خطبة كيف أحب الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم (1)
خطبة كيف أحَبَّ الصحابةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم (1)
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه، أرسله الله بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه الغُرِّ الميامين، وعلى مَنْ أحبَّهم واتَّبَع هديهم إلى يوم الدين، أما بعد:
عباد الله، اتقوا الله فهي وصية الله للأوَّلين والآخرين ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا ﴾ [النساء: 131] وحق وصية الله العمل بها وامتثالها، اللهم ارزقنا تقواك، واجعلنا نخشاك، كأننا نراك.
عباد الله، اختار الله لنبيِّه أصحابه فزكَّاهم وعدَّلهم ورضي عنهم، وفضَّلَهم على كثير ممن خلق تفضيلًا، قال تعالى: ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 100].
وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (إن الله نظر في قلوب العباد، فوجد قلب محمد خيرَ قلوب العباد، فاصطفاه لنفسه فابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد صلى الله عليه وسلم فوجد قلوب أصحابه خيرَ قلوب العباد، فجعلهم وزراء نبيِّه يقاتلون على دينه، فما رأى المسلمون حسنًا فهو عند الله حسن، وما رأوا سيئًا فهو عند الله سيئ).
وقد أحسن من نقل هذا الكلام (إن الله جل ثناؤه وتقدَّست أسماؤه خصَّ نبيَّه محمدًا صلى الله عليه وسلم بصحابة آثروه على الأنفس والأموال، وبذلوا النفوس دونه في كل حال، ووصفهم الله في كتابه فقال: ﴿رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ [الفتح: 29]، قاموا بمعالم الدين، وناصحوا المسلمين، حتى تهذبت طُرُقُه، وقويت أسبابه، وظهرت آلاء الله، واستقرَّ دينُه، ووضحت أعلامُه، وأذَلَّ بهم الشرك، وأزال رؤوسه، ومحا دعائمه، وصارت كلمة الله العليا، وكلمة الذين كفروا السُّفْلى، فصلوات الله ورحمته وبركاته على تلك النفوس الزكية، والأرواح الطاهرة العالية، فقد كانوا في الحياة لله أولياء، وكانوا بعد الموت أحياء، وكانوا لعباد الله نصحاء، رحلوا إلى الآخرة قبل أن يصلوا إليها، وخرجوا من الدنيا وهم بعد فيها).
واليوم نقلب صفحةً من صفحات تاريخهم المشرق وشدة حبِّهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم تقرُّبًا لله جل جلاله، وبيانًا لمنزلتهم وسبقهم وفضلهم، وطلبًا لاقتفاء أثرهم، فقد برهن أصحاب النبي على حُبِّهم لرسول الله بأفعالهم، فدافعوا عنه وناصروه، وبذلوا أنفسهم دونه، يقول ابن القيم رحمه الله: (كان الصحابة يَقُونَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في الحرب بنفوسهم حتى يُصرعوا حوله).
فأبو بكر رضي الله عنه يفدي رسولنا بنفسه لما أرادت قريش إيذاءه، ويدافع عنه حتى أُغشي عليه، وأول ما أفاق قال: ما فعل رسول الله، وفي مشهد الهجرة الذي تحفُّه المخاطر والمفازع يطلب من الرسول الصُّحْبة، ثم يبكي فرحًا لما نال شرفها، يا لها من رفقة وصحبة في السلم والحرب والشدة والرخاء، وكان في طريق الهجرة يتقدَّم ويتأخَّر؛ طلبًا لحماية النبي من الأذى، فيسأله الرسول: لو كان شيء أحببت أن تقتل دوني، فقال أبوبكر: “إي والذي بعثك بالحق”، ورسولنا عليه السلام يُبادل الحبَّ بالحب، والنصرة بالنصرة، ((فلو كنت متخذًا من أهل الأرض خليلًا لاتخذُت أبا بكر خليلًا؛ ولكن صاحبكم خليل الله))، وفي عمرة القضاء ورسولنا على ناقته القصوى والمسلمون يحيطون به إحاطة السوار بالمعصم حتى لا ينفذ إليه غدر قريش، وكم كان الصحابة دروعًا بشرية لحماية المصطفى صلى الله عليه وسلم في الغزوات!
واسمع خبر زيد بن الدثنة حين أراد كفار قريش قتله، قال له أبو سفيان: أنشدك بالله يا زيد، أتحبُّ أن محمدًا مكانك نضرب عنقه، وأنت في أهلك، قال: والله ما أحب أن محمدًا الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه، وأنا في أهلي، فقال أبو سفيان: ما رأيت أحدًا من الناس يحب أحدًا كحُبِّ أصحابِ محمدٍ محمدًا، ثم قُتِل رضي الله عنه.
ومن شدة حُبِّهم لحبيبهم صلى الله عليه وسلم خوَّفهم من فراقه: أخرج أحمد عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: لما بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن خرج معه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصيه ومعاذ راكب ورسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي تحت راحلته، فلما فرغ قال: ((يا معاذُ، إنك عسى ألَّا تلقاني بعد عامي هذا، ولعلك أن تمُرَّ بمسجدي هذا وقبري))، فبكى معاذ جزعًا لفِراق رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ (مجمع الزوائد: 9/25).
ومن شدة حبهم: حنينهم إليه وتذكُّره حال الوفاة، قال إسحاق التجيبي: كان أصحاب النبي بعده لا يذكرونه إلا خشعوا واقشعرت جلودُهم وبَكَوا.
وأمَّا سعد بن الربيع فلم ينس حبيبَه صلى الله عليه وسلم، وهو يُودِّع الحياة، فقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم بعد المعركة زيد بن ثابت يطلب سعد بن الربيع، وقال له: “إن رأيته فأقْرِئْه مني السلام، وقل له: يقول لك رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف تجده؟” قال زيد: فجعلت أطوف بين القتلى، فأتيته وهو بآخر رمق، فقلت: “يا سعد، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام، ويقول لك: كيف تجده؟” فقال: “وعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم السلام، قل له: يا رسول الله، أجده ريح الجنة، وقل له: جزاك الله خير ما جزى نبيًّا عن أُمَّتِه، وبلِّغ قومي السلام، وقل لهم: لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيكم عين تطرُف.
وروي عن بلال أنه قال عند وفاته: “غدًا نلقى الأحبَّة محمدًا وحزبَه”، ومن شدة حبهم التنافس على محبته: فمرة اجتمع علي بن أبي طالب وجعفر بن أبي طالب وزيد بن حارثة كلهم يقول: إنه أحَبُّ إلى رسول الله، ثم خرج الرسول عليهم: فقالوا: يا رسول الله، من أحَبُّ إليك؟ قال: فاطمة، قالوا: نسألك عن الرجال، فقال: ((أما أنت يا جعفرُفَأَشْبَهَ خُلُقُكَ خُلُقِي، وَأَشْبَهَ خَلْقِي خَلْقَكَ، وإنك مني وشَجَرتي، وأما أنت يا عليُّ فَخَتني وأبو ولَدَيَّ، وأنا منك وأنت مني، وأما أنت يا زيدُ فمولاي، ومنِّي وإليَّ، وأحبُّ القوم إليَّ)).
ومن شدة حبِّهم لحبيبهم صلى الله عليه وسلم محبة ما يحب، وتقديم ما يحب النبي عليه السلام على ما يحبون؛ فحين أذن الله لأبي قحافة والد أبي بكر الصديق أن يسلم يوم الفتح ولما وضع أبو قحافة يده في يد النبي صلى الله عليه وسلم بكى أبو بكر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما يُبكيكَ يا أبا بكر؟!)) قال: “يا رسول الله، لوددت أن هذه اليد يد عمِّك وأن يُقرَّك الله بإسلامه, أفضل من أبي.
يا الله، ما هذا الحب؟! يتذكر في مثل هذا الموقف يوم أن حزن رسول الله على موت عمِّه أبي طالب، لإسلامُ عمِّك أحَبُّ إليَّ؛ لأنه أحَبُّ إليك.
وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يقول: (والذي نفسي بيده، لأَنْ أصل قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحَبُّ إليَّ أن أصل من قرابتي).
وقال عمر للعباس رضي الله عنهما: (أن تُسْلِم أحبُّ إليَّ من أن يسلم الخطَّاب؛ لأن ذلك أحبُّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم).
ومن شدَّة حبِّهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم حرصهم على إدخال السرور عليه، ومن ذلك أن أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام علموا حُبَّ الرسول لعائشة فكانوا يتحرَّون بهداياهم ليلة عائشة مما أغاظ صويحباتها رضي الله عنهن، تقول عائشة رضي الله عنها كان رسول الله يقبل الهدية ويثيب عليها.
ومن شدة حبِّهم لحبيبهم صلى الله عليه وسلم حرصهم على ممازحته وإضحاكه، فعن جابر بن سمرة رضي الله عنه جالست رسول الله مائة مرة فكان أصحابه ينشدون الشعر ويتذاكرون شيئًا من أمور الجاهلية، فيضحكون ويضحك النبي معهم، وما كان ضحكه إلا تبسُّمًا، ولما أكثر زوجات النبي صلى الله عليه وسلم عليه من طلب النفقة، وأشيع أنه طلَّق زوجاته وكان واجمًا ساكتًا استأذن عمر رضي الله عنه وقال: لأقولنَّ شيئًا أضحك به النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، لو رأيت بنت خارجة سألتني النفقة فقمت إليها فوجأت عنقها، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم.
ومن شدة حبِّهم لحبيبهم صلى الله عليه وسلم اهتمامهم بما يهتمُّ به، وبذل المشورة في أخبار كثيرة؛ كمشاركتهم الرأي في بَدْر وأُحُد والخندق وصلح الحديبية وكذا في شرع الأذان.
