خواتيم سورة البقرة
خواتيم سورة البقرة
تمهيد:
خواتيم سورة البقرة: هي الآيتان الأخيرتان منها، وهي آيات مدنية[1]، قال عز الدين ابن عبد السلام رحمه الله في تفسير قوله تعالى: ﴿لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ﴾[2] أي له تدبير ذلك أو ملكه ﴿وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ﴾[3] يقصد بها كتمان الشهادة، أو ما حَدَّث به نفسه من سوء أو معصية، فنسخت بقوله تعالى: ﴿رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِين﴾[4]، أو هي محكمة فيؤاخذ الإنسان بما أضمره، إلا أن الله يغفره للمؤمن فيؤاخذ به الكافر، أو هي عامة في المؤاخذة بما أضمره، أو هي عامة ومؤاخذة المسلم بمصائب الدنيا[5] [6]، وفي فضلها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أُعطيت خواتم سورة البقرة، من كنز تحت العرش، ولم يعطهن نبي قبلي[7] [8] [9]، ومن فوائد هذه الآيتين، عموم ملك الله تعالى، وأن الله لا شريك له في ذلك الملك، وإثبات صفات الكمال لله تعالى، وإثبات القدرة لله وعمومها وغيرها[10].
التعريف:
خواتيم سورة البقرة: ويقصد بها الآيتان الأخيرتان منها، كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، قال: الآيتان من آخر سورة البقرة من قرأهما في ليلة كفتاه[11] [12]، وهي آيات مدنية، وهما قوله تعالى: ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِير * لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِين ﴾[13] [14].
تفسير خواتيم سورة البقرة:
قال عز الدين ابن عبد السلام رحمه الله في تفسير قوله تعالى: ﴿ لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ ﴾[15] أي له تدبير ذلك أو ملكه قال تعالى: ﴿ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ ﴾[16] يقصد بها كتمان الشهادة، أو ما حَدَّث به نفسه من سوء أو معصية، فنسخت بقوله تعالى: ﴿ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِين ﴾[17]، أو هي محكمة فيؤاخذ الإنسان بما أضمره، إلا أن الله يغفره للمؤمن فيؤاخذ به الكافر، أو هي عامة في المؤاخذة بما أضمره، أو هي عامة ومؤاخذة المسلم بمصائب الدنيا[18].
وتشتمل خواتيم سورة البقرة على أمور سبعة:
• أربعة منها تتعلق بالمبدأ وهي، معرفة الربوبية، أي معرفة الله تعالى وملائكته وكتبه ورسله، قال تعالى: ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ﴾[19].
• اثنان منها تتعلق بالوسط، أحدهما مبدأ العبودية قال تعالى: ﴿ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ﴾[20]، والثاني كمال العبودية وهو الالتجاء إلى الله وطلب المغفرة منه قال تعالى:﴿ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا ﴾[21].
• واحد يتعلق بالمعاد، وهو الذهاب إلى حضرة الملك الوهاب قال تعالى: ﴿ وَإِلَيْكَ الْمَصِير ﴾[22].
ويتفرع على هذه المراتب سبع مراتب في الدعاء والتضرع:
• أولها: ﴿ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ﴾[23]، فضد النسيان هو الذكر، قال تعال: ﴿ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ ﴾[24]، وهذا الذكر إنما يحصل بقوله: ﴿ بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيم ﴾[25].
• ثانيها: ﴿ رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ﴾[26]، ودفع الإصر والثقل يوجب ﴿ الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِين ﴾[27].
• ثالثها: ﴿ رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ ﴾[28]، وذلك إشارة إلى كمال رحمته قال تعالى: ﴿ الرَّحْمـنِ الرَّحِيم ﴾[29].
• رابعها: ﴿ وَاعْفُ عَنَّا ﴾[30]، لأنك أنت المالك للقضاء والحكومة في يوم الدين، قال تعالى: ﴿ مَـالِكِ يَوْمِ الدِّين ﴾[31].
• خامسها: ﴿ وَاغْفِرْ لَنَا ﴾[32]، لأنا التجأنا بكليتنا إليك، وتوكلنا في جميع الأمور عليك قال تعالى: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِين ﴾[33].
• سادسها: ﴿ وَارْحَمْنَآ ﴾[34]، لأنا طلبنا الهداية منك قال تعالى: ﴿ اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيم ﴾[35].
