جمع الناس على إمام في المدينة في خلافة عمر رضي الله عنه
جمعُ الناس على إمامٍ في المدينة في خلافة عمر رضي الله عنه
عن عبد الرحمن بن عبدٍ القاري أنَّه قال: خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليلة في رمضان إلى المسجد، فإذا الناس أوزاع متفرقون، يصلي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط، فقال عمر: «إنِّي أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد، لكان أمثل» ثم عزم، فجمعهم على أبي بن كعب رضي الله عنه، ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم، قال عمر رضي الله عنه: «نعم البدعة هذه، والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون يريد آخر الليل، وكان الناس يقومون أوله»[1].
قال ابن سعد: وهو أول من سن قيام شهر رمضان، وجمع الناس على ذلك، وكتب به إلى البلدان، وذلك في شهر رمضان سنة أربع عشرة[2].
[1] الحديث رواه مالك (1 /114)، وعند البخاري بإسناده (2010) عن ابن شهاب عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن عبدٍ القاري فذكره.
ورواه ابن خزيمة (1100) نا الربيع بن سليمان المرادي، نا عبد الله بن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، أخبرني عروة بن الزبير، أنَّ عبد الرحمن بن عبدٍ القاري، وكان في عهد عمر بن الخطاب مع عبد الله بن الأرقم على بيت المال، أنَّ عمر رضي الله عنه، خرج ليلة في رمضان، فخرج معه عبد الرحمن بن عبدٍ القاريِّ، فطاف بالمسجد وأهل المسجد أوزاع متفرقون، يصلي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل، فيصلي بصلاته الرهط، فقال عمر رضي الله عنه: «والله إنِّي أظن لو جمعنا هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل»، ثم عزم عمر رضي الله عنه على ذلك، وأمر أبي بن كعب رضي الله عنه أن يقوم لهم في رمضان، فخرج عمر رضي الله عنه عليهم، والناس يصلون بصلاة قارئهم، فقال عمر رضي الله عنه: «نعم البدعة هي، والتي تنامون عنها أفضل من التي تقومون»، يريد آخر الليل، فكان الناس يقومون أوله، وكانوا يلعنون الكفرة في النصف: «اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك، ولا يؤمنون بوعدك، وخالف بين كلمتهم، وألق في قلوبهم الرعب، وألق عليهم رجزك وعذابك، إله الحق، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ويدعو للمسلمين بما استطاع من خير، ثم يستغفر للمؤمنين قال: «وكان يقول إذا فرغ من لعنة الكفرة، وصلاته على النبي صلى الله عليه وسلم، واستغفاره للمؤمنين والمؤمنات، ومسألته: اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى ونحفد، ونرجو رحمتك ربنا، ونخاف عذابك الجد، إن عذابك لمن عاديت ملحق، ثم يكبر ويهوي ساجدًا» رواته ثقات.
ويونس بن يزيد الأيلي ثقة لكنَّه يخطئ في حديث محمد بن مسلم بن شهاب الزهري قال أحمد بن حنبل حديث يونس عن الزهري منكرات وقال علي ابن المديني أثبت الناس في الزهري ابن عيينة وزياد بن سعد، ثم مالك ومعمر ويونس من كتابه، فزاد فيه يونس بن يزيد على رواية مالك.
[2] الطبقات الكبرى (3 /213).