المكالمات الهاتفية بين الرجال والنساء وأثرها على القلب
المكالمات الهاتفية بين الرجال والنساء وأثرها على القلب
كلماتٍ أكتبها، من أخٍ خالط طلابًا وطالباتٍ في تدريسه الجامعيِّ، فلمح وشاهد بين جَنَبات أسوار الجامعة ما يَئِنُّ له القلب وينشق؛ فمصيبة المكالمات الهاتفية بين الشباب والفتيات، أو الفتيات ومن فوقهنَّ سنًّا.
يقول ربنا في كتابه في حق الرجال: ﴿ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ ﴾ [المائدة: 5]، كما قال في حق النساء: ﴿ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ ﴾ [النساء: 25]؛ فالصحبة بين الرجال والنساء من خلال الهاتف أو غيره محرَّمة؛ لأنها تُورِثُ القلب أُلْفَةً، فيعتاد المرء تلك المعصيةَ.
وتعجب حينما يُقال: هي فتاة أخلاقها عالية، وهو شاب ملتزم، أخي، غيِّر فكرتك عنهما، لم يتربَّ مَن سمح لأذنه أن تألَفَ مكالمات هاتفية؛ فاعتياد الأذن المخالطةَ بالمكالمات يُفسد القلب.
وأقسم بالله العظيم ثلاثًا، إنني حزين جدًّا جدًّا على فتيات، المفترض أنهن عاقلات ونبيهات في التعامل مع الرجال، فلماذا تسمح لنفسها أن يهاتفها رجلٌ في كل صغيرة وكبيرة؟ وماذا يمثل لكِ في حكم الشرع؟
إنه أجنبي عنكِ، فلا يصح المخالطة إلا لضرورة قصوى.
تقول: إنه مثل أخي أو والدي أو معلمي، وأهاتفه بحسن نية!
أقول: نيتك طيبة، ونيته؟!
وتعجب لمن تركت رقم هاتفها ليهاتفها شابٌّ أو رجل أو تهاتفه!
طامة كبرى إن اعتادت أذنكِ أن تسمع الرجال في الهاتف، فما أشد حرمة المخالطة، إلا لمصلحة راجحة مقدَّرة بقدرها!
من عوَّدت نفسها أن تهاتف الرجال أو الشباب أو يهاتفوها، أيًّا كانوا هم، فسلام على مشاعر زوجيَّتِها التي يقل رصيدها، فتداركوها قبل أن تنفد.
أدركي نفسكِ، نقي قلبكِ، اغسلي أذنكِ من كلمات رجلٍ لكِ في ثناء أو ترحاب أو تدليل.
توبي إلى الله تعالى من كل لذة تلذَّذتْها أذنكِ حالَ مهاتفة شابٍّ أو رجل.
غدًا، ستكونين ربَّةَ منزلٍ ومُربِّية، فكما تكونين، سيكون أبناؤكِ.
غدًا، ينتظركِ زوج ليسمع منك عبارات العاطفة الحلال، والكلام الرقيق، فاشحني رصيدكِ من قطع علائق المخالطة بالمكالمات الهاتفية.
وختامًا، قلبي يحمل أسرارًا كثيرة، لا يصح بثُّها، واللبيب يفهم، فلا تواصل بمكالمة هاتفية مع رجال مهما علا كعبهم؛ فالفتنة قاتلة، والقلب يميل أو يستقيم.
وختامًا، هذه نصيحة، خرجت من بين ضلوع القلب؛ غَيرةً وغيظًا، وحزنًا وتعجبًا، وبدعاء النبي ندعو ربنا: ((اللهم اهدِنا لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها، لا يصرف عنا سيئها إلا أنت)).
أختاه، كوني صخرة أنوثة.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.