تحفة الأحباب ببعض معجزات النبي الأواب (خطبة)


تحفة الأحباب ببعض معجزات النبي الأواب



الخطبة الأولى

الحمد لله الذي وفَّق العاملين لطاعته، فوجدوا سعيهم مشكورًا، وحقَّق آمال الآملين برحمة، فمنحهم عطاءً موفورًا، وبسط بِساطَ كرمه للتائبين، فأصبح وزرهم مغفورًا، وأسبَل مِن نعمه على الطالبين وابلًا غزيرًا، سبحانه فتح الباب للطلبين، وأظهر غناه للراغبين، وأطلق للسؤال ألسنة القاصدين، وقال في كتابه المبين: ﴿ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر: 60].

 

وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمدًا عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه، الذي سبَّح نفسه بما أولاه من وده، فقال جل وعلا: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ ﴾ [الإسراء: 1].

 

يا سيدي يا رسول الله:


 

وعلى آله وأصحابه، ومن سار على نَهْجه وتمسَّك بسُنته، واقتدى بهديه، واتَّبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ونحن معهم يا أرحم الراحمين؛ أما بعد:

فيا أمة الحبيب المصطفى – صلى الله عليه وسلم – ما زلنا نتكلم عن معجزات وفضائل النبي صلى الله عليه وسلم.

 

سجود الجمل له وتأدبه بين يديه – صلى الله عليه وسلم -:

يقول أنس بن مالكٍ رضي الله عنه: كان أهل بيتٍ من الأنصار لهم جملٌ يَسْنُونَ عَلَيْهِ، وإن الجمل اسْتُصْعِبَ عليهم فمنعهم ظَهْرَهُ، وَإِنَّ الأنصار جاءوا إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقالوا: إنَّه كان لنا جملٌ نُسْنِي عليه وَإِنَّهُ اسْتُصْعِبَ علينا وَمَنَعَنَا ظَهْرَهُ، وَقَدْ عَطِشَ الزَّرْعُ وَالنَّخْلُ، فقال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لأصحابه: “قُومُوا”، فقاموا، فدخل الحائطَ والجمل في ناحيةٍ، فمشى النَّبيُّ على الله عليه وسلم نحوه، فقالت الأنصار: يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّهُ قَدْ صَارَ مِثْلَ الْكَلْبِ الْكَلِبِ، وَإِنَّا نَخَافُ عَلَيْكَ صَوْلَتَهُ، فَقَالَ: “لَيْسَ عَلَيَّ مِنْهُ بَأْسٌ”، فَلَمَّا نَظَرَ الْجَمَلُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم -أَقْبَلَ نَحْوَهُ حَتَّى خَرَّ سَاجِدًا بَيْنَ يَدَيْهِ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – بِنَاصِيَتِهِ أَذَلَّ مَا كَانَتْ قَطُّ حَتَّى أَدْخَلَهُ فِي الْعَمَلِ، فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هَذِهِ بَهِيمَةٌ لا تَعْقِلُ تَسْجُدُ لَكَ، وَنَحْنُ نَعْقِلُ، فَنَحْنُ أَحَقُّ أَنْ نَسْجُدَ لَكَ، فَقَالَ: (لا يَصْلُحُ لِبَشَرٍ أَنْ يَسْجُدَ لِبَشَرٍ)[1].

 

عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال: أَقْبَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – مِنْ سَفَرٍ حَتَّى إِذَا دَفَعْنَا إِلَى حَائِطٍ مِنْ حِيطَانِ بَنِي النَّجَّارِ إِذَا فِيهِ جَمَلٌ لَا يَدْخُلُ الْحَائِطَ أَحَدٌ إِلَّا شَدَّ عَلَيْهِ قَالَ فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – فَجَاءَ حَتَّى أَتَى الْحَائِطَ فَدَعَا الْبَعِيرَ فَجَاءَ وَاضِعًا مِشْفَرَهُ[2] إِلَى الْأَرْضِ حَتَّى بَرَكَ بَيْنَ يَدَيْهِ قَالَ فَقَالَ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – هَاتُوا خِطَامًا[3]، فَخَطَمَهُ وَدَفَعَهُ إِلَى صَاحِبِهِ، قَالَ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى النَّاسِ قَالَ إِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِلَّا يَعْلَمُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَّا عَاصِيَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ[4].

 

قال الشيخ: فيما تضمَّنت هذه الأخبار من الآيات والدلائل الواضحة من سجودهن وشكايتهنَّ وما في معناه، ليس يخلو من أحد أمرين؛ إما أن يكون رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أعطي علمًا بنغم هذه البهائم وشكايتهن، كما أُعطي سليمان عليه السلام علما بمنطق الطير، فذلك له آية كما كان نظيرها لسليمان، أو أنه علم ذلك بالوحي، وأي ذلك كان فيه أعجوبة وآية ومعجزة، فإن اعترض بعض الطاعنين، فزعم أن فيه قسمًا ثالثًا، وهو أنه – صلى الله عليه وسلم – استدل بالحال على سوء إمساكهم، قيل: هذا محتمل، ولكن الاستدلال لا يعلم به أن صاحب البهيمة رجل من بني فلان، وأنه استعملها كذا سنة، وأنه يريد لينحرها للعرس، فإن ذلك لا يصل إليه بالاستدلال بالحال، فهذا قسم باطلٌ[5].

 

شهادة الذئب له بالرسالة – صلى الله عليه وسلم – بكلام عربي فصيح:

ومن عجيب الأخبار في ذلك أن الله عز وجل أنطق الذئاب، فتكلمت وأقرت بنبوة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بل ودعت الناس إلى الإيمان به – صلى الله عليه وسلم – روى الإمام أحمد في مسنده عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: عَدَا الذِّئْبُ عَلَى شَاةٍ فَأَخَذَهَا فَطَلَبَهُ الرَّاعِي فَانْتَزَعَهَا مِنْهُ فَأَقْعَى[6] الذِّئْبُ عَلَى ذَنَبِه، قَالَ أَلَا تَتَّقِي اللَّهَ تَنْزِعُ مِنِّي رِزْقًا سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيَّ، فَقَالَ يَا عَجَبِي ذِئْبٌ مُقْعٍ عَلَى ذَنَبِهِ يُكَلِّمُنِي كَلَامَ الْإِنْسِ، فَقَالَ الذِّئْبُ أَلَا أُخْبِرُكَ بِأَعْجَبَ مِنْ ذَلِكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَثْرِبَ يُخْبِرُ النَّاسَ بِأَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ، قَالَ فَأَقْبَلَ الرَّاعِي يَسُوقُ غَنَمَهُ حَتَّى دَخَلَ الْمَدِينَةَ فَزَوَاهَا إِلَى زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَاهَا ثُمَّ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – فَنُودِيَ الصَّلَاةُ جَامِعَةٌ ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ لِلرَّاعِي أَخْبِرْهُمْ فَأَخْبَرَهُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – صَدَقَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُكَلِّمَ السِّبَاعُ الْإِنْسَ وَيُكَلِّمَ الرَّجُلَ عَذَبَةُ [7]. سَوْطِهِ وَشِرَاكُ نَعْلِهِ وَيُخْبِرَهُ فَخِذُهُ بِمَا أَحْدَثَ أَهْلُهُ بَعْدَهُ [8].

 

فسبحان من أنطَق لنبيه الحيوان، فجعله شاهدًا على صدقه، ودليلًا من دلائل نبوته، ومعجزة من معجزاته، تزيد القلوب تعظيمًا وتوقيرًا واتباعًا له – صلى الله عليه وسلم.

 

الشاةِ المصلية تخبر النبي – صلى الله عليه وسلم – بمكر اليهود:

اليهود أهل غدر وخيانة، ولما حاوَلوا قتل النبي – صلى الله عليه وسلم – بعد إحسانه إليهم، أنطق الله له الشاة المشوية، ولاءً وموالاةً له – صلى الله عليه وسلم – تخبره بخيانتهم، فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقْبَلُ الْهَدِيَّةَ وَلَا يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ، فَأَهْدَتْ لَهُ يَهُودِيَّةٌ بِخَيْبَرَ شَاةً مَصْلِيَّةً سَمَّتْهَا فَأَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – مِنْهَا وَأَكَلَ الْقَوْمُ، فَقَالَ: (ارْفَعُوا أَيْدِيَكُمْ، فَإِنَّهَا أَخْبَرَتْنِي أَنَّهَا مَسْمُومَةٌ)، فَمَاتَ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ الْأَنْصَارِيُّ فَأَرْسَلَ إِلَى الْيَهُودِيَّةِ: (مَا حَمَلَكِ عَلَى الَّذِي صَنَعْتِ؟) قَالَتْ: إِنْ كُنْتَ نَبِيًّا لَمْ يَضُرَّكَ الَّذِي صَنَعْتُ، وَإِنْ كُنْتَ مَلِكًا أَرَحْتُ النَّاسَ مِنْكَ، فَأَمَرَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – فَقُتِلَتْ، ثُمَّ قَالَ: فِي وَجَعِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ: (مَا زِلْتُ أَجِدُ مِنَ الْأَكْلَةِ الَّتِي أَكَلْتُ بِخَيْبَرَ فَهَذَا أَوَانُ قَطَعَتْ أَبْهَرِي)[9].

