رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا توضأ دلك أصابع رجليه بخنصره
تخريج حديث:
المستورد بن شداد: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا توضأ دلك أصابع رجليه بخنصره.
قال المستورد بن شداد: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا توضأ دلك أصابع رجليه بخنصره. (1/ 152).
ضعيف.
أخرجه أبو عبيد في «الطهور» (383)، وأحمد (18010) و (18016)، وأبو داود (148)، والترمذي (40)، وابن ماجه (446)، والبزار (3464)، وابن قانع في «معجم الصحابة» (3/ 109)، والطحاوي في «معاني الآثار» (171)، والطبراني في «الكبير» (20/ 306) (728)، وأبو نعيم في «معرفة الصحابة» (6274)، والبيهقي في «الكبير» (361)، والبغوي في «شرح السنة» (214)، من طرق، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن عمرو المعافري، عن أبي عبد الرحمن الحُبُلي، عن المستورد بن شداد رضي الله عنه، به.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث ابن لهيعة».
وقال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم أحدًا يرويه بهذا اللفظ إلا بهذا الإسناد عن المستورد، وقد رُوي نحو كلامه عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه بغير هذا اللفظ».
وقال النووي في «المجموع» (1/ 424): «وهو حديث ضعيف؛ فإنه من رواية عبد الله بن لهيعة، وهو ضعيف عند أهل الحديث» اهـ.
قلت: وهو كما قال، وابن لهيعة – وإن كان فيمن روى عنه هذا الحديث: قتيبة بن سعيد، وعبد الله بن وهب، وعبد الله بن يزيد المقرئ – إلا أن ابن لهيعة ضعيف على طول الخط، ورواية هؤلاء عنه – وإن كانت أقوى من غيرها – إلا أنها ضعيفة أيضًا، كما بيَّنَّا هذا في غير هذا الموضع.
• ويزيد بن عمرو المعافري، صدوق.
• وأبو عبد الرحمن الحُبُلي؛ وهو عبد الله بن يزيد، ثقة.
وقد توبع ابن لهيعة على هذا الحديث.
فقد أخرجه ابن أبي حاتم في «مقدمة الجرح والتعديل» (1/ 31)، ومن طريقه البيهقي في «الكبير» (361)، قال: أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن ابن أخي ابن وهب، قال: سمعت عمي يقول: سمعت مالكًا سئل عن تخليل أصابع الرجلين في الوضوء، فقال: ليس ذلك على الناس، قال: فتركته حتى خف الناس، فقلت له: عندنا في ذلك سنة، فقال: وماهي؟ قلت: حدثنا الليث بن سعد، وابن لهيعة، وعمرو بن الحارث، عن يزيد بن عمرو المعافري عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن المستورد بن شداد القرشي، قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدلك بخنصره ما بين أصابع رجليه. فقال: إن هذا الحديث حسن، وما سمعت به قط إلا الساعة. ثم سمعته بعد ذلك يُسأل فيأمر بتخليل الأصابع.
قلت: قد ذكر هذه الرواية ابن القطان في «بيان الوهم والإيهام» (5/ 265)، ثم قال: «أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، قد وثقه أهل زمانه، قال أبو محمد بن أبي حاتم: سألت محمد بن عبد الله بن عبد الحكم عنه، فقال: ثقة، ما رأينا إلا خيرًا، قلت: سمع من عمه. قال: إي والله.
وقال أبو حاتم: سمعت عبد الملك بن شعيب بن الليث يقول: أبو عبيد الله ابن أخي ابن وهب ثقة.
وقد أخرج له مسلم رحمه الله، وإنما أنكر عليه بعض من تأخر أحاديث رواها بأخرة عن عمه، وهذا لا يضره؛ إذ هو ثقة أن ينفرد بأحاديث ما لم يكن. وإنما الذي يجب أن يُتفقد من أمر هذا الحديث، قول أبي محمد بن أبي حاتم: أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن، فإني أظنه يعني في الإجازة، فإنه لما ذكره في بابه قال: «إن أبا زرعة أدركه، ولم يكتب عنه، وإن أباه قال: أدركته، وكتبت عنه»؛ وظاهر هذا أنه هو لم يسمع منه، فإنه لم يقل: كتبت عنه مع أبي، وسمعت منه، كما هي عادته أن يقول فيمن يشترك فيه مع أبيه» اهـ.
قلت: وقد ضعف هذه القصة الحافظ ابن حجر في «إتحاف المهرة» (13/ 177)، فقال عقب الحديث: «أخرجه الترمذي، وابن ماجه، عن قتيبة، عن ابن لهيعة، وأشار الترمذي إلى تفرد ابن لهيعة، به.
ولم يتفرد به، فقد رواه ابن أبي حاتم الرازي: عن أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، عن عمه، عن الليث، وابن لهيعة، وعمرو بن الحارث، ثلاثتهم عن يزيد بن عمرو المعافري، عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن المستورد، وفيه قصة لابن وهب مع مالك. وأظنه غلطًا من أحمد بن عبد الرحمن، فقد حدث به، عن محمد بن الربيع الجيزي في كتاب «الصحابة الذين نزلوا مصر»، فلم يذكر غير ابن لهيعة، وأخرجه من طرق عن ابن لهيعة. وعن يونس بن عبد الأعلى، ومحمد بن عبد الله بن عبد الحكم، كلاهما عن ابن وهب، عن ابن لهيعة وحده» اهـ.
قلت: وأحمد بن عبد الرحمن بن وهب صاحب القصة، فيه ضعف.