اسم الله تعالى: القيوم (2)


اسم الله تعالى: (القَيُّوم) (2)

 

6- استشعار غِنى الله جل في علاه وتقدس في علياء سَمَاه:

من آثار الإيمان باسم الله تعالى (القَيُّوم) أن نستشعر كمال غِناه جل في علاه؛ فالله سبحانه لقَيُّومِيَّته المطلقة لا يحتاج لغيره ألبتةَ في تدبير شؤونه وتولِّي أموره، فهو القائم بذلك دون افتقار لغيره مهما كان، بل كلُّ ما سواه مُفْتَقِرٌ إليه.

 

فالقَيُّوم الذي قام بنفسه فاستغنى عن جميع مخلوقاته، فلا يحتاج لغيره سواء في الخلق، أو التدبير، أو الاتصاف بصفات الكمال، ونعوت الجلال، ولا يفتقر إلى شيء، لا في وجوده، ولا في بقائه، ولا فيما يصدر عنه من أفعال كالاستواء، أو النزول، أو الكلام، فإن غِناه ذاتيٌّ لا يتطرق إليه الفقر، أو الحاجة بأيِّ حالٍ.

 

ومن ذلك أنه لا يحتاج إلى من يُطعمه، بل هو يُطعِم ولا يُطعَم؛ كما قال تعالى: ﴿ قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ ﴾ [الأنعام: 14].

 

فلا يحتاج إلى منفعة من أحد، ولا يخشى ضررًا من أحد؛ كما جاء في الحديث القدسي: ((يا عبادي، إنكم لن تبلغوا ضُرِّي فتضروني، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم، وإنسَكم وجِنَّكم، كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في مُلكي شيئًا، يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنَّكم، كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم، ما نقص ذلك من ملكي شيئًا، يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم، وإنسكم وجنَّكم، قاموا في صعيد واحد، فسألوني، فأعطيتُ كلَّ إنسان مسألتَهُ، ما نقص ذلك مما عندي، إلا كما ينقص الْمِخْيَطُ إذا أُدخل البحر))[1].

 

فغِناه سبحانه ذاتيٌّ، لا يفتقر إلى غيره من أي وجه من الوجوه[2].

 

7- تفويض الأمر إلى القَيُّوم سبحانه:

إذا أيقن العبدُ أن القائم بكل أموره بل بأمور العالم كله هو الله وحده لا شريك له في ذلك القيام، فلا بد أن يُثمِرَ ذلك عنده ضرورة التفويض إليه سبحانه.

 

فهو يعلم يقينًا أن القَيُّوم سبحانه هو الذي قام به، فهو الذي خلقه وأمدَّه، ورزقه ورعاه، وبكل القِوى التي يحتاجها أمدَّه، بل يسَّر له من المخلوقات ما تصلح به حياته، وتهنأ به معيشته، فكيف يتعلق – والحال هذه – بغيره؟

 

فتجده مفوِّضًا أمرَه كلَّه إلى الله الحق، مُتَبَتِّلًا في ذلك عن كل الخَلْقِ، لسان حاله: ﴿ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ﴾ [غافر: 44]، وقد قالها مؤمنُ آلِ فرعون حينما توعَّدُوه لمخالفة دينهم، فلم يجزع بل التجأ إلى الله سبحانه، صادعًا بالتفويض: ﴿ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ﴾ [غافر: 44]: “أي: ألجأ إليه وأعتصم، وأُلقي أموري كلها لديه، وأتوكل عليه في مصالحي، ودفع الضرر الذي يُصيبني منكم أو من غيركم”[3].

 

يقول الإمام القرطبي رحمه الله تعالى: “فيجب على كل مكلَّف أن يعلم أن الله سبحانه هو القائم على كل مخلوق (القَيُّوم) بمنافعهم، وأرزاقهم، وحاجاتهم، وسدِّ خلاتهم، الحافظ لملكه وإن اتسع، المحصي لأنفاس العباد وآجالهم وأعمالهم، إلى غير ذلك.

 

ومن عرَف أن مولاه قيُّومٌ بالأمور، استراح عن كل تدبير وتعب الاشتغال، وعاش براحة التفويض، فلم يضيع بكرمه، ولم يجعل في قلبه للدنيا قيمة، يُحكى عن بعضهم أنه قال: من اهتم للرزق، فليس له عند الله قَدْرٌ، وإنما قال ذلك لأنه إذا علِم أنه القائم بتدبير الأمور، لا ينبغي له أن يهتم بالرزق ولا بغيره، ويجب عليه أن يقوم بكل ما كلَّفه مولاه علمًا وعملًا، وحفظًا وذكرًا…”[4].

 

8- محبة الله تعالى وشكره:

تصور أن إنسانًا يتولى أمورك كلها، ويدبر شؤونك بشكل دائم، ودون أي غفلة منه أو توانٍ، كيف سيكون شعورك نحوه؟ لا ريب أن قلبك سيمتلئ بحبه وودِّه، ولسانك يلهج بذكره وشكره، وهذا أمر فطري؛ أننا لا بد أن نُحِبَّ من يُحْسِن إلينا.

 

هذا بالنسبة لمخلوق ضعيف، فكيف بالحي القَيُّوم الذي قام بأمورك، وتولَّى جميع شؤونك، منذ أن كنت نطفة في رحم أمك؟

 

خلقك ورزقك وأمدَّك، وأغدق عليك من النعم الظاهرة والباطنة، ما ليس لك طاقة على إحصائه، وصرف عنك من النقم والبلايا ما علمت وما لم تعلم، ودبَّر أمورك أحسنَ تدبير، واختار لك ما يناسبك، وقدَّره أحسن تقدير… ألَا يستحق منك تمام الحب وكمال الشكر؟

 

﴿ يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ * الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَيِّ صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكَّبَكَ ﴾ [الانفطار: 6 – 8].

 

9- تحقيق مشهد الربوبية والألوهية:

فمن آثار الإيمان باسم الله تعالى (القَيُّوم) تحقيقُ مشهدَين من أجَلِّ المشاهد وأعظمها؛ ألَا وهما مشهد الربوبية، ومشهد الألوهية:

فمن قَيُّومِيَّته سبحانه أنه قائم على شؤون خلقه، فهو الخالق لهم ابتداء، والرازق لهم دون غيره، المدبر لكل أمورهم، الْمُمِدُّ لهم بالآلات التي لا يمكن أن يحيَوا بدونها، الْمُنْعِم عليهم بالنعم، الحافظ لهم من النقم، وهذا يشترك فيه البَرُّ والفاجر، المؤمن والكافر، وكل ذلك يندرج في معاني ربوبيته سبحانه، التي أقر بها كل الخلق إلا من شذَّ؛ كما قال تعالى: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ ﴾ [الزخرف: 87]، وقال تعالى: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ ﴾ [العنكبوت: 61]، وقال جل شأنه وتعالى ذكره: ﴿ قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ ﴾ [يونس: 31].

 

ومن قَيُّومِيَّته سبحانه توفيقُ عباده المؤمنين إلى سُبُلِ مرضاته، وإعانتهم على طاعاته، فتجد العبد موفَّقًا مواظبًا على الجُمَع والجماعات، مُقبِلًا على أنواع القُرُبات من الفرائض والمستحبات، قائمًا بالواجبات، بعيدًا عن المحرمات، واصلًا غير قاطع، مكرمًا غير مانع، في مواطن الخير موجودًا، وفي مواطن الشر مفقودًا، وتجد لسانه ذاكرًا، وقلبَه شاكرًا.

 

وهذا مشهد الألوهية، وهو خاصٌّ بعباد الله المؤمنين الذين تحقَّقت فيهم العبوديتان: عبودية القهر والاضطرار، وعبودية الرضا والاختيار، العبودية العامة والخاصة، بخلاف أعداء الله من الكفرة والمشركين، الذين تحققت فيهم عبودية القهر، فهم عباد لله رغم أنوفهم، خاضعون لربوبيته سبحانه؛ حيث أبَوا أن يكونوا عبادًا لله بالاختيار، مُذْعِنين لألوهيته.

