بن المسيب بن حزن المخزومي أبو محمد عالم التابعين، وَرَدَتِ الرواية عنه في حروف القرآن على ابن عباس وأبي هريرة، وروى عن عمر وعثمان وسعيد بن زيد…”[4]، فذكر أبا هريرة رضي الله عنه في شيوخ سعيد بن المسيب الذين قرأ عليهم القرآن.

 

وقال في ترجمة صالح بن خوات:

“صالح بن خوات بن جبير بن النعمان الأنصاري المدني تابعي جليل، روى القراءة عن أبي هريرة، أخذ عنه القراءة عرضًا نافع بن أبي نعيم”[5].

 

قال الذهبي: “أبو هريرة رأس في القرآن، وفي السنة، وفي الفقه”[6].

 

وقد ذكر الإمامان الذهبي وابن الجزري بعضَ مَن قرؤوا القرآن على أبي هريرة من التابعين، فذكروا منهم محمد بن سيرين، وصالح بن خوات، وعبدالرحمن بن هرمز الأعرج، وعطاء بن أبي رباح، وعكرمة مولى ابن عباس رضي الله عنهما، وعمرو بن عمرو بن جرير، ومحمد بن الحنفية (محمد بن علي بن أبي طالب)، ومحمد بن كعب القرظي، ويزيد بن القعقاع أبا جعفر القارئ أحد القراء العشرة[7].

 

جهود أبي هريرة في تفسير القرآن:

كان الصحابة يعتمدون في تفسيرهم للقرآن على القرآن؛ أي تفسير القرآن بالقرآن، فما أُوجِزَ في موضع بُسِطَ في موضع آخر، وما أُجْمِلَ في موضعٍ بُيِّن في آخرَ؛ فالقرآن يفسِّر بعضه بعضًا؛ ومن ذلك: حمل المطلق على المقيَّد، وحمل ما كان عامًّا على ما يخصصه في آية أخرى، ثم إنه إذا لم يجد الصحابة تفسير القرآن في القرآن، التمسوه فيما ثبت لديهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أقوال تُبيِّن وتُفسِّر آياتٍ من القرآن، فإذا لم يتيسر لهم ذلك، اجتهدوا في توضيح وتفسير القرآن حسب القواعد والضوابط التي فهموها من القرآن، ومن سُنَّةِ النبي صلى الله عليه وسلم، وعلى حسب لغة العرب ولهجاتهم، وحسب أسباب النزول للسور والآيات؛ أخرج البخاري في صحيحه عن أبي جحيفة رضي الله عنه، قال: ((قلت لعليٍّ رضي الله عنه: هل عندكم شيء من الوحي إلا ما في كتاب الله؟ قال: لا والذي فَلَقَ الحبَّة، وبَرَأَ النَّسَمَةَ، ما أعلمه إلا فَهمًا يعطيه الله رجلًا في القرآن، وما في هذه الصحيفة، قلت: وما في الصحيفة؟ قال: العَقْل، وفِكاك الأسير، وألَّا يُقتَل مسلم بكافر))[8].

 

وامتاز تفسير الصحابة بقوة الاستنباط، وقلة العبارة، وقوة المعاني ووضوحها، وقلة الاختلاف، والخلوِّ من التكلُّف، واكتفائهم بالمعنى الإجمالي، والخلو من المذاهب الكلامية، وندرة الاستنباط الفقهي لعدم الجهل به، وعدم الحاجة إليه.

 

ولم يستوعب الصحابة القرآن كله بالتفسير؛ لأنهم ما كانوا يتكلمون بالتفسير إلا حسب المقتضى، وحسب الدواعي.

 

وممن تكلم بالتفسير من الصحابة علي بن أبي طالب، وعبدالله بن مسعود، وعبدالله بن عمر، وعبدالله بن عمر، وعائشة، وأبو هريرة، وعبدالله بن عباس رضي الله عنهم، وهو أكثرهم؛ فقد دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((اللهم فقِّهه في الدين، وعلِّمه التأويل))[9].

 

تفسير أبي هريرة رضي الله عنه:

ما ورد عن أبي هريرة في التفسير نوعان؛ نوع رواه أبو هريرة عن غيره، إما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو عن الصحابة، أو عن بعض التابعين، فهذا النوع ليس لأبي هريرة فيه إلا مجرد النقل، إذا صحَّ السند إليه.

 

النوع الثاني: أقوال اجتهد فيها أبو هريرة؛ فهي منقولة عنه من قوله هو رضي الله عنه، وهذا ما نحن بصدد الحديث عنه لنرى جهده في تفسير وتأويل القرآن.

 

ولسنا في هذا البحث بصدد الإحصاء والحصر لكلِّ ما تكلم فيه أبو هريرة بالتفسير[10]، وإنما نذكر بعض النماذج من تفسيره رضي الله عنه لآياتٍ من كتاب الله تعالى، فبالنظر في تفسير عبدالرحمن بن أبي حاتم، وهو تفسير بالمنقول والمأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن الصحابة والتابعين – وقفت على جملة من تفسير أبي هريرة رضي الله عنه لبعض آيات القرآن الكريم؛ فمن ذلك:

(1) وفي تفسير قول الله تعالى: ﴿ يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ ﴾ [البقرة: 20].

 

أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره (1/155) رقم (191)، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “البرق اصطفاق البرد”.

 

(2) قوله تعالى: ﴿ بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾ [البقرة: 81].

 

أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره (1/158) (827): عن أبي هريرة: قوله: ﴿ وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ ﴾ [البقرة: 81]، قال: أحاط به شِرْكَه.

 

(3) قوله تعالى: ﴿ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ ﴾ [البقرة: 164].

 

أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره (1/ 274) (1468) بسنده أن أبا هريرة قال: “ما نزل قَطْرٌ إلا بميزان”، وقوله يوافق قول الله تعالى: ﴿ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ ﴾ [المؤمنون: 18].

 

(4) قوله تعالى: ﴿ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ﴾ [البقرة: 184]؛ قال ابن أبي حاتم في تفسيره (1/306): “ورُوِيَ عن أبي عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل، وأبي هريرة، وعمرو بن العاص، وأنس بن مالك، ورافع بن خديج، وعبيدة السلماني، وعبيد بن عمير، وسعيد بن المسيب، وأبي سلمة بن عبدالرحمن، وأبي جعفر، وسالم، وعطاء، وأبي ميسرة، وطاووس، وعبدالرحمن الأسود، وسعيد بن جبير، والنخعي، والحكم، وعكرمة، وعطاء بن دينار، وأبي الزناد، وقتادة، وزيد بن أسلم، وربيعة، ومكحول، والحسن بن صالح، والثوري، ومالك، والأوزاعي، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وإسحاق بن راهويه، قالوا جميعًا: يُقضَى متفرقًا”.

 

(5) قوله تعالى: ﴿ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ﴾ [البقرة: 184].

 

قال ابن أبي حاتم في تفسيره (1/ 308، 309): “ورُوِيَ عن أبي هريرة وأحد القولين عن ابن عباس، ومكحول، وعطاء، وسعيد بن المسيب، وأبي قلابة، ويحيى بن أبي كثير، أنه يتصدق عن كل يوم بمُدٍّ”.

 

(6) قوله تعالى: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾ [البقرة: 185].

 

أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره (1663) بسنده عن أم الحكم بنت قارظ قالت: أرسلت إلى أبي هريرة: كيف تقضي المرأة رمضان؟ فقال: فرِّقي، ثم قال: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾ [البقرة: 185].

 

وأخرج ابن أبي حاتم في تفسيره (1/314): أن أم الحكم بنت قارظ، أنها أرسلت إلى أبي هريرة تسأله، قالت: إنه يصيبني ما يصيب النساء من العلة في رمضان، فما ترى في قضائه؟ فقال أبو هريرة: أَحْصِي العِدَّة، وصومي كيف شئت؛ إنما يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر.

 

(7) قوله تعالى: ﴿ لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ ﴾ [البقرة: 225].

 

أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره (2/ 408) (2154) بسنده عن عائشة، أنها كانت تتأول هذه الآية يعني قوله: ﴿ لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ ﴾ [البقرة: 225] وتقول: “هو الشيء يحلف عليه أحدكم، لا يريد منه إلا الصدق، فيكون على غير ما حَلَفَ عليه”.

 

ثم قال: “ورُوِيَ عن أبي هريرة وابن عباس في أحد قوليه…”؛ [انتهى].

 

(8) قوله تعالى: ﴿ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ﴾ [البقرة: 286].

 

أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره (2/ 579) (3094) عن أبي هريرة: ﴿ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ﴾ [البقرة: 286]، قال: نعم.

وهذا له حكم الرفع.

 

(9) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما من مولود يُولَد إلا مسَّه الشيطان، فيستهل صارخًا من مسَّةِ الشيطان إياه، إلا مريم وابنها، ثم يقول أبو هريرة: اقرؤوا إن شئتم: ﴿ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ﴾ [آل عمران: 36].