 

قال النووي: “قوله – صلى الله عليه وسلم -: ((ما كان الله ليسلطك عليَّ))، فيه بيانُ عصمتِه – صلى الله عليه وسلم – من الناس كلِّهم؛ كما قال الله: ﴿ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ﴾[المائدة: 67]، وهي معجزة لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – في سلامته من السُّمِّ المهلِك لغيرِه، وفيه إعلامُ الله تعالى له بأنها مسمومةٌ، وكلامُ عضوٍ منه له، فقد جاء في غير مسلم: ((إن الذراع تخبرني أنها مسمومة))[10].

 

الوحش يتأدب عند دخول النبي – صلى الله عليه وسلم – بيته:

عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها (أنه كان لآلِ رسولِ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – وَحْشٌ، فكان يُقبِلُ ويُدبِرُ، فإذا دخَل رسولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – ربَض – جلس – فلَمْ يَتَرَمْرَمْ – يتحرك – كراهيةَ أنْ يُؤذِيَ رسولَ الله – صلى الله عليه وسلم)[11].

 

قال السندي: ” قولها: وحش، أي: حيوان وحشي، ولعله كان قبل تحريم المدينة، وكان قد صيد من الحل”، ومعنى الحديث: أن هناك حيوانًا بريًّا كان في بيت لآل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فكان كلما خرج النبي – صلى الله عليه وسلم – من عندهم كان هذا الحيوان يشتد ويلعب ويُكثر الحركة، وإذا دخل عليهم رسول الله – صلى الله عليه وسلم -سكن؛ توقيرًا له وتأدبًا معه.

 

مع ما في هذه الدلائل والمعجزات النبوية مع الحيوان مِن معرفةٍ لعلوِّ قدره صلى الله عليه وسلم ومنزلته، قال السندي: “قولها: وحش، أي: حيوان وحشي، ولعله كان قبل تحريم المدينة، وكان قد صيد من الحل”، ومعنى الحديث: أن هناك حيوانًا بريًّا كان في بيت لآل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فكان كلما خرج النبي – صلى الله عليه وسلم – من عندهم كان هذا الحيوان يشتد ويلعب ويُكثر الحركة، وإذا دخل عليهم رسول الله – صلى الله عليه وسلم -سكن؛ توقيرًا له وتأدبًا معه.

 

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

أما بعد:

إسراع جمل جابر الأنصاري طاعة للنبي – صلى الله عليه وسلم:

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: “كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – فِي غَزَاةٍ، فَأَبْطَأَ بِي جَمَلِي وَأَعْيَا، فَأَتَى عَلَيَّ النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – فَقَالَ: (جَابِرٌ): فَقُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: (مَا شَأْنُكَ؟)، قُلْتُ: أَبْطَأَ عَلَيَّ جَمَلِي وَأَعْيَا، فَتَخَلَّفْتُ، فَنَزَلَ يَحْجُنُهُ بِمِحْجَنِهِ ثُمَّ قَالَ: (ارْكَبْ )، فَرَكِبْتُ، فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ أَكُفُّهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – ثُمَّ قَالَ: (أَتَبِيعُ جَمَلَكَ؟)، قُلْتُ: نَعَمْ، فَاشْتَرَاهُ مِنِّي بِأُوقِيَّةٍ، ثُمَّ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَبْلِي، وَقَدِمْتُ بِالْغَدَاةِ، فَجِئْنَا إِلَى المَسْجِدِ فَوَجَدْتُهُ عَلَى بَابِ المَسْجِدِ، قَالَ: (آلْآنَ قَدِمْتَ؟)، قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: (فَدَعْ جَمَلَكَ، فَادْخُلْ، فَصَلِّ رَكْعَتَيْنِ)، فَدَخَلْتُ فَصَلَّيْتُ، فَأَمَرَ بِلاَلًا أَنْ يَزِنَ لَهُ أُوقِيَّةً، فَوَزَنَ لِي بِلاَلٌ، فَأَرْجَحَ لِي فِي المِيزَانِ، فَانْطَلَقْتُ حَتَّى وَلَّيْتُ، فَقَالَ: (ادْعُ لِي جَابِرًا)، قُلْتُ: الآنَ يَرُدُّ عَلَيَّ الجَمَلَ، وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْهُ، قَالَ: (خُذْ جَمَلَكَ، وَلَكَ ثَمَنُهُ) [12].

 

حصول البركة لفرس جعيل الأشجعي بضرب النبي – صلى الله عليه وسلم – لها:

عَنْ جُعَيْلٍ الْأَشْجَعِيِّ قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – فِي بَعْضِ غَزَوَاتِهِ، وَأَنَا عَلَى فَرَسٍ لِي عَجْفَاءَ ضَعِيفَةٍ، فَكُنْتُ فِي آخِرِ النَّاسِ فَلَحِقَنِي فَقَالَ: “سِرْ يَا صَاحِبَ الْفَرَسِ”، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ عَجْفَاءُ ضَعِيفَةٌ، فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم -مِخْفَقَةً كَانَتْ مَعَهُ فَضَرَبَهَا بِهَا وَقَالَ: “اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُ فِيهَا”، قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي مَا أُمْسِكُ رَأْسَهَا، أَتَقَدَّمُ النَّاسَ قَالَ: وَلَقَدْ بِعْتُ مِنْ بَطْنِهَا بِاثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا[13].

 

اللهم استُرنا ولا تفضَحنا، وأكرِمنا ولا تُهنا، وكن لنا ولا تكُن علينا.

 

اللهم لا تدَع لأحدٍ منا في هذا المقام الكريم ذنبًا إلا غفَرته، ولا مريضًا إلا شفيتَه، ولا دَينًا إلا قضيته، ولا همًّا إلا فرَّجته، ولا ميتًا إلا رحِمته، ولا عاصيًا إلا هديته، ولا طائعًا إلا سدَّدته، ولا حاجة هي لك رضا ولنا فيها صلاحٌ إلا قضيتَها يا رب العالمين.

 

اللهم اجعَل جمعنا هذا جمعًا مرحومًا، وتفرُّقنا من بعده تفرُّقًا معصومًا، ولا تجعل فينا ولا منَّا ولا معنا شقيًّا أو محرومًا.

 

اللهم اهدِنا واهدِ بنا، واجعلنا سببًا لمن اهتدى.

 

اللهم إن أردتَ بالناس فتنةً، فاقبِضنا إليك غيرَ خزايا ولا مفتونين ولا مغيِّرين ولا مبدِّلين، برحمتك يا أرحم الراحمين.


[1] رواه الإمام أحمد في مسنده (3/ 158)، وقال شعيب الأرناؤوط في تعليقه: صحيح لغيره دون قوله: “والذي نفسي بيده لو كان من قدمه … إلخ.

[2] الشفة الغليظة.

[3] كل ما وُضِعَ على أنف البعير ليُقتادَ به.

[4] رواه الإمام أحمد في مسنده (3/ 310)، وقال شعيب الأرناؤوط: صحيح لغيره وهذا إسناد حسن، وصححه الشيخ الألباني في الصحيحة (1718).

[5] دلائل النبوة لأبي نعيم الأصبهاني (ص: 386).

[6] الإقعاء أن يُلْصِقَ الرجُل ألْيَتَيه بالأرض، ويَنْصِب ساقَيه وفَخِذَيه، ويَضَع يديه على الأرض كما يُقْعِي الكلْب.

[8] رواه الإمام أحمد في مسنده (3/ 83)، وقال الأرناؤوط في تعليقه: رجاله ثقات رجال الصحيح، وصححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (122).

[9] رواه أبو داود ح (4510)، والحديث أصله في البخاري ح (2617)، ومسلم ح (2190).

[10] شرح صحيح مسلم (14/ 179).

[11] وأخرجه إسحاق (1193)، والطحاوي في شرح معاني الآثار 4 / 195، والبيهقي في الدلائل 6 / 31 من طريق أبي نعيم، بهذا الإسناد.

وأخرجه إسحاق (1192) و (1193)، والبزار (2450)، وأبو يعلى (4441) و (4660)، والطبراني في الأوسط (6587)، وأبو نعيم في الدلائل (277)، والبيهقي في الدلائل 6 / 31.

[12] وروى البخاري (2097)، ومسلم (715)

[13] أخرجه الطبراني في “المعجم الكبير” (2172)، وقال الهيثمي في “مجمع الزوائد ومنبع الفوائد” (5/262) كتاب الجهاد – باب الدعاء للخيل: (رواه الطبراني ورجاله ثقات).





Source link

أترك تعليقا
مشاركة
كان النبي صلى الله عليه وسلم يقسم لعائشة يومها ويوم سودة
تفسير سورة يونس (الحلقة الثامنة) مأدبة الله لأوليائه في الدنيا بين الشاكرين والجاحدين