الدعوة إلى الله تعالى مهمة وتشريف لهذه الأمة
الدعوة إلى الله تعالى مهمة وتشريف لهذه الأمة
الدعوة إلى الله تعالى مهمة وتشريف لهذه الأمة؛ قال الله عز وجل: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾ [آل عمران: 110].
وقال تعالى: ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إلى الله عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [يوسف: 108].
وقال سبحانه: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 71].
وتخيلوا معي معشر الكرام؛ لو أن كل شخص من المسلمين أنار الله بصيرته، وفهَّمه وعلَّمه، يقوم بالدعوة إلى الله تعالى، كيف سيكون شكل الأمة؟ بل كيف سيكون شكل العالم؟
عندما تصلك رسالة من شخص تعرفه يكون أثرها ووقعها عليك مختلفًا عنه، عندما تصلك من شخص لا تعرفه؛ لأن هذا الشخص أنت تعرفه، وتطمئن له، وينشرح صدرك عندما ترى رسالة منه، فتخيلوا معي لو كان كل إنسان يستخدم معارفه ليدعوهم إلى الله تعالى، كيف سيكون وضع الأمة بين الأمم؟
نأتي عند إشكالية الشهادات والإجازات؛ فبعض الناس يعتقد أنه لا بد أن يكون متخصصًا في العلوم الشرعية، ويكون لديه شهادات حتى يسير في طريق الدعوة إلى الله تعالى، وهذا أمر خاطئ؛ لأن الدعوة إلى الله تعالى ليست محصورة على من لديهم شهادات أو إجازات معينة.
الدعوة إلى الله تعالى – يا معاشر الكرام – هي بحدِّ ذاتها أسلوب من أساليب التعلم، وهناك كتاب للشيخ أحمد الطيار اسمه “آداب طالب العلم وسبل بنائه ورسوخه”، ذكر الشيخ وفَّقه الله وسدده في هذا الكتاب بالتفصيل، كيف يمكن لطالب العلم أن يبني نفسه من الناحية العلمية – من ناحية طلب العلم – وفي الوقت نفسه يسير في طريق الدعوة إلى الله تعالى، ونشر العلم والكتابة.
ويكون هذان الأمران – التعلم والدعوة – يسيران بطريقة متزامنة، وينجح الشخص في المجالين بعون الله تعالى وتوفيقه.
إذًا الأمر – يا كرام – لا يتعلق بالشهادات، الأمر يتعلق بهمَّة الإنسان وهمِّه، وقبل ذلك توفيق الله عز وجل له، وكثرة دعائه لله سبحانه وتعالى أن يستعمله، وأن يعينه، وأن يهديه، وأن ينصره، وأن يؤيده.
فالخلاصة أن الدعوة إلى الله تعالى طريق يُستجلَب به فتوحات الله عز وجل، يُستجلَب به رضوان الله، ويستجلب به تأييد الله، ويستجلب به توفيق الله، ويستجلب به معونة الله، ويستجلب به كل خير.
قال الله عز وجل: ﴿ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [فاطر: 2].
اللهم اجعلنا من الدعاة إليك على منهج نبيك صلى الله عليه وسلم.