أهل اليمامة في السنة النبوية


أهل اليمامة في السنة النبوية

 

الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه؛ أما بعد:

فقد جرى نقاش مع بعض المهتمِّين عن اختصاص سكَّان اليمامة قديمًا بنسبتهم لإقليمهم اليمامة، فلا يُقال عن إقليمهم بأنه نجد والنسبة له نَجْدِيٌّ، بل يُطلق على الإقليم: اليمامة، والنسبة لها: اليَمَامِيُّ.

 

ويدل على أنه لم يكن يُطلَق على سكان اليمامة إلا بنسبتهم لليمامة أدلةٌ كثيرة، وقد جمعت جملةً من الأدلة المؤيِّدة لِما ذكرناه.

 

وقبل الشروع في المقصود، نذكر شيئًا من تاريخ اليمامة، والمراد بإقليم اليمامة.

 

فإقليم اليمامة يشمل عدة تجمُّعات وقُرى على ضفاف أوديته، وأكبرها وادي حنيفة، وأكبر تلك القرى في الجاهلية:

1- حجر – أو حجر اليمامة – وهي التي أُقيمت عليها فيما بعد مدينة الرياض.

2- منفوحة.

3- والخضرمة، وتسمى جو اليمامة والخضارم.

4- والعمارية.

5- وأثيثية.

 

ففي رسم اليمامة من معجم ما استعجم، قال البكري: “جَوٌّ بفتح أوله وتشديد ثانيه: اسم اليمامة في الجاهلية، حتى سمَّاها الحِمْيَرِيُّ لما قتل المرأة التي تُسمَّى اليمامة باسمها، وقال الملك الحميريُّ:




وقلنا فسموها اليمامة باسمها
وسرنا وقلنا لا نريد إقامة

وقال الأعشى:




وإنَّ امرأً قد زرته قبل هذه
بجوٍّ لَخير منك نفسًا ووالدا

يعني: هوذة الحنفي صاحب اليمامة، ويذُمُّ الحارث بن وعلة”.

 

وكان ذو التاج هوذة بن عليٍّ السحيمي الحنفي يسكُن الخضارم (جمع الخضرمة، ضمن مدينة الخرج حاليًّا)، وقد امتد سلطانه إلى باقي اليمامة بما فيها حجر؛ وهو الذي مدحه الأعشى بقوله:




إلى هوذة الوهَّاب أُهدي مديحتي
أُرجِّي نَوالًا فاضلًا من عطائكا
تجانف عن جلِّ اليمامة ناقتي
وما عمدت من أهله لسوائكا

 

وكتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم: ((بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى هوذة بن عليٍّ: سلامٌ على من اتبع الهدى، واعلم أن ديني سيظهر إلى منتهى الخُفِّ والحافر، فأسْلِمْ تَسْلَمْ، وأجعل لك ما تحت يديك))، فردَّ طالبًا إشراكَه، فدعا عليه النبي صلى الله عليه وسلم، فما لبِث أن هلك، ثم حكم بعده ثُمامة بن أُثالٍ الحنفيِّ رضي الله عنه.

 

يقول الحازمي: “وعامتهم كانوا باليمامة ثم تفرقوا، وذكر المجلسي أن ثمامة بن أثال رضي الله عنه لم يدخل في حركة الرِّدَّة التي قادها مُسيلمة الكذَّاب، وتبِع ثمامةَ على ذلك ألفٌ من قومه بني حنيفة، وهم أهل اليمامة، ثم قال: وكانت اليمامة اسمها جَوٌّ … فلما استأصل تُبَّـعٌ جَدِيسًا، أخذ زرقاء اليمامة فسألها عن حِدَّةِ بصرها، فقالت: أكتحل كلَّ يوم بالإثمد، فسمل عيونها، فإذا عروقُها سُودٌ، وصَلَبَها على باب اليمامة؛ فسُمِّيت بها”.

 

وفي كتاب (الروض المعطار في خبر الأقطار) لمحمد بن عبدالمنعم الحميري، صفحة 180:

جَوٌّ: بفتح أوله وتشديد ثانيه، اسم اليمامة في الجاهلية، حتى سمَّاها الحميري الذي قتل المرأة التي تُسمَّى اليمامة باسمها، وهي زرقاء اليمامة، وقصتها مشهورة.

