“جاء سليك الغطفاني ورسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة” دراسة وتحقيقا
ملخص الرسالة
سنن الدارقطني من أول حديث جابر: “جاء سليك الغطفاني ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب يوم الجمعة”
إلى نهاية حديث علي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعمر: “إنا أخذنا من العباس زكاة العام”
دراسة وتحقيقًا
مقدمة:
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].
﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].
أما بعد:
فقد خص الله هذه الأمة وأكرمها بإنزال القرآن الكريم على نبيها محمد -صلى الله عليه وسلم- وتكفل بحفظه فقال: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9]، وجعل من حفظ الكتاب حفظ لبيانه وهو السنة المطهرة فقال سبحانه: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 44] فكانت مهمة الرسول -صلى الله عليه وسلم- البيان والتوضيح لما ينزل عليه من ربه، فعُلم من ذلك أن الأصلان اللذان قامت بهما حجة الله على عباده هما الكتاب والسنة، وهما المصدران الأساسيان من مصادر التشريع، وتحقيقًا للحفظ فقد حظيت السنة بعناية ربانية، فقد تولى أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- ورضي عنهم مهمة التحمل ومن ثم الأداء، فحفظوا عنه -صلى الله عليه وسلم- كل شيئ – من قولٍ أو فعلٍ أو تقرير أو صفة خَلقية أو خُلقية – تفصيلًا وإجمالًا، واهتموا بها اهتمامًا بالغًا، بل وبالغوا في المحافظة عليها والتمسك بها، ثم نقلوها بكل صدق ودقة إلى من بعدهم، والذين اعتنوا بالأسانيد عنايتهم بالمتون، حتى قال محمد بن سيرين: “إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم”[1].
ثم قيض الله من تولى تدوين السنة فظهرت الكتب الستة وغيرها، والتي اعتنى أصحابها بترتيبها وإخراجها بصور متنوعة، ومن تلك الكتب كتب السنن والتي تعنى بأحاديث الأحكام، وكان ممن ألف في هذا المضمار الحافظ الجهبذ أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني (ت 385)، ولكتابه السنن مكانة عظيمة لدى المحدثين ورجال الجرح والتعديل، لأن مؤلفه من العلماء الذين يشهد لهم بالسبق في هذا الميدان، إذ كان – رحمه الله – بارعًا في معرفة علل الحديث وطرقه.
وإن من عظيم منن الله عليّ أن يسر لي الالتحاق ببرنامج الدكتوراه في الجامعة الإسلامية بكلية الحديث الشريف (قسم علوم الحديث)، وأحببت أن يكون لي شرف المشاركة في خدمة السنة النبوية بخدمة هذا الكتاب الجليل، بتحقيقه ودراسة أحاديثه فكان عنوان البحث:
(سنن الدار قطني من بداية حديث جابر: “جاء سليك الغطفاني ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخطب يوم الجمعة” إلى نهاية حديث علي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعمر: “إنا أخذنا من العباس زكاة العام” دراسة وتحقيقًا).
أسباب اختيار الموضوع:
وإن من أهم أسباب اختيار هذا الموضوع ما يلي:
1- خدمة السنة النبوية المطهرة، ففي الكتاب كثير من الأحاديث النبوية والآثار، يحتاج طالب العلم إلى معرفة درجتها.
2- عظم مكانة مؤلف الكتاب العلمية، وعلو منزلته بين علماء عصره.
3- قيمة الكتاب العلمية، فهو يعد من كتب السنة التي اعتنت بأحاديث الأحكام وبيان عللها.
4- شرف علم الحديث النبوي الشريف.
5- الرغبة في المشاركة في إحياء التراث الإسلامي.
خطة البحث:
جعلت هذه الرسالة في مقدمة وقسمين ثم فهارس علمية:
المقدمة: فقد اشتملت على ما يلي:
• أهمية الموضوع.
• أسباب اختيار الموضوع.
• خطة البحث.
• منهج العمل في الرسالة.
القسم الأول: الدراسة، وقد جعلته في فصلين:
الفصل الأول: ترجمة موجزة للحافظ الدارقطني، وفيه ستة مباحث:
المبحث الأول: اسمه ونسبه ومولده ووفاته.
المبحث الثاني: نشأته العلمية ورحلاته.
المبحث الثالث: عقيدته ومذهبه الفقهي.
المبحث الرابع: شيوخه وتلاميذه.
المبحث الخامس: مكانته العلمية وثناء العلماء عليه.
المبحث السادس: آثاره العلمية.
الفصل الثاني: كتاب سنن الدار قطني وفيه خمسة مباحث:
المبحث الأول: تحقيق اسم الكتاب وتوثيق نسبته للمؤلف.
المبحث الثاني: موضوع الكتاب وأهميته.
المبحث الثالث: منهج الإمام الدار قطني في سننه من خلال القسم المحقق.
المبحث الرابع: مصادر المصنف في الكتاب من خلال القسم المحقق.
المبحث الخامس: طبعات الكتاب ووصف نسخه الخطية ونماذج منها.
القسم الثاني: النص المحقق. (الأحاديث المحددة في عنوان الرسالة).
الفهارس:
وقد ذيلت البحث بفهارس علمية لهذه الرسالة وهي على النحو التالي:
1- فهرس الآيات القرآنية.
