الخلف والملهيات في رمضان
الخُلف والملهيات في رمضان
قال تعالى في سورة الأنبياء: ﴿ اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ * مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ * لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ ﴾ [الأنبياء: 1 – 3].
فاللهو والغفلة قد سيطروا على أكثر الناس، وصدق الله العظيم إذ يقول: ﴿ وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ﴾ [يوسف: 103]، فقد اتَّبع الناسُ الهوى وطال بهم الأملُ، وغفلوا عن ربهم وعن مصيرهم وآخرتهم، وأخذتهم الدنيا ولعِبت بهم، حتى في مواسم الخير تجدهم غافلين لاهين يبحثون عن المتَع واللهو والشهوات، فيأتيهم رمضان بالعتق والمغفرة ومضاعفة الأجور وكثرة وجوه البر، فيقضونه أمام التلفاز، يطلبون إضاعة الوقت وبعض نظرات خبيثة رخيصة.
ومن المؤسف أن أصحاب القنوات يجعلون منه موسمهم للضلال:
فكأنهم لَما علموا كل الفضائل الرمضانية، قد استكثروا عليكم الأجر، فأَعَدُّوا له العدة، لينقضُّوا على ما في أيديكم من الخير فيسلبوكم إياه، ففي رمضان تُصفَّد شياطين الجن، وتنطلق شياطين الإنس لتعيث في الأرض فسادًا وإفسادًا، فلا تُسلم لهم رمضانك، ولا تسمح لهم بسرقة إيمانك وتضييع موسم الخيرات منك.
واصنع لك برنامجًا رمضانيًّا:
احذف فيه كلَّ الملهيات، فسلفُنا كانوا يتركون فيه الفاضل لأجل الأفضل منه، فيتركون فيه العلم والحديث والتعليم؛ لأجل أن يتفرغوا بكامل قلوبهم وجوارحهم للعبادة من الذكر والتلاوة والصيام والقيام والصدقات وإطعام الطعام، لا يشغلهم عنها شيئًا ولو كان عملًا صالحًا عظيم الأجر؛ كتعليم الآخرين ومجالس العلم والذكر، أفلا تفرِّغ نفسك من الدنيا قليلًا، وتترك بعضها لله؟ أفلا تترك بعض المحرمات التي تلهيك عن ربك لأجل أن تنال العفو والمغفرة والعتق من النار؟ ألا تبادر للعمل الصالح قبل أن تُحمل لقبرك وحيدًا ذليلًا؟!