العمل التطوعي تخطيط
العمل التطوعي تخطيط
ورد العمل التطوعي في كتاب الله في عدة آيات، ومنها قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 158]، وهو ما يدل على أن التطوع في أعمال الخير يستوجب شكر الله لعباده، ودليل على مشروعية الأعمال التطوعية، والتخطيط السليم الاستراتيجي طريق إلى نجاح العمل التطوعي.
ويعرف التخطيط بأنه: وضع التصوُّرات المستقبلية لما يجب تنفيذه في ضوء الإمكانات المتاحة، ويكون بعيد المدى، يأخذ في الحسبان المتغيرات الداخلية والخارجية، وفيه ترسم أهداف المؤسسة التي تستقي منها القيادات الوسطى الأهداف التفصيلية.
أيها المتطوع، وحتى يكون التخطيط للعمل التطوعي ناجحًا ومثمرًا عليك بالتالي:
• إدراك واقع المؤسسة والمجتمع، ثم جمع المعلومات الصحيحة، مثل: كم عدد الأفراد؟ مكان العمل التطوُّعي؟ من المستهدف؟ ما إمكانيات المؤسسة؟ ما الوقت المتاح لتنفيذ العمل؟ ما النقاط الإيجابية والسلبية في فريق العمل؟ وغيرها من الأسئلة؛ حتى يكون الواقع واضحًا ودقيقًا.
• تصنيف هذه المعلومات وتحليلها لتحديد طريقة التخطيط الأنسب.
• صياغة أهداف المؤسسة، وهي التي ترغب المؤسسة في تحقيقها والوصول إليها.
• طرح البدائل والوسائل المتاحة لتحقيق الأهداف، وهنا نستعرض كل الوسائل المتاحة أمامنا لاختيار الوسيلة الأنسب من بينها.
• اختيار البديل الأنسب الذي تغلب فيه الإيجابيات على السلبيات.
• وضع الوسائل والبرامج المختارة في إطار زمني، مع مراعاة مناسبة الزمن للأعمال دون إطالة أو تقصير.
• تخصيص الموارد اللازمة والمناسبة، سواء كانت بشرية أو مادية أو مالية.
• شرح الخطة على فريق العمل، مع الاستفادة من اقتراحاتهم، ثم توزيع المسؤوليات.
• متابعة تنفيذ الخطة، ورصد مدى فعاليتها.
إن التخطيط السليم للعمل التطوعي، يقلل المشاكل التي تواجه المتطوع قبل تنفيذ العمل التطوعي وفي أثنائه وبعده، وفي المقابل عندما تكون العشوائية في التخطيط يواجه المتطوع كثيرًا من المشاكل، ومنها: مشكلة استيعاب الطاقات، وقلة الموارد المالية، وضعف الوعي لدى المجتمع عن المؤسسة، وعدم استيعاب المؤسسة للمتطوعين، وعدم وضوح الرؤية للعمل التطوُّعي، والارتجالية في العمل، وضعف البرامج التدريبية للمتطوعين.
والخطة الناجحة تتسم: بالمرونة من حيث الأهداف والوسائل والأفراد، وبالواقعية فهي متناسبة مع قدرات وإمكانيات المتطوعين والمؤسسة، وبالمشاركة فكلما اتسعت المشاركة في وضع الخطة كان ذلك أدعى لنجاحها.
إن المخطط الناجح هو مَن يستطيع أن يتخيل شكل المستقبل دون مبالغة في التفاؤل ولا في التشاؤم، وهو من يستطيع التعامل مع المعلومة؛ سواء من حيث القدرة على جمعها من مصادرها، أو من حيث استنتاج ما غاب عنه منها، أو من حيث تحليل ما وصل إليه منها، وهو الذي يغلب عليه الطموح والتفاؤل والرغبة في تحدِّي العقبات، ويمتلك عقلية البحث عن الحلول لا الاستسلام.
إن التطوُّع وعمل الخير وبذل المعروف من أهم وأشرف الأعمال؛ لذا تكمن أهمية التخطيط في التالي:
• يساعد التخطيط على سرعة إنجاز العمل بالشكل المطلوب.
• يؤدي التخطيط إلى المعرفة والمتابعة الصادقة لما سيتم تنفيذه.
• يحافظ على الوقت والجهد والمال من الضياع.
• يقضي على الفوضى.
• يساعد على اختيار طرق العمل المناسبة والملائمة لكل متطوع حسب قدراته وإمكاناته.
• يساعد على استمرارية الجهود والأعمال في المؤسسات الحكومية والأهلية.
• يزيد من فاعلية وإنتاجية المتطوعين.
• يضع التخطيط جميع المتطوعين أمام مسؤوليات محددة يحاسبون عليها في الدنيا والآخرة.
• يساعد على معرفة مواقع الضعف لدى المتطوعين، ومن ثم تحديد البرامج التدريبية اللازمة للارتقاء بهم.
أسأل الله العظيم أن يستعملنا في طاعته، وأن يجعلنا من رواد العمل التطوعي، المخلصة أعمالهم لله، وعلى الصراط المستقيم، وصلى الله على سيدنا محمد.