ذنوب الخلوات (خطبة)
ذنوب الخلوات
الحمد لله الذي يعلم السر وأخفى، سبحانه سامعِ الأصوات ومدرِكِ الحركات، لا تشتبه عليه الأصوات، ولا تُغْلِطه المسائل، ولا تختلف عليه اللغات، ولا تختلط عليه الطلبات، ولا يُلهيه ضجيج الأصوات، ولا تُعجزه كثرة الحركات، وأشهد أن لا إله إلا الله، يعلم خائنة الأعين وما تُخفي الصدور، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أتقى الناس لله، وأشدُّهم له خشيةً، صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأصحابه الغُرِّ الميامين، وعلى من تَبِعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أيها الناس، أوصيكم ونفسي بتقوى الله القائل: ﴿ وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 281]، واتقوا يومًا الوقوف فيه طويل، والحساب فيه ثقيل؛ أما بعد:
فإن مراقبة الله تُحيي القلوب الْمَوات، وتُوقِظ الضمائر النائمة، فيحصل أربابُها على أعظم الأجر من خشية الرب.
﴿ أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى ﴾ [العلق: 14]:
والمراقبة – عباد الله – هي دوام عِلْمِ العبد وتيقُّنه باطلاع الحق سبحانه وتعالى على ظاهره وباطنه؛ فإن شأن الله عظيم، وقدره كبير، فعلى العبد أن يوقِّرَ ربَّه وأن يُعظِّمه، وأن يخشاه بالغيب، فمهما خَلَوتَ بنفسك، وبعُدتَ عن الخلق، فاستحضر نَظَرَ الله إليك، وقُربَه منك، وقدرته عليك؛ قال ربنا: ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ﴾ [ق: 16]، فلا تجعل الله أهونَ الناظرين إليك، وتأدَّب مع الله في خلوتك، فشأن ربنا عظيم؛ قال الله تعالى: ﴿ مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا ﴾ [نوح: 13]؛ أي: ما لكم لا تُعظِّمون الله حقَّ عظمته، ولا تخافون من بأسه ونِقْمَتِهِ.
وعن جبير بن مُطعم قال: ((أتى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم أعرابيٌّ، فقال: يا رسول الله، جُهِدتِ الأنفس، وضاعت العِيال، ونُهِكَتِ الأموال، وهلكت الأنعام، فاستسْقِ الله عز وجل لنا، فإنا نستشفع بك على الله، ونستشفع بالله عليك، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ويحك أتدري ما تقول؟ وسبَّح رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما زال يُسبِّح حتى عُرِفَ ذلك في وجوه أصحابه، ثم قال: ويحك إنه لا يُستشفَعُ بالله على أحدٍ من خَلْقِهِ، شأنُ الله أعظم من ذلك، ويحك أتدري ما الله؟ إن عرشه على سماواته لَهكذا – وقال بإصبعه مثل القبة عليه – وإنه لَيَئِطُّ به أَطِيطَ الرَّحل بالراكب))[1].
فكيف حالك – يا عبدَالله – إذا خلوت بنفسك، وبعدت عن أنظار الناس، وأرخيت السُّتُور، وغلَّقت الأبواب، وأظلمت الغرفات، كيف حال قلبك؟ هل ستتجرأ على محارم الله، ولن تبالي بنظر الله سبحانه وتعالى، أم ستخشاه وتعلم أنه يراك؟ قال حميد الطويل لسليمان بن علي: عِظْني، فقال سليمان: “لئن كنتَ عصيتَ الله خاليًا، ظننت أنه يراك، لقد اجترأتَ على أمرٍ عظيم، ولئن كنت ظننتَ أنه لا يراك فقد كفرتَ”.
قيل للإمام أحمد بن حنبل: ما تقول في الشِّعر؟ قال: مثل ماذا؟ قالوا: مثل قول القائل: إذا ما قال لي ربي أمَا استحييتَ تعصيني = وتُخفي الذنب من خلقي وبالعصيان تأتيني = فما قولي له لما يعاتبني فيُقصيني، فقام الإمام أحمد، وأخذ نعله، وسُمِعَ نحيبه من خلف الباب وهو يبكي ويقول: إذا ما قال لي ربي أما استحييت تعصيني = وتُخفي الذنب من خلقي وبالعصيان تأتيني = فما قولي له لما يعاتبني فيُقصيني.
ورجلٌ راوَدَ امرأةً على الزنا وقال لها: لا يرانا إلا الكواكب، فقالت له: فأين مُكَوْكِبُها؟ أين الله؟ والراعي عندما قال له ابن عمر رضي الله عنه: أعطِني شاة وقل لسيدك: سُرِقت الشاة مني، قال له: فأين الله؟ فهذه هي الرقابة لله تعالى.
والله لولا سترُ الله علينا لافتُضِحنا، فاللهم لا تكشف سترك عنا؛ قال محمد بن واسع: “لو كانت للذنوب رائحةٌ، ما استطاع أحدٌ أن يجالسني من نتن رائحتي”، وهو من هو، هذا الذي كان يسمَّى بزَينِ القرآن.
