الغزو الفكري والانحلال الأخلاقي
الغزو الفكري والانحلال الأخلاقي
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن من مشاكل هذا العصر الانحلال الأخلاقي، وهي مشكلة انتشرت في العالم كله شرقه وغربه، ومن المؤسف أنها وصلت إلى بلاد المسلمين ولم ينجُ منها بلد، وصارت من أكبر المصائب التي تواجه هذه الأمة، وهي ظاهرة لها صور كثيرة ومتنوعة، وكلها تنافي تعاليم الإسلام الذي دعا إلى مكارم الأخلاق وإلى الأدب مع الله ومع الناس، ونهى عن الفواحش ما ظهر منها وما بطن، قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف: 33]، ومع ذلك تجدها تؤثر في شباب المسلمين رغم كل تلك الأوامر الربانية بالبعد عن المعاصي والشهوات وتحذيرهم من تبعاتها في الدنيا والآخرة.
أسباب الانحلال الخلقي
لا بد لأي ظاهرة من أسباب ساعدت على ظهورها، ودراسة الأسباب تساعد على إيجاد الحلول؛ ولذا علينا إعمال الفكر والتأمل فيما قد يكون من الأسباب التي ساعدت على انتشار هذه الظاهرة.
الغزو الفكري:
الغزو الفكري هو أكبر الأسباب في الانحلال الأخلاقي؛ حيث نشر الفتنة بالدنيا، والانخراط وراء الشهوات، وتقديم المال والشهرة على الدين والأدب، وقد لعب الإعلام المنحرف الدور الأكبر في تغيير المعايير عند الناس، والترويج للمادة، وتهميش الأخلاق والفضيلة، فصار المال هو أهم شيء في الحياة عند السواد الأعظم من الناس، لا سيَّما أصحاب الديانات الأخرى؛ وهذا أدى إلى فوضى أخلاقية وتجاوزات لحدود الأدب والدين وكل القيم الإنسانية في سبيل الحصول عليه؛ مما أدى إلى انتشار سوء الأخلاق والجرائم المصاحبة لها؛ مثل: القتل والسرقة والاغتصاب والزنا وقطع الطريق وحتى الردة والكفر، وصارت البشرية أتعس مخلوقات الله؛ لانعدام القيم واختفائها.
وقد تكلم نبيُّنا الكريم عن هذا الأثر السلبي لعبادة المال قبل أربعة عشر قرنًا من الزمان، حيث قال صلى الله عليه وسلم: ((تعس عبد الدينار، والدرهم، والقطيفة، والخميصة، إن أعطي رضي، وإن لم يعط لم يرض))[1]، فلهم التعاسة في الدنيا والعذاب في الآخرة، ولا يعبد المال إلا شقيٌّ ضائعٌ، بعيد عن الله، غافل في شهواته، وناسٍ أنه سيُحاسَب على كل قرش فيم كسبه وفيم صرفه، قال صلى الله عليه وسلم: ((لا تزولُ قدَما عبدٍ يومَ القيامةِ حتَّى يُسألَ عن عُمُرِهِ فيمَ أفناهُ؟ وعن علمِهِ فيمَ فعلَ فيهِ؟ وعن مالِهِ مِن أينَ اكتسبَهُ؟ وفيمَ أنفقَهُ؟ وعن جسمِهِ فيمَ أبلاهُ؟))[2]. وقال تعالى: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ﴾ [البقرة: 86].
