الاستقامة على دين الله تبارك وتعالى


من أسباب الوقاية من العين والمس والسحر والشيطان:

الاستقامة على دين الله تبارك وتعالى

 

قال الله تبارك وتعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ[الأحقاف: 13ـ 14]. وقال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيم [فصلت: 30 – 32].

وعن سفيان بن عبد الله الثقفي رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولًا لا أسأل عنه أحدًا بعدك ـ أو غيرك ـ قال: (قُل آمنت بالله، ثم استقم)؛ رواه مسلم برقم (68).

قال العلامة المفسِّر السعدي:في “تفسيره” (ص748): يُخبر تعالى عن أوليائه، وفي ضمن ذلك تنشيطهم والحث على الاقتداء بهم، فقال: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا؛ أي: اعترفوا ونطقوا ورضوا بربوبية الله تعالى، واستسلموا لأمره، ثم استقاموا على الصراط المستقيم، علمًا وعملًا، فلهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة.

﴿ تَتَنزلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ الكرام؛ أي: يتكرر نزولهم عليهم، مبشرين لهم عند الاحتضار. ﴿ أَلا تَخَافُوْا على ما يستقبل من أمركم ﴿ وَلا تَحْزَنُوا على ما مضى، فنفوا عنهم المكروه الماضي والمستقبل، ﴿ وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ، فإنها قد وجبت لكم وثبتت، وكان وعد الله مفعولًا ويقولون لهم ـ أيضًا ـ مثبتين لهم، ومبشرين: ﴿ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ يحثونهم في الدنيا على الخير، ويُزينونه لهم، ويُرهبونهم عن الشر، ويُقبِّحونه في قلوبهم، ويدعون الله لهم، ويثبتونهم عند المصائب والمخاوف، وخصوصًا عند الموت وشدته، والقبر وظلمته، وفي القيامة وأهوالها، وعلى الصراط، وفي الجنة يهنئونهم بكرامة ربهم، ويدخلون عليهم من كل باب ﴿ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ؛ حيث وفَّقكم لفعل الحسنات، ثم قبلها منكم، فبمغفرته أزال عنكم المحذور، وبرحمته أنالكم المطلوب؛ اهـ.

ووجه الشاهد من الآيتين والحديث: هو أن من استقام في دينه، تعدَّدت نزول الملائكة عليه بالطمأنينة، وأنْ لا خوف عليه ولا حزن، بل يُبشَّر بالجنة التي وعد بها كل مستقيمٍ تقي وليٍّ لله وملائكته، في الدنيا والآخرة.

فما عسى الشيطان بهمزه ونفخه ونفثه، فاعلٌ برجلٍ تَتَنزَّل عليه الملائكة، بالطمأنينة والبشارة والولاية، فيا لها من سعادة وأمان، من كل ذِي شرٍّ من إنسٍ أو جان، والله أعلم وهو المستعان.





Source link

أترك تعليقا
مشاركة
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر على الصدقة
الصيام المتقطع، أو كيف نخسر الوزن الزائد؟: خاطرة نقدية، ونصيحة صادقة