خواطر إيمانية حول منظومة سلم الوصول (10)


خواطر إيمانية حول منظومة سلم الوصول (10)

 

قال الشيخ حافظ حكمي – رحمه الله -:

فصل يجمع معنى حديث جبريل المشهور في تعليمنا الدين، وأنه ينقسم إلى ثلاث مراتب: الإسلام والإيمان والإحسان، وبيان أركان كل منها:

164- اِعْلَمْ بِأَنَّ الدِّينَ قَوْلٌ وعَمَلْ
فَاحْفَظْهُ وَافْهَمْ مَا عَلَيْهِ ذَا اشْتَمَلْ

لا يختلفُ أهلُ السنَّة قاطبةً أنَّ الدِّين قول واعتقاد وعمل، أو قول وعمل ونية، فلا بدَّ للعبد أن ينطق بالشهادتين معتقدًا لهما، مقِرًّا موقنًا بهما، ويعمل بعد ذلك أعمال الجوارح، ومنها الواجب، ومنها المستحب.

 

وأعمال الجوارح داخلةٌ في الإيمان كما قال – تبارك وتعالى -: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة: 143]؛ أي: صلاتكم إلى المسجد الأقْصى قبلَ تحويل القِبلة إلى الكعبة.

 

وقال رسولُ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((الإيمانُ بِضْع وسبعون – أو بِضع وستُّون – شُعْبة؛ فأفْضلها قولُ لا إله إلا الله، وأدناها إماطةُ الأذى عن الطريق، والحياء شُعْبة من الإيمان))؛ رواه البخاري ومسلم.

 

وإماطة الأذى عملٌ بالجوارح.

 

وحكى الشافعي – رحمه الله – إجماع الصحابة والتابعين أنَّ الإيمان قولٌ وعمل ونية.

 

قال الشيخ – رحمه الله -:

 

ويَكْفِينا في بيان أرْكان الإسلام والإيمان حديثُ جبريل الشهير، الذي رواه عمر بن الخطَّاب، لَمَّا جاء جبريل للنبيِّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – وجلَس إليه، وقال: يا محمَّد، أخبِرْني عن الإسلام، فقال رسولُ الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((الإسلامُ أن تشهدَ أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا رسولُ الله، وتُقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتَحُج البيت إنِ استطعتَ إليه سبيلاً))، قال: صدَقْت، قال الراوي: فعَجِبْنا له، يسأله ويصدِّقه، قال: فأخبرني عن الإيمان، قال: ((أن تؤمِنَ بالله وملائكته وكتبه ورسله، واليوم الآخِر، وتؤمن بالقدر خيرِه وشرِّه))، فقال: صَدقْت، قال: فأخبرني عن الإحسان، قال: ((أنْ تعبدَ الله كأنَّك تراه، فإنْ لم تكن تراه فإنَّه يراك))، قال: فأخبِرْني عن الساعة، قال: ((ما المسؤول عنها بأعلمَ مِن السائل))، قال: فأخبرني عن أمَاراتها، قال: ((أنْ تَلِدَ الأمَةُ ربَّتَها، وأن ترى الحُفاةَ العُراة، العالةَ رِعاءَ الشاءِ يتطاولون في البُنيان))، قال: ثم انطلق، فلبثتُ مليًّا، ثم قال: ((يا عمرُ أتدري مَن السائل؟)) قلت: الله ورسوله أعلم، قال: ((فإنَّه جبريل، أتاكم يُعلِّمكم دِينكَم))؛ رواه البخاري ومسلم.

 

فعُلِم من الحديث أنَّ مراتب الدين ثلاث، أو هي كدوائر ثلاث متداخلة:

الدائرة الكبيرة دائرةُ الإسلام، بداخلها دائرةٌ أصغر، هي الإيمان، وبداخل دائرة الإيمان دائرةٌ أصغرُ، هي دائرة الإحسان، فكلُّ محسن مؤمن ومسلم، لا العكس، وكل مؤمن مسلم، لا العكس.

 

وخارج هذه الدوائر فضاء الكفر الواسِع – والعياذ بالله.

