ثوب الحياء


ثوب الحياء

ثوب الحياء هو أجملُ ثوبٍ ترتديه المرأة لا سيَّما في زمن القُبْح، وصنع التفاهة، وما أجمل النجم اللامع في ليلة داجية يكثُر فيها اللُّصوص وقُطَّاع الطُّرُق!

 

يا له من ثوب متفرِّد، ومتميِّز عن باقي الملبوسات المستورَدة؛ يكفيه فخرًا أنَّه ليس من صنع البشر، وإنما هبط من السماء، وتلقَّتْه يدٌ طاهرةٌ عفيفةٌ صاحبتها تمشي على استحياء، وأنَّى لسافلٍ حقيرٍ التقاط النُّجوم، وهو يعوم في مستنقعٍ آسن من وقت الأصيل حتى مطلع الفجر!

 

أما مَن تلبسه فهي ملِكةٌ في زمن العبيد، وما أكثر الملكات في أُمَّة الخير! رغم مكر الليل والنَّهار، وإنفاق الأموال الطائلة؛ لصنع التفاهات، ومن يتسلَّق جدار التفاهة حتمًا سيسقُط في حفرة، وتتبعثر أمنياته، وتدور عليه الدوائر، بل سيتجرَّع من نفس الكأس الذي ملأه.

 

أيَّتُها الجوهرةُ الثمينة، والدُّرةُ المصونة، إيَّاكِ أن تخلعي ثوب الحياء، وتستبدليه بالفساتين المزركشة، والثياب المطرزة بحُجَّة الحداثة، والتطوُّر؛ فتُحرَمين لقَب الملِكة، وما إخالكِ ساذجة إلى هذا الحدِّ، أو ينطلي عليكِ معسول الكلام من إنسان خبيث لا همَّ له إلا إشباع نزواته.

 

أيتها المرأة العفيفة، تذكَّري آباءك وأجدادك؛ فهم ملوك هذه الأرض، وهم من حكموا الدنيا قرونًا، فأنتِ سليلة الملوك، ومنحدرة من عائلة كريمة، فكوني على حذر، وحافظي على شرفك وعِفَّتك، وتقاليدك الحسنة، واعلمي أن المرأة العربية قبل الإسلام كانت تحافظ على عفتها، وشرفها، وتصرخ صرخة توقظ الضمائر، وتهُز الوجدان: أوَ تزني الحُرَّة؟!

 

أيتها المرأة العفيفة، احذري من الذئاب البشرية على عالَم التواصُل الاجتماعي، فكم هتكوا من عِرض، وكم أفسدوا من فتاة!

 

وقبل أن أُسدِل الستار أقول لكِ كما قال الأول: هَلْ يُصْلِحُ العَطَّارُ مَا أفسَدَهُ الدَّهْرُ؟

ورحم الله القائل: ليس كل مرَّة تسلم الجرَّة.





Source link

أترك تعليقا
مشاركة
عمرو يوقّع في معرض الكتاب  «سرّ الغابة السّعيدة»
بعنوان “التنمية المضاعفة.. ثورة بلا عنف” نصيف الخصاف يطلق كتابه