 

وقال الأعشى [ديوان الأعشى: 47]:

 




وإنَّ امرأً قد زرته قبل هذه
بجوٍّ لَخيرٌ منك نفسًا ووالدا

يعني: هوذة الحنفي صاحب اليمامة، ويذم الحارث بن وعلة.

 

وفي الخبر [شرح ديوان الأعشى: 74] أن حسان بن تُبَّع الآخر كان غزا طَسْمًا باليمامة فأهلكها، وكانت طَسْمٌ وجَدِيسُ تنزل اليمامة، وكان لطسمٍ ملِكٌ غَشُوم سيئ السيرة في جَدِيسَ يعمل فيها بالفواحش، فوَثَبَت جديسُ على طسمٍ وهي غارة، فقتلت منها مقتلة عظيمة، وقتلت ذلك الملك، ومضى رجل من طسم إلى حسَّان بن تُبَّع يَسْتَصْرِخُهُ، فوجَّه معه جيشًا إلى اليمامة، واسم اليمامة يومئذٍ جوٌّ، وكانت بها امرأة يُقال لها: اليمامة، فلما كانوا من اليمامة على ثلاثة أيام، أخبر الطسميُّ بخبر اليمامة وما يخاف أن تُنذِر بهم، فعمَدوا إلى الشجر فقطعوها، وجعل كلُّ رجل منهم بين يديه شجرة، فنظرت إليهم وقالت: يا معشرَ جَدِيسَ، لقد سارت إليكم الشجر، ولقد أتتكم حِمْيَرُ، فقالوا: ما ذاك؟ قالت: أرى الشجر قد أقبلت إليكم، وأرى معها رجلًا معه كتف يأكلها، أو نعل يخصِفُها، فكذَّبوها وقالوا لها: اختلط عليكِ، فصبَّحتهم حميرُ، فأوقعت بهم وقعةً أفْنَتْهُم إلا يسيرًا؛ ففي ذلك يقول الأعشى [ديوانه: 74]:


 

والذئبي هو الكاهن سَطِيحٌ؛ [ينظر: معجم ما استعجم (2/ 407)].

 

وفي معجم البلدان لياقوت:

اليمامة: أرض اليمامة حجر، وهي مصرها ووسطها، ومنزل الأمراء منها، وإليها تُجلب الأشياء، ثم جوٌّ وهي الخَضْرَمَةُ، وهي اليمامة، وهي من حَجَرٍ على يوم وليلة، وفيها بنو سحيم، وبنو ثمامة، وبنو عامر بن حنيفة، وبنو عجل، والعرض وهو وادٍ باليمامة من أعلاها إلى أسفلها، وفيه قرى ينزلها بنو حنيفة، وأسفله الكرش؛ قرية بها بنو عدي بن حنيفة، وإلى جنبها قرية يُقال لها: منفوحة لبني قيس بن ثعلبة، وفوق ذلك قرية يُقال لها: وبرة، بها ناس من البادية، وفوق ذلك قرية يُقال لها: العوقة، فيها ناس من بني عدي بن حنيفة، وفوق ذلك قرية يُقال لها: غبراء، بها بنو الحارث بن مسلمة بن عبيد، وفوق ذلك قرية يُقال لها: مهشمة والعمارية مقرونة بها بنو عبدالله بن الدول، وفوق ذلك قرية يُقال لها: فيشان، بها بنو عامر بن حنيفة، وفوق ذلك قرية يُقال لها: أُباض، بها كانت وقعة خالد بن الوليد ومسيلمة لبني عدي بن حنيفة، وفوق ذلك قرية يُقال لها: الهدار، بها بنو هفان بن الحارث بن الدول، وفوق ذلك وادٍ آخر يُقال له: وادي قران، وبه قرية يُقال لها: قران؛ وهو الذي يعني علقمة بن عبدة بقوله:




سلاءة كعصا النهدي غلَّ لها
ذو فيئة من نوى قران معجوم

وبقران هذه القرية بنو سحيم، وأسفل منها قرية يُقال لها: مَلْهَم؛ قال مُرقِّش:




بل هل شَجَتْكَ الظُّعنُ
باكرةً كأنهُنَّ النخل من مَلْهَمْ

وقال طرفة:




وأنَّ نساء الحي يَرْكُدن حوله
يَقُلْنَ عَسِيبٌ من سَرارَةِ مَلْهَما

وبها بنو غبرين يشكُر، وفوق ذلك قرية يُقال لها: القرية، بها بنو سدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة، ومن جانب اليمامة الآخر قرية يُقال لها: المجازة، بها بنو هزان من عنزة، وإلى جانبها قرية يُقال لها: ماوان، بها بنو هزان وبنو ربيعة ناس من النمر بن قاسط، وأدنى اليمامة لقصدها من العراق قرية يُقال لها: بنبان، بها ناس من بني سعد بن زيد مناة بن تميم، ومن سكن الهدار بنو ذهل، وبعقرباء من العرض قبور الشهداء، وعقرباء اليوم لبني بكر من بني ظالم من نمير، والنقب لبني عدي بن حنيفة وتلعة بن عطاء، وهي لبني عامر بن حنيفة، والسدوسية لبني سعد، وهي حُزْوَى؛ وأحسبها التي عنى ذو الرُّمَّة بقوله:




لقد جَشَأتْ نفسي عدية مشرف
ويوم لوى حزوى فقلت لها صبرا

وقد ملك الخضرمة بعد بني عبيد من حنيفة آلُ أبي حفصة، ثم غلب عليها الأخيضر بن يوسف العلوي فسكنها، والضبيعة لبني قيس، والملحاء لبني قيس، والخرج لبني قيس، والنقيرة والعويند من على الجبيح من اليمامة لبني خديج من تميم وبئر النقير بناحية البحرين أيضًا على عشر قيم لا تنكش، ويجتمع عليها كثير من وراد العرب، وربما سُقِيَ عليها عشرة آلاف بعيرٍ، فتضرب عنها جميعًا بعَطَنٍ، وهو حسيف قليذم.

 

وقد قامت مدينة الرياض على أنقاض مدينة حجر اليمامة، وعُرفت مدينة حجر بأنها قاعدة إقليم اليمامة؛ يقول ياقوت الحموي في كتابه [معجم البلدان: 2/ 221]: “حَجَر: بالفتح، يُقال: حجرت عليه حجرًا إذا منعته فهو محجور، والحِجْر، بالكسر، بمعنى واحد”، ويذكر ياقوت الحموي عن سبب تسمية «حجر» بأن عبيد بن ثعلبة الحنفي لما أتى اليمامة، ووجد قصورها وحدائقها خالية من سكانها من قبيلة طَسْمٍ بعد فنائها، احْتَجَرَ منها ثلاثين قصرًا، وثلاثين حديقة، فسُمِّيت «حُجَيْرَتُهُ» «حَجَرًا».

 

وقد ارتحلت قبيلة بني حنيفة من أطراف الحجاز وعالية نجد، وسبقهم عبيد بن ثعلبة الحنفي حتى نزل في قارات الحبل، فكان هذا الموضع أول ما نزلت به بنو حنيفة، وكان لعبيد راعٍ من زُبَيدٍ رأى حجرًا ورأى نخيلها وقصورها، فرجع لعبيد وأخبره عنها، فركب عبيد فرسه حتى أتاها، فوضع رمحه على الأرض، ثم دفع الفرس، فاحتجر على ثلاثين دارًا، وثلاثين حديقة، فسُمِّيت (حجرًا)؛ وقال في ذلك:


 

فلما سمعت بنو حنيفة بعبيدٍ لحقوه وسكنوا في قرى اليمامة.

