جمع الناس على إمام واحد في خلافة عثمان وعلي رضي الله عنه


جمع الناس على إمام واحد في خلافة عثمان وعليٍّ رضي الله عنه

رُوي عن الحسن قال: «أمَّنا علي بن أبي طالب في زمن عثمان بن عفان رضي الله عنه عشرين ليلة، ثم احتبس، فقال بعضهم: قد تفرغ لنفسه، ثم أمَّهم أبو حليمة معاذ القارئ رضي الله عنه، فكان يقنت»[1].

 

وروي عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي رضي الله عنه: «أَنَّه كان يؤمهم في شهر رمضان»[2].

 

وروي عنه عن عليٍّ رضي الله عنه يأتي قريبًا قال: «دعا القراء في رمضان، فأمر منهم رجلًا يصلي بالناس عشرين ركعة»، قال: «وكان علي رضي الله عنه يوتر بهم».

 

وروي عن أبي الأشعث الجدلي، قال: «غزوت على عهد علي رضي الله عنه ثلاث غزوات، ولقد صليت معه بالليل في رمضان تطوعًا، وكان إذا فرغ القارئ خرج فأوتر بثلاث»[3].

 

ورُوي عن أبي الحسناء: «أنَّ عليًّا رضي الله عنه أمر رجلًا يصلي بهم في رمضان عشرين ركعة»[4].

 

وروي عن أبي إسحاق الهمداني، قال: «خرج علي بن أبي طالب رضي الله عنه في أول ليلة من شهر رمضان والقناديل تزهر، وكتاب الله يتلى في المساجد، فقال: نوَّر الله لك يا عمر بن الخطاب في قبرك، كما نوَّرت مساجد الله بالقرآن»[5].

 

وروي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أنَّ علي بن أبي طالب رضي الله عنه أمره أن يؤم في مسجد الجامع في شهر رمضان»[6].

 

فالوارد عن عثمان وعلي رضي الله عنه في جمع الناس على إمام واحد ضعيف من جهة السند، لكن الظاهر أنَّ الأمر استمر على ما كان عليه في خلافة عمر رضي الله عنه، والله أعلم.


[1] رواه البيهقي (2/ 498) أنبأ أبو عبد الله الحافظ، وأبو بكر بن الحسن القاضي قالا: ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا العباس الدوري، ثنا الحسن بن بشر، ثنا الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، عن الحسن قال: فذكره وإسناده ضعيف.

الحكم بن عبد الملك القرشي ضعيف وقتادة مدلس، والحسن البصري رأى عثمان وعلي رضي الله عنهما، وليس له رواية عنهما، والظاهر أنَّ حضوره الصلاة كان قبل بلوغه، والله أعلم، وبقية رواته ثقات.

قال ابن التركماني في الجوهر النقي بهامش سنن البيهقي: الحكم هذا قال يحيى ليس بثقة وليس بشيء، وقال أبو حاتم: مضطرب، وقال أبو داود: منكر الحديث، وقتادة: مدلس وقد عنعن، والحسن لم يصح لقاؤه لعلي رضي الله عنه.

وأبو عبد الله الحافظ هو الحاكم، وأبو بكر بن الحسن القاضي هو أحمد الحيري، والعباس هو الدوري.

[2] رواه ابن أبي الدنيا في فضائل رمضان (43) حدثنا أحمد بن إبراهيم، وابن أبي شيبة (2/ 395) قالا: ثنا محمد بن فضيل، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي، رضي الله عنه : فذكره وإسناده ضعيف.

قال ابن أبي حاتم: ما روى ابن فضيل عن عطاء فيه غلط واضطراب رفع أشياء كان يرويه عن التابعين فرفعه إلى الصحابة رضي الله عنهم، وبقية رواته ثقات.

أحمد بن إبراهيم هو العبدي وأبو عبد الرحمن هو عبد الله بن حبيب السلمي.

ورواه الآجري في الشريعة (4/ 1780) حدثنا ابن مخلد قال: حدثنا أبو العباس محمد بن عبد الرحمن بن يونس السراج قال: حدثنا عبد الله بن محمد يعني ابن ربيعة قال: حدثنا خالد بن عبد الله الواسطي، عن حصين بن عبد الرحمن، عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: «أمَّنا علي ابن أبي طالب رضي الله عنه في قيام شهر رمضان قال: ومر ببعض مساجد أهل الكوفة، وهم يصلون القيام» فقال: «نور الله قبرك يا ابن الخطاب كما نورت مساجدنا»؛ إسناده ضعيف.

أبو عبد الله محمد بن مخلد العطار ترجم له الذهبي في تذكرة الحفاظ فقال: كان معروفًا بالثقة والصلاح والاجتهاد في الطلب؛ سئل عنه الدارقطني فقال: ثقة مأمون.

ومحمد بن عبد الرحمن بن يونس السراج ترجم له الخطيب في تاريخ بغداد وقال: ما علمت من حاله إلا خيرًا.

وعبد الله بن محمد بن ربيعة ضعفه شديد ترجم له الذهبي في الميزان، فقال عبد الله بن محمد بن ربيعة بن قدامة القدامى المصيصى: أحد الضعفاء أتى عن مالك بمصائب، وبقية رواته ثقات.

[3] رواه ابن أبي الدنيا في فضائل رمضان (44) حدثنا داود بن عمرو الضبي، قثنا علي بن هاشم، عن جرير، عن أبي الأشعث الجدلي، قال: فذكره وإسناده ضعيف.