• سابعها: ﴿ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِين ﴾[36]، ﴿ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّين ﴾[37]، فهذه المراتب ذكرها محمد صلى الله عليه وسلم في عالم الروحانيات عند صعوده إلى المعراج، فلما نزل من المعراج فاض أثر المصدر على المظهر فوقع التعبير عنها بسورة الفاتحة، فمن قرأها في صلاته صعدت هذه الأنوار من المظهر إلى المصدر كما نزلت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم من المصدر إلى المظهر[38].
أقوال العلماء في خواتيم سورة البقرة:
اختلف المفسرون في هذه الآيات، هل هي محكمة أم منسوخة على قولين:
القول الأول: أنها منسوخة:
واستدلوا بحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم: ﴿ لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير ﴾[39]، قال: فاشتد ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم بركوا على الركب، فقالوا: أي رسول الله، كلفنا من الأعمال ما نطيق: الصلاة والصيام والجهاد والصدقة، وقد أنزلت عليك هذه الآية ولا نطيقها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين من قبلكم: سمعنا وعصينا، بل قولوا: ﴿ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِير ﴾[40]، قالوا: ﴿ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِير ﴾[41]، فلما اقترأها القوم ذلت بها ألسنتهم، فأنزل الله في إثرها ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِير ﴾[42]، فلما فعلوا ذلك نسخها الله تعالى، فأنزل الله عز وجل: ﴿ لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ﴾[43]، قال: نعم ﴿ رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ﴾[44]، قال: نعم ﴿ رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ ﴾[45]، قال: نعم ﴿ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِين ﴾[46]، قال: نعم[47].
وقد ذهب بعض العلماء إلى أن هذه الآية منسوخة، قال ابن الجوزي وهذا قول ابن مسعود، وأبي هريرة، وابن عباس، في رواية، والحسن، والشعبي، وابن سيرين، وسعيد بن جبير، وقتادة، وعطاء الخراساني، والسدي، وابن زيد، ورجحه في التسهيل، وقال: والصحيح التأويل الأول لوروده في الصحيح، وقد ورد أيضاً عن ابن عباس وغيره، فإن قيل: إن الآية خبر والأخبار لا يدخلها النسخ، فالجواب: أن النسخ إنما وقع في المؤاخذة والمحاسبة، وذلك حكم يصح دخول النسخ فيه، فلفظ الآية خبر[48] [49] [50].
القول الثاني: أنها غير منسوخة:
وذهب بعض العلماء إلى أنها غير منسوخة، وإنما هي في حق كاتم الشهادة، ومن العلماء من قال: إن المنسوخ منها ما يتعلق بحديث النفس والوساوس والشكوك لقوله صلى الله عليه وسلم إن الله تجاوز عن أمتي ما وسوست به صدورها مالم تعمل أو تكلم، ومن العلماء من قال: لم تنسخ، ولكن لا يلزم من المحاسبة المؤاخذة، وقال الضحاك: يعلمه الله يوم القيامة بما كان يسره ليعلم أنه لم يخف عليه.
وفي الخبر: إن الله تعالى يقول يوم القيامة: هذا يوم تبلى فيه السرائر، وتخرج الضمائر، وأن كتابي لم يكتبوا إلا ما ظهر من أعمالكم، وأنا المطلع على ما لم يطلعوا عليه ولم يخبروه ولا كتبوه، فأنا أخبركم بذلك وأحاسبكم عليه، فأغفر لمن أشاء وأعذب من أشاء، فيغفر للمؤمنين ويعذب الكافرين[51] [52]، وهذا أصح ما في الباب، يدل عليه حديث النجوى، عن ابن عمر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يدني المؤمن يوم القيامة من ربه عز وجل حتى يضع عليه كنفه، فيقرره بذنوبه فيقول هل تعرف؟ فيقول أي رب أعرف، قال فإني قد سترتها عليك في الدنيا، وإني أغفرها لك اليوم، فيعطى صحيفة حسناته، وأما الكفار والمنافقون فينادى بهم على رءوس الخلائق هؤلاء الذين كذبوا على الله[53] [54] [55] [56] [57]، وقال الثعالبي: ورجح الطبري أن الآية محكمة غير منسوخة[58].
وهذا هو الصواب، وإنما هي مخصصة، وذلك أن قوله تعالى: ﴿ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ ﴾[59]، معناه بما هو في وسعكم، وتحت كسبكم، وذلك استصحاب المعتقد، والفكر فيه، فلما كان اللفظ مما يمكن أن تدخل فيه الخواطر، أشفق الصحابة والنبي صلى الله عليه وسلم، فبين الله تعالى لهم ما أراد بالآية الأولى، وخصصها، ونص على حكمه، أنه لا يكلف نفسا إلا وسعها، والخواطر ليست هي، ولا دفعها في الوسع، بل هي أمر غالب، وليست مما يكسب، ولا يكتسب، وكان في هذا البيان فرحهم، وكشف كربهم، وتأتي الآية محكمة لا نسخ فيها[60] [61]:
• ﴿ فَيَغْفِرُ ﴾: أي برحمته.