 

وما أحسن ما سطَّره الإمام الهمام، شيخ الإسلام، ابن القيم، عليه رحمة المنان في هذا الباب في كتابه الماتع (طريق الهجرتين وباب السعادتين)[5]:

“إذا شهد مشهد القَيُّوميَّة الجامع لصفات الأفعال، وأنه قائم على كل شيء، وقائم على كل نفس، وأنه تعالى هو القائم بنفسه، الْمُقِيم لغيره، القائم عليه بتدبيره وربوبيته وقهره، وإيصال جزاء المحسن إليه، وجزاء المسيء إليه، وأنه بكمال قَيُّومِيَّته لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، ويُرفَع إليه عمل الليل قبل النهار، وعمل النهار قبل الليل، لا تأخذه سنة ولا نوم، ولا يضل ولا ينسى، وهذا المشهد من أرفع مشاهد العارفين؛ وهو مشهد الربوبية، وأعلى منه مشهد الإلهية، الذي هو مشهد الرسل وأتباعهم الحنفاء؛ وهو شهادة أن لا إله إلا هو، وأن إلهية ما سواه باطل ومُحال، كما أن ربوبية ما سواه كذلك، فلا أحد سواه يستحق أن يُؤلَّه ويُعبَد، ويُصلَّى له ويُسجَد، ويستحق نهاية الحب مع نهاية الذل لكمال أسمائه وصفاته وأفعاله، فهو المطاع وحده على الحقيقة، والمألوه وحده، وله الحكم وحده، فكل عبودية لغيره باطلة وعناء وضلال، وكل محبة لغيره عذاب لصاحبها، وكل غِنًى لغيره فقر وضلال، وكل عزٍّ بغيره ذلٌّ وصَغار، وكلُّ تكثُّر بغيره قلة وفاقة، فكما استحال أن يكون للخَلْقِ ربٌّ غيره، فكذلك استحال أن يكون لهم إله غيره، فهو الذي انتهت إليه الرغبات، وتوجَّهت نحوه الطلبات، ويستحيل أن يكون معه إله آخر، فإن الإله على الحقيقة هو الغني الصمد، ولا حاجة به إلى أحدٍ، وقيام كل شيء به، وليس قيامه بغيره، ومن المحال أن يحصل في الوجود اثنان، كذلك ولو كان في الوجود إلهان لفسد نظامه أعظم فساد، واختل أعظم اختلال، كما يستحيل أن يكون له فاعلان متساويان، كلٌّ منهما مستقلٌّ بالفعل، فإن استقلالهما ينافي استقلالهما، واستقلال أحدهما يمنع ربوبية الآخر، فتوحيد الربوبية أعظم دليل على توحيد الإلهية؛ ولذلك وقع الاحتجاج به في القرآن أكثر مما وقع بغيره؛ لصحة دلالته وظهورها، وقبول العقول والفِطَرِ لها، ولاعتراف أهل الأرض بتوحيد الربوبية، وكذلك كان عُبَّاد الأصنام يُقِرُّون به، وينكرون توحيد الإلهية؛ ويقولون: ﴿ أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا ﴾ [ص: 5]، مع اعترافهم بأن الله وحده هو الخالق لهم، وللسماوات والأرض، وما بينهما، وأنه المنفرد بملك ذلك كله، فأرسل الله تعالى يذكِّر بما في فطرتهم الإقرار به من توحيده وحده لا شريك له، وأنهم لو رجعوا إلى فِطَرِهم وعقولهم، لدلَّتهم على امتناع إله آخر معه، واستحالته وبطلانه”[6].

 

10- لا يجوز التسمية باسم القَيُّوم:

من الأسماء الخاصة بالله تعالى اسم القَيُّوم، فلا يجوز التسمية به، وكيف يُسمَّى الإنسان به وليس له ذرة من صفة القَيُّوميَّة؟

 

ليس له من أمره شيء، ولا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًّا، ولا يمكن أن يقيم أمور نفسه استقلالًا، فلم يخلق نفسه، ولا يرزق نفسه، ولا يستطيع أن يخرج عن ربوبية القَيُّوم سبحانه قِيدَ أنملة، فهو في غاية الافتقار إلى العليِّ الغفَّار، ولا يُتصوَّر استغناؤه بنفسه، ولا من غيره إليه افتقار.

 

“فالقَيُّوم هو المستغني بنفسه عن غيره، المفتقر إليه كل ما سواه، وذلك مختص بالله، لا يشركه فيه غيره”[7].