أبو الأشعث ترجم له ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، فقال أبو الأشعث: روى عن جابر بن زيد، روى عنه جرير بن حازم وحماد بن زيد سمعت أبي يقول ذلك، نا عبد الرحمن قال سئل أبي عنه فقال: شيخ لحماد بن زيد ليس بالمشهور.

وترجم له البخاري في الكنى من تاريخه، فقال أبو الأشعث: روى عنه جرير ابن حازم.

وترجم في الأسماء فقال عياذ بن أبي العيذاء أبو الأشعث سمع جابر بن زيد قوله، روى عنه حماد بن زيد سماه سليمان بن حرب، قال كنا نكره الصلاة في العضال والعراء، وترجم له ابن حبان في الثقات فقال: عباد بن أبي الغيث أبو الأشعث يروي عن جابر بن زيد، روى عنه حماد بن زيد، وبقية رواته ثقات.

[4] رواه ابن أبي شيبة (2/ 393) حدثنا وكيع عن حسن بن صالح عن عمرو بن قيس عن أبي الحسناء، فذكره وإسناده ضعيف، أبو الحسناء ترجم له في التهذيب فقال: اسمه الحسن، ويقال الحسين، روى عن الحكم بن عتيبة عن حنش عن علي رضي الله عنه في الأضحية، وعنه شريك النخعي، وقال ابن القطان: لا يعرف له حالٌ، قال ابن الملقن وهو كما قال، فقد قال في حقه ابن خراش: لا أعرفه، ولم يرو عنه أيضًا سوى شريك النخعي، وإضافة إلى جهالة حال أبي الحسناء، فيحتمل انقطاعه بين أبي الحسناء وعلي رضي الله عنه، فهو يروي عنه بواسطة؛ والله أعلم، ورواه البيهقي (2/ 497) بإسناده عن الحسن بن صالح به، وقال: وفي إسناده ضعف، وليَّن إسناده الذهبي في مهذب سنن البيهقي (4096)، وضعفه الألباني في صلاة التراويح ص: (66) لجهالة أبي الحسناء واحتمال الإعضال.

وله شاهد ضعفُه شديد، فلا يتقوى به، فرواه البيهقي (2/ 496) أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد أخبرنا محمد بن أحمد بن عيسى بن عبدك الرازي، حدثنا أبو عامر: عمرو بن تميم، حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس، حدثنا حماد بن شعيب عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن عليٍّ رضي الله عنه قال: «دعا القراء في رمضان، فأمر منهم رجلًا يصلى بالناس عشرين ركعة، قال: وكان علي رضي الله عنه يوتر بهم»؛ إسناده ضعيف.

حماد بن شعيب الحماني: ضعفه شديد، ضعَّفه النسائي وابن معين، وقال مرة: لا يكتب حديثه، وقال البخاري: فيه نظر، وقال ابن عدي: أكثر حديثه مما لا يتابع عليه، وعطاء بن السائب مختلط، ورواية حماد بن شعيب عنه بعد الاختلاط.

ومحمد بن أحمد بن عيسى ترجم له الخطيب البغدادي في تاريخه ووثَّقه، وعمرو بن تميم بن سيار ذكر الخطيب توثيقه بعد روايته حديث أبي هريرة رضي الله عنه المنكر: «إن سركم أن تزكوا صلاتكم، فقدِّموا خياركم»، وبقية رواته ثقات.

وأعله الألباني في صلاة التراويح ص: (66) باختلاط عطاء وضعف حماد بن شعيب، وأبو عبد الرحمن السلمي هو عبد الله بن حبيب.

[5] رواه ابن أبي الدنيا في فضائل رمضان؛ ابن أبي الدنيا (30) حدثني محمد بن الحارث الخراز، قال: ثنا سنان بن حاتم، قثنا جعفر بن سليمان، قثنا حباب القطعي، عن أبي إسحاق الهمداني، قال: فذكره وإسناده ضعيف.

محمد بن الحارث الخراز لم أقف على من عدله وحُبَاب القُطَعي مجهول وأبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي مختلط ومدلس، رأى عليًّا رضي الله عنه ولم يسمع منه، قال ابن كثير في مسند الفاروق (1/ 187): هذا منقطع بين أبي إسحاق وعلي رضي الله عنه، وبقية رواته مُحتج بهم.

وروى الآجُرِّي في الشريعة (4/ 1780) حدثنا ابن مخلد قال: حدثنا أبو العباس محمد بن عبد الرحمن بن يونس السراج قال: حدثنا عبد الله بن محمد يعني ابن ربيعة قال: حدثنا خالد بن عبدالله الواسطي، عن حصين بن عبد الرحمن، عن أبي عبد الرحمن السلمي فذكر نحوه وإسناده ضعيف وتقدم.

[6] رواه ابن بطة في الإبانة الكبرى (8/ 400) حدثني أبي وأبو صالح قالا حدثنا محمد بن صالح بن ذريح قال: حدثنا جبارة ابن المغلس قال: حدثنا إبراهيم بن عثمان عن الحكم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، فذكره وإسناده ضعيف.

أبو ابن بطة محمد بن محمد بن حمدان العكبري لم أقف على تعديل له وأبو صالح محمد بن أحمد بن ثابت العكبري، ترجم له الخطيب في تاريخ بعداد، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وجبارة بن المغلس ضعيف، وأبو شيبة إبراهيم بن عثمان جد أبى بكر بن أبي شيبة ضعفه شديد، قال النسائي: متروك الحديث، وبقية رواته ثقات.



Source link

أترك تعليقا

مشاركة
خطبة: رمضان… ودأب الصالحين (القيام)
الوصية بذكر الله