هل التعري حضارة؟!


هل التعري حضارة؟

 

قال تعالى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ﴾ [الأعراف: 26].

 

معنى كلمة تعرِّي:

العُرْي هو عدم ارتداء أي ملابس، وأحيانًا يستخدم للإشارة إلى ارتداء ملابس أقل بكثير مما يُتوقَّع.

 

معنى اللباس:

الجمع: ألْبِسَة، ولُبُس.

اللِّباس: لُبْسُ ما يستر الجسم، أو ما يُلبَس من كسوة، إن كليهما يمنع الآخر عما لا يحل، فكما يمنع اللباس الحرَّ والبرد، فكذلك كل منهما يمنع الآخر، ويستره عن الفاحشة، ولباس كل شيء: غشاؤه، لباس النور: أكِمَّته، لباس التقوى: الإيمان، أو الحياء، أو العمل الصالح، لباس الجوع والخوف: الآلام.

 

أما تعريف اللباس في الاصطلاح، فهو:

ما يواري به الإنسان جسده، ويستر به سوأته، ويتزين ويتجمل به بين الناس، مما أباحت له الشريعة، ولم يتعارض مع آداب الإسلام وأوامره ونواهيه.

ومن الحكمة في مشروعية اللباس:

1- لُبْسُ ما يقِي الإنسان من الضرر في الحر والبرد، وصيانة الأجسام من كل ما يؤذيها.

2- سترًا للعورات، وحماية للأخلاق، وحفظًا للأعراض، وصيانة للمجتمع من الانحلال والفساد، وتكريمًا للبشر.

3- إظهار نعمة الله، وشكره على اللباس.

 

ولأننا أمة مسلمة فنحن مُتَّبِعون لشرعنا في جميع شؤون حياتنا، ومن ذلك ألبستنا، فيجب أن يكون ساترًا للعورة لكلا الجنسين، وإلا يكون فيه تشبُّه الرجال بالنساء، والنساء بالرجال؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لعن الله المتشبِّهات من النساء بالرجال، والمتشبهين من الرجال بالنساء))؛ [رواه البخاري]، وأن يكون اللباس واسعًا فَضْفاضًا، لا يجسِّم الأعضاء، ولا شفافًا، ثم إن التعري ينافي الفطرة، فلما خلق الله آدم وحواء عليهما السلام وأسكنهما الجنة، وخاطب آدم؛ وقال عز وجل: ﴿ إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى ﴾ [طه: 118]، ولما أكَلَا من الشجرة بَدَتْ عوراتهم.

فمباشرةً سعَوا إلى تغطية العورة، مما يدل على أن ستر العورات أمر فطري، مغروز في فطرة وصميم الإنسان، وأيضًا العري سمة حيوانية بهيمية.

فالتحضُّر حقيقة هو بالاحتشام، وعلى العكس مما يُقال وينتشر بين الناس – وخاصةً النساء – بأن الاحتشام تخلُّف.

 

إذًا من وراء انتشار ظاهرة التعري بين النساء خاصة؟ حتى صار في مفهوم بعضهن هداهن الله أن هذا هو التحضر والتقدم.

 

إن العري المعاصر يقف وراءه شياطين من شياطين الإنس والجن؛ قال تعالى: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ﴾ [الأعراف: 27]، والنفس الأمَّارة بالسوء، وفتن ومؤثرات خارجية؛ بسبب احتكاك الشعوب والأمم بغيرها، وانعكاس المفاهيم وانقلاب المقاييس، وأسباب أخرى كثيرة، نسأل الله أن يهدي كل مسلم لجادة الصواب.

وهذه بعض الحلول والعلاج لهذه الظاهرة؛ فمن ذلك:

1- أن يقوم أولياء الأمور بمنع النساء، ومحارمهم من اللباس غير المحتشم.

2- التربية الإيمانية، وغرس الحياء في الجيل منذ الصغر.

3- أن نغرس في النفوس، ونقرر أن هذه القضية دين وفطرة، وليست مأخوذة من التقاليد.

4- أن نكثِّف التوعية والبرامج التي تثقف النساء خاصةً، والرجال بأمور دينهم وما يتعلق بلباسهم.

 

وقد ورد في الحديث من حديث بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لما سأله قال: عوراتنا ما نأتي منها وما نذر؟ قال له صلى الله عليه وسلم: احفظ عورتك إلا من زوجتك، أو ما ملكت يمينك)).

وعن محمد بن جحش قال: ((مَرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على معمر وفخذاه مكشوفتان، فقال: يا معمر، غطِّ فخذيك؛ فإن الفخذين عورة))؛ [رواه أحمد والبخاري في “تاريخه“].

والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

 

المراجع:

موقع ابن باز.

محاضرة للشيخ خالد السبت.

قاموس المعاني.

موقع الدرر السنية.





Source link

أترك تعليقا

مشاركة
كتاب «الأمير تركي السديري»… مسيرة تاريخية لشخص استثنائي – صحيفة الشرق الأوسط
“قاسم” بـ”كتاب الرياض”: المَشاهد المزيفة تقتل الفيلم الوثائقي.. و”الضبعان”: وثائقيات الطبيعة هي الأصدق