حديث: فأين درعك الحطمية؟


حديث: فأين درِعك الحُطمية؟

 

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لَمَّا تزوَّج علي فاطمة رضي الله عنهما، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعطها شيئًا، قال: ما عندي شيء، قال: فأين درِعك الحُطمية؟ رواه أبو داود وصححه الحاكم.

 

المفردات:

فاطمة رضي الله عنها: هي الطيبة الطاهرة البتول الزهراء بنت محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، سيدة نساء العالمين، وأمها خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزي بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي رضي الله عنها، وقد وُلدت فاطمة الزهراء قبل البعثة بخمس سنوات وقريش تبني الكعبة، وتزوَّجها علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ودخل بها بعد غزوة بدر في السنة الثانية من الهجرة، وولدت له السبطين الشهيدين الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة، كما ولدت له المحسن وزينب ورقية وأم كلثوم، وكانت فاطمة تُشبه رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما كان ابنها الحسن رضي الله عنه يُشبهه، قال ابن سعد في الطبقات: أخبرنا الفضل بن دكين حدثنا زكريا بن أبي زائدة عن فراس عن الشعبي عن مسروق عن عائشة قالت: كنت جالسة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاءت فاطمة تمشي كأن مِشيتها مِشية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: مرحبًا بابنتي، فأجلسها عن يمينه أو عن يساره، فأسرَّ إليها شيئًا فبكت، ثم أسر إليها شيئًا فضحكت، قالت: قلت ما رأيت ضحكًا أقرب من بكاء، استخصك رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديث ثم تبكين؟ قلت: أي شيء أسر إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: ما كنت لأفشي سره، قالت: فلما قُبض رسول الله سألتها، فقالت: قال: إن جبريل كان يأتيني كل عام فيعارضني بالقرآن مرة، وإنه أتاني العام فعارضني مرتين، ولا أظن أجلي إلا قد حضر، ونعم السلف أنا لك، وقال: أنت أسرع أهلي بي لحوقًا، قالت: فبكيت لذلك، ثم قال: أما ترضين أن تكوني سيدة نساء هذه الأمة أو نساء العالمين؟ قالت: فضحكت، ورجال هذا الحديث كلهم من رجال الشيخين، وقد صح الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فاطمة بضعة مني يريبني ما يريبها، وقد توفيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بستة أشهر على القول الصحيح، ولم تبلغ ثلاثين سنة رضي الله عنها.

 

أعطها شيئًا؛ أي: اجعل لها صداقًا وسلِّمه لها.

 

ما عندي شيء: أي لا أجد شيئًا أُصدِقُها إياه.

 

الحُطمية: بضم الحاء المهملة وفتح الطاء نسبة إلى حُطمة بن محارب ومحارب بطن من عبد القيس كانوا يعملون الدروع، وقيل: الحطمية هي التي تحطم السيوف؛ أي تَكسِرها، وقيل: هي العريضة الثقيلة.

 

البحث:

هذا الحديث أورده أبو داود في باب الرجل يدخل بامرأته قبل أن ينقدها شيئًا، من طريق إسحاق بن إسماعيل الطالقاني عن عبدة عن سعيد عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس، وقال النسائي في باب تَحلة الخلوة: أخبرنا عمرو بن منصور قال: حدثنا هشام بن عبدالملك قال: حدثنا حماد عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس أن عليًّا قال: تزوَّجت فاطمة رضي الله عنها، فقلت: يا رسول الله، ابنِ بي، قال: أعطها شيئًا، قلت: ما عندي من شيء، قال: فأين درعك الحطمية؟ قلت: هي عندي، قال: فأعطها إياه، أخبرنا هارون بن إسحاق عن عبدة عن سعيد عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس قال: لما تزوج علي رضي الله عنه فاطمة رضي الله عنها، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أعطها شيئًا، قال: ما عندي قال: فأين درعك الحطمية؟ وقد أخرج أبو داود من طريق كثير بن عبيد الحمصي عن أبي حيوة عن شعيب يعني ابن أبي حمزة عن غيلان بن أنس عن محمد بن عبدالرحمن بن ثوبان عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن عليًّا رضي الله عنه لما تزوج فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، أراد أن يدخل بها، فمنعه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يعطيها شيئًا، فقال: يا رسول الله، ليس لي شيء، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أعطها درعك، فأعطاها درعه، ثم دخل بها، ثم ساقه بنفس السند عن غيلان عن عكرمة عن ابن عباس مثله؛ اهـ، وقد سكت عنه أبو داود والمنذري، وقوله في حديث عمرو بن منصور: ابنِ بي، قال في النهاية: البناء والابتناء الدخول بالزوجة، والأصل فيه أن الرجل كان إذا تزوج امرأة بنى عليها قبة ليدخل فيها، فيقال: بنى الرجل على أهله؛ اهـ، وسند هذا الحديث حري بالتصحيح هذا، وحمل حديث ابن عباس هنا على شيء يُهدى للمرأة عند الدخول بها غير المهر مُستبعد.

 

ما يفيده الحديث:

1- استحباب تيسير الصداق.

2- أن كل شيء يتمول يصح أن بيكون صداقًا.

3- يجوز أن تُعطى المرأة في صداقها درعًا من حديد.



Source link

أترك تعليقا

مشاركة
Book Review: What Happened to You? Conversations on Trauma, Resilience, and Healing by Bruce D. Perry and Oprah Winfrey – Bibliotheca Alexandrina
How We Break by Vincent Deary review – look after yourself – The Guardian