العفو والصفح (2)


العفو والصفح (2)

الحَمدُ للهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَأَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُهُ وَرَسُولُهُ، وَبَعدُ.

الصفح والعفو سبب لمغفرة الذنوب؛ قال تعالى: ﴿ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [التغابن: 14].

والعفو سببٌ لنيل الثواب والأجر العظيم من الله تعالى، قال تعالى: ﴿ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ [الشورى: 40].

والعفو يحبه الله، وجزاء العافين أن يعزهم الله، روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: «ما نَقَصَتْ صَدَقَةٌ من مالٍ، وما زاد اللهُ عبدًا بعفوٍ إلا عزًّا، وما تواضع عبدٌ لله إلا رَفَعَهُ اللهُ»[1].

وقد علم الناس أن العفو والصفح من خصال الكرام أهل المقامات العالية، قال عنترة بن شداد:

لا يَحْمِلُ الحِقْدَ مَنْ تَعْلُو بِهِ الرُّتَبُ
وَلَا يَنَالُ العُلَا مَنْ طَبْعُهُ الغَضَبُ

ومع ذلك فهو راحة للنفس، قال الشافعي رحمه الله:

لمَّا عَفَوْتُ وَلَمْ أحْقِدْ عَلَى أحَدٍ
أرحتُ نفسي من هَمِّ العداواتِ

تنبيه: إذا كان العفو عن الظالم لا يزيده إلا تماديًا فقال العلماء والحال ما ذكر: إنه لا يعفى عن مثل هذا؛ إذ لابد للعفو أن ينتج عنه الإصلاح؛ قال تعالى: ﴿ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ [الشورى: 40].

اللهم إنا نسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، إنك أنت العفو الغفور.

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

الأسئلة:

1- ينبغي للعبد إذا عفا أن يبتغي بذلك وجه الله؛ اذكر الدليل.

2- خصلتان ينال بهما العبد مغفرة الذنوب والأجر العظيم، فما هما؟

3- إذا كان العفو لا يزيد الظالم إلا تماديًا في ظلمه، فما حكمه؟



Source link

أترك تعليقا

مشاركة
المجتهد
الطائفة الظاهرة أو الطائفة المنصورة