في إعلان صريح يهمنا ما يهمك ويشغلنا ما يشغلك فشاركوه هم الدعوة ونشر الإسلام، ففتحوا البلدان والأمصار، وبذلوا أموالَهم وأرواحهم نصرةً لدينهم، فجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خيرَ الجزاء ﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴾ [الأحزاب: 23].
الخطبة الثانية
هل سمعت بمثل هذا الحب؟!
يقول أنس بن مالك رضي الله عنه: (لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله المدينة أضاء منها كل شيء، فلما كان اليوم الذي مات فيه أظلم منها كل شيء) فرضي الله عنهم وعمَّن ترضَّى عنهم.
وأمَّا أعظم ما يدل على حبِّهم لحبيبهم صلى الله عليه وسلم فهو امتثال أمره، ونصر دينه، وهو ما سنتكلم عنه في أسبوع قادم بإذن الله تعالى.
اللهُمَّ اجعلنا مُعظِّمين لأمرك مؤتمرين به، واجعلنا مُعظِّمين لما نهيت عنه، منتهين عنه، اللهُمَّ أعِنَّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم أعِنَّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، اللهم أعِنَّا على ذكرك وشكرك وحُسْن عبادتك.
اللهُمَّ إنا نسألك بأسمائك الحُسْنى وصفاتك العُلى أن تعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، وأنْ تذلَّ الشرك والمشركين، وأن تُدمِّر أعداء الدِّين، وأن تنصُر مَن نصر الدين، وأن تخذل مَن خذله، وأن توالي مَنْ والاه بقوَّتِك يا جبَّار السماوات والأرض.
اللهُمَّ آمنا في أوطاننا، وأصلح آمتنا وولاة أمورنا، اللهم وفِّقْ ولاةَ أمْرِنا لما تُحِبُّ وترضى، وخُذْ بنواصيهم للبِرِّ والتقوى.
اللهُمَّ مَنْ أرادنا وأراد ديننا وأمننا وشبابنا ونساءنا بسوء وفتنة اللهم اجعل كيده في نَحْرِه، واجعل تدبيره دماره يا سميع الدعاء، اللهُمَّ كُنْ لإخواننا المرابطين على الحدود، وجازهم خير الجزاء، اللهم اقْبَل مَن مات منهم، واخلفهم في أهليهم يا رب العالمين.
اللهُمَّ أصلِح أحوال المسلمين في كل مكان، اللهُمَّ أصلِحْ أحوال المسلمين في كل مكان، واجمع كلمتهم على ما يُرضيك يا رب العالمين، اللهُمَّ بواسع رحمتك وجُودِك وإحسانك يا ذا الجلال والإكرام اجعل اجتماعنا هذا اجتماعًا مرحومًا، وتفرُّقَنا من بعده تفرُّقًا معصومًا.
اللهُمَّ اغفر للمسلمين والمسلمات، المؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، اللهُمَّ اغفر لآبائنا وأمهاتنا، وجازهم عنَّا خير الجزاء، اللهم من كان منهم حيًّا فأطِلْ عُمُره، وأصلح عملَه، وارزقنا بِرَّه ورضاه، ومن سبق للآخرة فارحمه رحمةً من عندك تُغنيهم عن رحمة مَن سِواكَ.
اللهُمَّ ارْحَم المسلمين والمسلمات، اللهُمَّ اغْفِر لأموات المسلمين الذين شهدوا لك بالوحدانية ولنبيِّك بالرسالة، اللهُمَّ جازِهم بالحسنات إحسانًا، وبالسيئات عَفْوًا وغفرانًا يا رب العالمين.
اللهُمَّ احفظنا بحفظك واكلأنا برعايتك ووفِّقْنا لهُداك، واجعل عملنا في رِضاك.
اللهُمَّ أصلحنا وأصلح ذريتنا وأزواجنا وإخواننا وأخواتنا ومن لهم حقٌّ علينا يا رب العالمين.
اللهم ثبِّتْنا على قولك الثابت في الحياة الدنيا والآخرة يا أرحم الراحمين، اللهُمَّ كُنْ لإخواننا المسلمين في كل مكان، اللهُمَّ كُنْ لهم بالشام وكل مكان يا رب العالمين.
اللهم إنا نسألك بأنك أنت الصمد تصمد إليك الخلائق في حوائجها لكل واحد منا حاجة لا يعلمها إلا أنت، اللهم بواسع جودك ورحمتك وعظيم عطائك اقْضِ لكل واحد منا حاجته يا أرحم الراحمين.
اللهم اغفر لنا في جمعتنا هذه أجمعين يا أرحم الراحمين، اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا، وجازهم عنا خير ما جازيت والدًا عن والده، اللهم من كان منهم حيًّا فأطِل عمره، وأصلح عمله، وارزقنا بِرَّه ورضاه، ومن كان منهم ميتًا فارحمه برحمتك التي وسعت كل شيء وجميع أموات المسلمين يا أرحم الراحمين ﴿ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الصافات: 180 – 182] وصلَّى الله وسلَّم وبارك على نبيِّنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.