جوَّك | لا تلذ بالصمت.. من كتاب فن إدارة المواقف
نحن بصفتنا بشرًا، لا بد لنا أن نتعرض لمواقف تتطلب منا اتخاذ قرار أو إجراء لحل مشكلةً ما، وربما يكون اتخاذ هذه القرارات يوميًّا، والإنسان بطبيعته حريص على أن يتخذ قرارًا مناسبًا.
صحيح أن التوفيق يأتي من الله عز وجل، ولا بد أن نكون مؤمنين بالقضاء والقدر، ولكن نحن ملزمون بالأخذ بالأسباب، ومن الأخذ بالأسباب اتخاذ القرارات العادية والمصيرية، التي غالبًا تكون نقطة تحول في حياتنا.. سأنقل لكم بعضًا من القصص التي فيها من العبرة ما يساعدكم على اتخاذ قراراتكم بحكمة والوصول إلى نتائج مرضية بعد توفيق الله عز وجل.
هذه القصص مقتبسة من كتاب “فن إدارة المواقف”، وهو من الكتب التي غيرت نظرتي تجاه المواقف التي تعرضت لها، وجعلتني شخصًا أكثر حكمةً من السابق، ولقد بدأنا معكم بأول قصة، وهي تحت عنوان «المشكلة والحل»، ولننتقل الآن للقصة الثانية وهي تحت عنوان «لا تلذ بالصمت».
اقرأ أيضاً القراءة شُغل الفارغين والبطَّالين؟!
نص القصة
«لا تلذ بالصمت»
كانت توجد مجموعة من الناس على سفينة في البحر، وكان في تلك المجموعة شخص يعاني حالة اضطراب، فخرق هذا الشخص المضطرب السفينة في المكان الذي يجلس فيه، واستغرب الحاضرون من تصرفه الأخرق، وسألوه: لماذا يخرق السفينة؟ رد عليهم: أنا حر أعمل ما أشاء في المكان المخصص لي.
في هذا الموقف، إن تركوه يفعل ما يشاء في المكان المخصص له، ستكون النتيجة أن السفينة سوف تغرق وأن كل من عليها سيموتون غرقًا، وإن قال كل واحد في نفسه لن أوقف هذا المجنون بل سأدع غيري يفعل ذلك، فمن المحتمل أنه لن يؤدي الواجب أحد، وبالتالي سيهلكون جميعًا، لذلك كان لا بد من أن يتدخلوا جميعًا ويوقفونه عما يفعله، سواءً بالإقناع أو بالقوة.
اقرأ أيضاً صائن الكلمة وعلامة الجملة
الحكمة المستخلصة
لا تسكت عن المنكر مهما كان السبب، لا تخف من أي شخص يفعل المنكر أن يسبب لك أذى، فأولًا وقبل كل شيء، السكوت عن المنكر والتغاضي عنه ليس من أخلاقيات ديننا الإسلامي الحنيف، فالله عز وجل يأمرنا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال تعالى {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} سورة آل عمران، آية 104.
وإذا سكتَ عن المنكر وقلت سأدع غيري يؤدي الواجب، فربما لا يؤدي الواجب أحد، وتكون أنت أكبر الخاسرين، فالواجب علينا دحض المنكر، وردعه بأي وسيلة ممكنة من إقناع ومحاولة تغيير قناعات الآخرين.
ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.
ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..
هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية