أحكام صيام رمضان (خطبة)


أحكام صيامِ رمضان

إن الحمدَ لله، نحمدُه، ونستعينُه، ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا، ومن سيئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومن يضللْ فلا هاديَ لهُ، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه.

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]، أما بعد:

فإن أصدق الحديث كتاب الله عز وجل، وخيرَ الهدي هديُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النارِ، أما بعدُ:

فحَدِيثُنَا معَ حضراتِكم في هذه الدقائقِ المعدوداتِ عنْ موضوع بعنوان: «أحكام صيام رمضان».

 

وسوف ينتظم موضوعنا مع حضراتكم حول ثلاثة محاور:

المحور الأول: الذين يجب عليهم صوم رمضان.

المحور الثاني: ما يستحب فعله في رمضان.

المحور الثالث: مفسدات الصوم، ومبطلاته.

واللهَ أسألُ أن يجعلنا مِمَّنْ يستمعونَ القولَ، فَيتبعونَ أَحسنَهُ، أُولئك الذينَ هداهمُ اللهُ، وأولئك هم أُولو الألبابِ.

 

اعلموا أيها الإخوة المؤمنون أن أبواب الجنة تفتَّح في شهر رمضان، وتُغَلَّق فيه أبواب النار، وتسلسل فيه الشياطين.

روى البخاري ومسلم عن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ[1]، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ»[2].

وروى التِّرمِذِيُّ بسند صحيح عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، و: يَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَللهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلِكَ كُلَّ لَيْلَةٍ»[3].

 

ومن صام شهر رمضان مصدِّقا بأنه حق، ومخلِصا لله غفر الله له ما تقدم من ذنبه.

رَوى البُخَاريُّ ومُسلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، إِيمَانًا[4] وَاحْتِسَابًا[5]، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ[6]»[7].

 

المحور الأول: الذين يجب عليهم صوم رمضان:

اعلموا أيها الإخوة المؤمنون أنَّ الصِّيَامَ أَحَدُ أَرْكَانِ الإِسْلَامِ وَفُرُوضِهِ يجبُ على كلِّ مسلمٍ، ومسلمةٍ، مقيمٍ في بلدهِ، قادرٍ على الصومِ إذا دخل شهرُ رمضانَ.

لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [البقرة: 183].

وَرَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَوْمًا بَارِزًا لِلنَّاسِ إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ يَمْشِي، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا الإِسْلَامُ؟

 

قَالَ: «الإِسْلَامُ أَنْ تَعْبُدَ اللهَ، وَلَا تُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ المفْرُوضَةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ»[8].

 

ولَا يَجِبُ صَوْمُ رَمَضَانَ إِلَّا إِذَا دَخَلَ الشَّهْرُ، وَيَكُونُ بِرُؤْيَةِ هِلَالِ رَمَضَانَ، فَإِنْ تَعَذَّرَ فَبِإِكْمَالِ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ يَوْمًا.

 

لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ [البقرة: 185].

وَرَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ، وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فَإِنْ غُبِّيَ عَلَيْكُمْ، فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ»[9].

 

ولَا يَجِبُ صَوْمُ رَمَضَانَ عَلَى صَبِيٍّ.

رَوَى أَبُو دَاودَ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عنْ عَلِيٍّ، وَعَائِشةَ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ: عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ، وَعَنِ المجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ»[10].

 

ولَا يَجِبُ صَوْمُ رَمَضَانَ عَلَى الشَّيْخِ الَّذِي يُجْهِدُهُ الصِّيَامُ، وَلَا المَرِيضِ الذي لا يُرجى مِنْ شِفائِهِ.

لِقَوْلِ اللهِ تَعَالَى: ﴿ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة: 286].

وَعَلَيْهِ أَنْ يُطْعِمَ لِكُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا.

لِقَوْلِ اللهِ تَعَالَى: ﴿ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ [البقرة: 184].

ولَا يَجِبُ الصَّوْمُ عَلَى الحَائِضِ وَالنُّفَسَاءِ.

رَوَى البُخَارِيُّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ، وَلَمْ تَصُمْ؟»[11].

 

والنِّفَاسُ، كَالحَيْضِ، فَيَأخُذُ حُكْمَهُ.

 

ولَا يَجِبُ الصَّوْمُ عَلَى مُسَافِرٍ.

رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ حَمْزَةَ بْنَ عَمْرٍو الأَسْلَمِيَّ رضي الله عنه قَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَأَصُومُ فِي السَّفَرِ؟، وَكَانَ كَثِيرَ الصِّيَامِ، فَقَالَ: «إِنْ شِئْتَ فَصُمْ، وَإِنْ شِئْتَ فَأَفْطِرْ»[12].

 

والفِطْرُ أَفْضَلُ لِمَنْ وَجَدَ مَشَقَّةً فِي سَفَرِهِ.

رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ مِنَ الْبِرِّ الصَّوْمُ فِي السَّفَرِ»[13].

 

وَلَا يَصِحُّ صَوْمٌ إِلَّا بِنِيَّةٍ مِنَ اللَّيْلِ.

رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ»[14].

 

وَرَوَى أَبُو دَاودَ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عَنْ حَفْصَةَ رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ لَمْ يُبَيِّتِ الصِّيَامَ مِنَ اللَّيْلِ، فَلَا صِيَامَ لَهُ»[15].

 

أمَّا صَوْمُ التَّطَوُّعِ، فَلا يُشترطُ لصِحَّتهِ تبييتُ النيةِ منَ الليلِ، وإنَّما يَصِحُّ بِنِيَّةٍ مِنَ النَّهَارِ مَا لَمْ يفْعَلْ شَيئًا مِنْ مُبطِلَاتِ الصومِ كالأكل، والشُّربِ، والجِمَاعِ.

 

رَوَى مُسْلِمٌ عنْ عَائِشَةَ أُمِّ المؤْمِنِينَ رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ يَوْمٍ: «يَا عَائِشَةُ هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ؟».

 

فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ مَا عِنْدَنَا شَيْءٌ.

فَقَالَ: «فَإِنِّي صَائِمٌ»[16].

 

ولَا يَصِحُّ صَوْمُ الحَائِضِ وَالنُّفَسَاءِ.

رَوَى البُخَارِيُّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ؟»[17].

وَلِأَنَّ النِّفَاسَ، كَالحَيْضِ، فَيَأخُذُ حُكْمَهُ.

 

المحور الثاني: ما يستحب فعله في رمضان:

مِمَّا يُسْتَحَبُّ فِعْلُهُ لِلْصَّائِمِ فِي رَمَضَانَ سِتَّةُ أَشْيَاءَ:

الأول: تَعْجِيلُ الفِطْرِ إِذَا تَحَقَّقَ غُرُوبَ الشَّمْسِ.

رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ»[18].

 

ورَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى رضي الله عنه قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فَصَامَ حَتَّى أَمْسَى، فَقَالَ لِرَجُلٍ: «انْزِلْ فَاجْدَحْ لِي[19]».

 

قَالَ: لَوِ انْتَظَرْتَ حَتَّى تُمْسِيَ.

قَالَ: «انْزِلْ، فَاجْدَحْ لِي، إِذَا رَأَيْتَ اللَّيْلَ قَدْ أَقْبَلَ مِنْ هَاهُنَا، فَقَدْ أَفْطَرَ الصَّائِمُ»[20].

 

الثاني: الزِّيَادَةُ فِي أَعْمَالِ الخَيْرِ كالصَّلَاةِ، وَقِرَاءَةِ القُرْآنِ، وَالصَّدَقَةِ.

رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ ه أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدَ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ فَلَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدُ بِالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المرْسَلَةِ»[21]، أي كالريح في إسراعها، وعمومها.

 

الثالث: قَوْلُهُ إِذَا شُتِمَ: إِنِّي صَائِمٌ، مرتين.

رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «الصِّيَامُ جُنَّةٌ، فَلَا يَرْفُثْ[22]، وَلَا يَجْهَلْ[23]، وَإِنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ، أَوْ شَاتَمَهُ، فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ مَرَّتَيْنِ»[24].

 

ورَوَى البُخَارِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ[25] وَالْعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ للهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ»[26].

 

وَمُقْتَضَى هذا الحَدِيثِ أَنَّ مَنْ فَعَلَ مَا ذُكِرَ فِيهِ، لَا يُثَابُ عَلَى صِيَامِهِ، وَمَعْنَاهُ أَنَّ ثَوَابَ الصِّيَامِ لَا يَقُومُ فِي المُوَازَنَةِ بِإِثْمِ الزُّورِ، وَمَا ذُكِرَ مَعَهُ[27].