• ﴿ لِمَن يَشَاء ﴾: أي من العصاة.
• ﴿ وَيُعَذِّبُ ﴾: أي بعدله.
• ﴿ مَن يَشَاء ﴾: أي من عباده.
وهذا يعني أنه ليس لأحد عليه حق يوجب عليه أن يغفر له، وليس لأحد عليه حق يمنعه من أن يعذبه، بل الملك له، يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد[62].
فضل خواتيم سورة البقرة:
1) حديث أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ هاتين الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة، كفتاه[63] [64] [65].
2) حديث أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أُعطيت خواتم سورة البقرة، من كنز تحت العرش، ولم يعطهن نبي قبلي[66] [67].
3) حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله كتب كتاباً قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام، أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة، ولا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان[68] [69].
4) حديث أَبي مسعودٍ البدْرِيِّ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: منْ قَرَأَ بالآيتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورةِ البقَرةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ متفقٌ عَلَيْهِ[70] [71] [72]، وأفاد هذا الحديث فوائد كثيرة منها:
• تخصيص هاتين الآيتين من آخرها بكمالهما.
• أن قراءتهما من أوراد الليل خاصة، وليستا من أوراد المساء والصباح والنوم.
• أن الليل يدخل بغروب الشمس، فمتى قرأها الإنسان من أول الليل أو أوسطه أو آخره حصل له ذلك، وكلما بادر بالقراءة حتى ولو بعد غروب الشمس مباشرة كان أفضل وأكمل في الكفاية والحماية.
• فضل هاتين الآيتين، لِما اشتملتا على الإيمان بالله ورسوله وملائكته وكُتبه واليوم الآخر، ورفع الحرج والمشقة، وطلب العفو والمغفرة والرحمة.
• لما كان الليل لانتشار الشياطين وفساد المفسدين، جعل الله للعبد ما يحفظ به نفسه وداره وأهل بيته.
• أنهما كفاية ودرعٌ وحفظٌ وعناية، واختُلِف في هذه الكفاية، والصحيح الأعم ما ذكره ابن حجر والنووي وابن القيم العَلم؛ أن الصحيح كفتاه من شرّ ما يؤذيه، فهما من الأوراد المتينة التي تمنع الأذى والشر، والإفساد والضرر، وتُعوِّذ العبد من كل سوء، فهما حفظٌ للعبد من كل مكروه وعينٍ وسحرٍ وضرر ومصيبةٍ وآفةٍ وشيطانٍ مؤذٍ وسوءٍ وشرّ، فتحفظان العبد من شياطين الإنس والجن، وتقيانه من مُضلات الشرور والفتن، كما قال تعالى: ﴿ أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ﴾[73] [74].
5) حديث عبد الله بن عباس، قال بينا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عنده جبريلُ إذ سمِع نَقيضًا من فوقهِ، فرفعَ جبريلُ بصرَه إلى السماءِ فقال: هذا بابٌ فُتِح من السماءِ ما فُتِح قطُّ قال فنزل منه ملَكٌ فأتَى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال أبشِرْ بنورَينِ أوتيتُهما لم يؤتَهُما نبيٌّ قبلكَ فاتحةِ الكتابِ وخواتيمِ سورةِ البقرةِ، لن تَقرأَ حرفًا منهما إلَّا أُعطيتَهُ[75] [76]، وفي هذا الحديث فوائد عديدة منها:
• أنهما من خصائص نبينا.
• أنهما من خصائص هذه الأمة.
• أنهما نزل بهما ملكٌ خاص.
• أنهما فُتِحا لهما بابٌ من السماء خاص.
• أنهما ما سألا عبدٌ ما بهما إلا أعطاه الله ما فيهما.
• أنهما نورٌ وكفى بالنور نور.
• أنهما نزلتا بحضرة جبريل، ومحمدٍ صلوات الله وسلامه عليهما.
• أنهما بُشِّرا بهما نبينا، والتبشير تفاؤلٌ ورجاء، وحُسن ظنٍ وهناء.
• أنهما حمايةٌ في حماية، فالبقرة حماية، وهما أخص بذلك الحماية.