 

ومن أبرز الحوادث التي حصلت لحجر في الجاهلية تحريقُها من قِبل بني قيس بن ثعلبة؛ انتقامًا من أرقم بن عبيد بن ثعلبة الحنفي، الذي كان قد حرق ديارهم “منفوحة”، فحرق بنو قيس قريتين من قرى حجر؛ الشط والبادية، التي سُمِّيت لاحقًا محرقة؛ التي وصفها الأعشى فقال:




وأيام حجر إذ نحرق نخله
ثَأَرْنَاكُمُ يومًا بتحريق أرقمِ
كأن نخيل الشط غب حريقه
مآتمُ سُودٌ سُلِبت عند مأتمِ

 

ويُشكِل على أن سبب التسمية تحجير عبيد بن ثعلبة الحنفي لها أن الاسم معروف قبل نزول بني حنيفة، وكانت تسمى في عهد طَسْمٍ «خضراء حجر»، وقد ذكر ذلك الهمداني صاحب كتاب (صفة جزيرة العرب، ص 141)، وفي (صفة جزيرة العرب، ليدن: مطبعة بريل، ص: 161) أن حجرًا هي مصر اليمامة وقصبتها، وأول منازل بني حنيفة فيها، وقاعدة سلطانها؛ وقال ابن بطوطة عن حجرٍ (الرياض حاليًّا): “مدينة حسنة خِصبة ذات أنهار وأشجار، يسكنها طوائفُ من العرب، وأكثرهم من بني حنيفة، وهي بلدهم قديمًا، وأميرهم طفيل بن غانم”، ويذكر عبدالله بن خميس رحمه الله أن التكوين الطبيعيَّ للبلدة هو أصل التسمية؛ إذ إن البلدة «حجرًا» سُمِّيَت حجرًا لاحتجار الجبال من جميع جهاتها؛ [مجلة العرب، العدد: 11، ص: 1051].

 

ثم اختفى اسم حجر، وبقيت أسماء قرى متفرقة هي: «مقرن» و«معكال»، و«العود» و«البنية»، و«جبرة»، وغيرها.

 

ثم أُطلِق اسم “الرياض” عليها؛ بسبب كثرة الأراضي المنخفضة والمتساوية التي كانت تُسمَّى رياضًا في موضع البل، فسُمِّي بها، أو بسبب وجود عدد من الروضات فيما حول الموضع؛ مثل: روضة القميعة، وروضة السلي، فجُمع ذلك بعضه إلى بعض في «الرياض».

 

الشواهد على أن اليمامة إقليمٌ له استقلاله بالاسم، والنسبة عن المنطقة الكبرى (نجد):

ما رواه البخاري برقم (2422)، ومسلم برقم (7191)، عن أبي هريرة قال: ((بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم خيلًا قِبَلَ نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة يُقال له: ثُمامةُ بن أُثالٍ سيِّدِ أهل اليمامة)).

 

وهذا يدل على أن اليمامة إقليم ممايز لنجدٍ، ويقوِّي ذلك ما رواه البخاري برقم: (4986)، و(4679)، و(7191)، عن زيد بن ثابت قال: “أرسل إليَّ أبو بكر مقتلَ أهل اليمامة، فإذا عمرُ بن الخطاب عنده، قال أبو بكر رضي الله عنه: إن عمرَ أتاني فقال: إن القتل قد استحرَّ يوم اليمامة بقُرَّاء القرآن، وإني أخشى أن يستحرَّ القتل بالقُرَّاء بالمواطن، فيذهب كثير من القرآن، وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن …”.

 

وروى البخاري برقم (4375) و(7036)، ومسلم برقم (2274)، عن أبي هريرة قال: قال صلى الله عليه وسلم: ((بينا أنا نائم أُتيتُ بخزائن الأرض، فوُضِعَ في كفي سِوارانِ من ذهب، فكبُرا عليَّ، فأوحى الله إليَّ أنُ انْفُخهما، فنفختُهما فذهبا، فأوَّلتُهما الكذَّابَين اللذين أنا بينهما؛ صاحب صنعاء، وصاحب اليمامة))، ولم ينسُبه إلا لليمامة.

 

وروى البخاري برقم (7035) و(3622)، عن أبي موسى قال: قال صلى الله عليه وسلم: ((رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرضٍ بها نخلٌ، فذهب وَهَلي إلى أنها اليمامة أو هَجَر، فإذا هي المدينة يثربُ، ورأيت فيها بقرًا، والله خير، فإذا هم المؤمنون يوم أُحُد، وإذا الخيرُ ما جاء الله من الخير، وثواب الصدق الذي آتانا الله به بعد يوم بدرٍ)).