 

الرابع: الدُّعَاءُ عِنْدَ الفِطْرِ.

رَوَى أَبُو دَاودَ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَفْطَرَ قَالَ: «ذَهَبَ الظَّمَأُ، وَابْتَلَّتِ الْعُرُوقُ، وَثَبَتَ الأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللهُ»[28].

 

الخامس: الفِطْرُ عَلَى رُطَبٍ، فَإِنْ لَمْ يُوجَدْ، فعَلَى تَمْرٍ، فَإِنْ لَمْ يُوجَدْ، فعَلَى مَاءٍ.

رَوَى أَبُو دَاودَ بِسَنَدٍ حَسَنٍ عنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُفْطِرُ عَلَى رُطَبَاتٍ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ رُطَبَاتٌ، فَعَلَى تَمَرَاتٍ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ حَسَا[29] حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ»[30].

 

السادس: تَأْخِيرُ السُّحُورِ إلى قبل طُلُوعِ الفَجْرِ بساعةِ تقريبا.

رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ رضي الله عنه حَدَّثَهُ: «أَنَّهُمْ تَسَحَّرُوا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ قَامُوا إِلَى الصَّلَاةِ»، قُلْتُ: كَمْ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: «قَدْرُ خَمْسِينَ، أَوْ سِتِّينَ آيَةً»[31].

 

ويستحب لمن أراد أن يصوم أن يتسحَّر.

رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «تَسَحَّرُوا، فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً[32]»[33].

 

والفَارقُ بينَ صيامِنا، وصيامِ أَهلِ الكتابِ السُّحُورِ، فإنهم لا يتسحرونَ، ويستحبُ لنا السُّحورُ.

رَوَى مُسْلِمٌ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا، وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ أَكْلَةُ السَّحَرِ»[34].

 

والله عز وجل، وملائكته يُصَلُّون على المتسحرين.

روى الإمام أحمد بِسندٍ حسنٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «السَّحُورُ أَكْلُهُ بَرَكَةٌ، فَلَا تَدَعُوهُ، وَلَوْ أَنْ يَجْرَعَ أَحَدُكُمْ جُرْعَةً مِنْ مَاءٍ، فَإِنَّ اللهَ عز وجل، وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى المتَسَحِّرِينَ»[35].

 

وصلاة الله: ثناؤه في الملأ الأعلى، وصلاة الملائكة: الدعاء، والاستغفار[36].

 

أقولُ قولي هذا، وأَستغفرُ اللهَ لي، ولكُم.

الخطبة الثانية

الحمدُ لله وكفى، وصلاةً وَسَلامًا على عبدِه الذي اصطفى، وآلهِ المستكملين الشُّرفا، أما بعد:

فالمحور الثالث: مفسدات الصوم، ومبطلاته:

الأشياءُ التي تفسدُ الصومَ وتبطله سِتَّةٌ:

الأول: الأَكْلُ، أَوِ الشُّرْبُ عَمْدًا.

لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ [البقرة: 187].

فَأَبَاحَ الأكلَ، والشربَ إِلَى غَايَةٍ، وَهِيَ تَبَيُّنُ الفَجْرِ، ثُمَّ أَمَرَ بِالإِمْسَاكِ عَنْهُمَا إِلَى اللَّيْلِ.

 

رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «قَالَ اللهُ عز وجل: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ، فَإِنَّهُ لِي، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي»[37].

 

وَمَنْ أَكَلَ، أَوْ شَرِبَ نَاسِيًا، فَلَا شَيْءَ عَلَيْهِ.

رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ نَسِيَ وَهُوَ صَائِمٌ، فَأَكَلَ، أَوْ شَرِبَ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللهُ وَسَقَاهُ»[38].

 

الثاني: القَيْءُ عَمْدًا.

رَوَى أَبُو دَاودَ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ ذَرَعَهُ الْقَيْءُ، فَلَا قَضَاءَ عَلَيْهِ، وَمَنِ اسْتَقَاءَ، فَعَلَيْهِ الْقَضَاءُ»[39].

 

أي مَنْ غلبهُ القيء، فخرجَ منهُ دونَ تعَمُّدٍ، فلا قضاءَ عليه، ومن استَقاءَ عامدًا، فعليهِ القضاءُ[40].

 

الثالث: الاسْتِمْنَاءُ.

رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «قَالَ اللهُ: يَدَعُ شَهْوَتَهُ، وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي»[41].

