المسلمون بين التأثير والتأثر في المجتمع الأمريكي


المسلمون بين التأثير والتأثر في المجتمع الأمريكي



الحمد لله جعل هذه الأمة قدوة صالحة؛ ليهتدي بها الأولون، وليقتدي بها الآخرون، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، هو إله الأولين وإله الآخرين، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.


أهمية الحديث عن التأثير والتأثر:

أيها المسلمون، المسلمون الذين يعيشون في الغرب -وخصوصًا أمريكا التي نعيش فيها- أصبحوا في مجملهم جزءًا من نسيج المجتمعات التي يعيشون فيها لا سيما من طال مقامه، أو حصل على الجنسية، أو ولد فيها من الجيل الثاني والثالث، أو كان من أهل البلاد الأصليين.

 

أصبح المسلمون فيها ليسوا من الطبقة العاملة وحدها؛ بل هناك الأطباء والعلماء، والمفكرون والمخترعون، وأساتذة الجامعات، وكبار التجار، ومنهم من دخل السياسة، ورشح لعضوية مجلسي النواب والشيوخ، ومنهم من العاملين في شئون القضاء، وهناك الخبراء في القضايا الاقتصادية، وهناك العدد الكبير من المسلمين لهم تأثير كل في تخصصه، وهذا التنوع في التخصصات بين المسلمين في المجتمع الأمريكي لا شك أن له أعظم الأثر في صفوف الأمريكيين الذين يختلطون بالمسلمين في العمل، ويسكنون بجوارهم مما يؤثر في التعايش بينهم؛ بل البعض دخل في الإسلام من أثر معاملة المسلمين لهم، وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية من الدول التي هيأت لمن فيها من المهاجرين -مسلمين وغيرهم- حياة طيبة، في ظل الأمن والأمان الذي يشعر به كل من سكن فيها أو زارها.


القرآن والسنة تحدثنا عن التأثير والتأثر:

أيها المسلمون، لما نزل القرآن العظيم تغيَّر العرب، وأُعيد بناء شخصياتهم وفق المنهج الرباني، وتغيروا بآيات الله، في نفوسهم وفي نفوس الناس؛ لأن القرآن روح للأرواح، ونور للقلوب، وحياة للأبدان؛ قال الله تعالى: ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [الشورى: 52]، وهذا القرآن لو أُنْزِل على الجبال لأثر فيها، فكيف لا يتأثر الإنسان بآيات الله؟! قال سبحانه: ﴿ لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الحشر: 21]، وتأثير القرآن في إزالة الأحقاد والخصومات، قال الله تعالى: ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ [فصلت: 34]، وأثر القرآن في العجم في ذلك الزمان وفي هذا الزمان فآمنوا به، قال الله تعالى: ﴿ وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ﴾ [المائدة: 83]، فقد نزلت هذه الآية في النجاشي وأصحابه، وأثر الخطاب القرآني في مخاطبة الناس جميعها على اختلاف أجناسها وألوانها؛ ليردها إلى أصل واحد أراده الله سبحانه وتعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ﴾ [الحجرات: 13]، وفي السنة النبوية يحدثنا النبي عن الأثر والتأثر، فعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي رضي الله عنه: «فوالله لأن يهدي الله بك رجلًا واحدًا خير لك من حمر النعم»؛ متفق عليه، وعن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم حين أتاه عمر فقال: إنا نسمع أحاديث من يهود تعجبنا، أفترى أن نكتب بعضها؟ فقال: «أمتهوكون أنتم كما تهوكت اليهود والنصارى؟ لقد جئتكم بها بيضاء نقية، ولو كان موسى حيًّا ما وسعه إلا اتباعي»؛ رواه أحمد والبيهقي في كتاب شعب الإيمان، وهو حديث حسن.


