الصبر بين الأجر والجبر
الصبر بين الأجر والجبر
الباب لا يُفتَح، والقيد لا يُكسَر، والبعيد لا يقرب، والغائب لا يعود، إلا بأجل مسمًّى يقدِّره الله تعالى.
ولا بد لشعلة الأمل أن تُضيء ظلمات اليأس، ولا بد لشجرة الصبر أن تطرح ثمار الأمل، ومن فَقَدَ الصبر ضيع الأمل، ومن لا أمل معه، فلا سلاح له لمواجهة معوقات الدهر، ومكائد الدنيا، وعقبات الحياة.
لذلك لا بد من الصبر؛ فالصبر من أعلى المقامات التي يجب أن يتحلى بها العبد أمام شدائد الحياة في طريقه إلى الله، الصبر وقود الحياة، وسبيل النجاة، وزادُ الطريق، وباب الأمل، ومفتاح الفرج.
كيف لا، والصبر من أعظم خصال الخير التي حثَّ الله عليها في كتابه العظيم، وأمر بها رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم في سنته المطهرة؟
كيف لا، وقد وردت مادة (صبر) في القرآن الكريم في مائة وأربعة مواضع، على تنوع في مواردها وأسباب ذكرها؟
كيف لا؛ وقد قال الله تعالى: ﴿ وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ﴾ [البقرة: 45]، قيل: معناه استعينوا بها على مصائب الدنيا؛ وقد رُوي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ((كان إذا حَزَبَهُ أمرٌ، فزِع إلى الصلاة))، ونُعي إلى ابن عباس أخوه فقام إلى الصلاة فصلى ركعتين وقرأ: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 153].
والمؤمن إذا تحلى بالصبر وحافظ على الصلاة، بُشِّر بفجر صادق، واستحوذ على نصر مبين، ونال فتحًا قريبًا.
كيف لا؛ وقد ورد في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((وما أُعطِيَ أحد عطاءً خيرًا وأوسع من الصبر))؟
كيف لا؛ وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “إنَّ أفضل عيش أدركناه بالصبر، ولو أنَّ الصبر كان من الرجال كان كريمًا”؟
كيف لا؛ وقد قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: “ألا إنَّ الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد، فإذا قُطع الرأس باد الجسد، ثم رفع صوته، فقال: ألا إنه لا إيمان لمن لا صبر له”؟
قال زياد بن عمرو: “كلنا نكره الموت وألم الجراح، ولكنا نتفاضل بالصبر”.
لذا فعدم الصبر دليل ضعف الإيمان، والله تعالى أمر عباده بالصبر، ومدح أهله في آيات كثيرة؛ فمن ذلك قوله تعالى: ﴿ وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [الشورى: 43]، وقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 153].
فإذا استحكمت الأزمات وتعقَّدت حبالها، وترادفت الضوائق وطال ليلها، وزادت الشدائد واشتد كربها، فإن الصبر يشع للمسلم النور العاصم من التخبُّط، والهادي من الضلال، والحافظ من القنوط؛ لذلك يحتاج إليه المسلم في دينه وفي دنياه، يبني عليه أعماله وآماله.
وبالصبر تبلغ ما تريد، وبالتقوى يلين لك الحديد، وبالأمل تبني كل جديد.
وكما أن الصفح الجميل لا أذى فيه، والهجر الجميل لا عِتاب فيه، فالصبر الجميل لا شكوى فيه؛ قال تعالى: ﴿ فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا * إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا ﴾ [المعارج: 5 – 7].
فلا تيأس إذا قَسَتْ أيامك، وتعثرت أقدامك، وتشوه هندامك.
وإذا سقطت في حفرة واسعة، فسوف تخرج منها وأنت أكثر تماسكًا وأعظم يقينًا، وأوسع صدرًا، وأحسن قوة، والله مع الصابرين.
وقيل في الصبر:
يا نفس صبرًا على ما قد مُنيتِ به فالحر يصبر عند الحادث الجللِ |
الصبر والحياة الدنيا: والصبر قوامه طبيعة الحياة الدنيا من ناحية، فهي لم تكن دار جزاء وقرار، بل امتحان وتمحيص، والامتحان ليس كلامًا يُكتب أو أقوالًا توجه، بل هي الآلام التي تقتحم النفس فترهبها وتقهرها، إنها النقائص التي تتخم بطون الكلاب، وتترك الصالحين المصلحين ينامون طَاوِين، إنها المظالم التي تجعل من يدَّعون الألوهية يتكبرون في الأرض بغير الحق، وآخرين يستشهدون وهم يدافعون عن حقوقهم المسلوبة.
الصبر والإيمان:
ومن ناحية أخرى فإن الصبر يعتمد على حقيقة الإيمان، فالإيمان يحتاج إلى ابتلاء كي يثقل، كما يعتمد الإنسان على الابتلاء؛ لكي يخرج أقوى عودًا، وأعظم يقينًا، وأوسع صدرًا.
قال ربنا سبحانه: ﴿ الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ ﴾ [العنكبوت: 1 – 3].
والصبر نصف الإيمان، والإيمان أن تعلم يقينًا أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك.
الصبر والجهاد:
إن المؤمن الصابر حين يتعرض للمفاجآت، لا ترهبه نازلة، ولا يفزعه ابتلاء، ولا يضنيه كرب، إنما يريد الله تعالى أن يستبين المجاهد من القاعد، والناسي من الذاكر، والجاحد من الشاكر؛ ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ ﴾ [محمد: 31].
قال ابن تيمية رضي الله عنه: “ماذا يفعل بي أعدائي؟ إن سجني خلوة، ونفيي سياحة، وقتلي شهادة”.
والقاعد في بيته لا يصيبه غبار الطريق، ووَعْثاء السفر، والجندي الهارب لا يشركه سلاح، ولا يروعه زحف، إنما الذين ساهموا في معركة الحياة، وخاضوا غِمارها، وتنالهم جراحاتها، إنهم رجال صابرون، وأبطال عمالقة.
يقول الله تعالى: ﴿ وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ * لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ﴾ [الأنفال: 7، 8].
الصبر منازل ودرجات:
الذي يريد الدرجات العلى، والمنازل الرفيعة، لا بد أن يدفع الثمن، والثمن هنا يقدره الصادق الأمين رسول رب العالمين، كيف؟!
قال صلى الله عليه وسلم: ((إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة فلم يبلغها بعملٍ، ابتلاه الله في جسده أو ماله أو ولده، ثم صبر على ذلك، حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له من الله عز وجل)).
والخير كل الخير في الابتلاء؛ يقول صلى الله عليه وسلم: ((من يُرِدِ الله به خيرًا يُصَبْ منه)).
الابتلاء ليس غضبًا أو كرهًا من الله، كلا ثم كلا، إنما هو دليل حب الله تعالى للعبد المبتلى: ((إذا أحب الله قومًا ابتلاهم، فمن رضِيَ فله الرضا، ومن سخط فله السخط))؛ [صحيح].
الصبر وابتلاء الأنبياء:
لا بد أن يبتلي عباده المؤمنين بحسب ما عندهم من الإيمان؛ كما جاء في الحديث الصحيح: ((أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل، يُبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلابة، زِيد في البلاء)).
هذا يوسف عليه السلام؛ الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم، يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، نشأ في بيت الكرم، وتجذَّر من شجرة مباركة، لكنه تعرض للابتلاء، وأي ابتلاء!
كان عبدًا لمولاه، ووُضع في الجُبِّ، وبِيع بثمن بخس دراهم معدودة، واتُّهِم في شرفه وعِرضه، لو أن شخصًا غيره، لضاق بالأرض، وتنكَّر للسماء، إنما يوسف تحلى بالصبر وتسلَّح بالتقوى، كيف؟ ﴿ قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [يوسف: 90].
وكان توَّاقًا إلى ربه، يدعوه ويناجيه، ويبث إليه شكواه، ويشكر نُعْماه: ﴿ رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ﴾ [يوسف: 101].
ونبينا صلى الله عليه وسلم اتهم أيضًا في عِرضه من أولئك الملعونين الذين حاكوا الإفك حول زوجته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها، إلا أنه صبر حتى برأها الله من فوق سبع سماوات: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [النور: 11].
أنواع الصبر: الصبر أنواع:
صبر على الطاعة: منها الفرائض وقراءة القرآن، وحسن الجوار وبر الوالدين، وغيرها: ﴿ اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 153].
صبر على المعصية: المغريات والشهوات والنزوات، وغير ذلك: ﴿ رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ ﴾ [الأعراف: 126].
صبر على البلاء: ومنه المرض والأسر والموت وغيره؛ قال ربنا: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 155].
قال ميمون بن مهران: “الصبر صبران: الصبر على المصيبة حسن، وأفضل من ذلك الصبر عن المعاصي”.
وقال إبراهيم التيمي: “ما من عبدٍ وهب الله له صبرًا على الأذى، وصبرًا على البلاء، وصبرًا على المصائب، إلا وقد أُوتي أفضل ما أوتيه أحد، بعد الإيمان بالله”.