 

والاستِمْنَاءُ: هو طَلَبُ خُرُوجِ المَنِيِّ بِأَيِّ وَسِيلَةٍ[42]، ولا شكَّ أنه من الشهوة.

 

الرابع: العَزْمُ عَلَى الفِطْرِ.

رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ»[43].

 

الخامس: الحَيْضُ وَالنِّفَاسُ.

رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ، وَلَمْ تَصُمْ؟»[44].

 

فهذا الحديث نصَّ على أن الحائض لا تصوم، والنِّفَاسُ مثلُ الحَيْضِ فيأخُذُ حُكمَه.

 

السادس: الجِمَاعُ عَمْدًا.

لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ [البقرة: 187].

فَمَنْ جَامَعَ زَوجَتَهُ، فَأَنْزَلَ، أَوْ لَمْ يُنْزِلْ، فَعَلَيْهِ القَضَاءُ وَالكَفَّارَةُ.

والقضاء:هو أن يصوم يوما بدلا من اليوم الذي أفطره.

 

وَالكَفَّارَةُ: هي عِتْقُ رَقَبَةٍ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ، فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ، فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ، فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا.

 

رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ هَلَكْتُ، قَالَ: «مَا لَكَ؟».

 

قَالَ: وَقَعْتُ عَلَى امْرَأَتِي، وَأَنَا صَائِمٌ.

فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «هَلْ تَجِدُ رَقَبَةً تُعْتِقُهَا؟».

قَالَ: لَا.

قَالَ: «فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ؟».

قَالَ: لَا.

فَقَالَ: «فَهَلْ تَجِدُ إِطْعَامَ سِتِّينَ مِسْكِينًا؟».

قَالَ: لَا.

 

فَمَكَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَبَيْنَا نَحْنُ عَلَى ذَلِكَ أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِعَرَقٍ فِيهَا تَمْرٌ – وَالْعَرَقُ: المكْتَلُ- قَالَ: «أَيْنَ السَّائِلُ؟».

 

فَقَالَ: أَنَا.

قَالَ: «خُذْهَا، فَتَصَدَّقْ بِهِ».

 

فَقَالَ الرَّجُلُ: أَعَلَى أَفْقَرَ مِنِّي يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَوَاللهِ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا – أي المَدِينَةِ- أَهْلُ بَيْتٍ أَفْقَرُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي.

 

فَضَحِكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَدَتْ أَنْيَابُهُ، ثُمَّ قَالَ: «أَطْعِمْهُ أَهْلَكَ»[45].

 

وَإِنْ عَجَزَ عَنِ الأَصْنَافِ كُلِّهَا، سَقَطَتْ[46].

 

ومنْ جَامَعَ زَوجَتَهُ نَاسِيًا، فَلَا شَيْءَ عَلَيْهِ.

رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمٌ عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ اللهَ وَضَعَ عَنْ أُمَّتِي الخَطَأَ، وَالنِّسْيَانَ، وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ»[47].

 

الدعـاء…

اللهم إنا نعوذ بك من الكسل، والهَرَم، والمأثم، والمغرم، ومن فتنة القبر، وعذاب القبر، ومن فتنة النار، وعذاب النار، ومن شر فتنة الغنى.

اللهم إنا نعوذ بك من فتنة الفقر، ونعوذ بك من فتنة المسيح الدجال.

اللهم اغسِل عنا خطايانا بماء الثلج والبَرَد، ونقِّ قلوبنا من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وباعِد بيننا وبين خطايانا كما باعدت بين المشرق والمغرب.

اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك، وتُحوُّل عافيتك، وفجاءة نِقمتك، وجميع سخطك.

اللهم إنا نعوذ بك من الجبن، ونعوذ بك من البخل، ونعوذ بك من أن نُردَّ إلى أرذل العمر، ونعوذ بك من فتنة الدنيا وعذاب القبر.

 

أقول قولي هذا، وأقم الصلاة.


[1] أبواب السماء: أي الجنة؛ [انظر: «شرح صحيح البخاري»، لابن بطال (4/ 19)].

[2] متفق عليه: رواه البخاري (1899)، ومسلم (1079).

[3] صحيح: رواه الترمذي (682)، وصححه الألباني في «المشكاة»(1960).

[4] إيمانًا: أي تصديقًا بأنه حق مقتصد فضيلته. [انظر: «إكمال المعلم» (3/ 113)، و«شرح صحيح مسلم» (6/ 39)].