غياب الوعي الإسلامي وانتشار المدارس العلمانية:
ومما زاد من انتشار الانحلال الأخلاقي سوءًا غياب الوعي الإسلامي والوازع الديني وإزاحة التعليم الإسلامي وحفظ القرآن وتعَلُّم أحكامه جانبًا من جراء غزو التعليم الأكاديمي البحت، وغزو المدارس الأجنبية والأنظمة العلمانية والمدارس المختلطة في بلاد المسلمين. وتم خلط المفاهيم التربوية في رؤوس الطلبة وأولياء الأمور، وصار مصطلح التعليم الأكاديمي يرمي للتعليم بعيدًا عن القرآن في حقيقته، وهذا تهميش لا مبرر له تقوم به الكثير من المدارس دون التفكير في أنه لا تعارض بين القرآن والعلم، وأصبح هناك نوعان من المدارس، منها أنظمة الخلاوي التي لا تعلم سوى القرآن الكريم وربما بعض كتب السنن، وفي الجانب الآخر هناك تعليم المدارس العادية التي لا تعلم من التربية الإسلامية والقرآن إلا القدر القليل والذي يتناقص شيئًا فشيئًا بين حين وآخر؛ حيث ترى زيادة في التركيز على مواد جانبية مثل الإنجليزي والفرنسي والدراسات الاجتماعية وإزاحة القرآن الكريم جانبًا بحجة أن الطفل يمكن أن يتعلمه وحده. وتم نشر هذا الفكر المسموم بين الناس، وأصبح الأب يفتخر بأن ابنه أو ابنته صار طبيبًا أو مهندسًا في حين أنه بالكاد يعرف جزء عَمَّ أو صغار السور فقط من القرآن، وصارت هناك أفكار إلحادية متناثرة في بعض كتب العلوم والفيزياء والطب والفلك وغيرها؛ بل ووصل الأمر الآن في العالم إلى إدخال التربية الجنسية وأفكار المِثْلِيِّين في المناهج لبعض المواد الغربية. ولا يستغرب إن حدث نفس الأمر في المدارس الإسلامية تدريجيًّا كما حدث في المدارس الأجنبية، وهذه هي خطط العلمانيين المرتبة منذ القدم.
الماسونية نجحت في تغيير الناس عن طريق إفساد المرأة:
لا شك أن الماسونية لها صلة وثيقة بالعلمانية؛ لأنها ساعدها الأيمن الذي تحقق به الانتقال التدريجي للناس من الإيمان إلى الكفر والفجور والخلاعة، وقد استعملت الإعلام البطيء والمبرمج عبر السنين لإحداث هذه التغييرات الكبيرة خلال عشرات السنين، فهم من أصبر الناس على مبتغاهم وأهدافهم، ويستعملون الهندسة الاجتماعية وتشويه الحقائق في ذلك، حتى حققوا جزءًا كبيرًا من خططهم الشريرة التي أودت بالناس لعبادة الشيطان والكفر والفجور، ونجحت في نشر الزنا والانحلال الأخلاقي، وقد ركزوا جهودهم على المرأة؛ لكونها مؤثرًا كبير الفعالية في المجتمعات، فنجحوا في تغييرها وإفسادها الذي أودى بفساد الناس وقلب الموازين، وأكبر دليل على ذلك ما حدث في أوروبا وأمريكا خلال العقود الماضية؛ فقد كانت النساء في أوائل القرن الماضي ما زلن متسترات ويعرفن القيم الإنسانية والعفة والحياء، وكان نظام الأُسَر والمحافظة على الشرف وحماية الأبناء والإخلاص الزوجي وغيره صفات النساء، وحتى لو كن غير مسلمات كان ذلك طبعهن وكن يتمسَّكْن بالمسيحية التي تُحرِّم الزنا كما يُحرِّمه الإسلام، بل حتى اليهود ومعظم أصحاب الديانات الأخرى كانوا يُحرِّمون الزنا، فتبَدَّل الأمر وخرج عن السيطرة بعد أن أوقعت العلمانية شِباكها على المرأة، ونجحت في تغييرها؛ ففسدت وفسد معها المجتمع، كما انحلَّ أخلاقيًّا وأدبيًّا ودينيًّا، ولم تعد هناك القيم التي نشأ عليها الآباء والأجداد، بل حلت محلها الرذيلة والسرقة والانتهازية والتبذُّل، وأصبحت المرأة تتعرَّى في مواقع الإنترنت لتكسب المال، ولم تعد النساء نساءً كما لم يعد الرجال رجالًا، فلا غيرة ولا نخوة، ولا حفاظ على العرض والشرف، ولا رجولة أو أدب، وضاعت الإنسانية وصارت الحيوانات أكثر أدبًا وحياءً من البشر، بل امتدَّ الأمر إلى انتشار القتل والسرقة والاغتصاب.