 

وروى أحمدُ بسند صحيح برقم (5939) عن ابن عمر: أنه خرج في نفر من أصحابه حُجَّاجًا حتى وردوا مكةَ، فدخلوا المسجد فاستلموا الحَجَرَ، ثم طُفنا بالبيت أسبوعًا، ثم صلينا خلف المقام ركعتين، فإذا رجل ضخم في إزار ورداء يصوِّت بنا عند الحوض، فقُمنا إليه، وسألت عنه، فقالوا: ابن عباس، فلما أتيناه قال: من أنتم؟ قلنا: أهل المشرق، وثَمَّ أهل اليمامة، قال: فحُجَّاجٌ أم عُمَّار؟ قلت: بل حُجَّاج، قال: فإنكم قد نقضتم حَجَّكم، قلت: قد حَجَجْتُ مرارًا، فكنت أفعل كذا، قال: فانطلقنا مكاننا حتى يأتي ابن عمر، فقلت: يا بن عمر، إنا قدِمنا، فقصصنا عليه قصتنا، وأخبرناه ما قال: إنكم نقضتُم حَجَّكم، قال: أُذكِّركم بالله، أخرجتم حُجَّاجًا؟ قلنا: نعم، فقال: ((والله لقد حجَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، وعمر، كلهم فعل مثل ما فعلتم)).

 

وهذا يدل أن العرب تنسُب سُكَّان اليمامة لليمامة، لا إلى المنطقة الكبرى؛ نجدٍ.

 

ودلَّت الشواهد التاريخية أن العرب ينسُبون الرجل من أهل اليمامة فيقولون: اليمامي، ولا يُقال: النجدي، وفي ذلك شواهد كثيرة؛ منها ما رواه ابن حبان برقم (5712) بسند حسن عن ضمضم بن جوس، قال: “دخلت مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، فإذا أنا بشيخ مُصفَّرٌ رأسه، برَّاق الثنايا، معه رجل أدعج جميلُ الوجه، شابٌّ، فقال الشيخ: يا يماميُّ، تعالَ، لا تقولَنَّ لرجل أبدًا: لا يغفر الله لك، والله لا يدخلك اللهُ الجنةَ أبدًا، قلت: ومن أنت يرحمك الله؟ قال: أنا أبو هريرة”.

 

ورى أحمدُ بسند حسن أن قيس بن طلق حدثهم، أن أباه طلق بن عليٍّ قال: ((بنيتُ المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان يقول: قرِّب اليماميَّ من الطين؛ فإنه أحسنكم له مسًّا، وأشدكم مَنْكِبًا)).

 

وروى الدارقطني برقم (540) بسند قويٍّ عن طلق بن علي الحنفي قال: ((أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يؤسسون مسجد المدينة، قال: وهم ينقُلون الحجارة، قال: فقلت: يا رسول الله، أَلَا ننقُل كما ينقُلون؟ قال: لا، ولكن اخلِط لهم الطينَ يا أخا اليمامة؛ فأنت أعلم به، قال: فجعلتُ أخلِطه وينقلونه)).

 

وروى أحمد بسند ضعيف برقم (6890) عن ابن عمرو: ((أن أعرابيًّا قال: يا رسول الله، أين الهجرة، إليك حيثما كنت، أم إلى أرض معلومة، أو لقومٍ خاصَّة، أم إذا متَّ انقطعَتْ؟ قال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعةً، ثم قال: أين السائل عن الهجرة؟ قال: ها أنا ذا يا رسول الله، قال: إذا أقمتَ الصلاة، وآتيت الزكاة، فأنت مهاجِر، وإن مت بالحَضْرَمة؛ قال: يعني أرضًا باليمامة)).

 

والخضرمة هي المسمى القديم للخرج المعروف حاليًّا، وكانت من منازل بني حنيفة، ومَلِكُهم زمن الرسالة النبوية: هوذة بن علي الحنفي.

 

والحمد لله أولًا وآخرًا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.



Source link

أترك تعليقا

مشاركة
Taylor Swift shook off publishers for her new book. That could spell trouble for the rest of the industry. – Business Insider
ولكن ينزل بقدر ما يشاء (خطبة)