 

(10) عن أبي حازم عن أبي هريرة: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾ [آل عمران: 110]، قال: “خير الناس للناس يُجاء بهم وفي أعناقهم السلاسل حتى يدخلهم في الإسلام”.

 

(11) قوله: ﴿ يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ ﴾ [آل عمران: 125]، أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره (4108) عن أبي سلمة عن أبي هريرة في هذه الآية: ﴿ مُسَوِّمِينَ ﴾ قال: “بالعِهْنِ الأحمر”.

 

(12) قوله تعالى: ﴿ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ﴾ [آل عمران: 159].

 

أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره (4413) بسنده عن ابن شهاب، عن أبي هريرة قال: “ما رأيت أحدًا أكثر مشورةً لأصحابه من رسول الله صلى الله عليه وسلم”.

 

(13) قول الله عز وجل: ﴿ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ [آل عمران: 161].

 

أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره (4439) بسنده عن سعيد المقبري، قال: “جاء رجل إلى أبي هريرة، فقال: أرأيت قول الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ [آل عمران: 161]؟ هذا يغُلُّ ألف درهم وألفي درهم يأتي بها؟ أرأيت من يَغُلُّ مائة بعير، مائتي بعير، كيف يصنع؟ قال: أرأيت من كان ضرسه مثل أُحُد، وفخذه مثل ورقان، وساقه مثل بيضاء، ومجلسه ما بين المدينة إلى الربذة؟ ألَا يحلُّ هذا؟”.

 

(14) أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره (4788) عن أبي هريرة: ﴿ وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ ﴾ [النساء: 5]، قال: “الخدم، وهم شياطين الإنس، وهم الخدم”.

 

(15) قوله تعالى: ﴿ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ ﴾ [النساء: 25].

 

قال ابن أبي حاتم في تفسيره (3/ 922): “ورُوِيَ عن أبي هريرة ومجاهد، والشعبي والضحاك، وعطاء الخراساني، ويحيى بن أبي كثير، ومقاتل بن حيان، والسدي، قالوا: أخلاء”.

 

(16) أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره (3/955) (5337) عن أبي هريرة: ﴿ وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 40]، قال: “الجنة”؛ ثم قال: “ورُوِيَ عن الحسن وسعيد بن جبير وعكرمة، والضحاك وقتادة نحو ذلك”.

 

(17) أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره (3/988) (5532) عن أبي صالح، عن أبي هريرة في قول الله تعالى: ﴿ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ﴾ [النساء: 59]، قال: “هم الأمراء”.

 

(18) أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره (4/ 1098) (6154) عن أبي صالح، عن أبي هريرة: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ ﴾ [النساء: 145]، قال: “الدرك الأسفل بيوت لها أبواب تُطبَق عليها، فيُوقَد من تحتهم النار ومن فوقهم”.

 

(19) قوله تعالى: ﴿ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ﴾ [النساء: 159].

 

أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره (4/ 1113) (6249) عن حنظلة، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ينزل عيسى بن مريم، فيقتل الخنزير، ويكسِر الصليب، ويضع الجزية، وتضع الحرب أوزارها، ويُعطَى المال حتى لا يُقبَل، ويُجمع له الصلاة، ويأتي الرَّوحاء فيحُج منها، أو يعتمر، أو يجمعها الله له، ثم قرأ أبو هريرة: ﴿ وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ ﴾ [النساء: 159]))، قال: قبل موت عيسى، قال حنظلة: فلا أدري هذا أصله حديث النبي صلى الله عليه وسلم، أو قولًا من أبي هريرة”.

 

(20) أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره (4/ 1211) (6834) عن أبي سلمة، عن أبي هريرة في قوله: ﴿ أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ ﴾ [المائدة: 96]، قال: “ما لُفِظَ ميتًا فهو طعامه”.

 

(21) أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره (4/ 1286) (7262) بسنده عن يزيد بن الأصم، قال: سمعت أبا هريرة يقول: “ما من دابة في الأرض، ولا طائر يطير بجناحيه إلا سيُحشَر يوم القيامة، ثم يُقتَصُّ لبعضها من بعض، حتى يُقتَصَّ للجَمَّاء من ذات القرن، ثم يقول لها: كوني ترابًا، فعند ذلك يقول الكافر: ﴿ لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا ﴾ [النبأ: 40]، وإن شئتم فاقرؤوا: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ ﴾ [الأنعام: 38].

 

(22) أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره (5/ 1429) (8151) بسنده عن أبي هريرة، في قوله: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ ﴾ [الأنعام: 159]، قال: هم من هذه الأمة، أو في هذه الأمة.