 

وفي هذا المعنى يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى[8]:

“هذا، ومن أوصافه القَيُّوم، والقَيُّوم في أوصافه أمران:

أحدهما القَيُّوم قام بنفسه
والكون قام به هما الأمرانِ
فالأول استغناؤه عن غيره
والفقر من كلٍّ إليه الثاني

 

11- دعاء الله تعالى باسمه (القَيُّوم):

يقول الله جل في علاه وتعالى في سماه: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60].

 

يقول العلامة السعدي رحمه الله تعالى: “هذا من لطفه بعباده، ونعمته العظيمة؛ حيث دعاهم إلى ما فيه صلاح دينهم ودنياهم، وأمرهم بدعائه؛ دعاء العبادة، ودعاء المسألة، ووعدهم أن يستجيب لهم”[9].

 

ومن أجَلِّ ما يُدعى الله به أسماؤه الحسنى؛ كما قال جل وعلا: ﴿ وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ﴾ [الأعراف: 180].

 

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: “ولكن الأسماء الحسنى المعروفة هي التي يُدعى الله بها، وهي التي جاءت في الكتاب والسنة، وهي التي تقتضي المدح والثناء بنفسها”[10].

 

وكما سبقت الإشارة إليه، فإن دعاء الله تعالى بأسمائه الحسنى ثلاثة أقسام: دعاء مسألة، ودعاء عبادة، ودعاء ثناء[11].

 

1- دعاء المسألة:

فيُشرَع لنا أن نسأل الله تعالى باسمه (القَيُّوم) فيما يتعلق بالقيام بأمورنا، مع يقيننا أننا لا نملك لأنفسنا نفعًا ولا ضرًّا، ولا حول لنا ولا قوة إلا به سبحانه، وأننا مفتقرون كلَّ الافتقار للقيوم سبحانه؛ فهو القائم على كل شؤوننا، المدبِّر لأمورنا.

 

وكان النبي صلى الله عليه سلم يدعو بهذا الاسم تارة مقترنًا باسم (الحي)، وتارة يدعو به كوصف؛ فمن الأول ما ثبت من حديث أنس رضي الله عنه أنه قال: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كَرَبَهُ أمرٌ، وفي رواية أخرى: إذا حَزَبَهُ أمر، قال: يا حيُّ يا قيوم، برحمتك أستغيث))[12].

 

أما دعاء المسألة بالوصف؛ فقد ورد عند البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنه قال: ((كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجد، قال: اللهم لك الحمد أنت قيِّمُ السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد اللهم لك أسلمت، وبك آمنت وعليك توكلت، وإليك أنَبْتُ، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدَّمتُ وما أخَّرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدِّم وأنت المؤخِّر، لا إله إلا أنت، أو لا إله غيرك)).

 

2- دعاء عبادة:

وهو أن نتعبَّدَ لله باسمه (القَيُّوم)، فنُظهِر تمام الذل وكمال الافتقار إليه سبحانه، معتقدين اعتقادًا جازمًا أننا فقراء إليه في أبسط الأمور، محتاجون إليه في أقل الشؤون، وأننا لا نملك مثقال ذرة في القيام بأمورنا، مهما قلَّت أو صغُرت.

 

ففقرُنا له سبحانه ذاتيٌّ؛ كما قال شيخ الإسلام عليه رحمة المنان:

 

فانظر – أخي – إلى هذا الافتقار والذل والانكسار، وتمام الاعتماد على الله، من هذا الإمام الهمام، الذي عجزت النساء أن تَلِدَ مثله في الأنام، آيةِ الزمان، وعَلَم الأعلام.

 

وهذه الأبيات مما كتب في آخر حياته؛ فقد قال تلميذه الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى عنها: “وبعث إليَّ في آخر عمره «قاعدة» في التفسير بخطه، وعلى ظهرها أبيات بخطه من نظمه”[13].

 

فكلما أظهر العبد الافتقار والذل للقيوم سبحانه، وكلما استغنى عن الخلق، حقق العبودية لله تعالى باسمه (القَيُّوم).

 

يقول الإمام الغزالي رحمه الله تعالى: “ومدخل العبد في هذا الوصف بقدر استغنائه عما سوى الله تعالى”[14].

