تحميل كتاب بؤس البنيوية ؛ الأدب والنظرية البنيوية pdf
أطروحتي العامة التي أقدمها هي التالية: لقد بدات البنيوية – والتي أعني بها بصورة أساسية محاولة تطبيق نموذج اللغة البنيوية، الذي ساد في ألسنية أوائل القرن العشرين، علي العلوم الإنسانية عموما وعلي الادب بوجه خاص – لقد بدأت بوصفها استراتيجية بحث عقلاني في أعمال جاكوبسون وىخرين في أواخر العشرينات. إلا أن هذه الاستراتيجية انطوت علي عيب أساسي، نشأ مما دعوته بـ “البؤس المنطقي” في نموذج اللغة الأساسي، وهذا العيب هو عدم كفاية هذه الإستراتيجية وقصورها في تفسير وقائع اللغة ذاتها، فما بالك بوقائع الادب أو المجتمع. ومع ذلك فقد كانت لا تزال استراتيجية علمية عقلانية حين التقطها ليفي شتراوس في الاربعينيات، لتجبر في فرنسا – في الستينات – علي سلوك سبيل المواجهة مع ما دعوته فلسفة الذات الفرنسية. وهكذا يكون الفرنسيون هم المسئولون ليس عن إبداع البنيوية (كما هو شائع في بريطانيا وأمريكا) وإنما عن موتها.