تأثير المسلمين في أي بيئة ينزلون بها:

أيها المسلمون،إن هذا الدين العظيم جعل من العرب الذين لم تكن لهم أيُّ مكانة بين الأمم قادةً عظماء، ورجالًا حكماء؛ حيث تمم وهذَّب الله به مكارمَ الأخلاق التي كانوا يتحلون بها، فخرجوا من صحرائهم القاحلة، وبيئتهم الغارقةِ بالجهل والظلام والفرقة يحملون مشعل هذا النور؛ نورَ الدين والعلمِ، والأخلاقِ والقِيَمِ والأدبِ، والرحمةِ والكرم، والذي أضاءه لهم نبيُّنا محمدٌ عليه الصلاة والسلام، ينشرونه في الأرض، حتى وصلوا بهممهم وعزائمهم إلى مشارق الأرض ومغاربها، وجعل الله لهم الأثر الطيب أينما نزلوا، وقد دخل كثير من الناس في الإسلام بسبب أخلاق وتعامل التجار المسلمين، في جنوب شرق آسيا ووسطها، لم يحمل الإسلامَ إليها جيشٌ مقاتلٌ، ولا قائدٌ فاتحٌ مناضلٌ؛ بل حمله تجارٌ من عامة المسلمين، وما دعوا إليه في خطبهم ومحاضراتهم؛ بل بأخلاقهم وحسن معاملاتهم، ولَبِث الإسلام يمشي خطوة خطوة، ونورُه يتسرب شعاعًا بعد شعاع، كما يتنفس الصبح عن نهارٍ يمحو سواد الليل، فمحا الله به ظلمة الكفر والشرك.

 

وإنما حصل لهم هذا التأثير والتمكين، وفتح قلوب العباد للدخول في دين الإسلام أفواجًا؛ بسبب نياتهم الصالحة، وتحليهم بالقيم والأخلاق الإسلامية.

 

ونحن نعيش في هذه البلاد لا بد أن نكون سفراء خير لديننا؛ حتى يكون لنا الأثر الإيجابي؛ لأننا نحمل أعظم القيم الإنسانية، نستمدها من ديننا الإسلامي العظيم.

 

ونحن اليوم نعلم كما تشير العديد من الإحصائيات إلى أن الدين الإسلامي هو الدين الأسرع انتشارًا في أمريكا بل وفي العالم، وبات المسلمون فيه يشكلون نسبة كبيرة تتفاوت من دولة لأخرى، ويتنوعون بين لاجئين ومهاجرين، ومواطنين أصليين، وأصبحوا فاعلين في مجتمعاتهم التي يعيشون فيها، وحسب إحصائية صدرت عام 2022، بلغ عدد المسلمين في أمريكا حوالي 3.5 مليون مسلم، وهم بذلك يمثلون نحو 1.2٪ من سكان الولايات المتحدة.

 

وأصبح المسلمون لهم أثر في كل المجالات، يخدمون مجتمعهم الذي يعيشون فيه، فقد ذكرت دراسة أن الأطباء المسلمين في ميتشجن (الولاية التي نعيش فيها) يمثلون أكثر من 15% من أطباء الولاية، ويتولون علاج ما يقرب من مليون مريض سنويًّا،كما أشارت الدراسة إلى أن 700 من أفضل محامي الولاية يعتنقون الإسلام وهم (يمثلون 2% فقط من محامي متشجن)، وأن 35 وظيفة حكومية حصل عليها مسلمون، بحسب الدراسة ذاتها، وبالنسبة لقطاع التعليم، ارتفع عدد المعلمين في مدارس متشجن بنسبة 127% خلال السنوات الخمس الماضية، ولفتت الدراسة إلى أن المعلمين المسلمين في متشجن يوفرون خدمات تعليمية لنحو 29 ألفًا و889 طالبًا أمريكيًّا سنويًّا.


وإننا لنرجو أن نحقق المزيد من التعايش والأثر الطيب في المجتمع الأمريكي الذي نعيش فيه.