 

3- دعاء الثناء[15]:

وهو أن نُثنيَ على الله سبحانه باسمه القَيُّوم، وصفة القَيُّوميَّة له سبحانه، فإنه أهل للثناء، لكن مهما أثنينا على الله جل جلاله، فإننا لا يمكن أن نوفي حقه في الحمد والثناء، وكيف ورسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي هو أعلم الخلق بالله، وأكثرهم عبودية له، يعترف بذلك ويقول: ((لا أُحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك))؛ [مسلم]؟

 

يقول الإمام النووي رحمه الله تعالى: “قوله: ((لا أُحصي ثناء عليك))؛ أي: لا أطيقه، ولا آتي عليه، وقيل: لا أحيط به، وقال مالك رحمه الله تعالى: معناه: لا أُحصي نعمتك وإحسانك والثناء بها عليك، وإن اجتهدت في الثناء عليك، وقوله: ((أنت كما أثنيت على نفسك)) اعتراف بالعجز عن تفصيل الثناء، وأنه لا يقدر على بلوغ حقيقته، ورد للثناء إلى الجملة دون التفصيل والإحصار والتعيين، فوكل ذلك إلى الله سبحانه وتعالى المحيط بكل شيء جملة وتفصيلًا، وكما أنه لا نهاية لصفاته، لا نهاية للثناء عليه؛ لأن الثناء تابع للمُثْنَى عليه، وكل ثناء أثنى به عليه وإن كثُر وطال وبُولِغَ فيه، فقَدَرُ الله أعظم، وسلطانه أعزُّ، وصفاته أكبر وأكثر، وفضله وإحسانه أوسع وأسبغ”[16].

 

اقتران اسم الله تعالى (القَيُّوم) باسمه سبحانه (الحي)، وتحقيق القول في اسم الله الأعظم:

اقترن اسم الله تعالى (القَيُّوم) باسمه (الحي) في ثلاثة مواضع من القرآن الكريم[17]،كما ورد الاقتران في عدة أحاديث[18].

 

وهذا الاقتران بين هذين الاسمين في غاية المناسبة، فالحي يتضمن جميع صفات الذات، والقَيُّوم جميع صفات الأفعال، فتضمن اقترانهما جميع صفات الرب التي هي صفاتُ كمالٍ، ونعوتُ جلالٍ، لا نقص فيها بحال من الأحوال.

 

ومن ثَمَّ فكل صفات الكمال ترجع إلى هذين الاسمين الكريمين؛ لذا استحق اسم (الحي القَيُّوم) أن يكون اسم الله الأعظم.

 

يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: “وكان اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين؛ آية الكرسي، وفاتحة آل عمران؛ لاشتمالهما على صفة الحياة المتضمنة[19] لجميع الصفات، وصفة القَيُّوميَّة المتضمنة لجميع الأفعال”[20].

 

وقد نظم رحمه الله تعالى أبياتًا في غاية الروعة، تُبيِّن السبب في كون هذين الاسمين (الحي القَيُّوم) هما اسم الله الأعظم؛ يقول رحمه الله تعالى في نونيته:

 

يقول العلامة السعدي رحمه الله تعالى: “الحي القَيُّوم كامل الحياة والقائم بنفسه، القَيُّوم لأهل السماوات والأرض، القائم بتدبيرهم وأرزاقهم وجميع أحوالهم.

 

فالحي: الجامع لصفات الذات، والقَيُّوم: الجامع لصفات الأفعال، وجمعهما في غاية المناسبة كما جمعهما الله في عدة مواضع من كتابه؛ كقوله: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ [البقرة: 255]، وذلك أنهما محتويان على جميع صفات الكمال؛ فالحي هو كامل الحياة، وذلك يتضمن جميع الصفات الذاتية لله؛ كالعلم، والعزة، والقدرة، والإرادة، والعظمة، والكبرياء، وغيرها من صفات الذات المقدسة، والقَيُّوم هو كامل القَيُّوميَّة الذي قام بنفسه، وعظمت صفاته، واستغنى عن جميع مخلوقاته، وقامت به الأرض والسماوات، وما فيهما من المخلوقات، فالحي والقَيُّوم من له صفة كل كمال، وكل الصفات الفعلية، والمجد، والعظمة، والجلال ترجع إلى اسمه القَيُّوم.

