دمعة الخلوة (خطبة)
دمعةُ الخلوةِ
الحمدُ للهِ سامعِ الجهرِ والنجوى، عالمِ السرِّ وأخفى، وأشهدُ ألا إلهَ إلا اللهُ له الأسماءُ الحسنى والصفاتُ العلى، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه، صلى اللهُ وسلمَ عليه وعلى آلَه وصحبَه ذوي اليُمْنِ والنُّهى.
أما بعدُ، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].
أيها المؤمنون!
مقامُ الخلوةِ بالنفْسِ، وغيابِ ملاحظةِ أعينِ الخلْقِ من أشقِّ مواطنِ امتحانِ الإيمانِ وبَلْوِ خَبَرِه؛ ولذا عَظُمَ قدْرُ صالحاتِها عند اللهِ -تعالى-. ومن جُللِ صالحاتِ الخلواتِ التي تبوَّأتْ عند اللهِ قدراً عليّاً وأسبغَ لها من محبتِه نصيباً موفوراً، وجعل ثوابَها من أجزلِ الثوابِ وأوفاه فضلاً- فيضُ العينِ بالبكاءِ جرّاءَ ذكرِ اللهِ؛ محبةً له، وشوقاً إليه، وحياءً منه، وفرحاً به، وخشيةً له وتعظيماً. وما كان سببُ حفاوةِ اللهِ بتلك الدمعةِ إلا لِمَا أُترعتْ به من صفاءِ الإيمانِ وصدقِه وشهودِ العبدِ مقامَ ربِّه، ونقاوتِها من شوائبِ الهوى ومُصانعةِ الخلْقِ؛ فهي من خالصِ العملِ الذي لا حظَّ لمخلوقٍ فيه، وإنما هو من مَحْضِ حقِّ الخالقِ -جلَّ وعلا-؛ ولذا كان يسيرُها عند اللهِ عظيماً. فدمعةُ الخشيةِ أحبُّ الدموعِ إلى اللهِ، بل هي أحبُّ قطرةٍ انْسَلَّتْ من مَحْجَرٍ وإنْ ضؤلَ حجمُها، يقولُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (لَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَى اللَّهِ مِنْ قَطْرَتَيْنِ وَأَثَرَيْنِ، قَطْرَةٌ مِنْ دُمُوعٍ فِي خَشْيَةِ اللَّهِ، وَقَطْرَةُ دَمٍ تُهَرَاقُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَأَمَّا الأَثَرَانِ: فَأَثَرٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَأَثَرٌ فِي فَرِيضَةٍ مِنْ فَرَائِضِ اللَّهِ) رواه الترمذيُّ وحسَّنَه الألبانيُّ. ومن كرامةِ تلك الدمعةِ على اللهِ أنْ جعلَها عاصمةً لصاحبِها من لَفْحِ النارِ وأماناً من هولِها، بل بلغَ وصفُ امتناعُ دخولِ صاحبِها السعيرَ في سَنَنِ كرمِ اللهِ مَبْلغَ استحالةِ رجوعِ اللبنِ في الضرعِ بعد خروجِه منه، يقولُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (لَا يَلِجُ النَّارَ أَحَدٌ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللهِ، حَتَّى يَعُودَ اللَّبَنُ فِي الضَّرْعِ، وَلَا يَجْتَمِعُ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَدُخَانُ جَهَنَّمَ فِي مَنْخِرَيْ امْرِئٍ أَبَدًا) رواه أحمدُ وصحَّحَه الألبانيُّ. بل وَصَلَت من الزُّلْفى عند الله أنِ اكتفى في وصْفِ الإنجاءِ من النارِ بذِكرِ العينِ -مكانِ خروجِها- في الدلالةِ على نجاةِ سائرِ البدنِ؛ تشريفاً لها، وبياناً لكونِها السببَ في إنجاءِ اللهِ صاحبَها من عذابِ السَّمومِ، يقولُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) رواه الترمذيُّ وصحَّحَه الألبانيُّ. والمتأمِّلُ في نصوصِ السنةِ المُبيِّنةِ نجاةَ العبدِ ببكاءِ الخشيةِ يلحظُ اقترانَها بأعمالِ الجهادِ في سبيلِ اللهِ وآثارِه؛ (لَا يَلِجُ النَّارَ أَحَدٌ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللهِ، حَتَّى يَعُودَ اللَّبَنُ فِي الضَّرْعِ، وَلَا يَجْتَمِعُ غُبَارٌ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَدُخَانُ جَهَنَّمَ فِي مَنْخِرَيْ امْرِئٍ أَبَدًا)، واقترانَ قطرةِ دمعةِ الخشيةِ بقطرةِ دمِ الشهيدِ في سبيلِ اللهِ؛ (قَطْرَةٌ مِنْ دُمُوعٍ فِي خَشْيَةِ اللَّهِ، وَقَطْرَةُ دَمٍ تُهَرَاقُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ)، واقترانَ العينِ الباكيةِ من خشيةِ اللهِ بالعينِ الحارسةِ في سبيلِه؛ (عَيْنَانِ لَا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ)؛ ولعل من أسرارِ ذاك الاقترانِ الدلالةَ على عظيمِ المجاهدةِ ومغالبةِ أهواءِ النفسِ ومكابدةِ رَهَقِ العملِ في الجهادِ في سبيلِ اللهِ والبكاءِ من خشيتِه. ذلك الفضلُ الجزيلُ مرتَّبٌ على دمعةِ جرتْ على الوَجَنَاتِ حين وَقَرَ ذكرُ اللهِ في القلبِ، وسرى أثرُه في البدنِ حتى فاضتِ العينُ بالدمعِ وإنْ كان أمامَ الناسِ؛ فيا لِجَزالتِه! فكيف إنْ كانت تلك الدمعةُ حالَ الخلوةِ باللهِ -سبحانه- حيث لا أحدَ شاهدٌ إلا اللهُ! قد توارى عن نظرِ الباكي كلُّ أحدٍ إلا مَن ذَكَرَه في خلوتِه، واستحضرَ قربَه واطِّلاعَه، وشَهِدَ قيّوميتَه وعظمتَه وجزيلَ إنعامِه، وقارَنَ ذلك الذاكرُ الباكي بين ما يستحقُّه ربُّه من عبوديةٍ ومحبةٍ وخشيةٍ وتعظيمٍ وشكرٍ ومدى إخلالِه بما يلزمُه نحوَ تلك الحقوقِ، واستحضرَ قدْرَ جنايةِ يديه بمقارفةِ المآثمِ والتفريطِ في جنبِ اللهِ. إنَّ خيرَ الدمعةِ الناشئةِ من ذكرِ اللهِ مُمْتَدٌّ من حينِ قيامِ الساعةِ وظهورِ أهوالِها وغِشيانِ رُعْبِها الشديدِ الناسَ حتى بلغَ مَشيبِ مَفارقِ الوِلْدان ووضْعِ ذواتِ الأحمالِ حمْلَهنَّ وتعطيلِ العِشارِ ورؤيةِ الناسِ سُكارى وما هم بسكارى ولكنَّ عذابَ اللهِ شديدٌ؛ ومن أشدِّ تلك الشدائدِ -وكلُّها شديدٌ- حينَ دنوِّ الشمسِ من رؤوسِ الخلائقِ الحاسرةِ حتى ما يكونُ بينها وبينهم إلا مسافةٌ تراوحتْ بين مِيلِ المسافةِ والمِكْحَلَةِ؛ وكان مَبْلَغُ العَرَقِ منهم مَبْلَغَ فجورِ الأعمالِ، كما قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (تُدْنَى الشَّمْسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنَ الْخَلْقِ حَتَّى تَكُونَ مِنْهُمْ كَمِقْدَارِ مِيلٍ. قَالَ سَلِيمُ بْنُ عَامِرٍ -أحدُ رواةِ الحديثِ-: فَوَاللهِ مَا أَدْرِي مَا يَعْنِي بِالْمِيلِ، أَمَسَافَةَ الْأَرْضِ أَمِ الْمِيلَ الَّذِي تُكْتَحَلُ بِهِ الْعَيْنُ؟ قَالَ: فَيَكُونُ النَّاسُ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ فِي الْعَرَقِ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى كَعْبَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَكُونُ إِلَى حَقْوَيْهِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُلْجِمُهُ الْعَرَقُ إِلْجَامًا. قَالَ: وَأَشَارَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ إِلَى فِيهِ) رواه مسلمٌ، في ذلك الموقفِ المُخيفِ يكونُ لدمعةِ الخلوةِ حضورٌ وإكرامٌ حين يَختصُّ اللهُ أقواماً برحمتِه قد سبقتْ لهم منه الحُسنى؛ فيظلُّهم في ظلِّه يومَ لا ظلَّ إلا ظلُّه، كما قال النبيُ صلى الله عليه وسلم: (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ تَعَالَى فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ) وذكرَ منهم: (وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ فِي خَلَاءٍ (وفي رواية: خالياً)؛ فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ) رواه البخاريُّ ومسلمٌ. قال الإمامُ ابنُ عبدِالبَرِّ: (وَمَنْ كَانَ فِي ظِلِّ اللَّهِ -عَزَّ وَجَلَّ – سَلِمَ مِنْ هَوْلِ الْمَوْقِفِ، وَشِدَّتِهِ، وَمَا يَلْحَقُ النَّاسَ فِيهِ مِنَ الْقَلَقِ وَالضِّيقِ وَالْعَرَقِ). ودمعةُ الخلوةِ من أسبابِ النجاةِ التي أوصى بها النبيُّ صلى الله عليه وسلم عقبةَ ابنَ عامرٍ -رضيَ اللهُ عنه- حين سألَه قائلاً: يا رسولَ الله، ما النجاةُ؟ قال: (أمْسِكْ عليكَ لِسانَكَ، ولْيَسَعْكَ بيتُكَ، وابْكِ على خطيئَتِكَ) رواه الترمذيُّ وحسَّنَه. والدعاءُ أَحْرى ما يكونُ إجابةً عند تلك الدمعةِ، قال أبو الْجُودِيِّ: قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِالْعَزِيزِ: يَا أَبَا الْجُودِيِّ، اغْتَنِمِ الدَّمْعَةَ تُسِيلُهَا عَلَى خَدِّكَ لِلَّهِ. قال أهلُ العلمِ: “علامةُ استجابةِ الدعاءِ الخشيةُ والبكاءُ والقَشْعَرَيرَةُ “. قالت أمُّ الدرداءِ -رضيَ اللهُ عنها- لِشَهْرِ بنِ حَوْشَبٍ: يا شَهْرُ، إنَّ شَفَقَ المؤمنِ في قلبِه كسَعْفَةٍ أحرقتَها في النارِ، ثم قالت: يا شَهْرُ، ألا تجدُ القَشْعَرِيرَةَ؟ قلتُ: نعم، قالت: فادعُ اللهَ؛ فإنَّ الدعاءَ يُستجابُ عند ذلك).
أيها المؤمنون!
قد أخذَ العلماءُ من قولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: (ورجلٌ ذكرَ اللهَ خالياً؛ ففاضتْ عيناه) الحضَّ على (أنْ يجعلَ المرءُ وقتًا من خلوتِه للندمِ على ذنوبِه، ويفزعَ إلى اللهِ -تعالى- بإخلاصٍ من قلبِه، ويتضرعَ إليه في غفرانِها، فإنَّه يجيبُ المضطرَ إذا دعاه، وأن لا يجعلَ خلوتَه كلَّها في لذاتِه كفعلِ البهائمِ التي قد أَمِنَتِ الحسابَ في المساءلةِ عن الفَتِيلِ والقِطْميرِ على رؤوسِ الخلائقِ، فينبغي لمن لم يأمنْ ذلك، وأيقنَ أنْ يطولَ في الخلوةِ بكاؤه ويَتَبَرَّمَ بجَنانِه، وتصيرَ الدنيا سجنَه لما سلفَ من ذنوبِه). وحتى يَحْظَى المرءُ بنعيمِ دمعةِ الخلوةِ؛ عليه أنْ يستحضرَ خلوتَه بربِّه، وعظمةَ مَجْدِه، ولطفَ بِرِّه، وعظيمَ حاجتِه إليه في كفايةِ أمرِه وغفرانِ ذنبِه وتسليمِه من شرورِ الدنيا والآخرةِ بحضورِ قلبٍ وخلوِّ فكرٍ إلا من ذلك الشعورِ، قال ابنُ عثيمين: (إذا ذكرتَ اللهَ فاذكرْ ربَّك خاليَ القلبِ، لا تفكرْ في شيءٍ، إنْ فكرتَ في شيءٍ لم يحصلْ لك أن تبكيَ من خشيةِ اللهِ أو الشوقِ إليه؛ لأنه لا يمكنُ أنْ يبكيَ الإنسانُ وقلبُه مشغولٌ بشيءٍ آخرَ، كيف تبكي شوقاً إلى اللهِ وخوفاً منه وقلبُك مشغولٌ بغيرِه؟! ولهذا قال (النبيُّ صلى الله عليه وسلم): “ذَكَرَ اللهَ خالياً ” يعني: خاليَ القلبِ مما سوى اللهِ -عزَّ وجلَّ-، خاليَ الجسمِ أيضاً، ليس عنده أحدٌ حتى (لا) يكونَ بكاؤه رياءً وسمعةً؛ فهو مخلصُ القلبِ).