أيها الإخوة، لو استحضر العبدُ منا قُربَ الله منه، وعلمه به، وقدرته عليه، لَما عصى ربه؛ سُئل الجنيد فقيل له: بما يُستعان على غض البصر؟ فقال: “بعلمك أنَّ نَظَرَ الله عز وجل إليك أسبق من نظرك إلى من تنظره”.
الله أكبر، الله أكبر، والله ما قدرنا الله حق قدره، ولا عظَّمناه حق تعظيمه، فاللهم غفرًا.
فاللهَ اللهَ في مراقبة الله، والخوفِ منه وخشيته في الغيب والشهادة، في السر والعلانية، فإن العبد إنما يستحق دخولَ الجنة بخشيته من ربه في خلوته قبل جَلْوَتِهِ؛ قال تعالى: ﴿ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ * هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ * ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ * لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ﴾ [ق: 31 – 35].
إن الإنسان ليمتنع من فعل المعصية أمام الناس، ثم يتجرأ بها على الله تعالى، ألَا فليعلم العبد أنه موقوف بين يدي الله تعالى، ومسؤول عما اقترفته يداه، وسمِعته أذناه، ورأته عيناه، فَلْيُعِدَّ للسؤال جوابًا، وللجواب صوابًا.
قال ربنا جل جلاله: ﴿ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الحجر: 92، 93]، فإن كنت تخشى الناس، فالله أحقُّ أن تخشاه؛ ﴿ يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا ﴾ [النساء: 108].
وإذا خلوتَ برِيبةٍ في ظلمة والنفس داعيةٌ إلى الطغيانِ فاستحي من نظر الإله وقل لها إن الذي خلق الظلام يراني
|
لا تنظر إلى صغر المعصية:
إياك إياك أن تستهين بالمعصية أو تحتقرها، فربما جرَّتك الصغيرة إلى كبيرة فأهلكتك؛ فعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إياكم ومحقَّراتِ الذنوب؛ فإنما مَثَلُ محقَّرات الذنوب كقومٍ نزلوا في بطن وادٍ، فجاء ذا بعُودٍ، وجاء ذا بعود حتى أنضجوا خبزتهم، وإن محقَّرات الذنوب متى يُؤخَذ بها صاحبها، تُهْلِكْهُ))[2].
فلا تنظر إلى صغر المعصية، وانظر إلى عظمة من عصيت، وربما فعل الإنسان كبيرةً من الكبائر وهو لا يدري؛ فعن أنس رضي الله عنه قال: “إنكم لَتعملون أعمالًا، هي أدقُّ في أعينكم من الشعر، إنْ كُنَّا لَنعُدُّها على عهد النبي صلى الله عليه وسلم من الموبقات”[3].
والحياء من الله عز وجل يتولَّد من معرفة العبد بمقام الله عز وجل؛ ولذلك قال بلال بن سعيد: “لا تنظر إلى صغر الخطيئة، ولكن انظر إلى كبرياء من واجهتَه بها”.
وقال محمد بن سيرين رحمه الله: “والله لا أبكي على ذنب أذنبته، ولكني أبكي على ذنب كنت أحسَبُه هينًا وهو عند الله عظيم”.
لا إله إلا الله، ما عساك تفعل يومَ يُنادَى باسمك: يا فلان بن فلان، هلُمَّ إلى العرض على الله؟ قُمتَ ولم يقُمْ غيرك، يا لضعفك، يا لشدة خوفك، يا لخفقان قلبك، يوم تقف بين يدي الملك الحق المبين، وبيدك صحيفة لا تغادر صغيرةً ولا كبيرةً.
ذُنُوبُ الخَلَوَاتِ أصلُ الانتكاسات:
ذنوب الخلوات تؤدي إلى الانتكاسات، وطاعة الخلوات طريقٌ للثبات حتى الممات، فالله الله في الخلوات، ما أعظم الطاعة في الخلوة! فطاعة الخلوات سببٌ لتفريج الكُرُبات، ولا أدلَّ على ذلك من حديث الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى الغار، فانكفأت صخرة فسدَّت عليهم باب الغار، فقال بعضهم لبعض: إنه والله يا هؤلاء، لا ينجيكم إلا الصدق، فلْيَدْعُ كل رجلٍ منكم بما يعلم أنه قد صدق فيه… فما أنجاهم إلا أعمالهم الصالحة التي عمِلوها ابتغاءَ وجه ربهم، وأخلصوا فيها لله.
ما ألذَّها من ساعة حينما يتلذذ العبد بكلام الله جل جلاله! إنها ساعة الصدق، فلا تراك عينٌ، ولا تسمعك أذن، ولا يعلم بك أحد إلا الله جل جلاله.