 

(23) قوله تعالى: ﴿ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ﴾ [الأنعام: 160].

 

أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره (5/ 1431) (8165) عن عبدالله بن مسعود، في قوله: ﴿ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ ﴾ [الأنعام: 160] قال: لا إله إلا الله، ورُوِيَ عن ابن عباس وأبي هريرة، وعلي بن الحسين وسعيد بن جبير، والحسن وعطاء، ومجاهد وأبي صالح ذكوان، ومحمد بن كعب القرظي، والنخعي والضحاك، والزهري وعكرمة، وزيد بن أسلم وقتادة – نحوُ ذلك.

 

(24) وقال ابن أبي حاتم في تفسيره (8500): “ورُوِيَ عن أبي هريرة أنه قال في أصحاب الأعراف: هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم، فمنعهم من دخول الجنة سيئاتهم، ومنعهم من دخول النار حسناتهم”.

 

(25) قوله تعالى: ﴿ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ﴾ [الأعراف: 54].

 

أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره (5/ 1498) (8585) بسنده عن أبي هريرة رضي الله عنه: “الخَلْقُ خَلْقُ الله، والأمر أمره”.

 

(26) قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا ﴾ [الأعراف: 204].

 

أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره (5/ 1645) (8728) عن أبي هريرة قال: “كانوا يتكلمون في الصلاة فنزلت: ﴿ وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الأعراف: 204]، فهذا في الصلاة”.

 

(27) قوله تعالى: ﴿ لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [الأنفال: 68].

 

أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره (5/ 1733) (9895) عن أبي هريرة قال: “لما كان يوم بدر، تعجَّل الناس إلى الغنائم فأصابوها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الغنيمة لا تحل لأحد سُودِ الرؤوس غيركم))، كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إذا غنموا الغنيمة جمعوها، ونزلت نار من السماء فأكلتها، فأنزل الله هذه الآية: ﴿ لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ ﴾ [الأنفال: 68] إلى آخر الآيتين”.

 

(28) قوله تعالى: ﴿ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ ﴾ [التوبة: 69].

 

أخرج ابن أبي حاتم في تفسيره (6/ 1834) (10506) عن أبي هريرة: ﴿ فَاسْتَمْتَعْتُمْ بِخَلَاقِكُمْ كَمَا اسْتَمْتَعَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ بِخَلَاقِهِمْ ﴾ [التوبة: 69] قال: “الخَلَاق: الدين”.

 

(29) عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((تجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار في صلاة الفجر))، ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه: “اقرؤوا إن شئتم: ﴿ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا ﴾ [الإسراء: 78]”.

 

وما تقدم ذكره، فهو للدلالة على جهود أبي هريرة في تفسير وتـأويل القرآن الكريم، وليس على سبيل الجمع والاستقصاء والحصر لكل أقواله في التفسير، ومن أرد المزيد أو الحصر، فعليه بكتب التفسير بالمأثور، ومنها على سبيل المثال: تفسير عبدالرزاق، وتفسير ابن أبي حاتم، وتفسير الطبري “جامع البيان”، وتفاسير أبي الحسن الواحدي، وتفسير البغوي “معالم التنزيل”، والدر المنثور للسيوطي، وتفسير ابن كثير، وأيضًا كتب التفسير في الصحاح والجوامع من كتب السنة والحديث.

 

والله تعالى وحده من وراء القصد.


[1] غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزري (1/ 370).

[2] غاية النهاية في طبقات القراء (1/ 31).

[3] السابق (1/ 296).

[4] السابق (1/ 308).

[5] السابق (1/ 332).

[6]سير أعلام النبلاء (2/ 627) .

[7] راجع: غاية النهاية في طبقات القراء لابن الجزي، ومعرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار، للذهبي.

[8] أخرجه البخاري (3047) والترمذي (1412) وأحمد (599) والدارمي (2401).

[9] أخرجه أحمد (2397) والترمذي (2397). وفي البخاري ومسلم ” اللهم علمه الكتاب”.

[10] راجع: “بعض أقوال أبي هريرة رضي الله عنه في تفسير سورة البقرة” للباحث علي عبد الله طاهر أحمد؛ وكذلك ” أبو هريرة ومروياته في تفسيري الطبري وابن أبي حاتم” للباحث الدكتور محمد ياسين توكي ماجي.





Source link

أترك تعليقا

مشاركة
حب بلا حدود: قصة حب ترسم فصولاً جديدة في كتاب الحياة
عندما نحب في الله