 

ومرجع صفات الكمال كلها ترجع إلى هذين الاسمين الكريمين؛ ولذلك ورد الحديث أن اسم الله الأعظم الذي إذا دُعِيَ به أجاب، وإذا سُئِلَ به أعطى: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ [البقرة: 255]؛ لاشتمالهما على جميع الكمالات.

 

فصفات الذات ترجع إلى الحي، ومعاني الأفعال ترجع إلى القَيُّوم”[21].

 

يقول العلامة محمد خليل هراس في شرحه للنونية: “فالحي والقَيُّوم متضمنان لصفات الكمال كلها، وهما القطبان لأفق سمائها، فلا تتخلف عنهما صفة منها أصلًا، ولهذا ورد أنهما اسم الله الأعظم، الذي إذا سُئِل به أعطى، وإذا دُعِيَ به أجاب.

 

وإنما كان هذان الاسمان العظيمان متضمنين لسائر صفات الكمال؛ لأن الحياة تعتبر شرطًا للاتصاف بجميع الكمالات في الذات من العلم والقدرة والإرادة، والسمع والبصر والكلام… فإن غير الحي لا يتصف بهذه الصفات، فمن كملت حياته، كان أكمل في كل صفة تكون الحياة شرطًا لها، وأما القَيُّوم فلما كان أحد معانيه أنه كثير القيام بشؤون خلقه، بحيث لا يغفُل عنهم لحظة، كان ذلك مستلزمًا لكمال أفعاله ودوامها”[22].

 

وقد صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((اسم الله الأعظم الذي إذا دُعِيَ به أجاب في ثلاث سور من القرآن؛ في البقرة، وآل عمران، وطه))[23]، وفي رواية: ((اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين: ﴿ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ﴾ [البقرة: 163]، وفاتحة آل عمران: ﴿ الم * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ [آل عمران: 1، 2]))[24].

 

وهذا القول أرجح الأقوال – والله أعلم وأحكم – فقد اختلف العلماء في تحديد اسم الله الأعظم على أقوال عدة؛ وهذا أرجحها.

 

ومن أهل العلم من توقف في ذلك، معتبرًا أنه مما استأثر الله به في علم الغيب عنده.

 

وقد جمع الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى في الفتح أقوالًا كثيرة، بلغت أربعة عشر قولًا؛ يقول رحمه الله تعالى: “وقال آخرون: استأثر الله تعالى بعلم الاسم الأعظم، ولم يُطلِع عليه أحدًا من خلقه، وأثبته آخرون معينًا، واضطربوا في ذلك، وجملة ما وقفت عليه من ذلك أربعة عشر قولًا…”[25]، ثم ساق معظمها بأدلته.

 

يقول محدث العصر العلامة الألباني رحمه الله تعالى، معلقًا على ما نقله الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: “وأكثرها أدلتها من الأحاديث، وبعضها مجرد رأي لا يُلتفَت إليه، وتلك الأحاديث منها الصحيح، ولكنه ليس صريح الدلالة، ومنها الموقوف كهذا، ومنها الصريح الدلالة؛ وهو قسمان: قسم صحيح صريح؛ وهو حديث بريدة: ((الله لا إله إلا هو، الأحد الصمد الذي لم يلد…))؛ إلخ[26]، وقال الحافظ: وهو أرجح من حيث السند من جميع ما ورد في ذلك، وهو كما قال رحمه الله… والقسم الآخر: صريح غير صحيح…”[27].

 

التوسُّل باسم الله (الحي القَيُّوم):

التوسل المشروع يكون بثلاثة أمور: بأسماء الله وصفاته، وبدعاء الرجل الصالح، وبالعمل الصالح[28].

 

فمما يُتوسَّل به أسماء الله جل جلاه، ومن ذلك اسم الله الأعظم (الحي القَيُّوم).

 

فعن أنس رضي الله عنه، ((أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسًا، ورجل يصلي، ثم دعا: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا أنت، المنان، بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد دعا الله باسمه العظيم، الذي إذا دُعِيَ به أجاب، وإذا سُئِل به أعطى))[29]، وفي رواية: ((الأعظم، الذي إذا دُعِيَ به أجاب، وإذا سُئِل به أعطى))[30].