 

ثم تناول الدائرة الأولى، وهي الإسلام، مبينًا الأركانَ الخمسة، وهي: الشهادتان، والصلاة، والصيام، والزكاة، والحج.

 

والإسلام يعني: الاستسلامَ الظاهر لله – عزَّ وجلَّ – ولذلك قال الله – عزَّ وجلَّ – مخاطبًا الأعراب لَمَّا ادَّعَوا الإيمان: ﴿ قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ﴾ [الحجرات: 14].

 

والعبد لا يكون مسلمًا حتى يشهدَ أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا رسول الله، وكما مضَى فـ(لا إله إلا الله) هي العُروة الوُثْقى، وهي كلمة النجاة، وهي تَعني: لا معبودَ بحقٍّ إلا الله؛ فكذلك شهادة أنَّ محمدًا رسول الله تعني: لا متبوعَ بحقٍّ إلا محمد – صلَّى الله عليه وسلَّم – وسيأتي الكلام على الاتِّباع في آخر النَّظْم – إن شاء الله.

 

وكذلك حتى يلتزمَ بالصلوات الخمس، والصيام، والزكاة، والحج.

وتفاصيل هذه الأركان في كتب الفِقه.

 

قال الشيخ – رحمه الله -:

 

أمَّا أرْكان الإيمان فسِتَّة، كما قال جبريل في الحديث السابق: فأخبرني عن الإيمان، قال: ((أن تؤمن بالله وملائكته، وكتبه ورسله، واليوم الآخِر، وتؤمن بالقَدَر خيرِه وشرِّه)).

 

فأول الأركان: الإيمان بالله – عزَّ وجلَّ – وهذا يشمل الإيمان به ربًّا؛ أي: خالقًا رازقًا مدبِّرًا، محييًا مميتًا، مالكًا مَلِكًا، سيِّدًا مطاعًا، ويشمل الإيمانَ به إلهًا؛ أي: لا معبودَ بحق سواه، ويشمل الإيمانَ بأسمائه وصفاته، التي هي في المنتهى من الكمال والجَمال والجلال، ليس كمثلِه شيء وهو السميع البصير، وقد سبَق بيانُ ذلك.

 

والثاني: الإيمان بالملائكة، فنؤمِن أنَّ الله خلقَها من نور، وأنَّ أعدادها كبيرة لا يُحصيها محصٍ، وأنَّهم لا يعصون الله ما أمرَهم ويفعلون ما يُؤمَرون، وأنهم لا يكلُّون ولا يتعبُون من العبادة، ومنهم الموكَّل بالوحي كجبريل، ومنهم الموكَّل بالمطَر كميكائيل، ومنهم الموكَّل بالنَّفْخ في الصور كإسرافيل، ومنهم الموكَّل بقبْض الأرواح كمَلَك الموت، ومنهم خَزَنة الجنة وخزَنَة النار، ومنهم الحَفَظة والكِرام الكاتبون، الذين يُسجِّلون أعمال البشر، ويراقبون العبدَ في الدنيا، ومنهم منكَر ونكير في القبر، ومنهم سائق وشهيد يومَ القيامة.

 

والمؤمِن يحبُّ الملائكة ولا يُؤذيهم؛ فإنَّ الملائكة تتأذَّى مما يتأذَّى بنو آدم مِن روائحَ كريهة ونحوها، ولا يدخلون بيتًا فيه كلْبٌ أو صورة.

 

والثالث: الإيمان بكُتب الله – عزَّ وجلَّ – كلِّها، التي أنزلها نبراسًا وهدايةً للبشر؛ منها زَبور داود، وصُحف إبراهيم وموسى، والتوراة المنزلة على موسى، والإنجيل المنزل على عيسى، وأنها كلَّها من عند الله، أمَّا التوراة والإنجيل الموجودان اليومَ، فهُما من تحريف أهلِ الكتاب، وقد ذكَر الله تحريفَهم لكلامه – تبارك وتعالى – وخِتام الكتب القرآن: كلام الله المتعبَّد بتلاوته، المعجِزة الخالدة إلى يوم القيامة، الذي جعلَه الله مهيمنًا على الكتب السابقة (فما شَهِد له بالصِّدْق فهو المقبول، وما شَهِد له بالردِّ فهو المردود) – كما قال الشيخ السعدي رحمه الله. وشريعته هي آخِرُ الشرائع وأشملها، وهي لازمةٌ لمن سمع بها مِن يهودي أو نصراني.

