الخوف من العودة للحرام
♦ الملخص:
فتاة كانت في علاقة محرمة، عرَف أخوها بالأمر، فتركتها، وتقرَّبت إلى الله، لكن تُحس أنها تعبد الله “مصلحة”؛ وهي طلب الستر والخوف من الفضيحة، وتسأل: ما النصيحة؟
♦ التفاصيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ابتُليتُ بعلاقة محرَّمة، لكني لم أتعمَّق فيها؛ إذ قد عرف أخي الأمر، فتركتها كارهة لها، وحاولت التقرَّب إلى الله، وليس لديَّ أي نية في العودة إلى ما كنت عليه، لكنَّ شعورًا ملازمًا لي أني أعْبُدُ الله عبادةَ مصلحة؛ وهي أن يسترني ولا يفضحني، وأصبحت في همٍّ وغمٍّ كبيرين؛ خوفًا من أن أعود إلى ما كنت عليه، اختيارًا أو إجبارًا بالتهديد بالفضيحة، فما نصيحتكم لي؟ وثمة سؤال آخر: هل ظلمت هذا الشخص الذي كنت معه في علاقة محرَّمة؛ لأنه كان – حسب زعمه – صادقًا معي، وينوي الزواج بي؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، حياكم الله أختي، أسأل الله أن يصلح حالكِ، وأن يشرح صدركِ لكل خير.
أولًا: الحمد لله أن تاب عليكِ وهداكِ وكرَّه إليكِ المعصية، فلا شيء عليكِ الآن إلا صدق التوبة مع الله سبحانه وتعالى؛ بالندم على ما مضى، والعزم على عدم العودة، والإكثار من الأعمال الصالحة؛ والله سبحانه وتعالى قال: ﴿ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ﴾ [هود: 114]، وقال الحسن البصري: “نَفْسُك إن لم تشغلها بالحقِّ شَغَلَتْك بالباطل”، فاشغلي نفسكِ بما ينفعكِ في دينكِ ودنياكِ.
ثانيًا: أما عن قولكِ: إنكِ تعبدين الله كي يستركِ، فما الإشكال في ذلك؟
فنحن نعبد الله سبحانه وتعالى؛ ابتغاء رضاه؛ هذا هو الأصل، ولو أضفنا لذلك أن يرحمنا ويسترنا ويهدينا، فليس حرامًا، وليس محظورًا شرعًا، ما دام القصد الأول رضا الله والدار الآخرة.
قال الشيخ عبدالرحمن السعدي: “قَصْد العامل ما يترتب على عمله من ثواب الدنيا لا يضره، إذا كان القصد من العمل وجه الله والدار الآخرة”.
وورد عن سعيد بن جبير أنه كان يقول: “إني لَأزِيدُ في صلاتي من أجل ابني هذا”.
ثالثًا: الله عز وجل قال: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ﴾ [الطلاق: 2، 3].
ضَعِي هذه الآية أمامكِ، ولا تفكري في تبِعات قراركِ بالابتعاد عن تلك العلاقة المحرمة، وأحْسِني الظنَّ بربكِ، ما دمتِ تركتِ المعصية ابتغاء وجهه، فلا خوف ولا حزن، والله يستركِ ويحفظكِ ويجعل لكِ مخرجًا.
اقطعي أي تواصل بينكِ وبين هذا الشخص، وأي شيء يوصلكِ به؛ من رقم الهاتف، ومواقع التواصل، وغيرها.
رابعًا: أما عن قوله: إنكِ ظلمتِهِ، فأنتما الاثنين ظلمتما نفسكما بهذه العلاقة، والحمد لله أنكِ تبتِ منها، ولو كان صادقًا من بداية الأمر يريد الزواج لأتى البيت من بابه.
أخيرًا: لا ترهقي نفسكِ، ولا تُحمِّليها فوق طاقتها بكثرة التفكير، واثبتي على قرار توبتكِ، ولا تعودي أبدًا لهذا الأمر، وعليكِ بكثرة الدعاء مع حسن الظن بالله، ولو وصل إليكِ هذا الشخص من أي طريق، وهددكِ بأي شيء، فقولي له: إنكِ ستخبرين أخاكِ، وستقومون بتقديم بلاغ للشرطة، وإن شاء الله لن يحدث أي شيء مما تخافين.