الخطبة الثانية
الحمدُ للهِ، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ.
أما بعدُ، فاعلموا أنَّ أحسنَ الحديثِ كتابُ اللهِ …
أيها المؤمنون!
حين وعى أهلُ العلمِ باللهِ قدْرَ دمعةِ الخلوةِ بذِكْرِه؛ حرصوا أيَّما حرصٍ على مواراةِ دموعِهم عن أعينِ الخلْقِ إلا إنْ غُلبوا على ذلك، وكان لإخفاءِ بكائهم وحرصِهم على اهتبالِ الخلوةِ في نثرِ الدمعِ سَحَّاً بين يدي مولاهم نبأُ صدقٍ ذو أثرٍ في قلوبِ المُؤْتَسين؛ قال محمدُ بنُ واسعٍ: (لَقَدْ أَدْرَكْتُ رِجَالًا، كَانَ الرَّجُلُ يَكُونُ رَأْسُهُ وَرَأْسُ امْرَأَتِهِ عَلَى وَسَادٍ وَاحِدٍ، قَدْ بَلَّ مَا تَحْتَ خَدِّهِ مِنَ دُمُوعِهِ، لَا تَشْعُرُ بِهِ امْرَأَتُهُ. وَلَقَدْ أَدْرَكْتُ رِجَالًا، كَانَ أَحَدُهُمْ يَقُومُ فِي الصَّفِّ فَتَسِيلُ دُمُوعُهُ عَلَى خَدَّيْهِ، لَا يَشْعُرُ بِهِ الَّذِي إِلَى جَنْبِهِ). وبَكَى أَيُّوبُ السختيانيُّ مَرَّةً، فَأَخَذَ بِأَنْفِهِ وَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ الزَّكْمَةَ رُبَّمَا عَرَضَتْ، وَبَكَى مَرَّةً أُخْرَى، فَاسْتَكْنَى بُكَاءَهُ، فَقَالَ: إِنَّ الشَّيْخَ إِذَا كَبِرَ مَجَّ، وإذا غلبه البكاءُ قامَ من مجلسِه. وكان أبو وائلٍ إذا صلّى في بيتِه نشجَ نشيجاً، ولو جُعلتْ له الدنيا على أنْ يفعلَه وأحدٌ يراه ما فعلَه. ورأى أحدُ السلفِ باكياً مُطِيلاً سجودَه فقال: ما أحسنَ هذا لو كان في بيتِه! وأوصى الحسنُ البصريُّ أحدَهم قائلاً: (ابْكِ فِي سَاعَاتِ الْخَلْوَةِ؛ لَعَلَّ مَوْلَاكَ يَطَّلِعُ عَلَيْكَ، فَيَرْحَمَ عَبْرَتَكَ، فَتَكُونَ مِنَ الْفَائِزِينَ!). وقال ابنُ الجوزيِّ: (إِذا جَلَستَ فِي ظلامِ اللَّيْلِ بَين يَدي سيِّدِك؛ فَاسْتعْملْ أَخْلَاقَ الْأَطْفَالِ؛ فَإِنَّ الطِّفْلَ إِذا طَلَبَ من أَبِيه شَيْئاً فَلم يُعْطه بكى عَلَيْهِ). وَدَخَلَتِ امْرَأَةٌ عَلَى امْرَأَةِ الْأَوْزَاعِيِّ فَرَأَتِ الْحَصِيرَ الَّذِي يُصَلِّي عليه مبلولاً فقالت لها: لعلَّ الصبيَّ بالَ ههنا، فقالتْ: هذا أثرُ دموعِ الشيخِ من بكائِه في سجودِه، هكذا يُصْبِحُ كُلَّ يَوْمٍ!
بَكَى الْبَاكُونَ لِلرَّحْمَنِ لَيْلًا وَبَاتُوا دَمْعَهُمْ مَا يَسْأَمُونَا بِقَاعُ الْأَرْضِ مِنْ شَوقٍ إِلَيْهِمْ تَحِنُّ مَتَى عَلَيْهَا يَسْجُدُونَا |