• أنهما استجاب الله للدعاء لمن سأل بهما[77].
فوائد آيات خواتيم سورة البقرة:
1) عموم ملك الله تعالى.
2) أن الله لا شريك له في ذلك الملك.
3) إثبات صفات الكمال لله تعالى.
4) الرضا بقضاء الله وقدره، لأننا ملك له تعالى.
5) عموم علم الله تعالى وسعته.
6) تحذير العبد من أن يخفي في قلبه مالا يرضي الله.
7) إثبات الحساب.
8) إثبات المشيئة لله تعالى.
9) إثبات القدرة لله وعمومها[78].
مؤلفات في تفسير آيات خواتيم سورة البقرة:
1) النجوم الباهرة في تفسير خواتيم سورة البقرة، أحمد قاسم عبد الرحمن محمد.
2) المواهب المدخرة في خواتيم سورة البقرة، الإمام برهان الدين بن أبي شريف.
[1] تأليف: لجنة الفتوى بالشبكة الإسلامية، فتاوى الشبكة الإسلامية، الجزء الثالث، تم نسخه من الإنترنت: في 1 ذو الحجة 1430، هـ = 18 نوفمبر، 2009 م، http://www.islamweb.net، تاريخ النشر بالشاملة: 8 ذو الحجة 1431هـ، ص 84.
[2] سورة البقرة، آية رقم: 284.
[3] سورة البقرة، آية رقم: 284.
[4] سورة البقرة، آية رقم: 286.
[5] السلمي أبو محمد عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام، تفسير القرآن (وهو اختصار لتفسير الماوردي)، المحقق: الدكتور عبد الله بن إبراهيم الوهبي، الناشر: دار ابن حزم – بيروت، لبنان، الطبعة: الأولى، 1416هـ-1996م، ص 249.
[6] اللهيميد سليمان بن محمد، تفسير القرآن الكريم، سورة الفاتحة، البقرة، آل عمران، النساء، الجزء الثالث، تاريخ النشر بالشاملة: 20 رمضان 1443هـ، ص 122.
[7] ابن حنبل الإمام أحمد، مسند الإمام أحمد بن حنبل، المحقق: شعيب الأرنؤوط، عادل مرشد، وآخرون، الجزء الثاني، الطبعة الأولى، الناشر: مؤسسة الرسالة، 1421هـ – 2001م، رقم الحديث: (21604).
[8] الألباني أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدين، سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها، الناشر: مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، الرياض، الطبعة الأولى، (لمكتبة المعارف)، 2002م، رقم الحديث: (1482).
[9] أبا الخيل خالد بن علي، الفوائد المقررة في خواتيم سورة البقرة، مقالة منشورة، تاريخ النشر: 2022-10-12 – 1444/03/16، موقع الخطباء: https://2u.pw/gUf2ody
[10] اللهيميد سليمان بن محمد، تفسير القرآن الكريم، سورة الفاتحة، البقرة، آل عمران، النساء، الجزء الثالث، تاريخ النشر بالشاملة: 20 رمضان 1443هـ، ص 122.
[11] النيسابوري أبو الحسين مسلم بن الحجاج، صحيح مسلم، الجزء الأول، مطبعة عيسى الحلبي، دار إحياء التراث، بيروت، لبنان، 1955م، رقم الحديث: (808).
[12] البخاري، محمد بن إسماعيل، صحيح البخاري، الجزء الرابع، الطبعة الأولى، دار القلم، بيروت، لبنان، 1407هـ -1987م، رقم الحديث: (4722).
[13] سورة البقرة، آية رقم: 285-286.
[14] تأليف: لجنة الفتوى بالشبكة الإسلامية، فتاوى الشبكة الإسلامية، الجزء الثالث، تم نسخه من الإنترنت: في 1 ذو الحجة 1430، هـ = 18 نوفمبر، 2009 م، http://www.islamweb.net، تاريخ النشر بالشاملة: 8 ذو الحجة 1431هـ، ص 84.
[15] سورة البقرة، آية رقم: 284.
[16] سورة البقرة، آية رقم: 284.
[17] سورة البقرة، آية رقم: 286.
[18] السلمي أبو محمد عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام، تفسير القرآن (وهو اختصار لتفسير الماوردي)، المحقق: الدكتور عبد الله بن إبراهيم الوهبي، الناشر: دار ابن حزم – بيروت، لبنان، الطبعة: الأولى، 1416هـ-1996م، ص 249.
[19] سورة البقرة، آية رقم: 285.
[20] سورة البقرة، آية رقم: 285.
[21] سورة البقرة، آية رقم: 285.
[22] سورة البقرة، آية رقم: 285.
[23] سورة البقرة، آية رقم: 286.
[24] سورة الكهف، آية رقم: 24.
[25] سورة الفاتحة، آية رقم: 1.
[26] سورة البقرة، آية رقم: 286.
[27] سورة الفاتحة، آية رقم: 2.
[28] سورة البقرة، آية رقم: 286.
[29] سورة الفاتحة، آية رقم: 3.
[30] سورة البقرة، آية رقم: 286.
[31] سورة الفاتحة، آية رقم: 4.
[32] سورة البقرة، آية رقم: 286.
[33] سورة الفاتحة، آية رقم: 5.
[34] سورة البقرة، آية رقم: 286.
[35] سورة الفاتحة، آية رقم: 6.
[36] سورة البقرة، آية رقم: 286.
[37] سورة الفاتحة، آية رقم: 5.
[38] النيسابوري نظام الدين الحسن بن محمد، غرائب القرآن ورغائب الفرقان، المحقق: الشيخ زكريا عميرات، الجزء الأول، الطبعة الأولى، الناشر: دار الكتب العلميه، بيروت، لبنان، 1416هـ، ص 114.
[39] سورة البقرة، آية رقم: 284.
[40] سورة البقرة، آية رقم: 285.
[41] سورة البقرة، آية رقم: 285.
[42] سورة البقرة، آية رقم: 285.
[43] سورة البقرة، آية رقم: 286.
[44] سورة البقرة، آية رقم: 286.
[45] سورة البقرة، آية رقم: 286.
[46] سورة البقرة، آية رقم: 285-286.
[47] النيسابوري أبو الحسين مسلم بن الحجاج، صحيح مسلم، الجزء الأول، مطبعة عيسى الحلبي، دار إحياء التراث، بيروت، لبنان، 1955م، ص 115.
[48] اللهيميد سليمان بن محمد، تفسير القرآن الكريم، سورة الفاتحة، البقرة، آل عمران، النساء، الجزء الثالث، تاريخ النشر بالشاملة: 20 رمضان 1443هـ، ص 121.
[49] الكلبي أبو القاسم محمد بن أحمد، التسهيل لعلوم التنزيل، المحقق: الدكتور عبد الله الخالدي، الطبعة الأولى، الناشر: شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم، بيروت، لبنان، 1416هـ، ص 141.
[50] موقع الألوكة: https://2u.pw/wo959US/
[51] القرطبي أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري، الجامع لأحكام القرآن، تحقيق: أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش، الجزء الثالث، الطبعة الثانية، الناشر: دار الكتب المصرية، القاهرة، 1384هـ – 1964م، ص 422.
[52] اللهيميد سليمان بن محمد، تفسير القرآن الكريم، سورة الفاتحة، البقرة، آل عمران، النساء، الجزء الثالث، تاريخ النشر بالشاملة: 20 رمضان 1443هـ، ص 121.
[53] النيسابوري أبو الحسين مسلم بن الحجاج، صحيح مسلم، الجزء الأول، مطبعة عيسى الحلبي، دار إحياء التراث، بيروت، لبنان، 1955م، رقم الحديث: (2768).
[54] البخاري، محمد بن إسماعيل، صحيح البخاري، الجزء الرابع، الطبعة الأولى، دار القلم، بيروت، لبنان، 1407هـ -1987م، رقم الحديث: (2441).
[55] الأزدي عبد الحق بن عبد الرحمن، الأحكام الشرعية الصغرى «الصحيحة»، المحقق: أم محمد بنت أحمد الهليس، أشرف عليه: خالد بن علي بن محمد العنبري، الجزء الثاني، الطبعة الأولى، الناشر: مكتبة ابن تيمية، القاهرة، جمهورية مصر العربية، مكتبة العلم، جدة، المملكة العربية السعودية، 1413هـ – 1993م، ص 871.
[56] القرطبي أبو عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري، الجامع لأحكام القرآن، تحقيق: أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش، الجزء الثالث، الطبعة الثانية، الناشر: دار الكتب المصرية، القاهرة، 1384هـ – 1964م، ص 423.
[57] موسى شاهين لاشين، فتح المنعم شرح صحيح مسلم، الجزء العاشر، الطبعة الأولى (لدار الشروق)، الناشر: دار الشروق، 1423هـ – 2002م، ص 335.
