الشجاعة الأدبية عند معاوية


الشجاعة الأدبية عند معاوية

 

عند الحديث عن مبدأ الشجاعة الأدبية لمعاوية بن أبي سفيان، ينصبُّ الحديث عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليمثِّلوا هذا المبدأ ويرسِّخوه في أعماق النفوس، فأي نوع هم كانوا من الرجال الذين خرَّجتهم مدرسة القرآن؟ وما هو النهج الذي سلكوه في صناعة هذه النماذج؟ الحقيقة إنه نهج فريد في عالم المناهج، ودرس بليغ من دروس الحب والأدب في عالم الدروس.

 

النهج الذي أخرج حظَّ الشيطان من نفوسهم، وأصبحوا في الدنيا رجال الآخرة، وفي اليوم رجال الغد، لا تجزِعهم مصيبة، ولا تبطرهم نعمة، ولا يشغلهم فقر، ولا يطغيهم غنًى، ولا تلهيهم تجارة، ولا تستخفُّهم قوة، إن الإنسان لَيعجب من هؤلاء الرجال، بعد التحاقهم في سلك هذه المدرسة؛ مدرسة الإيمان والتربية الفكرية، التي كانت تُملي على صاحبها الفضائل الخُلُقية، وتعلمه قوة الإرادة، والإيمان، والحُجَّة، ومحاسبة النفس والإنصاف منها، اعتزَّ الرجال قديمًا بشجاعتهم الأدبية وعُرفوا بها، فكانت تؤثر بشكل إيجابي في ذواتهم، وطرق حياتهم ومعيشتهم.

 

فليس الشجاع الذي يحمي فريسته عند القتال ونار الحرب تشتعل، لكن من ردَّ طرفًا أو ثنى وَطَرًا عن الحرام، فذلك الفارس البطل؛ وقد قال أبو الطيب المتنبي:

الرأي قبل شجاعة الشجعان
هو أول وهي المحل الثاني
وإذا هما اجتمعا لنفس حرة
حازت من العلياء كل مكانِ

 

وقد عُرف معاوية بن أبي سفيان بتلك الشجاعة الأدبية منذ فجر التاريخ؛ حيث رُويَ أن عمرو بن العاص قال له يومًا: لقد أعياني أن أعلم أجبان أنت أم شجاع؟ فقال:

شجاع إذا ما أمكنتني فرصة
وإلا تكن لي فرصة فجبانُ

وقـد كفــل الإسـلام حـرية النقاش، وبحث المشكلات بين الخليفة وعماله إلى أقصى درجة، شجاعة أدبية باهرة، وحلة خلقية شاهرة، لا يرهب الوالي سلطان الخليفة، إذا ناقشه في حق، أو رده إلى صواب، فكلاهما يطلب حقًّا، أو يبتغي إصلاحًا، أما الخلافة، فلا دخل لها في إقرار حق أو مصلحة، لا نفاق، ولا رياء، ولا تعاليَ، ولا كبرياء، لكل واحد منهما عاصم من دين؛ لأن الخليفة والوالي يعملان داخل حدود ونطاق العقيدة الحاكمة، الأمر فيها للحجة المقنعة، والأدلة والبراهين البينة، أو للخليفة إذا أعوز الوالي الدليلُ.

 

يثني عمر بن الخطاب رضي الله عنه على معاوية ثناءً لا نظير له، ولا يمكن لأحد أن يأتي بمثله، ومن المسلَّم به أن عمر إذا ما أثنى على معاوية فإنه يكون صادقًا، لا مرائيًا ولا مجادلًا، ويكون جادًّا لا مهادنًا، صريحًا لا مواربًا، وكان ما يُقال عنه يومذاك غير ذاك، فقد تناول قومٌ معاويةَ يومًا عند عمر فقال: “دعونا من ذمِّ فتى قريش، من يضحك عند الغضب، ولا ينال ما عنده إلا على الرضا، ولا يؤخذ ما فوق رأسه إلا من تحت قدميه”.