 

تأثر المسلمين وأثره في واقعهم:

أيها المسلمون، كثير منا ولأسباب مختلفة اتخذ قراره بالسفر، ومغادرة بلده؛ ليبدأ حياة جديدة في بلد جديد، وتلك الحياة تختلف عما اعتاده في بلده الأم هناك، تختلف الثقافة والعادات، ويختلف المظهر والملبس، وتختلف اللغة والدين، ومن هنا تبدأ المعادلة الصعبة بين اندماج الإنسان في المجتمع الجديد والتعايش معه هو وأسرته، والحفاظ على الهوية، والتمسك بالدين والثقافة والعادات التي عاشها قبل غربته، وبمرور الأعوام تتعَقَّد الأمور بشكل أعمق مع دخول الأبناء مرحلة المراهقة ثم النضج في المجتمع الجديد، وتبدأ التحديات ويبدأ التأثر من المجتمع الجديد، خصوصًا في الجيل الثاني والثالث من الأبناء، فتظهر التحديات الكبيرة أمامنا ونحن نعيش في أمريكا، فالذين هم من مواليد هذا البلد ولا يعرفون غيره كوطن يقولون: هذا وطننا، لنا حق فيه، وله حق علينا، وهذا يفرض عليهم أن يكونوا مواطنين فاعلين ومؤثرين، وهذا التفاعل لا يعني الذوبان أو التخلي عن الهوية الإسلامية؛ لكن المحافظة على الهوية الإسلامية للأجيال المولودة هنا من الصعوبة بمكان؛ لأن الكثير من التجارب الموثقة للمسلمين في الغرب تؤشر إلى أنه من الصعوبة بمكان أن يحافظ المسلم على عقيدته وذريته، لقد ظن كثيرٌ من المسلمين في الغرب أنهم قادرون على تربية أبنائهم وفقًا لتعاليم الإسلام، إلا أن البيئة العامة، والشارع والمدرسة، أذهبت أدراج الرياح تلك المحاولات، وأصبح الجيل المولود في الغرب الغالب منهم بعيدًا كل البعد عن دينه وعقيدته، ولئن نجا الآباء من المهاجرين المسلمين إلى الغرب من مصيبة في الدين، فإنه من الصعب أن ينجو الأبناء؛ لأن موجة الإلحاد في انتشار بين الشباب من الجيل الثاني فمن بعدهم، وقد ذكرت بعض الدراسات أن حوالي ثلث الشباب من أبناء المسلمين في الغرب لا يؤمنون بوجود إله أصلًا، ورغم هذه الدراسات فإن واقع الحال ربما يتجاوز بمراحل التقديرات الواردة عن واقع التدين بين الأجيال المسلمة في الغرب.


وتحدي الجريمة والشذوذ الجنسي والمخدرات، والمشكلات الاسرية؛ كالطلاق، والزواج بغير المسلمين، وهروب الأولاد والبنات من الأسرة كل هذا نتيجة التأثر في المجتمع الذي الذين يعيشون فيه.


والواقع اليوم واقعان؛ الواقع الحقيقي والواقع الافتراضي عبر وسائل التواصل، والواقع الافتراضي أصبح متحكمًا في الواقع الحقيقي، فوسائل التواصل الاجتماعي أضحت معنا في جميع حركاتنا وسكناتنا، من يتصفحها ويشاهدها ويتابعها، فتجد البعض وصل إلى درجة الإدمان لها خصوصًا في صفوف الشباب والشابات، وهي تعجُّ بالأفكار الهدَّامة، والأخلاق الفاسدة في غالبها، واقتحم الواقع الافتراضي حصن الأسرة الخصوصي؛ فتجد منيجعلن حياتهن الشخصية كتابًا مفتوحًا من الصور والتعليقات، والبث المباشر، وغيرها؛ مما أدى إلى زعزعة كيان الأسرة، فيحدث الطلاق، وضياع الأبناء والبنات، وغيرها من المشكلات الأسرية.