 

وعن أنس رضي الله عنه ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كَرَبَهُ أمر، قال: يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث))[31]، وفي رواية: ((كان إذا حزبه أمر))[32].

 

وعن ابن مسعود رضي الله عنه: ((كان إذا نزل به همٌّ أو غم، قال: يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث))[33].

 

وقال صلى الله عليه وسلم لفاطمة رضي الله عنها: ((ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيكِ به؟ أن تقولي إذا أصبحتِ وإذا أمسيتِ: يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كله، ولا تكِلْني إلى نفسي طرفة عين))[34].

 

فعلينا أن نستشعرَ عِظَمَ هذا الدعاء، وعظم هذا التوسُّل؛ فإنه دعاء باسمين عظيمين من أسماء الله الحسنى، بل باسمين عند انضمامهما يكونان اسم الله الأعظم، الذي لا يرُدُّ من سأل به، ولا يخيب من دعا به.

 

وما أحسن ما سطَّره شيخ الإسلام ابن القيم، عليه رحمة المنان في (بدائع الفوائد)؛ يقول رحمه الله تعالى: “ولهذا كان هذا الدعاء من أدعية الكرب؛ لِما تضمنه من التوحيد والاستغاثة برحمة أرحم الراحمين، متوسلًا إليه باسمين، عليهما مدار الأسماء الحسنى كلها، وإليهما مرجع معانيها جميعها، وهو اسم (الحي القَيُّوم)؛ فإن الحياة مستلزمة لجميع صفات الكمال، ولا يتخلف عنها صفة منها، إلا لضعف الحياة، فإذا كانت حياته تعالى أكمل حياة وأتمَّها، استلزم إثباتها إثبات كل كمال يضاد نفي كمال الحياة…

 

وأما القَيُّوم، فهو متضمن كمال غِناه، وكمال قدرته، فإنه القائم بنفسه، لا يحتاج إلى من يُقيمه بوجه من الوجوه، وهذا من كمال غناه بنفسه عما سواه، وهو المقيم لغيره، فلا قيام لغيره إلا بإقامته، وهذا من كمال قدرته وعزته، فانتظم هذان الاسمان صفاتِ الكمال والغِنى التام، والقدرة التامة، فكأن المستغيث بهما مستغيثٌ بكل اسم من أسماء الرب تعالى، وبكل صفة من صفاته، فما أولى الاستغاثة بهذين الاسمين أن يكونا في مَظِنَّة تفريج الكربات، وإغاثة اللهفات، وإنالة الطلبات”[35].

 

فالتوسل ودعاء الله تعالى بهذين الاسمين له تأثير خاص في كشف الهموم، وتفريج الكروب، ونَيل المرغوب، وصرف المرهوب.

 

أجر عظيم:

صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قال: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القَيُّوم، وأتوب إليه، غُفِر له، وإن كان فرَّ من الزحف))[36].

 

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى: “ومن أوضح ما وقع في فضل الاستغفار ما أخرجه الترمذي وغيره من حديث يسار وغيره مرفوعًا، فذكر الحديث، ثم نقل كلام الإمام أبي نعيم الأصبهاني: هذا يدل على أن بعض الكبائر تُغفَر ببعض العمل الصالح، وضابطه الذنوب التي لا تُوجِب على مرتكبها حكمًا في نفس ولا مال، ووجه الدلالة منه أنه مثَّل بالفرار من الزحف، وهو من الكبائر، فدلَّ على أن ما كان مثله أو دونه يُغفَر، إذا كان مثل الفرار من الزحف، فإنه لا يُوجِب على مرتكبه حكمًا في نفس ولا مال”[37].

 

إدمان قول (يا حي يا قيوم) يُورِث حياة القلب:

يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في المدارج: “ومن تجريبات السالكين التي جربوها، فألْفَوها صحيحة؛ أن من أدمن: يا حي يا قيوم، لا إله إلا أنت، أورثه ذلك حياةَ القلب والعقل.