ذهاب نخوة الرجال:
ومن المؤسف أن الإعلام قد طال الرجال أيضًا، وغيَّر تفكيرهم، وجعلهم يستسلمون للواقع دون نقاش، وصار الشاب يرى أخته مع الغريب ولا يُحرِّك لذلك ساكنًا، وأصبحت الأم تُشجِّع ابنتها على السفور، وتفرح إن صادقها أحد الأغراب، وأصبح الأب بلا كلمة ولا دور، وسيطرت عليه أفكار تحرير المرأة والنسوية كما سيطرت على المرأة، فلم تعد له قوامة ولا اعتبار في بيته؛ فتفكَّكَتِ الأُسَر، وضاع الأطفال، وفقدت المرأة حق النفقة والرعاية وحسن العشرة، وفقد الرجل القوامة والاحترام في بيته ومن أهله، ولم تعد له كلمة تُسمَع أو اعتبار من زوجته وأبنائه، وصار الكل (دائرًا على حل شعره)- كما يقولون- ولا يعبأ بما يقوله أب ولا أم. وتجد الأطفال ضائعين مع أصدقاء السوء، والفتيات سارحات في الشوارع مع الرجال، والشباب يتسكَّعون في المنتزهات، فلا صلاة ولا مساجد ولا قرآن يُتلى في البيوت التي تعجُّ بالفوضى والضياع، وقنوات اليوتيوب تتصدَّر الساحة في المنازل وعلى الشاشات وأجهزة الآباء والأبناء، وحتى قنوات التلفاز تمتلئ بالدعايات المخلة والمناظر الفاضحة والأفلام الخليعة التي تملأ رؤوس الصغار بالخداع وتعوِّدهم رؤية الفاحشة، فيمثلون الأدوار بنجاح بمجرد وصولهم إلى سِنِّ البلوغ.
وقوع الابتلاءات من انتشار المعاصي:
ولم ينتهِ الأمر بضياع الأُسَر والأطفال فحسب، بل ظهرت أنواع شتى من الابتلاءات، فانتشرت المصائب والأزمات على الناس مسلمهم وكافرهم، وظهرت الحروب والأوبئة والجرائم وفقد الأمان والجوع والخوف والزلازل والبراكين والفيضانات والموجات الحرارية والبرد والصقيع وغيرها من الكوارث الطبيعية والمصطنعة.
وكلما تمادى البشر في فسقهم اشتدَّتْ عليهم المحن، وليس بعجيب، فقد بيَّن الله تعالى أن المعاصي سبب من أسباب البلاء، قال الله تعالى: ﴿ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ﴾ [الروم: 41]، ورغم كل ذلك تجد الناس لا يزالون يغطُّون في نومهم وغفلتهم، فلا زلازل توقظهم، ولا أوبئة تجعلهم يرجعون إلى الله وهم يرون الناس يموتون من حولهم، ومع ذلك تجد الملاهي الليلية تعج بالراقصين والراقصات، والخمَّارات مزدحمة بالسكارى، ودور الدعارة مفتوحة الأبواب في وضح النهار، ومخافر البوليس تزدحم بالمجرمين، والمحاكم تعج بالقضايا الجنائية.
