الأربعون النبوية في تصحيح وتوجيه المفاهيم الشرعية (PDF)
إنَّ النَّاظر في سيرة النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم يجده أنَّه أولى مهمَّة تصحيح وتوجيه المفاهيم العناية الفائقة، فكان لا ينفك عن تعليم وتوجيه أصحابَه في كلِّ فرصة تُتاح له وأمامهـ، فكان صلى الله عليه وسلم كما وصفه ربُّه سبحانه وتعالى: ﴿حَرِيْصٌ عَلَيْكُم﴾ [التوبة، من الآية: 128]، وقد جمع صلى الله عليه وسلم في تصحيحه للمفاهيم الأساليب القولية والعمليَّة، في كافة المجالات، سواء كانت عبادات أو معاملات، أو غير ذلك، وقد رأيتُ أن أجمع دررًا من أقواله صلى الله عليه وسلم التي صحَّح ووضَّح ووجَّه بها المفاهيم الخاطئة التي كانت عالقة في أذهان النَّاس؛ لننهل من منهجه وطريقة أسلوبه وحكمته؛ لنتأسى به مسددين ومقاربين، فكان ذلك ولله الحمد.
وقد حُبب إليَّ جادَّة التَّأليف في الأربعينيَّات الحديثية التي كان أصلُ تصنيف أهل العلم فيها؛ الاستئناس بما رُوي عَنِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: ((مَنْ حَمَلَ مِنْ أُمَّتِي أَرْبَعِينَ حَدِيثًا بَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَقِيهًا عَالِمًا).
وتيمنًا بمسلك أهل العلم صنَّفتُ هذه الرسالة الأربعينية، جمعتُ فيها أربعين حديثًا مرفوعًا للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم منتخبة؛ في تصحيح المفاهيم في مختلف المجالات، وقد أسميتها: (الأربعون النبوية في تصحيح وتوجيه المفاهيم الشرعية)، كتبتها والقلب مشوَّش؛ بسبب ما يجري في بعض بلاد المسلمين، نسأل الله فرجًا قريبًا عاجلاً غير آجلٍ، وبعد انقطاعٍ عن الكتابة والتأليف؛ لأسباب خاصة، لذا فليعذرني من لم يجد في رسالتي هذه ما لا يسرهـ، والله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بهـ.