 

ومن هذا الموقـف نرى أن معاوية من يوم أن أسلم كان هدفًا للمهاجمة من الكثيرين، وهكذا شأن كبار الرجال، هم أكثر الناس تعرضًا للقيل والقال، أما سائر الناس حولهم، فلا قيل حولهم ولا قال، وحسب معاوية دينًا ومجدًا أن هذا رأي عمر فيه، وليس عليه بعد ذلك أن يُقال عنه ما يُقال، وإذا رضيت عن الرجل كرام عشيرته، فلا زال غضبان عليه غيرهم.

 

هذا هو حال الخليفة الحاكم مع وزرائه وولاة أمره، لا يفتح أذنه لكلمة سوء تُقال عن أحدهم فهم جميعًا رجاله، يجب أن تُحفَظ غيبتهم، إن مجلس عمر رضي الله عنه لا يتسع إلا للجد والكلم الطيب، ويضيق بكل ما يخالف ذلك، وإذا اعتقد الذين يحيطون بالحاكم ويعملون معه أنهم آمنون من الوقيعة والدسِّ، واطمأن الجميع بعضهم إلى بعض، راحوا جميعًا فرسانًا يتبارَون في ميادين الأعمال الشاقة الصالحة متنافسين، أيهم أكثر نفعًا للناس وللمجتمع، لينال الثناء الحسن الجميل، وهذا ولا شكَّ يجتثُّ جذورَ الشر في دوائر الحكم والسياسة.

 

إن عمر رضي الله عنه يحب وزراءه ويحبونه، ويوليهم ثقته، فيقوم التعاون بينهم على الثقة المتبادلة، والصدق والصراحة، والوضوح والرجولة، فلا خَتْل[1]ولا مداهنة[2] ولا غموض، يقول أسلم مولى عمر: قدم معاوية وهو أبضُّ الناس وأجملهم، فخرج عمر إلى الحج، فكان ينظر إلى معاوية ويتعجب منه، ثم يضع إصبعه على جبينه، ثم يرفعه عن مثل الشراك، فيقول: “بخٍ بخٍ، فنحن إذًا خير الناس، أن يجمع الله لنا خير الدنيا والآخرة”.

 

أية رقة وأية عذوبة وإيمان يتدفق من فم أمير المؤمنين عمر؟! يا له من أسلوب! أكان راضيًا أم ساخطًا؟ أكان مداعبًا أم متهكمًا؟ حال لم يتبينه معاوية نفسه مع ذكائه ودهائه بداهة، قال محتاطًا: سأحدثك، “أنا بأرض الحمامات والريف”، ويدرك عمر ما يرمي إليه معاوية، ولا يرضيه الاستهلاك، وتحضره شدته فيقاطع معاوية قائلًا: “سأحدثك أن إلطافك نفسك بأطايب الطعام، وتصبُّحك حتى تضرب الشمس متنك، وذوو الحاجات وراء الباب”.

 

ويحس معاوية بالثورة العارمة التي لا يقـف لها أحد، ويدركه ذكاؤه، وتسعفه لماحيَّته، فيسكت، ويقف الحوار عند هذا الحد العاصف، قال عمر كل ما يريد واضحًا لائمًا ومؤاخذًا، وأدرك معاوية دقة التوجيه وصرامته، فلزم الصمت، حاكم يؤاخذ وزيره الذي يقدره، ولم يعزله، ووزير ذكي مِطْوَاع يعرف متى يمضي، ومتى يُمْسك، ورُبَّ إشارة أبلغ من عبارة.

 

ويمضي أسلم رضي الله عنه في سرد موقف الشجاعة الأدبية لمعاوية فيقول: “حتى إذا جئنا وادي طوى، فأخرج معاوية حُلَّة فلبسها، فوجد عمر فيها ريحًا كأنه ريح طيب، فقال: يعمد أحدكم فيخرج حاجًّا نفلًا، حتى إذا جاء أعظم بلدان الأرض حرمة أخرج ثوبيه كأنهما كانا في طيب فلبسهما”، فانبرى[3] معاوية يهاجم الخليفة مبررًا تصرفه، وأنه على حق فيما فعل، وواجه الخليفة غير هيَّاب[4]، فقال: “إنما أعددتهما لأدخل بهما على عشيرتي يا عمر، والله لقد بلغني أذاك ها هنا وأنا بالشام”، فيقول أسلم مولى عمر: “فالله يعلم أنني عرفت الحياء في عمر عندها”، فنزع معاوية الثوبين، ولبس الثوبين اللذين أحرم بهما.

 

هكذا يتحدث معاوية لعمر، شجاعة أدبية وثبات وصراحة، ومواجهة جريئة خشنة، فلما يداهن وهو على حق، لما يأخذه الضَّيم، وهو لا يجد الراحة سوى في الصراحة، كل هذا بدا من معاوية معارضًا لعمر، ثورة بثورة، لا يخشاه في الحق، وهذا يقطع بأن معاوية ما كان يلاين الناس ويسعهم حلمه، جبنًا أو ضعفًا، أو تصنعًا أو تقيةً، ولكنه كان لين الجانب خُلُقًا لا تخلُّقًا، وكانت الأناة فيه طبعًا لا تطبُّعًا، وكان الحلم فيه زينًا لا تزينًا، ما كانت تنقصه الجرأة في مواطن الحق، ولا الحزم في الرد إذا ما اقتضاه المقام.

 

بهذه الصفات عرفه عمر، طُبِعَ على الحِلْمِ، والحلمُ سيد الأخلاق، ثم إن معاوية مؤدب وافر الأدب، صاحب لباقة بارعة، فبعد أن دافع عن موقفه، وأثبت سلامة تصرفه، مما بعث الحياء في وجه الخليفة، أطاعه فيما رأى، وخلع الثوبين المعطرين، ولبس ثوبيه اللذين أحرم بهما، والوقوف مع الحق شيء لا يتنافى أبدًا مع الأدب وحسن المعاشرة.

 

أي حاكم؟ وأي والٍ؟ وأي حوار؟ أية رجولة في دفاع المؤمن عن حق يراه، حتى لَيخاطب الخليفة أمير المؤمنين باسمه مجردًا من كل كنية أو لقب، حتى لَيستحي منه أمير المؤمنين، ويُعرف الحياء في وجهه؟ إنها لباقة وكياسة من معاوية في حرصه على تطييب خاطر الخليفة بعد أن يبين حقه معه، سَبَحَ الخيال ولست من رواد مغانيه، سبح بي أتمثل عمر واضعًا أصبعه على جبين معاوية الأبض الجميل، وتدور في ذاكرتي مشاهد الحوار وكأني أراهما أمامي، حلة خلقية بينهما، شدٌّ وجذب في الحوار، لا يتعداه أدب، ولا يخدش صفو الحب خجلٌ ولا رياء.

 

دخل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الشام، فلما رأى معاوية قال: “هذا كسرى العرب”، فلما دنا معاوية في موكبه العظيم، قال عمر: “أنت صاحب هذا الموكب العظيم؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، قال عمر: مع ما بلغني من وقوف ذوي الحاجات ببابك؟ قال: نعم مع ما بلغك من ذلك، قال عمر: ولمَ تفعل ذلك؟ قال: نحن بأرض جواسيس العدو فيها كثير، فيجب أن نظهر من عزٍّ وسلطان ما يزِعهم، فإذا أمرتني فعلت، وإن نهيتني انتهيت، قال عمر: ما سألتك عن شيء إلا جعلتني في مثل رواجب الضرس[5]، إذا كان ما قلته حقًّا فإنه رأي أريب، وإن كان باطلًا فإنه خدعة أديب، قال: فمُرني يا أمير المؤمنين، قال عمر: لا آمرك، ولا أنهاك، فقال عبدالرحمن بن عوف: ما أحسن ما صدر الفتى عما أوردته فيه، فقال عمر: لِحُسْنِ موارده ومصادره؛ جشَّمناه ما جشمناه”[6].

