الترجمة والمترجم والكتابة


الترجمة والمترجم والكتابة

 

نبحث في هذا المقال في حيثيات نشاطِ المترجم:

يسهر المترجِم اللياليَ بحثًا عن الأفكار والمعلومات والمعارف، ويستعين لذلك بالمراجع اللازمة، التي بها يؤسِّس لـعلمية ما يقوم به، كما أنها تُعَدُّ مصدر الرصيد المعرفي الثَّرِي له.


يقرأُ لأن القراءة تنشط خلايا العقل، وتُسهِّل الوصول للأفكار الجديرة بالاهتمام، وتُبقي المطالعة المستوى منتظمًا وثابتًا، بتفعيل كافة قدرات الفكر، باتِّساع مجالات الخيال والإبداع لديه.


لا يسأم من السؤال عن نُقطة أثارت انتباهه، ويجمع الثقافة الضرورية بشأنها، وهي المرتكز التُّرجمي الذي يَستقي منه الإشكاليات، ويُدقِّق في الفكرة ويتمعَّن في مضمونها، ويَستعين بها للمقال الذي يُحرِّره.


الكتابةُ أهمُّ عاملٍ بالنسبة إليه، فالترجمة في الأصل كتابةٌ ثانيةٌ للنصِّ الذي بين يديه، ولا يَقِفُ عند حاجز الفشل، ويُحلِّل العمل الذي أَنْجَزَهُ، ولا بد له من الوقوع في الزَّلل، وبتصويبه يكتسب الخبرة الأساسية.


يبحث دائمًا عن الحلول للعوائق العارضة له مُترجمًا، ولا يقلق ويتمتَّع برباطة الجأش والحِلْمِ والصبر الطويل في إنجاز عمله، وتَحصيل الثِّمار اليانعة في نهاية المطاف بعد الجهد المبذول.


يتفاعل مع محيطه بصورة إيجابية، ويتذكر نجاحاته ويرمي بالخبرات الفاشلة، ويتبادل الأفكار والآراء، ويُشكِّل القناعات بشأنها، ويهضمُ القِيم المشجعة التي تَمُدُّه بالطاقة الدافعة للأمام.


السَّفر قطعة من العذاب للتعب الذي ينالُ الجسد جرَّاءه، إلا أنه من خلاله يقضي حاجاته بفعالية واقتدار كاملين، ويفكر مليًّا بالصورة المطلوبة، ويُركِّز ذهنه بِغَرَضِ الوصول لنتيجة مفيدة.


يدرس النصوص المتناظرة، ويستخلص منها مقابلات الألفاظ وثقافتها وأفكارها، اعتمادًا على الدراسة التقابلية، وينتقي منها زخمًا معرفيًّا غزيرًا، يمنحُهُ ما يحتاجه في دراسته وترجمته.


يشكِّل معجمًا لغويًّا لإثراء بحثه، ويستمد معاني الألفاظ والعبارات، ويدعمه بالمراجع لأهميتها في مصداقية المضمون، ويعتمد على علم الترجمة في التحليل والتفصيل المنطقيَّين.


هكذا تكونُ حياة المترجم مليئة بالأمور المفيدة والمحفِّزة.







Source link

أترك تعليقا

مشاركة
التستر على سارق للصدقات
مكتبه السلطان – أفضل 7 مواقع لـ تحميل الكتب مجانا وبشكل قانوني