الوجيز في نشأة الكون ونهايته بين النظريات العلمية والقرآن (1)
الوجيز في نشأة الكون ونهايته بين النظريات العلمية والقرآن (1)
أولًا: نسرد النظريات العلمية التي تتحدَّث عن نشأة الكون ونهايته باختصار.
ثانيًا: نعرج على ما ورد في القرآن حول بداية الكون ونهايته باختصار وبالله التوفيق.
أولًا: النظريات العلمية حول بداية الكون:
كثيرًا ما شغل سؤال “كيف بدأ كل شيء؟” أذهان الفلاسفة والعلماء على مر العصور، وعلى الرغم من أننا لم نصل إلى إجابة قاطعة وشاملة، فإن العلم قدَّم لنا مجموعة من النظريات التي تحاول تفسير اللحظات الأولى من وجود الكون.
ومن الملاحظ عند البحث والدراسة عن تلك النظريات أننا نرى تطوُّر نظريات بداية الكون على مر التاريخ بفضل جهود العديد من العلماء والفلاسفة، كل منهم قَدَّم رؤيته الخاصة التي أسهمت في تشكيل فهمنا الحالي للكون.
إليك بعض الشخصيات البارزة التي ارتبطت بنظريات بداية الكون:
العصور القديمة والوسطى:
• أرسطو (القرن الرابع قبل الميلاد): قدم نموذجًا جيوسنتريًّا للكون، حيث تعتبر الأرض مركز الكون ثابتة، وتدور حولها الأجرام السماوية.
• بطليموس (القرن الثاني الميلادي): طور نموذج أرسطو وأضاف إليه تفاصيل حول حركة الكواكب، وقد ساد هذا النموذج قرونًا عديدة.
عصر الثورة العلمية:
• نيكولاس كوبرنيكوس (القرن السادس عشر): اقترح النموذج الهليوسنتري؛ حيث تدور الكواكب بما فيها الأرض حول الشمس.
• جاليليو جاليلي (القرن السابع عشر): دعم نظرية كوبرنيكوس وأجرى العديد من الملاحظات الفلكية التي أكدت صحتها.
• يوهانس كيبلر (القرن السابع عشر): اكتشف قوانين حركة الكواكب التي تصف بدقة حركتها حول الشمس.
• إسحاق نيوتن (القرن السابع عشر): وضع قوانين الحركة والجاذبية التي فسرت حركة الأجرام السماوية بدقة.
القرن العشرون وما بعده:
• ألكسندر فريدمان (بداية القرن العشرين): طور المعادلات الرياضية التي تصف الكون المتمدد بناءً على نظرية النسبية العامة لأينشتاين.
• إدوين هابل (بداية القرن العشرين): اكتشف أن المجرَّات تبتعد عن بعضها البعض؛ مما يدعم فكرة تمدُّد الكون.
• جورج لوميتر (بداية القرن العشرين): اقترح فكرة أن الكون بدأ من نقطة صغيرة وكثيفة وساخنة، وهي فكرة تطورت لاحقًا إلى نظرية الانفجار العظيم.
• ستيفن هوكينج (القرن العشرون): ساهم بشكل كبير في تطوير فهمنا للانفجار العظيم والثقوب السوداء.
• آلان جوث (القرن العشرون): اقترح نظرية التضخُّم الكوني التي تُفسِّر التوسُّع السريع للكون في لحظاته الأولى.
• أندريه ليند (القرن العشرون): طور نظرية الأكوان المتعددة، التي تقترح وجود أكوان متعددة نشأت من انفلاتات في التضخم الكوني.
الخلاصة:
ونذكر خلاصة تلك النظريات كما يلي:
نظرية الانفجار العظيم: النموذج السائد:
حيث تقترح هذه النظرية أن الكون بدأ كنقطة شديدة الصغر والكثافة والحرارة، ثم تمدَّد بسرعة هائلة خلال فترة زمنية قصيرة جدًّا.
ومن الأدلة الداعمة المعتبرة لأصحاب هذه النظرية:
الإشعاع الكوني الخلفي: هو إشعاع كهرومغناطيسي يملأ الكون بأكمله، ويعتبر بمثابة “صدى” للانفجار العظيم.
توسع الكون: تشير الأرصاد الفلكية إلى أن المجرَّات تبتعد عن بعضها البعض؛ مما يدعم فكرة أن الكون كان أصغر في الماضي.
وفرة العناصر الخفيفة: تتطابق وفرة العناصر الخفيفة (مثل الهيدروجين والهيليوم) في الكون مع التوقعات الناتجة عن نموذج الانفجار العظيم.
وعلى الرغم من أن نظرية الانفجار العظيم هي النموذج الأكثر قبولًا، فإن هناك نظريات أخرى تحاول تفسير بداية الكون، مثل:
نظرية الكون الأبدي: تفترض أن الكون لا بداية ولا نهاية له، وأن المناطق المختلفة منه تخضع لتوسُّع وانكماش مستمر ودوري.
نظرية الأوتار الفائقة: تحاول توحيد جميع القوى الأساسية في الطبيعة، وتقترح وجود أبعاد إضافية للكون.
نظرية الارتداد الكبير: تفترض أن الكون يمرُّ بدورات متكررة من التوسُّع والانكماش، وأن الانفجار العظيم كان نهاية دورة سابقة وبداية دورة جديدة.
نظرية الأكوان المتعددة: تقترح وجود أكوان متعددة، وكل منها له قوانين فيزيائية مختلفة.
ومن الملاحظ تطور نظريات بداية الكون على مر التاريخ بفضل جهود العديد من العلماء والفلاسفة، كل منهم قدَّم رؤيته الخاصة التي أسهمت في تشكيل فهمنا الحالي للكون.
نظرية الانفجار العظيم هي النظرية الأكثر قبولًا حاليًّا، ولكنها ليست النظرية النهائية، ومن المتوقَّع أن تشهد السنوات القادمة تطورات كبيرة في فهمنا لهذا الكون الفسيح صنع الله سبحانه وتعالى.
تلك أبرز النظريات التي ذكرها الكثير من المتخصصين باختصار لتكوين فكرة مبسطة للمقارنة بين النظريات العلمية وما وصلت إليه عبر حقبات كثيرة ودراسات مظنية ومتعاقبة وبين ما ذكره القرآن في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم.