اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك
الحديث: اللهم هذا قَسْمي فيما أَملِك، فلا تلُمني فيما تملِك ولا أَملِك
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَقسِم بين نسائه فيعدِل، ويقول: اللهم هذا قَسْمي فيما أَملِك، فلا تلُمني فيما تملِك ولا أَملِك؛ رواه الأربعة، وصحَّحه ابن حِبَّان والحاكم، ولكن رجَّح الترمذي إرساله.
المفردات:
القَسم: يعني بين الزوجات، وفي بعض نُسخ بلوغ المرام: باب القسم بين الزوجات، والمراد بالقسم بين الزوجات هو أن يجعل لكلِّ زوجة من زوجاته يومًا وليلة؛ ليقيم العدل بينهنَّ فيما يَقدِر عليه من الكسوة والنفقة والمبيت.
يقسم بين نسائه فيَعدل؛ أي: يجعل لكل زوجة من زوجاته نوبة، فلا يجور صلى الله عليه وسلم.
هذا قسمي فيما أملك؛ أي: هذا الذي أقدِر عليه من القسم بين الزوجات.
فلا تَلُمْني فيما تملك ولا أملك؛ أي: فلا تؤاخذني إن حصل من قلبي مودة وحبٌّ وميل لإحداهنَّ أكثر من الأخرى، فإن هذا الميل ليس بيدي وقدرتي، وإنما هو منك أنت وحدك، لا أستطيع أن أتصرف فيه ولا قدرةَ لي على ذلك.
البحث:
قال الحافظ في الفتح: روى الأربعة وصححه ابن حبان والحاكم من طريق حماد بن سلمة عن أيوب عن أبي قلابة عن عبدالله بن يزيد عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يُقسم بين نسائه فيعدل، ويقول: اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك؛ قال الترمذي: يعني به الحب والمودة، كذلك فسَّره أهل العلم، قال الترمذي: رواه غير واحد عن حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة مرسلًا، وهو أصح من رواية حماد بن سلمة، وقد أخرج البيهقي من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: ﴿ وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا… ﴾ [النساء: 129] الآية، قال: في الحب والجماع، وعن عبيدة بن عمرو السلماني مثله؛ اهـ، وقال في تلخيص الحبير: حديث أنه كان يقول: اللهم هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك؛ أحمد والدارمي وأصحاب السنن وابن حبان والحاكم عن عائشة، وأعله النسائي والترمذي والدارقطني بالإرسال، وقال أبو زرعة: لا أعلم أحدًا تابع حماد بن سلمة على وصله؛ اهـ.