اليوم الآخر وتقرير الاعتقاد
اليوم الآخر وتقرير الاعتقاد
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
• نقرأ في الفاتحة قول الله – تَبَارَكَ وَتَعَالَى -: ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ [الفاتحة:4].
فمن هدايات سورة الفاتحة: تقرير الإيمان بيوم القيامة، الإيمان بهذا اليوم اَلذِي هو ركنٌ من أركان الإيمان، وأصلٌ من أصولهِ، وهذا الإيمان إجمالًا هو التصديق الجازم بوقوعهِ ومجيئهِ، وأنَّ الله يبعث فيهِ الناس للحساب والجزاء.
إنهُ اليوم اَلذِي يدين الله العباد فيهِ بأعمالهم، يثابون فيهِ على فعل الخيرات والحسنات، ويعاقبهم على المعاصي والسيئات، وما كان الله ليعذب أحدًا قبل إقامة الحُجَّة عليهِ، والحُجَّة إنما قامت بإرسال الرُسل، وإنزال الكتب، وبهم استحق الثواب والعقاب؛ ﴿ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ أَسَاءُوا بِمَا عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى ﴾ [النجم:31].
إنَّ تكرار هذه الآية مع سورة الفاتحة سبع عشرة مرة يوميًّا، يرسخ هذا الركن العظين في نفوس المؤمنين.
والكتاب والسُنَّة جاء فيها البيان الشافي، والإيضاح الكافي لما يكون في ذلك اليوم العظيم من مجازاةٍ ومحاسبةٍ ومعاقبة، وانقسام الناس إلى فريقين:
• فريقٌ في الجنة.
• وفريقٌ في السعير.
والمؤمن وهو يقرأ كتاب الله لا يزداد في هذا الأمر إلا رسوخًا في إيمانهِ؛ لأن الآيات البيِنات والدلائل الواضحات على هذا اليوم وعلى الوقوف بين يدي الله – جَلَّ وَعَلَا – والرجوع إليهِ جاءت في كتاب الله، وسُنَّة نبيهِ -صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم.
أي أثرٍ لهذه الآية في قلب المؤمن يوم أنْ يقرأ ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ [الفاتحة:4]! وأي عظمةٍ لهذا اليوم يوم تتذكر وقوفك بين يدي الله – تَبَارَكَ وَتَعَالَى – عندها ترى آثار هذا الإيمان في حياة السائدين إلى الله، وما ذاك إلا بحسن الاستقامة على طاعتهِ، واجتناب نواهيهِ، وبذلك يلتزم المسلم بالأعمال الصالحة ويحقق التقوى في باطنهِ وظاهرهِ، ﴿ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ﴾ [التوبة:18]، وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد.
والحمد لله رب العالمين.