أحكام صيام التطوع


أحكام صيام التطوع

صيام التطوع هو أحد أقسام الصيام، وهو من القُرب والعبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه جل وعلا طلبًا للجنة وخوفًا من النار، فمن صام يومًا تطوعًا حاز على الدرجات العُلى في جنات النعيم، ومن استمر على ذلك فله الأجر الجزيل والتوفيق العظيم.

 

أقسام صيام التطوع:

ينقسم صيام التطوع إلى قسمين:

(1) صيام تطوع مُطلق: وهو ما جاء في النصوص غير مُقيد بزمن مُعين.

(2) صيام تطوع مُقيد: وهو ما جاء في النصوص مُقيدًا بزمن مُعين.

 

أولًا: صيام التطوع (المُطلق):

رغَّب النبي صلى الله عليه وسلم في صيام التطوع المُطلق، وحث عليه الأُمة لِما يترتب عليه من الأجر والفضل العظيم.

 

ثانيًا: صيام التطوع (المُقيد):

يُستحب الإكثار من صيام التطوع المُقيد، وهي الأيام التي رغب الرسول الله صلى الله عليه وسلم في صيامها، وهذه الأيام هي:

(1) صيام يومي الاثنين والخميس.

(2) صيام يوم وفطر يوم.

(3) صيام ثلاثة أيام من كل شهر.

 

يجوز صيام الثلاثة أيام من كل شهر في أول الشهر، أو وسطه أو آخره، ويجوز أيضًا أن تُصام مُتتابعة أو مُتفرقة، ولكن لو صامها الإنسان في الأيام البيض، وهي يوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، لكان أفضل.

 

صيام الثلاثة أيام من كل شهر في الأيام البيض؛ كأداء الصلاة في أول وقتها، يعني أفضل وقت للأيام الثلاثة هو أيام البيض، لكن من صام الأيام الثلاثة في غير الأيام البيض، حصل على الأجر المُترتب على ذلك، وسُميت بيضًا لابيضاض لياليها بنور القمر، فالوصف لليالي؛ لأنها بنور القمر صارت بيضاءَ، وهي تُغني عن صيام ثلاثة أيام من كل شهر.

 

(4) صيام أكثر شعبان.

القول الراجح أن الصيام بعد نصف شعبان جائز لمن كانت له عادة بالصيام؛ كرجل اعتاد صوم يوم الاثنين والخميس، أو كان يصوم يومًا ويفطر يومًا، ونحو ذلك.

 

(5) صيام ستة أيام من شوال.

الأفضل أن يكون صيام ستة أيام من شوال بعد العيد مُباشرة، وأن تكون مُتتابعة؛ لأن ذلك أبلغ في تحقيق الاتباع، ولأن ذلك من السبق إلى الخير الذي جاءت النُصوص بالترغيب فيه والثناء على فاعله.

 

لا يُشترط في صيام الأيام الستة من شوال التتابع، بل يجوز تفريقها داخل الشهر، والمُستحب تتابعها لِما في ذلك من السبق إلى الخيرات، ولأن هذا أسهل؛ لأن الإنسان اعتاد الصوم في رمضان، فيسهل عليه الاستمرار فيه، ولأن الإنسان إذا أخَّرها ربما يحصل له التسويف، فيقول: غدًا أصوم، غدًا أصوم، حتى تنقضي الأيام ولا يصوم، وهذه الأيام الستة تابعة لرمضان.

 

ينبغي أن يتنبه الإنسان إلى أن هذه الفضيلة لا تتحقق إلا إذا انتهى رمضان كله، ولهذا إذا كان على الإنسان قضاء من رمضان صامه أولًا، ثم صام ستًّا من شوال، وإن صام الأيام الستة من شوال، ولم يقضِ ما عليه من رمضان، فلا يحصل هذا الثواب؛ لأن الذي عليه قضاء من رمضان يُقال: صام بعض رمضان، ولا يُقال: صام رمضان.

 

وعلى هذا نقول لمن عليه قضاء: صُم القضاء أولًا ثم صُم ستة أيام من شوال، فإن انتهى شوال قبل أن يصوم الأيام الستة، لم يحصل له أجرها، إلا أن يكون التأخير لعُذر؛ مثل أن تكون امرأة نُفساء، ولم تصم أيامًا من رمضان، ثم شرعت في قضاء الصوم في شوال، ولم تنته إلا بعد دخول شهر ذي القعدة، فإنها تصوم الأيام الستة، ويكون لها أجر من صامها في شوال؛ لأن تأخيرها هنا للضرورة، وهو مُتعذر فصار لها الأجر.

 

(6) صيام تسع ذي الحِجة.

وتبدأ هذه التسع من أول أيام ذي الحِجة، وتنتهي باليوم التاسع وهو يوم عرفة.

 

(7) صيام يوم عرفة لغير الحاج.

 

(8) صيام شهر المُحرم.

 

(9) صيام يوم عاشوراء ويومًا قبله.

صيام يوم عاشوراء ( العاشر من مُحرم ) له ثلاث حالات:

الحال الأولى: أن يصوم يومًا قبله أو يومًا بعده؛ أي يصوم يوم التاسع والعاشر، أو يصوم يوم العاشر والحادي عشر.

 

الحال الثاني: أن يُفرده بالصوم؛ أي يصوم يوم ( العاشر من مُحرم ) فقط.

 

الحال الثالث: أن يصوم يومًا قبله ويومًا بعده؛ أي يصوم يوم التاسع والعاشر والحادي عشر.





Source link

أترك تعليقا

مشاركة
السعي لصلاة الجمعة على الأقدام سبب للنجاة من النار (بطاقة)
عدد الركعات في صلاة النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه رضي الله عنهم