[5] احتسابًا: أي مخلصًا يريد الله تعالى وحده لا يقصد رؤية الناس، ولا غير ذلك مما يخالف الإخلاص. [انظر: «إكمال المعلم» (3/ 113)، و«شرح صحيح مسلم» (6/ 39)].

[6] غفر له ما تقدم من ذنبه: أي الصغائر دون الكبائر. [انظر: «شرح صحيح مسلم» (6/ 40)].

[7] متفق عليه: رواه البخاري (38)، ومسلم (760).

[8] متفق عليه: رواه البخاري (4777)، ومسلم (9).

[9] متفق عليه: رواه البخاري (1909)، ومسلم (1081).

[10] صحيح: رواه أبو داود (4405)، والترمذي (1423)، وابن ماجه (2041)، وصححه الألباني.

[11] صحيح: رواه البخاري (304).

[12] متفق عليه: رواه البخاري (1943)، ومسلم (1121).

[13] متفق عليه: رواه البخاري (1946)، ومسلم (1115).

[14] متفق عليه: رواه البخاري (1)، ومسلم (1907).

[15] صحيح: رواه أبو داود (2456)، والترمذي (730)، والنسائي (2334)، وصححه الألباني.

[16] صحيح: رواه مسلم (1154).

[17] صحيح: رواه البخاري (304).

[18] متفق عليه: رواه البخاري (1957)، ومسلم (1098).

[19]فاجدح لي: أي حرِّك السويق بالماء حتى يستوي. [انظر: «النهاية في غريب الحديث» (1/ 243)].

[20] متفق عليه: رواه البخاري (1958)، ومسلم (1101).

[21] متفق عليه: رواه البخاري (6)، ومسلم(2308).

[22] فلا يرفث: الرفث هو الكلام الفاحش، ويطلق أيضا على الجماع، وعلى مقدماته.

[23] لا يجهل:أي يفعل شيئا من الجهالة كالصراخ، والسفه، والسخرية.

[24] متفق عليه: رواه البخاري (1894)، ومسلم (1151).

[25] الزُّورُ: أي الكَذِبُ، والباَطِلُ. [انظر: «النهاية في غريب الحديث» (2/ 318)].

[26] صحيح: رواه البخاري (1903).

[27] انظر: «فتح الباري» (4/ 117).

[28] حسن: رواه أبوداود (2359)، والنسائي في «الكبرى» (3315)، وحسنه الألباني.

[29] الحَسْوَةُ: الْجَرْعَةُ مِنَ الشَّرَابِ بِقَدْرِ مَا يُحْسَى مَرَّةً وَاحِدَةً؛ [انظر: «النهاية في غريب الحديث» (1/ 387)].

[30] حسن: رواه أبو داود (2358)، والترمذي (696)، وحسنه الألباني.

[31] متفق عليه: رواه البخاري (575)، ومسلم (1097).

[32] بركة: أي دنيوية في التقوي على صيام النهار، وأخروية بمزيد الأجر، والثواب.

[33] متفق عليه: رواه البخاري (1923)، ومسلم (1095).

[34] صحيح: رواه مسلم (1096).

[35] حسن: رواه أحمد (11086)، وحسنه الألباني في «صحيح الجامع» (1844).

[36] انظر: «صحيح البخاري» (6/ 120).

[37] متفق عليه: رواه البخاري (1904)، ومسلم (1151)، واللفظ له.

[38] متفق عليه: رواه البخاري (1933)، ومسلم (1155).

[39] صحيح: رواه أبو داود (2382)، والترمذي (720)، وابن ماجه (1676)، وصححه الألباني.

[40] انظر: «النهاية في غريب الحديث» (2/ 158، 4/ 13).

[41] متفق عليه: رواه البخاري (1904)، ومسلم (1151)، واللفظ له.

[42] انظر: «المطلع» صـ (147).

[43] متفق عليه: رواه البخاري (1)، ومسلم (1907).

[44] صحيح: رواه البخاري (304).

[45] متفق عليه: رواه البخاري (1936)، ومسلم (1111).

[46] انظر: «الكافي» (2/ 246، 250).

[47] صحيح: رواه ابن ماجه (2045)، وصححه الألباني.





Source link

أترك تعليقا

مشاركة
{ فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون }
الدعاء في رمضان فضله ومكانته (1)