 

وكان شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه شديدَ اللَّهَجِ بها جدًّا، وقال لي يومًا: لهذين الاسمين وهما (الحي القَيُّوم) تأثير عظيم في حياة القلب، وكان يشير إلى أنهما الاسم الأعظم وسمعته يقول: من واظب على أربعين مرة كل يوم بين سنة الفجر وصلاة الفجر: يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت، برحمتك أستغيث، حصلت له حياة القلب، ولم يَمُتْ قلبه، ومن علِم عبوديات الأسماء الحسنى، والدعاء بها، وسرَّ ارتباطها بالخَلْقِ والأمر، وبمطالب العبد وحاجاته، عرَف ذلك وتحققه، فإن كل مطلوب يُسأَل بالمناسب له، فتأمل أدعية القرآن والأحاديث النبوية تجدها كذلك”[38].


[1] جزء من حديث أبي ذر رضي الله عنه، وهو في صحيح مسلم.

[2] وسنتطرق بتفصيل لهذا الأمر، حين مدارسة اسم الله (الغني) إن شاء الله تعالى.

[3] تيسير الرحمن: 738.

[4] الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى: 398، 399.

[5] وقد رأيت نقله دون اختصار لأهميته.

[6] طريق الهجرتين: 79، 80.

[7] شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة، لسعيد بن علي بن وهف القحطاني.

[8] وقد سبق ذكرها.

[9] تيسير الرحمن: 740.

[10] العقيدة الأصفهانية: 19.

[11] ومن أهل العلم من يجعلها اثنين كما سبق التنبيه عليه.

[12] أخرجه الترمذي، وحسنه الألباني، وهو في صحيح الجامع، تحت رقم: 4777.

[13] مدارج السالكين: 1/ 525، المستدرك على مجموع الفتاوى: 1/ 145.

[14] المقصد الأسنى: 132.

[15] يقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى: “والأول – يقصد دعاء الثناء – أشرف النوعين؛ لأنه حق الرب ووصفه، والثاني حظ العبد”؛ [بدائع الفوائد: 2/ 415].

[16] المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج: 4/ 204.

[17] وهي كالتالي: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ﴾ [البقرة: 255]، ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ [آل عمران: 2]، ﴿ وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا ﴾ [طه: 111].

[18] سيأتي ذكر بعضها قريبًا.

[19] في الأصل (المصححة)، والصواب (المتضمنة)؛ لدلالة السياق، والسابق من الكلام واللاحق، والله أعلم.

[20] الصواعق المرسلة: 3/ 911، 912.

[21] توضيح الكافية الشافية: 29، نقلًا من: شرح أسماء الله الحسنى في ضوء الكتاب والسنة: 207، 208.

[22] شرح القصيدة النونية المسماة: الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية: 2/ 492.

[23] رواه البيهقي وغيره، وصححه العلامة الألباني في صحيح الجامع تحت رقم: 979.

[24] رواه الترمذي وغيره، وهو في صحيح الجامع تحت رقم: 980.

[25] فتح الباري: 11/ 224، 225.

[26] عن عبدالله بن بريدة، عن أبيه رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمِع رجلًا يقول: ((اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد، فقال: لقد سألت الله بالاسم الأعظم، الذي إذا سُئِل به أعطى، وإذا دُعِيَ به أجاب))؛ [صحيح الترغيب والترهيب، ح: 1640].

[27] السلسلة الضعيفة: 24/ 279، 280.

[28] ولكلٍّ من هذه الثلاثة أدلتها، وقد فصَّل القول في ذلك العلَّامة الألباني رحمه الله تعالى في كتابه (التوسل).

[29] صحيح أبي داود، حديث رقم: 1342.

[30] صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم: 186.

[31] أخرجه الترمذي، وهو في صحيح الجامع تحت رقم: 4777.

[32] السلسلة الصحيحة: حديث رقم: 3182.

[33] أخرجه الحاكم، وهو في صحيح الجامع تحت رقم: 4791.

[34] أخرجه النسائي والحاكم، وهو السلسلة الصحيحة، حديث رقم: 227.

[35] بدائع الفوائد: 2/ 409.

[36] صحيح أبي داود، حديث رقم: 1358.

[37] فتح الباري: 11/ 98.

[38] مدارج السالكين: 1/ 448.





Source link

أترك تعليقا

مشاركة
شرح كتاب السنة لأبي بكر الخلال (رحمه الله) المجلس (36)
المكاسب والدماء