درس وعظي عن (الإنفاق والجود في رمضان) (2)


درس وعظي عن (الإنفاق والجود في رمضان) (2)[1]

الحمد لله الذي وعد المنفقين بالزيادة، والصلاة والسلام على سيد الخلق وصاحب الريادة، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:

فقد قال تعالى في كتابه الكريم: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 261].

 

وقال تعالى أيضًا: ﴿ وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ ﴾ [المنافقون: 10].

 

وفي الحديث الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجودَ ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريلُ، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيُدارسه القرآن، فلَرسولُ الله صلى الله عليه وسلم أجودُ بالخير من الريح المرسلة))؛ [رواه مسلم].

 

وقد حثَّنا المولى على الإنفاق في وجه الخير وأبواب البر والإحسان، والمال مما تحبه النفس وتتعلق به وتهواه، ولا يُقدِم على بذله وزكاته إلا من سَخَتْ نفسه وزكَت، وتحررت من قيود البخل والشح، وسائر الأدواء النفسية.

 

ورمضان موسم من مواسم القُرُبات والطاعات، فيه يتنافس المتنافسون على موائد البر والجود والخيرات، فمن أراد التقرب إلى الله بالعمل الصالح، فإنه يستطيع تحقيق ذلك بالصدقات، والقرآن الكريم حثَّ على الصدقة بشكل عام؛ لِما لها من الأثر في زكاة النفس ونفع الفقراء، وحث عليها بشكل مخصوص في رمضان، وخاصة في الإسهام بإفطار صائم؛ لِما لهذا الشهر الكريم من ميزات وخصائص جمة.

 

فعن زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((منَ فطَّر صائمًا، كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء)).

 

فحريٌّ بنا أن نسارع في الإنفاق بما تيسر، ولنحذر من التسويف وتأجيل العمل الصالح وتأخيره، قبل فوات الأوان وحلول الأجل؛ وفي الحديث أن رجلًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ((يا رسول الله، أيُّ الصدقة أعظمُ أجرًا؟ فقال: أمَا وأبيك لَتنبَّأنَّه أنْ تصدقَ وأنت صحيح شحيح، تخشى الفقر، وتأمل البقاء، ولا تُمْهِل حتى إذا بلغت الحلقوم، قلت: لفلان كذا، ولفلان كذا، وقد كان لفلان)).

 

اللهم تقبل منا وتُبْ علينا إنك أنت التواب الرحيم، واجعلنا من المتصدقين الخاشعين المنفقين، وبارك لنا في أموالنا وذرياتنا وأزواجنا، وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


[1] هذا درس وعظي مختصر مناسب للواعظ الذي يريد تذكير الناس، وحثهم على فعل الخير، وخاصة في رمضان، والدروس الموجودة على شبكة الإنترنت إما أن تكون مطولة، أو أن أسلوبها لا يناسب مدارك المدعوين؛ ولذا كتبت سلسلة من الدروس الوعظية، التي كنت أُلقيها في مساجد دولة الإمارات، وكنت توخيت من خلالها تعليم الناس، وتذكيرهم بأسلوب سهل واضح لا تعقيد فيه، ولا لبس، ولا غموض، وقد لاقت – ولله الحمد والمنة – قبولًا واستحسانًا.





Source link

أترك تعليقا

مشاركة
رمضان فرصة العمر
البكاء من خشية الله