اختيارات (13)


اختيارات (13)

 

تأثير الكلمات في النفس وفي الآخرين:

سُلَّم جديد مَن صعده نجح في علاقته مع نفسه ومع غيره، وأسهم في بناء مجتمع رائع ومتميز من خلال انتقاء الكلمات الإيجابية وترك الكلمات السلبية وإصدارها على الآخرين في التعاملات، فنحن مأمورون بقول الكلمات الحسنة؛ كما ورد في الآية ﴿ وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [الإسراء: 53].

 

الكلمات سلاح ذو حَدَّين:

ومما يمكن ملاحظته حول الكلمات وتأثيرها في النفس وفي الآخرين يمكن ملاحظة الأمور التالية:

تؤثر في الدماغ سلبًا أو إيجابًا: فالكلمات الإيجابية تنشط مناطق في الدماغ، وتزيد السعادة والفرحة والتحفيز النشط، في حين أن الكلمات السلبية يقال إنها تنشط مناطق الخوف والقلق في الدماغ، وتنعكس على التفاعل مع الآخرين حسب ذلك.

 

تساعد الكلمات الإيجابية في بناء العلاقات الجيدة والناجحة: فالكلمات اللطيفة الصادقة تبني الثقة، وتزرع الحب والعاطفة الرائعة في حين أن الكلمات الجارحة تدمر تلك العلاقات، ويبدأ التعامل بحذر من الطرفين، ويتغير جوُّ التواصل بينهما إلى التنافر والاختلاف، ويقود إلى القطيعة أحيانًا.

 

تأثر الكلمات الإيجابية في الصحة: فالتفكير الإيجابي والكلام الإيجابي يُحسِّن الصحة والمزاج، فينعكس ذلك على الواقع، في حين أن الكلمات السلبية تزيد التوتر والقلق والأمراض، وكما ورد في الأثر “تفاءلوا بالخير تجدوه”.

 

التوجه الجيد في التفكير: فالكلمات الداخلية تُوجِّه أفكارنا وتؤثر في ثقتنا بأنفسنا، فثق بنفسك وابتعد عن التفكير السلبي.

 

تسهم الكلمات الإيجابية في بناء المجتمعات: فالتواصل الجيد القائم على الرحمة والصدق وحب الخير للآخرين يبني مجتمعات متماسكة متحابَّة، كما ورد في الحديث: “وخالِقِ الناسَ بخُلُقٍ حسن”.

 

وباختصار، الكلمات التي نستخدمها في تعاملاتتنا تشكل واقعنا وتنعكس على حياتنا.

 

تأمل:

فلا بد علينا من الاهتمام بالكلمات التي نصدرها؛ لأن الإنسان المسلم محاسب على كلماته، فلينتقِ كل واحد منا كلماته بعناية فائقة حتى لا يندم في الدنيا والآخرة، فما يلفظه الإنسان مكتوبٌ عليه.

 

من أجل تحسين واقع الحياة التي نعيشها: باستخدام الكلمات بحكمة وحنكة يمكننا تحسين علاقتنا مع الآخرين، فينعكس ذلك على النفس بالراحة والصحة والحيوية، وكذلك على المجتمع الذي نعيش فيه ونخالطه.

 

من أجل بناء مستقبل أفضل للجميع: فالتواصل الإيجابي بين الناس يبني مجتمعات أكثر سلامًا وتعاونًا، وكذلك ينتشر الحب وينعم الجميع بذلك، خاصة التحفيز والتشجيع المنضبط، وكذلك إيجاد الحلول والمقترحات المناسبة للمشاكل التي يعاني منها المجتمع.

 

وحتى تنجح في ذلك فعليك بما يلي:

انتبه لكلماتك قبل أن تطلقها:

سواء كانت مكتوبة أو منطوقة، أو حتى داخلية عندما تُحدِّث نفسك؛ لأن لها أثرًا بالغًا سواء فيك أو في الآخرين بعد صدورها منك؛ ولذلك حذَّر الرسول من ذلك، فرُبَّ كلمة تنجي صاحبها أو تهلكه؛ كما ورد في الحديث.

 

استخدم دائمًا كلمات إيجابية:

فعليك التحدُّث بلغة إيجابية حتى تستفيد من ذلك، ويرجع أثره عليك، فتحدَّث مع نفسك والآخرين بلطف وتقدير دومًا وباستمرار، فالناس لا تحب من ينتقدها أو يذكِّرها بشيء سلبي ولو كان فيها ما ذكرت.

 

تواصل مع الآخرين بلطفٍ ورحمةٍ:

استمع للآخرين بفعالية، وعبِّر عن التعاطف معهم ومع ما يحصل لهم، وحاول فهم وجهة نظر الآخرين وتقَبَّل منهم، ولتكن رحيمًا في ذلك كما كان الرسول رحيمًا مع أمته فاجتمعوا حوله.







Source link

أترك تعليقا

مشاركة
تفسير سورة الطارق
A Close Analysis of Gender in the Handmaids Tale and a Streetcar Named Desire