حماية جناب التوحيد
حماية جناب التوحيد
التوحيد هو أشرف العلوم على الإطلاق، ومن أجل التوحيد أُرسلتِ الرسل، وأُنزلت الكتب، وما من رسول أرسله الله تعالى إلى البشر، إلا وكان التوحيد أساسَ دعوته وجوهرها؛ ولذا كان التوحيد وما زال مدرسة عظيمة، عليها قامت الملة، ولأجلها رُفعت سيوف الجهاد، وأُرسلت الرسل، وهي حق الله على العباد.
وكم من روح ذهبت لأجله! قُتل أنبياء، وسُجن آخرون، وعُذِّب من شهد بكلمة التوحيد واستُهزِئ بهم، وأُخرجوا من ديارهم.
التوحيد غالٍ على الروح، فإن ذَهَبَ التوحيد ذهب الحق، وعلينا حق حمايته، وحماية جنابه من أي أذى، سواء بالأقوال أو الأفعال، وسدُّ كل وسيلة وطريق يفضي إلى البدع والشرك والوثنية، وعلى ذلك فقد قامت دعوة النبي صلى الله عليه وسلم؛ فقد قال الله تعالى: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128]، فقد جاهد على هذا، وكان من حمايته أنْ نَهَىَ اتخاذ قبره مكانًا للعبادة، وهذا يدعو للتبرك بها، ولا يقتصر أيضًا على مسألة منع البناء والعبادة على القبور، فهناك أنواع كثيرة من الفساد العقدي يجب إنكاره ومنعه وتصحيحه، فإن لم يتحقق التوحيد الخالص الذي لا يشوبه شائبة، فلا فائدة من بقية الأعمال، فلا أساس يُبنى على غيره.
لذا فالعناية به أشدُّ، والاعتناق به حتى اللحد؛ فهو الغاية العظمى التي ينبغي الحفاظ عليه، فهو ما كان يميز أمة التوحيد عن باقي الأمم، ورفع من شأنها ومكانتها، فكان الوقوع في نقيض التوحيد أو فيما قد ينقص من كماله يوجِب علينا أن نمنع أي أذى قد يطول ميراث الأنبياء والمرسلين، وأصل الإسلام والدين، والهدف الأساس لخلق الله للعباد، ولأن نكون مسلمين.