 

الركن الرابع: الإيمان برُسل الله الكرام جميعًا، لا نفرِّق بيْن أحد منهم في الإيمان، والتصديق، وحُسْن البلاغ؛ ﴿ قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ﴾ [البقرة: 136].

 

وأنَّهم معصومون، صادِقون، مبلِّغون عن ربهم، وأنَّ أوَّلهم نوح، وآخِرَهم وخاتمهم وأفضلهم محمَّد بن عبدالله بن عبدالمطلب، وأنَّ الرسل كانت تُبعَث في أقوامها خاصَّة، وبُعث محمد للثقلَيْن؛ الإنس والجن، وأنَّ من الأنبياء خمسةٌ اختصَّهم الله وفضَّلهم، وهم أولو العَزْم من الرسل، وقد ذكَرهم – سبحانه – في سورة الأحزاب على الاختصاص بأخْذ الميثاق، فقال: ﴿ وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا ﴾ [الأحزاب: 6].

 

وكذلك ذَكَرهم في سورة الشورى في معرِض بيان أنَّ دين الأنبياء واحد، وهو الإسلام، فقال: ﴿ شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ﴾ [الشورى: 13].

 

قال الشيخ – رحمه الله -:

 

الركن الخامس من أركان الإيمان: الإيمان باليوم الآخِر (يوم المعاد) الذي لا يَعْلمه ملَك مُقرَّب، ولا نبيٌّ مرسَل؛ إذ هو في الخمْس التي لا يعلمهنَّ إلا الله، و((ما المسؤول عنها بأعلمَ من السائل)).

 

وهذا الركن يتضمن ثلاثة مباحث:

الإيمان بأشراط الساعة.

حياة البرزخ، وعذاب القبر ونعيمه.

يوم القيامة.

 

1- أشراط الساعة:

فمنها: ظهور المهديِّ الذي يملأ الأرض قِسطًا وعدلاً، بعد أن مُلِئت جورًا وظلمًا.

 

ومنها: ظهور الدجَّال الأعور الذي يَفتِن الناس، ويُخرج كنوز الأرض، ويَلْبث في الأرض أربعين، وينزل عيسى ابنُ مريم من السماء ليقتلَه، ويكسِرَ الصليب (شعار النصارى المكذوب)، ويقتُل الخنزير، ويَضَع الجِزية، فلا يَقبل إلا الإسلام.

 

ومنها: خسْف بالمشرِق، وخسْف بالمغرِب، وخسْف بجزيرة العرب.

 

ومنها: خروج يأجوج ومأجوج، وخروج الدابَّة، ونار عدَن، والدُّخَان، وطلوع الشمس من مغربها.

 

ولا يختلف أهلُ السُّنَّة في ذلك؛ إذ وردتْ بها الأحاديث الصحيحة، المتواترة في مجموعها أحيانًا. والتكذيب بها بِدعةٌ ضلالة.

 

ومِن الأشراط التي وردتْ في حديث جبريل: أن تَلِدَ الأمَةُ ربَّتها، وفيها تأويلان، ورجَّح ابن حجر: أنَّ المقصود العقوق في المعاملة كالأَمَة، وأنْ ترى الحُفاةَ العراة العالة رعاءَ الشاء يتطاولون في البُنيان.

 

2- حياة البَرْزخ، وعذاب القَبْر ونعيمه:

دلَّ الكتاب والسنَّة، وإجماعُ الأمة على إثْبات عذاب القبر ونعيمه؛ قال – تعالى -: ﴿ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴾ [غافر: 46]، وقال النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذابِ الْقَبْرِ))؛ رواه مسلم، وفي الصحيحَيْن: أنه – صلَّى الله عليه وسلَّم – مرَّ يومًا بقبَرْين، فقال: ((أَمَا إِنَّهُما لَيُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ)).