2- فهرس أطراف الأحاديث المرفوعة.
3- فهرس الآثار الموقوفة.
4- فهرس الأعلام المترجم لهم.
5- فهرس الغريب.
6- فهرس الأماكن والبقاع.
7- ثبت المصادر والمراجع.
8- فهرس الموضوعات.
منهج العمل في الرسالة:
1- نسخ النص المطلوب تحقيقه وفق قواعد الإملاء الحديثة.
1- مقابلة المنسوخ بالأصل، ثم أقابله مع بقية النسخ، و أثبت الفروق في الهامش.
1- إذا وجد سقط في الأصل فإني استدركه من النسخ الأخرى.
1- الترجمة للرواة (غير الأئمة المتفق على توثيقهم) على النحو التالي:
أ- إذا كان الراوي من رجال التقريب اقتصرت عليه في التعريف به، وإذا كان في الراوي اختلاف وله أثر في الحكم على الحديث ذكرت الخلاف أثناء دراسة الإسناد وبينت الراجح وفق قواعد الجرح والتعديل.
ب- إذا لم يكن الراوي من رجال التقريب ترجمت له من كتب الرجال الأخرى بما يبين حاله.
تخريج الأحاديث على النحو التالي:
أ- إذا كان الحديث في الصحيحين أو أحدهما بلفظه وإسناده فإني أكتفي بالعزو إليهما أو إلى أحدهما مع دراسة المصنف إلى موضع الالتقاء مع صاحب الصحيح
ب- إذا كان عند المصنف زيادة في المتن على لفظ الصحيح قمت بتخريجها ودراسة سندها والحكم عليها.
ت- إذا لم يكن الحديث في الصحيحين أو أحدهما فإني أقوم بتخريجه من المصادر الأخرى على سبيل الاستيعاب، بادئًا بذكر المتابعات للطريق أو الطرق التي ساقها المصنف.
ث- بعد جمع الطرق أقوم بدراستها حسب قواعد المحدثين، ثم أذكر الحكم على الحديث مسترشداّ بكلام أهل العلم.
1- إذا احتاج الحديث إلى اعتضاد فإني أجتهد في البحث عن الشواهد المقوية له مع دراستها وبيان درجتها.
2-عزو الآيات القرآنية إلى مواضعها من المصحف الشريف بذكر اسم السورة ورقم الآية، مع كتابتها بالرسم العثماني.
3-بيان معاني الكلمات الغربية الواردة في النص.
4- التعريف بالبلدان والأماكن والقبائل غير المشهورة.
5- الالتزام بعلامات الترقيم وضبط ما يحتاج إلى ضبط.
6- تذييل البحث بفهارس علمية على النحو المبين في الخطة.
وفي الختام:
لا يفوتني أن أسجل – لزامًا – شكري العاطر ودعائي الصادق لكل من:
أولًا: شيخي ومعلمي فضيلة الأستاذ الدكتور المربي أبي عاصم حافظ بن محمد الحكمي أسأل الله أن يجزل له المثوبة ويعلي درجته في الدنيا والآخرة، فلقد تعلمت من هديه ودَلّه، ومن علمه وفضله ما غمرني بالغبطة والحبور، فإن القرب منه والتعامل معه أشعرني بهيبة العلم، وتواضع العالم، وحقيقة حسن الخُلق، ولقد كان لتوجيهاته وتوصياته ومتابعته أثرها الكبير في إنجاز البحث.
ثانيًا: الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وكلية الحديث خصوصًا فلقد نلت شرف الدراسة بها مرتين في مرحلتي البكالوريوس والدكتوراه، فللجميع دعواتي الصادقة بأن يكتب الله أجرهم ويرفع قدرهم.
ثالثًا: كل من كان عونًا ومشجعًا ومعلمًا ومرشدًا في إنجاز هذا البحث، من الزملاء والأحبة، فللجميع الشكر والدعاء على ما بذلوه زادهم الله فضلًا في الدنيا ودرجات في الآخرة.
وأخيرًا: ما كان من صواب فمن الله -وحده – وهو حسبي ونعم الوكيل، وما كان من خطأ فمني ومن الشيطان وأستغفر الله.
ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، واغفر لنا إنك أنت الغفور الرحيم.
مصليًا مسلمًا على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
فهرس الموضوعات
الموضوع | الصفحة |
المقدمة | 3 |
القسم الأول: الدراسة | 10 |
الفصل الأول: ترجمة موجزة للحافظ الدارقطني | 11 |
الفصل الثاني: كتاب سنن الدارقطني. | 26 |
القسم الثاني: التحقيق | 42 |
بقية كتاب الجمعة | 43 |
العيدين | 146 |
كتاب الاستسقاء | 227 |
كتاب الجنائز. | 238 |
كتاب الزكاة. | 313 |
فهرس الآيات القرآنية | 439 |
فهرس أطراف الأحاديث المرفوعة | 440 |
فهرس الآثار. | 450 |
فهرس الأعلام المترجم لهم. | 452 |
فهرس الغريب | 491 |
فهرس الأماكن والبقاع. | 493 |
ثبت المصادر والمراجع | 494 |
فهرس الموضوعات | 554 |
[1] أخرجه مسلم في مقدمة الصحيح (1 / 14).