إلى المعلمات والمدرسات


إلى المعلمات والمدرسات

 

إن التوجيه المتقدم للمربين والمعلمين ينطبق على المربيات والمعلمات من حيث الصفات التي يتحلى بها المدرسون، وواجباتهم وغير ذلك من الأمور المهمة اليَ تقدمت، ويزيد عليها أمور مهمة تتعلّق بالمعلمات والمدرسات:

الحجاب:

على المعلمة والمدرسة أن تدخل المدرسة والفصل بحجاب كامل ويفضل الأسود منه على غيره من الألوان لأنه أبعد عن الفتنة، ولأن أم سلمة قالت: لما نزلت هذه الآية: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا ﴾ [الأحزاب: 28].

 

خرج نساء الأنصار كان على رؤوسهن الغربان من السكينة، وعليهن أكسية سوداء يلبسنها. [انظر: تفسير ابن كثير ج 3/ 1518].

 

والمعلمة أو المدرسة إذا دخلت المدرسة والفصل بحجاب وحشمة وَوَقار بعيدة عن الزينة المصطنعة على وجهها كانت مثالًا عمليًا للطالبات أن تقتدين بها في لباسها الإسلامي الساتر، بعكس المعلمة التي تدخل المدرسة والدرس وهي سافرة تضع الأصباغ على وجهها، وليس عليها مظهر الحشمة والوقار فسوف تكون أسوة سيئة للطالبات، وعليها وزرها وَوِزر طالباتها.

 

1- على المعلمة والمدرسة أن تحث الطالبات على الحجاب الشرعي وأنه شعار المرأة المسلمة، وتبين لهن شروط الحجاب الذي هو في صالح المرأة، وتكريم لها، لكي يحفظ شرفها.

 

2- استيعاب الحجاب لجميع البدن حتى الوجه ولونه أسود، ولا يجوز إظهار اللباس الذي تحت الحجاب.

 

3- ألا يشبه الحجاب ملابس الرجال للنهي الوارد عنه في الحديث: (لعن الله المتشبهات مِن النساء بالرجال)؛ رواه البخاري.

 

4- ألا يكون لون الحجاب زاهيًا أو ملونًا، بحيث يلفت النظر.

 

5- وهذا الحجاب يجب أيضًا على النساء اليهوديات والنصرانيات إذا تزوجهن المسلم لقول الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ﴾ [الأحزاب: 59].

 

6- على المعلمة المسلمة أن تأمر الطالبات بغطاء الرأس عندما تكون في سن السابعة من عمرها لتتعود على الحجاب عند البلوغ، وأسوة بتعليم الصلاة في هذا السن لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (مُروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سِنين، وفرَّقوا بينهم في المضاجِع)؛ حسن رواه أحمد وغيره. والضرب المراد بالحديث ضربًا غير مُبرح بعيدًا عن الوجه.

 

خلاصة الرسالة:

على المربي أن يكون حكيمًا في تربيته وتعليمه، وأن يحب مهنته وعمله، وأن يكون محبوبًا من زملائه وطلابه، ينصحهم ويرشدهم بحكمة ولطف عملًا بقول الرب جل وعلا: ﴿ ادْعُ إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [النحل: 125].

 

وليعلم المعلم أن عمله من أشرف الأعمال وأنبلها، وأن مستقبل الأُمة والدين والوطن يتوقف على توجيهه لطلابه، وتربيتهم، وتعليمهم ما ينفعهم، وما يجعل منهم شبابًا مؤمنين محبين لدينهم وأُمتهم، معتزين بأجدادهم الذين فتحوا لنا البلاد، ومن يدري؟ فلعله يخرج مِن طلابه مَن يكون رئس دولة، أو قائد جيش، أو غيرها من الأمور المهمة التي يتوقف عليها مستقبل الأمة، ولا سيما ونحن على أبواب معركة حاسمة مع الصهيونية، نحتاج فيها إلى إعداد جيل مؤمن قوي شجاع لا يهاب الموت، يعتبر الشهادة في سبيل الله، وتحرير الأرض المحتلة أسمى أمانيه.

 

وعلى المعلم أن يمثل الشخصية الإسلامية المحبوبة أمام زملائه وطلابه، ليكون لهم القدوة الحسنة في التضحية والِإيثار، والقيام بالواجب، والكرم وحسن الخلق والمعاشرة، لتنطبع هذه الصفات الحسنة في نفوس طلابه وزملائه، واضعًا نصب عينيه قول الله تعالى: ﴿ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الحجر: 92، 93].

 

وقول الله تعالى: ﴿ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إمَامًا ﴾ [الفرقان: 74].

 

وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (كُلُّكُم رَاع وكُلُّكُم مسئولٌ عن رَعيته)؛ متفق عليه.

 

والمعلم راع في مدرسته وهو مسئول عن طلابه، وقوله صلى الله عليه وسلم: (فوالله لأن يهديَ الله بك رَجلًا واحدًا خير لك مِن حُمرِ النعم)؛ متفق عليه..

 

يستفيد من تعليم طلابه العلم النافع بعد موته.

 

اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا وزدنا عِلما وصلى الله على مُحمد وعلى آله وسلم.







Source link

أترك تعليقا

مشاركة
الحرية الشخصية وحدودها في الشريعة الإسلامية
Book Review of "Iranian Women and Gender in the Iran-Iraq War" – American Enterprise Institute