 

وفي القبْر لا أنيسَ للعبد ولا رفيقَ، وكل عبدٍ رهينُ عمله، وما مِن أحد إلا وسيُضمُّ في القبر ضمَّةً شديدة، ثم يسأل الأسئلة الثلاثة: مَن ربُّك؟ وما دِينُك؟ وماذا تقول في الرجل الذي بُعِث فيكم؟

 

وحينئذٍ لا ثباتَ إلا لِمَن يثبِّته الله؛ ﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاء ﴾ [إبراهيم: 27]، فإنْ كان العبدُ صالحًا قال: ربِّي الله، ودِيني الإسلام، ونبيِّي محمَّد – صلَّى الله عليه وسلَّم – وتأتيه ملائكةٌ بيض الوجوه يبشِّرونه بالجنة، ويرَى مقعدَه فيها، وينعم حتى يقول: ربِّ أقِم الساعة؛ لما يرى مِن الكرامة والنَّعيم.

 

وأمَّا العبْد الخاسر، فيقول: ها ها! لا أدْري، سمعتُ الناس يقولون شيئًا فقلتُه، وتأتيه ملائكةٌ سودُ الوجوه، ويبشر بالنار، ويرى مقعدَه فيها، فيوقِن بالهلاك.

 

نسأل الله – عزَّ وجلَّ – بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يُعيذَنا من عذاب القبر.

 

قال الشيخ – رحمه الله -:

 

3- الإيمان بيوم القيامة والجنة والنار:

حيْث يقوم الناس من قُبورهم حين يُنفَخ في الصُّور، وتضع كلُّ ذات حمْل حملَها، ويُساق الناس لمحشرِهم في صعيدٍ واحد، حُفاةً عراةً، غرلاً (غير مختونين)، ويشعر الناس جميعًا – مؤمنهم وكافرهم – بهَوْل هذا اليوم العظيمِ الرهيب، وتدنو الشَّمس مِن الرؤوس، ويتخبَّط الناسُ في عَرَقهم كلٌّ بحسب عملِه، فمِنهم مَن يبلغ العَرَقُ حِقوَه، ومنهم مَن يبلغ عرقه عنقَه، ومنهم من يُلجِمه العرق إلجامًا.

 

ويتبرأ الصَّاحِب مِن صاحبه؛ بل ومِن أمِّه وأبيه وبنيه، فلا نسَبَ حينئذٍ ولا قَرابة، وأُحْضر الناس أشتاتًا؛ ليُروا أعمالَهم، وتطايرتِ الصحف، وعُرِض الناس للحساب، وجاء الربُّ – سبحانه – للفصْل والقضاء، وجاءتِ الملائكة، وجِيء يومئذٍ بجهنم، وقد غضِب الله في هذا اليوم غضبًا لم يَغضبْ مثله قط، ولن يغضبَ مثلَه قط، وجأرَ الناس لله أن يُغيثَهم من هذا الهول ولو إلى النار، فيُنادَى عليهم: لا ظُلمَ اليوم، والحساب بالفَتيل والقِطْمير، وابتُليت السرائر، وافتضح المستور، وتساوَى الناس: عزيزهم وذليلهم، شريفهم وحقيرهم.

 

والميزان يومئذٍ بالحسنات والسيِّئات، ولا خداعَ يومئذٍ ولا مناورات، فالأعضاء تشهد بما عمِل العباد، فاللهمَّ نجِّنا من هوْل يوم القيامة، واجعلْنا من المستورين.

 

وفَّقنا الله وإيَّاكم لما يحبُّ ويرضى، وللحديث بقية – إنْ شاء الله.





Source link

أترك تعليقا
مشاركة
مناقشة مجتمعية اليوم لكتاب "الإمام الطيب رجل المواقف" بندوات جناح الأزهر بمعرض الكتاب – بوابة الأهرام
ما جاء في مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم