التقليد الأعمى ضار
التقليد الأعمى ضار
إن من العيوب المنتشرة بين المسلمين، والأخطاء التي يجب تركها هو التقليد الأعمى، فبعض المسلمين – أصلحهم الله – كالببغاء يُردد عن الغرب أو الشرق كل كلمة أو فعل من غير أن يفهم ما يقول أو يفعل، أو ليقال عنه متمدن، أو متطور، وهذا خطأ كبير.
1- احذر يا أخي المسلم أن تقلد غيرك تقليدًا أعمى حتى تسأل عنه، وتعرضه على الإسلام، فقد يكون محرمًا كلبس خاتم الخطبة الذي تقدمه الزوجة للزوج زعمًا منها أن هذا الخاتم يمنعه من الاختلاط بالفتيات، ونسيت أن الزوج بإمكانه أن يخلعه عندما يريد الاختلاط، وهذه العادة مأخوذة عن النصارى، ولا سيما إذا كان الخاتم من الذهب المحرم على الرجال، وقد نَهَى الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين عن التشبه بالكفرة فقال: (مَن تشبه بقوم فهو منهم)؛ صحيح رواه أبو داود.
2- ومن التقليد المذموم، الذي جلب للمسلمين الذلة والصغار الحكم بقوانين الغرب المخالفة للإسلام، وترك الحكم بشريعة الله عز وجل التي أعزت المسلمين في عصر النبوة والصحابة ومَن بعدهم.
3- احذر لبس الذهب فهو محرم على الرجال حلال للنساء، فعن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى خاتمًا من ذهب في يد رجل، فنزعه فطرحه، وقال: (يعمَد أحدكم إلى جمَرة مِن نار، فيجعلها في يده! فقيل للرجل بعد ما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذ خاتمك انتفِع به، قال: لا والله لا آخذه أبدًا وقد طرَحه رسول الله)؛ رواه مسلم.
من فوائد الحديث:
1- كل من رأى منكرًا كلبس الذهب فعليه تغييره بيده إن استطاع، كما بين ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله: (مَن رأى منكم منكرًا فليُغَيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان)؛ رواه مسلم.
2- تشبيه الرسول صلى الله عليه وسلم الذهب بالجمرة من النار يدل على أنه من الكبائر.
3- يجوز الانتفاع بالخاتم وبيعه، لقول الصحابة في نص الحديث: (خذ خاتمك انتفع به).
4- استجابة الصحابي لفعل الرسول صلى الله عليه وسلم، وعدم أخذه بعد طرح الرسول صلى الله عليه وسلم يدل على إيمان قوي، وتضحية بالمال.
الخلاصة: على الشباب المسلم أن يلبسوا خاتم الفضة، فهو أجمل من الذهب في شكله الجميل الفضي اللامع، وسعره أرخص من الذهب بكثير، وقد أحله الإسلام للرجال والنساء، وقد نصحت أحد إخواني اللابسين لخاتم الذهب، وذكرت له حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، فما كان منه إلا أن استجاب، وخلعه من يده وأعطاني إياه، فبعته، واشتريت له خاتمًا من فضه، ورددت له بقية المال، ففرح كثيرًا، وتبعه بقية المعلمين في ذلك، وحق عليه قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (مَن سَنَّ في الإسلام سُنة حسنة فله أجرها وأجر مَن عَمِل بها مِن غير أن ينْقصَ مِن أجورهم شيء)؛ رواه مسلم.
5- علينا أن نقلد الغرب في الاختراعات الحديثة كالطائرات، والدبابات والغواصات وغيرها من الأسلحة المتطورة، حتى لا نحتاج إليهم، وندافع بها عن ديننا وأرضنا لا أن نقلدهم في التبرج والرقص والميوعة، وغيرها من الأمور الضارة: وصدق قول الشاعر حين قال:
قلَّدوا الغربي، لكن بالفجور وعن اللب استعاروا بالقشور
|
6- نهانا الإسلام أن يقلد بعضنا بعضًا في الأمور السيئة حيث قال ابن مسعود: “لا يكن أحدكم إمَّعة، يقول: إن أحسنَ الناسُ أحسَنت، وإن أساءَ الناس أسأت، ولكن وَطَنوا أنفسكم على أن تحسنوا إذا أحسن الناس، وألا تظلموا إذا أساء الناس”.
ومن المؤسف أننا إذا نصحنا بعض الناس ألا يغشوا ولا يكذبوا، وألا تسفر نساؤهم تراهم يتعللون قائلين: الناس كلهم يكذبون، ويغشون، وتسفر نساؤهم، كأنهم يريدون الاقتداء بهم، فاحذر يا أخي المسلم السير مع التيارات الفاسدة، والتقاليد الضارة.
لا تتشبه بلباس الأجانب كلباس البنطال الضيق الذي يجسم العورة، ولا سيما في شعار الرأس، فلا تقلد الإفرنج، وتلبس البرنيطة، فهي شعار الكفرة واليهود والنصارى، وفي الحديث: (مَن تشَّبه بقوم فهو مِنهم)؛ صحيح رواه أبو داود.
وعليك بالتشبه بالرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته، والصالحين من الرجال، ولا تنظر إلى غير المتمَسكين بالإسلام.