الصبر والجنة:
الصبر جواز سفر إلى الجنة، كيف؟! عن عطاء بن أبي رباح، قال: قال لي ابن عباس رضي الله عنهما: ((ألا أريك امرأةً من أهل الجنة؟ فقلت: بلى، قال: هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: إني أُصرع، وإني أتكشَّف، فادعُ الله تعالى لي، قال: إن شئتِ صبرتِ ولك الجنة، وإن شئتِ دعوت الله تعالى أن يعافيكِ، فقالت: أصبر، فقالت: إني أتكشف، فادعُ الله ألَّا أتكشف، فدعا لها))؛ [متفق عليه].
والبلاء محنة في طيَّاتِها مِنحة، إنما تحتاج شكرًا لله وحمدًا؛ عن الشعبي، قال شريح: “إني لأصاب بالمصيبة، فأحمد الله عليها أربع مرات؛ أحمد إذ لم يكن أعظم منها، وأحمد إذ رزقني الصبر عليها، وأحمد إذ وفقني للاسترجاع لما أرجو من الثواب، وأحمد إذ لم يجعلها في ديني”.
وعن جابر بن عبدالله ((أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على أم السائب – أو أم المسيب – فقال: ما لكِ يا أم السائب – أو يا أم المسيب – تُزَفْزِفِين؟ قالت: الحمى، لا بارك الله فيها، فقال: لا تسبي الحمى؛ فإنها تُذهِب خطايا بني آدم، كما يُذهِب الكير خَبَثَ الحديد))؛ [رواه مسلم].
الصبر والتحمل:
الصبر هو قدرة الإنسان على تحمل ظلم الدنيا، أو قدرته على تحمل ما لا تطيق نفسه، وهو من الصفات المحمودة في ديننا.
الصبر عند المصيبة يسمى إيمانًا، وعند الأكل يسمى قناعة، وعند حفظ السر يسمى كتمانًا، الصبر من أجل الصداقة يسمى وفاء.
قال أبو ميمون: “إن للصبر شروطًا، قيل: ما هي يا أبا ميمون؟ قال: إن من شروط الصبر أن تعرف كيف تصبر؟ ولمن تصبر؟ وما تريد بصبرك؟ وتحتسب في ذلك وتحسن النية فيه، لعلك أن يخلص لك صبرك، وإلا فإنما أنت بمنزلة البهيمة نزل بها البلاء فاضطربت لذلك، ثم هدأ فهدأت، فلا هي عقلت ما نزل بها فاحتسبت وصبرت، ولا هي صبرت، ولا هي عرفت النعمة حين هدأ ما بها، فحمدت الله على ذلك وشكرت”.
الصبر والنصر:
إن الاستعانة بالله، والصبر على رضاه، والعمل على تقواه من عوامل النصر والتمكين؛ ﴿ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [الأعراف: 128]، قال صلى الله عليه وسلم: ((واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفَرَج مع الكرب، وأن مع العسر يسرًا)).
وقال أيضًا: ((النصر صبر ساعة)).
ولما صدق المصلحون الربانيون في السعي والصبر، لم يعد يعنيهم تهديد البغاة ووعيد الطغاة، بل كان ذلك آخر تخطيط لهؤلاء قبل البوار؛ ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ﴾ [إبراهيم: 13]، وما أشبه الليلة بالبارحة! لكن عند هذا الحد من الطغيان والغطرسة تأخذ السنة الربانية مداها، وتأخذ الأوامر الربانية مجراها، كيف؟! ﴿ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ * وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ ﴾ [إبراهيم: 13، 14].
الصبر والأجر والجبر:
إن الله تعالى يعطي على الصبر عظيم الأجر، والعبد الصابر يجبر الله خاطره، ويشد من أزره، ويضاعف أجره، كيف لا والله تعالى يقول: ﴿ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [الحشر: 23]، اسم الله الجبار في الآية يطمئن القلوب، ويثلج الصدور، ويرفع الأحزان، ويخفف الآلام، يحول الفقر غنًى، والضعف قوة، والذل عزة، والشقاء والعناء سعادة وشفاء.
ورحم الله من قال:
يا نفس صبرًا فعقبى الصبر صالحة لا بد أن يأتي الرحمن بالفرج |
قال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: ((يود أهل العافية يوم القيامة حين يُعطَى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قُرضت بالمقاريض)).
قال عمر بن عبدالعزيز وهو على المنبر: “ما أنعم الله على عبدٍ نعمة فانتزعها منه، فعاضه مكان ما انتزع منه الصبر، إلا كان ما عوضه خيرًا مما انتزع منه؛ ثم قرأ: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10]”.
قال المفسرون: أي يغرف لهم من الحسنات غرفًا.
اللهم اجعلنا صابرين محتسبين، شاكرين راضين، منيبين مخبتين يا رب العالمين.