بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاثا صباحا ومساء: سبب لطرد الشيطان
بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيءٌ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم
ثلاثًا صباحًا ومساءً: سببٌ لطرد الشيطان
عن عثمان رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من قال صباح كل يوم، ومساء كل ليلة، ثلاثًا ثلاثًا: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم؛ لم يضره شيء؛ رواه البخاري في “الأدب المفرد” برقم (660)[1].
وعن أبان بن عثمان رضي الله عنهما قال: سمعت عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من قال: باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم، ثلاث مرات؛ لم تُصبه فجأة بلاء حتى يُصبح، ومن قالها حين يُصبح ثلاث مرات؛ لم تُصبه فجأة بلاء حتى يمسي»، قال: فأصاب أبان بن عثمان الفالج، فجعل الرجل الذي سمع منه الحديث ينظر إليه، فقال له: ما لك تنظر إليَّ؟! فولله ما كذبتُ على عثمان، ولا كذب عثمان على النبي صلى الله عليه وسلم ولكنَّ اليوم الذي أصابني فيه ما أصابني غضبتُ فنسيتُ أن أقولها، رواه أبو داود برقم (5088)، والترمذي (3388)، وقال: حديث حسن غريب صحيح؛ اهـ[2].
وفي “تطريز رياض الصالحين” (ص799): فقال له أبان: أَمَا إن الحديث كما حدثتك، ولكنِّي لم أقله يومئذٍ ليُمْضِيَ الله عليَّ قدره؛ اهـ.
معنى قوله صلى الله عليه وسلم: لم يضره شيء، وقوله: لم تُصبه فجأة بلاء حتى يُمسي:
قال العيني: في “عمدة القاري” (8 /34): قوله: لم يضرَّه شيء؛ أي: لا يجتمع قول عبدٍ لهذه الكلمات، في هذه الأوقات، وضرُّ شيءٍ إياه؛ اهـ.
وفي “المفاتيح في شرح المصابيح” (3 /210): قوله: لا يضرُّ مع اسمه شيءٌ في الأرض ولا في السماء؛ يعني: إذا ذكر الرجلُ اسمَه على طعام عن اعتقادٍ حَسَن، ونية خالصة، لا يضرُّه ذلك الطعامُ، ولو ذَكَر اسمَه على وجهِ عدُوٍّ لا يظفر عليه عَدُوُّه، وكذلك جميعُ الأشياء؛ اهـ.
وقال العلامة العباد ـ حفظه الله ورعاه ـ في “شرح سنن أبي داود” ـ الدرس رقم (577) ـ: أَوْرَدَ أبو داود حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: من قال: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم ثلاث مرات؛ لم تُصبه فجأة بلاء؛ يعني: أنه لا يُصيبه شرٌّ يُفاجئه ويهجم عليه؛ لأنه حصل منه هذا الدعاء الذي تكون به السلامة والعافية.
ثم إن أبان بن عثمان الذي حدَّث بهذا الحديث، حصل له فالج، فجعل الرجل الذي سمع منه الحديث ينظر إليه، ففهم منه أنه حدَّث بهذا الحديث، ومع ذلك حصل له الفالج، فقال: ما كذبتُ على عثمان، ولا كذب عثمان على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنني في اليوم الذي حَصَلَت لي هذه المصيبة، غضبتُ فنسيتُ أن أقول تلك الكلمات.
والفالج: هو استرخاء في أحد شقي البدن، بسبب خلط بلغمي، تنسد منه مسالك الروح؛ اهـ.