الشاعر الأردني – الفلسطيني علي العامري ينتصر لأطفال غزة عبر كتابه “فلسطينياذا” |
عمان- خصص الشاعر الأردني – الفلسطيني علي العامري ريع كتابه الشعري الجديد “فلسطينياذا” لأطفال غزة، في مساهمة رمزية للتأكيد على أهمية حماية الأطفال، وتسليط الضوء على معاناتهم المركبة، إثر سلسلة العدوان ومجازر التطهير العرقي التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الجاري. وقد تجاوز عدد الأطفال الفلسطينيين الشهداء خلال 17 يومًا 2500 طفل، من بينهم أكثر من 700 طفل ما تزال جثثهم تحت أنقاض البيوت والبنايات التي قصفها الاحتلال بالصواريخ والطائرات والقذائف الثقيلة.
وكان كتاب “فلسطينياذا” الذي يتضمن نصا واحدا متعدد الأصوات والمرجعيات، صدر عن الدار الأهلية للنشر والتوزيع في عمّان، بالتزامن مع عدوان الاحتلال على قطاع غزة.
يستلهم العامري مواد نصه من مشارب عديدة من بينها عناصر من ملحمة هوميروس “الإلياذة” مثل انتظار بينيلوبي لعودة عوليس، والحصان الخشبي، وتضحيات أبناء طروادة.
وقد عمل العامري على تعمير النص بالأبعاد المكانية والطبيعية والروحية، عبر توظيف أسماء القرى والمدن الفلسطينية، والزهور البرية والنباتات والأشجار، والأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية ومزارات الصوفيين في نسيج النص، ليكون بذلك أرضا حقيقية محملة بالرموز والتراجيديات البشرية العابرة للزمن، وتاريخا حيا بكامل هيبته وقصصه البشرية التي ترسخ السردية الفلسطينية.
وقال العامري إن “تخصيص ريع ‘فلسطينياذا’ لأطفال غزة يأتي تعبيرا عن الوقوف مع حقوق شعبنا الفلسطيني في تحرير أرضه، وهو يكتب بدمائه الزكية ملحمة أسطورية بكل معنى الكلمة لنيل حريته، بكنس الاحتلال الذي يواصل جرائم الإبادة الجماعية لشعبنا منذ 75 عامًا”
وأكد العامري أن “الاحتلال يسعى من خلال استهداف أطفال فلسطين بالقتل مع سبق الإصرار والترصد، إلى قتل الأمل والمستقبل والوعي الوطني الفلسطيني خصوصا والعربي عموما، لتسهل هيمنته على منطقتنا كلها، ولكن سرعان ما يكتشف الاحتلال الغاشم بأنه قائم على أوهام، وأن كل مخططاته لتهجير شعبنا تؤول إلى الفشل، وأنه أمام شعب لا يعرف التنازل عن حقوقه، ولا يعرف النسيان، ولا يتوقّف عن ابتكار البطولة الخارقة وإبداع أشكال جديدة للمقاومة والدفاع عن الأرض والمعنى”.
وتابع الشاعر أن “الاحتلال الإسرائيلي مدعوما من الغرب الاستعماري، وخصوصا أميركا، يقتل يوميًّا 120 طفلا فلسطينيًّا. لكن الردّ الذي يزيد قوات الاحتلال انهيارا، جاء من أطفال غزة حين بدأوا بكتابة أسمائهم على أجسادهم ليصبح التعرّف عليهم متاحا في حال استشهادهم”.
وأوضح العامري أن “عددا كبيرا من أطفال غزة الآن يعانون من جراحهم، ومن اليتم بعد استشهاد آبائهم وأمهاتهم، ومن الصدمة النفسية، ومن النزوح إلى مناطق داخل القطاع. وازدادت معاناتهم بعدما قطع الاحتلال موارد الماء والغذاء والدواء والكهرباء والوقود، في إطار عقوبته الجماعية لأبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وكان الجرّاح في مستشفى الشفاء في غزّة، الدكتور غسان أبوستة قال ‘لا يوجد مكان أكثر عزلة في هذا الكون من سرير طفل جريح لم يعد لديه عائلة تعتني به’”.
وأضاف العامري أن “قطاع غزة الذي يعيش فيه أكثر من مليونين و300 ألف فلسطيني تحت الحصار منذ 17 عاما، يبتكر قيامةً جديدة للكرامة العربية والضمير الإنساني، وهو يثبت أن شعبنا مثل العنقاء يصعد من تحت الرماد والركام، ليعانق الشمس. وفي هذه اللحظة الأبدية تتجلّى البطولة والمأساة معًا في أقصى صورهما”.