 

إن الحوار هنا يرتكز على معالجة الشك، والعتاب المترتب عليه من عمر، للوصول إلى الحقيقة واليقين، وتبدو كياسة الحوار ورهافته وكثافته في جوابات معاوية، وهو ما يعين على تصور مكنون وجدان تلك الشخصيات، وتحديد معالمها، وكشف دواخلها، وإبراز جوانبها، بين خليفة يريد أن يطمئن على حال الأمة، وبين والٍ يبرر ما يفعله لصالح الأمة، والاثنان على حقٍّ إن صدق الأخير.

 

والعرض السردي للحوار، في صورة زمنية منطقية لحظة زيارة الخليفة رضي الله عنه للشام مقر حكم الوالي، تترتب فيها النتائج على المقدمات التي رآها الأول من فخامة الموكب، مع وقوف ذوي الحاجات بباب صاحب الموكب، ويحفِل الحوار في وسطه بتأزم المواقف الابتدائية، ونقاط التطور الإشكالية، حتى لَتنوء شخصياته بما تبتغيه، وتتعقد الأسئلة المطروحة، وبقدر تعقدها، تنفرج العقد تدريجيًّا، ويعود التوازن بإجابات معاوية، ليصل الحوار في النهاية إلى إجابات مضبوطة بميزان الضبط المعقـول، وخطـى منتظمـة بميـزان السـير المنقول، للوصول إلى لـبِّ القضية وحقيقة الموضوع.

 

وبمثل هذا التعامل المحبوك مع الحدث، غدت مواليد الإجابات شرعية موثقة، ذات جذور أصيلة في المكان والزمان، للحفاظ على وحدة الأمة، وقوة الدولة، أمام أعدائها، وانتماء معلوم إلى حق مفهوم.

 

لا يتخير عمر رضي الله عنه عماله ويستقر، ولا يراقبهم في أعمالهم ويكتفي، ولا يتتبع تصرفاتهم العامة والخاصة فيقنع، ولكنه ينظر إلى كل أحوالهم، المادية منهم والمعنوية؛ لأنه يؤمن بأن المسلم يجب أن يكون سويًّا سرًّا وعلنًا، ظاهره كباطنه أمام الله في دخيلته، وأمام الناس في علانيته، فليس في ديننا القول الخاطئ: دَعْ ما لله لله، وما لقيصر لقيصر، فالأمر كله مرده إلى الله حتى قيصر نفسه، فليس لقيصر عند المسلم شيء، ولكن الله له من المسلم كل شيء، فالتصرف الخالص يراقب فيه وجه الله، والتصرف العام يبتغي به وجه الله، إن النفس القذرة قذرة ولو تضخمت بطيب الدنيا كلها، يفوح نتنها حينًا بعد حين، وعمر يخشى من عماله الزلل ومغريات الحياة وميوعتها، فيقيهم برقابته دوافعها.

 

وقفة بين خليفة عادل وذكي، ووالٍ لبِق وأريب، تستحق منا وقفة، للدلالة على تساوق الأحداث، والشجاعة الأدبية، نبينها فيما يلي:

شجاعة أدبية باهرة مركَّبة بين خليفة ذكي للمسلمين، ووالٍ لبق أريب يرى أنه يفعل لمصلحة الإسلام والمسلمين.

 

قبل أن يدانيَ معاوية عمرَ، أعطاه عمر حقَّه وصفته المميزة، ولزامًا على كل رئيس دولة أن يعرف الميزة التي يمتاز بها كل وزير من كبار وزرائه؛ لأن ذلك يعينه على كثير من التوفيق في فن المعاملة والإدارة.

 

يبدأ الحساب بعد التلاقي واللقاء، فلا وقت لما لا نفع فيه، إن تساؤل عمر عن الموكب وهو يراه بعينه، وعن صاحبه وهو يعرفـه حق المعرفة، يحمل رنة التقريع المهذب، واستنكار المظاهر الجوفاء.

 

أجاب معاوية بن أبي سفيان بشجاعة أدبية نادرة، في دقة ورَوِيَّة، وثبات ووضوح رأيٍ، عُرَفا بهما على أسئلة الخليفة عمر.

 

بدأ اللوم المكشوف لوقوف ذوي الحاجات بالباب، ولهذا جاء الخليفة، لم يأتِ للنزهة أو الاستجمام، ولكنه جاء متفقدًا أحوال الرعية ليطمئن على راحتها، وما كان منصب الخلافة والرئاسة إلا لذلك، خدمة الأمة.

 

أحس الخليفة عمر بما يعتمل في نفس واليه معاوية، فترك اللوم إلى المواجهة الصريحة.

 

في رد الوالي معاوية على الخليفة عمر رضي الله عنهما ما يشعر بتصميمه على صواب تصرفه؛ لأنه ردد نفس الألفاظ التي وجهها إليه الخليفة، وهذا فقه منه وثقة.

 

الوالي واثق من سلامة تصرفه، ولا يعتذر عنه، ولكنه يضع الأمر بين يدي الخليفة؛ لتصبح مسؤولية الأمر والنهي على عاتقه، فيتحمل هو التَّبِعات.

 

إن عمر لا يقطع إلا فيما يؤمن بصوابه، فإن شكَّ توقف، وقد أعجبته ردود معاوية فترك له حرية التصرف، وهذا فقه منه وأدب في الدين عُرِفا عنه.

 

إن عمر رضي الله عنه لا يأخذ معاوية بهذا الأسلوب الرزين، إلا لأنه يقدره وينزله المنزلة التي يستحقها، وعمر لا يحابي في الحق أحدًا أبدًا.

 

مع شيء من التجاوز، نستطيع القول: إن عمر الخليفة كان يكشف أحداث المستقبل، عندما وصف معاوية بأنه كسرى العرب، ولم يطلق هذا الوصف على أحد من ولاته رغم كثرتهم، وفي هذا تقدير لمعاوية واستحقاق.

 

أسلوب الحوار وقناعاته مميزة في السرد، من حيث نوعية الألفاظ المستعملة مدلولًا وإيقاعًا، وخصائص العبارات المشكِّلة لبنية الحوار ونسيجه، حتى الحروف المنتقاة لتركيب الكلمات، لها غرضها الجلي في التوصيل الرسالي للقارئ.

 

المصدر: الشجاعة الأدبية في القرآن والسنة النبوية، هاني الشتلة، الطبعة الثالثة، القاهرة.


[1] الختل: اللجوء إلى طرق ملتوية فيها مواربة لبلوغ الغاية، وهو ما يعني الخداع.

[2] المداهنة: إظهار المرء خلاف ما يضمر، والتظاهر بتودد وتلطف غير مشفوعين بما ينطوي عليه القلب.

[3] انبرى: اعترضه، ووقف ليقاومه ليضع حدًّا لاستهتاره، ووقف في وجهه وتعرض له ليناقشه.

[4] الهيَّاب: الذي يهاب كثيرًا؛ أي شديد الخوف والحذر، الذي يخاف الناس.

[5] رواجب: اسم والجمع راجبة، وهي أصول الأصابع؛ أي ما بين عقد الأصابع من الداخل، والضرس هنا: يعني الرجل الداهية، والمعنى تركتني في أضيق ما يكون، أي تركتني في أمر يصعب عليَّ الخروج منه، بسبب ردك، وفي هذا دليل على حنكة معاوية بن أبي سفيان في ردوده المحنكة والمفحمة على تساؤلات الخليفة عمر بن الخطاب.

[6] جشمناه: أثقلنا عليه وآلمناه، وقيل كلَّفه إياها، وحمله عليها على كُرْهٍ ومشقَّة.





Source link

أترك تعليقا

مشاركة
«اختراع الشعب اليهودى» .. وجهة نظر مثيرة للاهتمام – Al Masry Al Youm – المصري اليوم
صدر حديثًا – Al Masry Al Youm – المصري اليوم