تهميش العلماء:
وزاد تهميش العلماء وتقليل مكانتهم بين الناس في هذا العصر من الانحلال الخلقي، فلم تعد لهم كلمة تُسمَع، وألقى الناس الفتوى والإسلام برمته وراء ظهورهم، وصاروا يعملون ما يجلب لهم المال والشهرة دون رقيب أو وازع ديني، ومن الغريب أن تجد المُصلِّين في المساجد المجاورة، وتسمع الأذان والإقامة وصوت الأئمة يلهج بآيات الله والفاسقون من حولهم لا يزالون يتراقصون على أنغام الموسيقى ويختلطون ويرتكبون المعاصي، وكأن الله تركهم في غيِّهم يترددون دون هداية، فلا حياة لمن تنادي كمن في أذنيه وقر وصدى يمنعه من سماع الحق، وفي عينيه غطاء عن رؤيته؛ فلا تنفع فيهم أي موعظة أو نصح، تمامًا كما وصفهم الله تعالى بقوله: ﴿وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ﴾ [الأنعام: 25]، وقوله: ﴿وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ﴾ [فصلت: 44]؛ وذلك لزيادة عدد الفسقة والعصاة وطغيانهم على القلة الصالحة؛ فأصبح العلماء ليسوا هم بالأشرف عند الناس وأرفعهم منزلةً كما كان وينبغي أن يكون، بل تجدهم أناسًا عاديين، ويُنصَّبون أئمة مساجد أو أساتذة مدارس أو غيرها من الوظائف والأسماء ذات المرتبات الضعيفة التي بالكاد تكفي حاجتهم، وقد كانوا يُكرَمون في زمن الدولة الإسلامية ويُولّون المناصب العالية، ويُرقّون لطبقات رفيعة في ظل الخلافة، وهم في الأصل أشرف الناس بما وعوه من علم شريف يستحقُّون عليه التكريم والإجلال، وما حدث ذلك إلا لضعف الإيمان عند عامة الناس وذهاب الصالحين وغلبة المنافقين في المجتمع، وقد تنبَّأ نبيُّنا الكريم صلى الله عليه وسلم بحدوث ذلك حين قال: ((يذهبُ الصالحون الأول فالأول وتبقَى حُثَالَة كحُثَالَةِ التمرِ لا يُبَالِي اللهُ بِهم))[3].
فمعظم الناس الموجودين على وجه الأرض اليوم ملحدون أو أهل كتاب لا وليسوا كذلك، وكثير من المسلمين عصاة أو أصحاب مِلَل ونِحَل تخالف ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، وتبقى القلة القليلة من المؤمنين الملتزمين بشرع الله والواقفين على حدوده، ولقلتهم صاروا كالغرباء، معزولين لا تُسمَع لهم كلمة، وقلما ينالون من الدنيا كما ينال غيرهم؛ لإجحاف الناس بحقوقهم، قال صلى الله عليه وسلم: ((بدأ الإسلامُ غريبًا وسيعودُ غريبًا كما بدأ، فطُوبَى للغرباءِ))، وفي روايةٍ: قيل: يا رسولَ اللهِ، مَن الغرباءُ؟ قال: ((الذين يصلحون إذا فسد الناسُ))، وفي لفظٍ آخرَ قال: ((هم الذين يُصلِحون ما أفسد الناسُ من سُنَّتي))[4].
مواجهة الحرب الرقمية لإصلاح ما فسد:
على العلماء والدعاة وطلبة العلم وغيرهم العمل بجد لإرجاع الأمة إلى دينها، وإلى التمَسُّك بالقرآن الكريم وسُنَّة النبي صلى الله عليه وسلم وتطبيق شرع الله وإحياء الحدود. كما عليهم التركيز على قطاع الشباب لإصلاح ما أفسدته العلمانية والماسونية وأشباهها، وتصحيح الأفكار المنحرفة التي باتت تعشش في عقول الشباب، وذلك عن طريق نشر الدروس الدعوية والخطب المنبرية والمقالات الإسلامية ومعسكرات الدعوة والإرشاد، وعليهم مواجهة الحرب الرقمية ضد الإسلام والعمل في الاتجاه المعاكس لها، ونشر حقيقة الإسلام، وأنه دين خير وتقَدُّم ونماء، وعدل ومساواة، ورحمة وسخاء. وعليهم بإقناع الناس بأنه هو الدين الحق والوحيد في هذا الزمان الذي يستحق الاتِّباع، ويمكنهم استغلال تقنيات وسائل الاتصال؛ حيث لها إمكانيات جبارة في الوصول لكل بيت وكل قلب عن طريق وسائل التواصل وبرامج الجوَّال والمواقع والغرف الدعوية، وينبغي على الرؤساء وولاة الأمر دعمهم في ذلك ومدهم بما يحتاجون إليه من إمكانيات لإيصال صوتهم إلى الناس.
وختامًا: نسأل الله تعالى بحوله وقوَّته أن يرد الأمة إلى دينها ردًّا جميلًا، وأن يصلح ما أفسده الفاسدون، ويرجع أبناء المسلمين وبناتهم للقرآن والعلم الشرعي والأدب الإسلامي، ويجعل كلمة الله هي العليا.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
المراجع والمصادر:
• القرآن الكريم.
• تخريج الأحاديث من الدرر السنية.