زوجي بخيل أم حريص؟
♦ الملخص:
فتاة في فترة الملكة، زوجها يناقشها في كل شيء من ترتيبات الزواج، واختيار المدينة التي سيسكنون فيها، والشقة، وتأثيثها، ويحرص على إرضائها، ويأخذ رأيها، لكنها لاحظت أنه يناقشها في الأسعار في المدينة التي سيسافرون إليها، وفي تأثيث الشقة، وفي اختيار الكوشة، فخافت أن يكون بخيلًا، كما أُشيع عن والده، وهي تسأل: هل هو بخيل أم حريص؟
♦ التفاصيل:
أنا فتاة في مدة الملكة، زوجي يشاورني في كل ما يخص مستقبلنا، ويحرص على إرضائي، فقد شاورني في اختيار قاعة الزفاف، وفي أي دور نسكن، ولما أراد أن يقدم طلب نقل من مدينته، وافق على اختياري، مع أنه لم يكن المدينة التي يسكن فيها أهله، المشكلة أنني لاحظت عليه أنه يناقشني في الأسعار؛ فمثلًا عندما اخترتُ القاعة، أجاب أن سعرها مناسب، وعندما ناقشني في تأجيل تأثيث الشقة كاملة مؤقتًا، قال: صعبٌ أن أؤثِّث بمبلغ كذا، وحدد الرقم، فاقترحت عليه تأثيث جزء، ووافق، وعندما تناقشنا في الدولة التي سنسافر إليها، اقترحت عليه دولة ما، فذكر لي رأيين لصديقين له؛ الأول يرى أنها تتشدد في أمر النقاب، والأسعار فيها مرتفعة، والثاني مدحها كثيرًا، ثم ختم كلامه بأن الأسعار لا تهم، المهم أمر النقاب، ومن اهتماماته التي عرفتها أن يحب الأجهزة الإلكترونية ويحب أن يقرأ عن مميزات كل شركة، ويقارن بين أسعارها، ولقد تواصلت مع أخته في اختيار (الكوشة)، اختارت محلًّا لم يعجبني، واخترتُ محلًّا رأت هي أن أسعاره غالية، وقد يكون المحل غاليَ السعر حقًّا، لكني تمنيتُ أن يكون زوجي سخيًّا معي، ويختار الكوشة من المحل الذي أردت، أمر آخر؛ وهو أنه طلب مني أن أستخرج جواز سفر، ولم يرسل لي المبلغ، فهل هذا الزوج بخيل أم حريص؟ نقاشه معي في الأسعار يقلقني، وقد وصلني خبرٌ لا أدري مدى صحته؛ وهو أن والده بخيل، مع أن عائلة زوجي يسافرون ويخرجون كثيرًا، وملابسهم أنيقة، ولم يرَ أهلي عليهم شيئًا كهذا، لكن البيوت أسرار ولا نعلم إن كانوا بخلاء أم لا، وقد شككنا في بخلهم في يوم الملكة؛ عندما قدموا (مدة أم العروس) 4500 مع خاتم قيمته 500، وفي عُرْفنا تكون 5000 مع خاتم.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله؛ أما بعد:
فالله سبحانه وتعالى شرع الزواج لِحِكَمٍ عظيمة، وغايات جليلة وسامية، وعلى المسلم أن يسلُكَ الطرق الشرعية في التعامل مع شريك الحياة، وأن يتحلى بالأخلاق الحميدة.
والجدير بالذكر أن هناك مَن يستعجل في إصدار الحكم تجاه شريك الحياة، وهناك من لا ينتبه إلا إلى حقوقه، متجاهلًا حقوقَ شريكه عليه في هذه العلاقة.
ولا شكَّ أن من حق الزوج عليكِ أن تُعِينِيه على تشييد هذا الكِيان الأسري بشكل متزَّنٍ؛ حتى يكون هذا الكيان قويَّ البناء، متماسكَ الأركان، غير مُزَعْزَع.
ولا يخفى عليكِ أهمية إدارة المال في الحياة الأسرية، والترشيد في استخدامه، والحفاظ عليه وادخاره؛ فبه تُقضى الحوائج، ويُعِفُّ به الإنسان نفسه عن الحاجة إلى الآخرين.
وما تفضلتِ بذكره من أحداث تدل على أخلاق عالية، واحترام متبادل بينكما، وحوار يتضمن احترام وجهة النظر.
بل يتبين لي من خلال عرضكِ للموضوع أن هذا الزوج عاقل، ويتعامل مع الأمور بحكمة، ويحاول أن يحقق الاتزان في هذه العلاقة، دون الإخلال بميزانية الأسرة.
ولا بُدَّ أن تَعِي ما يمر به زوجكِ في هذه المرحلة من تحمُّل لأعباء وتكاليف، لتلبية احتياجاتكما الأساسية، فلا تلتفتي للكماليات.
وكما أنكِ تنظرين إليه في هذه المرحلة نظرة تفحُّص، هو كذلك يسبُرُ أغوار عقلكِ وتصوراتكِ، التي تتضح من خلال سلوككِ وتعاملاتكِ؛ لذا عليكِ أن تكوني داعمة له في هذه المرحلة، وأن تعكسي الجانب العاقل لا المتسرع الذي يهتم بالمظاهر فقط.
وأوصيكِ – أختي الكريمة – بعدم إرخاء السمع لكل توصية أو خبر يحمل في طيَّاته الإساءة إلى الآخرين، بل تعاملي معهم على وَفْق ما يظهر من تعامُل.
أسأل الله للجميع التوفيق والسعادة، والله أعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.