أيها الأحبة، إن الإسلام يدعو إلى فعالية القيم في الإنسان والمجتمع والأمة، وعلى الاعتراف بالآخر، والتواصل معه، دون النظر إلى جنسه أو عرقه أو لونه، أو لغته، أو حتى دينه، وإلى الحوار الإيجابي والتعايش، ورفض تدنيس القيم الأخلاقية والدينية، وانتهاك المحرمات والمقدسات، واحترام القيم الخاصة لكل ثقافة، مع القبول الفعلي للتنوع الثقافي من غير تأثر به؛ لأن الإسلام فكر، وعقيدة وأخلاق، وشريعة وهدي، وهو منظومة أخلاقية متكاملة، نابعة من دين وإيمان، من يؤمن بها ويتحلى بأخلاقها فهو مثاب عند الله، وقد جمع القرآن القيم الأخلاقية في آياته؛ قال الله تعالى: ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا * وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا * وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا * إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا * وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا* وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا * وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا * وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا * وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا * وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا * أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا * خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا * قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا [الفرقان: 63 – 77].


كيف نحمل هم التأثير في غيرنا (المجتمع الأمريكي):

أولًا: ضرورة انخراط المسلمين في التحالفات مع المؤسسات والجمعيات، والتكتلات الإنسانية التي تخدم مقاصد شرعية، أو تنتصر لقيم إنسانية، أو تدعو لفضائل أخلاقية؛ كالجمعيات والهيئات التي تدعو إلى محاربة الفقر والأمية والجريمة، وإلى مقاومة الاستبداد والفساد، وإلى نشر التوعية الأسرية، وإلى الحفاظ على البيئة، وإلى منع الإجهاض والشذوذ الجنسي، ومحاربة المخدرات، وغيرها كثير من المجالات الإنسانية الفاعلة التي يمكن التعاون فيها.


ثانيًا: تفعيل الحفاظ على مقاصد الشريعة الضرورية والحاجية والتحسينية في مجالاتها الإنسانية، على المستوى الإنساني؛ وذلك تحقيقًا لواجب التكافل والتراحم الإنساني عمومًا.


ثالثًا: الوعي والاقتناع بأهمية ودور الأقليات المسلمة، وقدرتها على التأثير في القرار السياسي الأمريكي؛ ليستجيب لمطالبها واحتياجاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية، داخليًّا وخارجيًّا، وبما يسهم في تحقيق أهدافها السياسية؛ مثل إثبات الوجود للمسلمين كجماعة من الجماعات التي يتكوَّن منها الشعب الأمريكي، وتأمين حقوقهم في المجتمع الأمريكي، وتمكينهم من العيش بصورة تجعل ممارساتهم لحياتهم وشئونهم الإسلامية أمرًا يحميه القانون، وتحترمه مختلف طوائف الشعب الأمريكي.


وكذلك إثبات الفاعلية والتأثير في المجتمع الأمريكي؛ وذلك بطرح الرؤية، وتقديم الحلول الإسلامية للقضايا ذات التأثير والأهمية في مختلف المجالات الحياتية التي يمر بها هذا المجتمع، هذا إضافةً إلى التأثير في أجهزة ومؤسسات صنع القرار الأمريكي بما يخدم قضايا وتطلعات المسلمين داخل المجتمع الأمريكي وخارجه، ولا يكون ذلك إلا بالمشاركة الفاعلة في الانتخابات.


وتتوقف فاعلية الدور السياسي للأقليات الإسلامية في المجتمع الأمريكي على ثلاث نقاط أساسية: أولى هذه النقاط هي تلك النابعة من الأقليات الإسلامية ذاتها؛ من حيث موقفها من المشاركة السياسية في المجتمع الأمريكي بصفة عامة، ثانيًا: مدى قدرتها على بناء المؤسسات السياسية ذات الطابع الإسلامي، ثالثًا: مدى توافر القيادة الإسلامية القادرة على توجيه وترشيد العمل السياسي للمسلمين في المجتمع الأمريكي.





Source link

أترك تعليقا
مشاركة
الاستقواء بالحوقلة (خطبة)
رسالة في الطلاق (PDF)