[58] اللهيميد سليمان بن محمد، تفسير القرآن الكريم، سورة الفاتحة، البقرة، آل عمران، النساء، الجزء الثالث، تاريخ النشر بالشاملة: 20 رمضان 1443هـ، ص 121.
[59] سورة البقرة، آية رقم: 284.
[60] اللهيميد سليمان بن محمد، تفسير القرآن الكريم، سورة الفاتحة، البقرة، آل عمران، النساء، الجزء الثالث، تاريخ النشر بالشاملة: 20 رمضان 1443هـ، ص 122.
[61] الثعالبي أبو زيد عبد الرحمن، الجواهر الحسان في تفسير القرآن، المحقق: محمد علي معوض، عادل أحمد عبد الموجود، الجزء الأول، الطبعة الأولى، الناشر: دار إحياء التراث العربي، بيروت، لبنان، 1418هـ، ص 556.
[62] اللهيميد سليمان بن محمد، تفسير القرآن الكريم، سورة الفاتحة، البقرة، آل عمران، النساء، الجزء الثالث، تاريخ النشر بالشاملة: 20 رمضان 1443هـ، ص 122.
[63] النيسابوري أبو الحسين مسلم بن الحجاج، صحيح مسلم، الجزء الأول، مطبعة عيسى الحلبي، دار إحياء التراث، بيروت، لبنان، 1955م، رقم الحديث: (808).
[64] البخاري، محمد بن إسماعيل، صحيح البخاري، الجزء الرابع، الطبعة الأولى، دار القلم، بيروت، لبنان، 1407هـ -1987م، رقم الحديث: (4722).
[65] عويضة محمد نصر الدين محمد، فصل الخطاب في الزهد والرقائق والآداب، الجزء التاسع، تاريخ النشر بالشاملة: 27 ربيع الأول 1432هـ، ص 140
[66] ابن حنبل الإمام أحمد، مسند الإمام أحمد بن حنبل، المحقق: شعيب الأرنؤوط، عادل مرشد، وآخرون، الجزء الثاني، الطبعة الأولى، الناشر: مؤسسة الرسالة، 1421هـ – 2001م، رقم الحديث: (21604).
[67] الألباني أبو عبد الرحمن محمد ناصر الدين، سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها، الناشر: مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، الرياض، الطبعة الأولى، (لمكتبة المعارف)، 2002م، رقم الحديث: (1482).
[68] الترمذي أبو عيسى محمد، الجامع الكبير سنن الترمذي، الطبعة الأولى، الناشر: دار الغرب الإسلامي، بيروت، لبنان، 1996م، رقم الحديث: (2882).
[69] سامي محمد، العمل الصالح (ويتقدمه رسم شجري لبعض مصطلحات الحديث)، تاريخ النشر بالشاملة: 16 محرم 1433هـ، ص 287.
[70] النيسابوري أبو الحسين مسلم بن الحجاج، صحيح مسلم، الجزء الأول، مطبعة عيسى الحلبي، دار إحياء التراث، بيروت، لبنان، 1955م، ص 558.
[71] البخاري، محمد بن إسماعيل، صحيح البخاري، الجزء الرابع، الطبعة الأولى، دار القلم، بيروت، لبنان، 1407هـ -1987م، رقم الحديث: (4008).
[72] موقع الإمام ابن باز: https://2u.pw/4Delmgc
[73] سورة الزمر، آية رقم: 36.
[74] أبا الخيل خالد بن علي، الفوائد المقررة في خواتيم سورة البقرة، مقالة منشورة، تاريخ النشر: 2022-10-12 – 1444/03/16، موقع الخطباء: https://2u.pw/KkhypnZ
[75] النيسابوري أبو الحسين مسلم بن الحجاج، صحيح مسلم، الجزء الأول، مطبعة عيسى الحلبي، دار إحياء التراث، بيروت، لبنان، 1955م، رقم الحديث: (807).
[76] موقع الجمهرة “معلمة مفردات المحتوى الإسلامي”: https://islamic-content.com/hadeeth/1056
[77] أبا الخيل خالد بن علي، الفوائد المقررة في خواتيم سورة البقرة، مقالة منشورة، تاريخ النشر: 2022-10-12 – 1444/03/16، موقع الخطباء: https://2u.pw/gUf2ody
[78] اللهيميد سليمان بن محمد، تفسير القرآن الكريم، سورة الفاتحة، البقرة، آل عمران، النساء، الجزء الثالث، تاريخ النشر بالشاملة: 20 رمضان 1443هـ، ص 122.