ما ألذَّها من ساعة! والله لو أن العبد صدق مع الله جل وعلا وابتدأ قيام الليل، فلربما بزغ عليه الفجر وهو لا يشعر بنفسه؛ يقول الشيخ محمد المختار الشنقيطي: وأذكر عن الوالد رحمة الله عليه أنني تذاكرت معه في قراءة القرآن في الليلة الواحدة: هل يختم الإنسان القرآن في ليلة واحدة؟ وأحرجتُه وألححتُ عليه في السؤال، قال: والله يا بُنيَّ لقد كنت أخرج من المسجد بعد العشاء، وأستفتح قيام الليل وفي ركعة واحدة، لا أشعر إلا وأني في آخر القرآن عند السَّحَرِ، من لذة مناجاة الله جل جلاله، إنها اللذة التي لا يعلم حلاوتها إلا من ذاقها.
ولذلك احرص على أن يكون لك عملُ خيرٍ في السر ينفعك في وقت الشدة؛ فعن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من استطاع منكم أن يكون له خِبْءٌ من عمل صالح، فَلْيَفْعَلْ))[4].
وأما ذنوب الخلوات فما أشدَّها، وما أخطرها على دين العبد وآخرته! وما أبأس المعصية كذلك في الخلوة! فإنها شؤمٌ على صاحبها، ووبال خطير على دنياه وأُخراه، وهناك حديث يرعب الإنسان أول ما يسمعه في بيان أثر ذنوب الخلوات على العبد؛ فعن ثوبان رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لأعلَمَنَّ أقوامًا من أُمَّتِي يأتون يوم القيامة بحسناتٍ أمثالِ جبالِ تِهامةَ بيضًا، فيجعلها الله عز وجل هباءً منثورًا، قال ثوبان: يا رسول الله، صِفْهم لنا، جلِّهم لنا؛ ألَّا نكون منهم ونحن لا نعلم، قال: أمَا إنهم إخوانكم، ومن جِلدتِكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خَلَوا بمحارم الله انتهكوها))[5].
يا ألله!
تخيل أخي أن تصبح أعمالك الصالحة التي تعبت في تحصيلها، وجهدت فيها الليالي والأيام طيلة عمرك هباءً منثورًا، كأن شيئًا لم يكن، بسبب ماذا؟ بسبب جرأتك على محارم الله في الخلوات، حينما تُغلق الأبواب وتُرخي الستور، ثم تنتظر حتى ينام الأهل، فتجلس أمام الشاشات ووسائل التواصل لتشاهد ما حرم الله، أو تكلم امرأة في الحرام، أو تسرق مالَ غيرك… ﴿ أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى ﴾ [العلق: 14].
إذا ما خلوت الدهر يومًا فلا تقل خَلَوتُ ولكن قُلْ عليَّ رقيبُ ولا تحسبن الله يغفُل ساعة ولا أن ما تُخفي عليه يغيبُ
|
أيها الإخوة، إن ذنوب الخلوات سبب للحرمان من الطاعات؛ قال رجل للحسن البصري: يا أبا سعيد، إني أَبِيتُ معافًى، وأحب قيام الليل، وأعد طهوري، فما بالي لا أقوم؟ فقال الحسن له: “قيَّدتك ذنوبك”، نعم، لا تستغرب ذلك؛ قال سفيان الثوري: “حُرمت قيام الليل بسبب ذنب أذنبته”.
عباد الله، إن الله غفور رحيم، يحب أن يغفر لعباده، فاستغفروه إنه غفور رحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين، إله الأولين والآخرين، فضَّل المؤمنين على المجرمين، ولم يسوِّ بين الصالحين والطالحين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله الطاهرين، وأصحابه الغر الميامين؛ أما بعد:
ماذا لو رجعت إلى ربك؟
عبدالله، أرأيت عاقبة المعاصي والذنوب؟ أسمِعتَ خطرها وسوء مغبَّتها على نفسك؟ أرأيت كيف قيَّدتك الذنوب وأذلَّتك، وأبعدتك عن الله، وجلبت لك كل شر؟
كان توبة بن الصِّمَّة بالرِّقة وكان محاسبًا لنفسه، فحسب فإذا هو ابن ستين سنة، فحسب أيامها فإذا هي أحد وعشرون ألفَ يومٍ وخمسمائة يومٍ، فصرخ وقال: يا ويلتا، ألقى المليك بأحد وعشرين ألفَ ذنبٍ، كيف؟ وفي كل يوم عشرة آلاف ذنبٍ، ثم خرَّ مغشيًّا عليه فإذا هو ميت، فسمعوا قائلًا يقول: يا لك ركضةً إلى الفردوس الأعلى رضي الله عنه.
أمَا تُحِبُّ أن ترجع إلى ربك؟ أمَا آنَ لك أن تتوب وتؤوب؟ ألَا تحب أن يغفر الله لك؟ هل تعلم أنك لو رجعت إلى الله بصدقٍ، لَقَبِلك وفرِح بك وغفر لك؟
نعم، يفرح الله برجوعك إليه، وهو الغنيُّ عنك؛ فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((قال الله عز وجل: أنا عند ظنِّ عبدي بي، وأنا معه حيث يذكرني، والله لَلَّهُ أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالَّته بالفَلاة، ومن تقرَّب إليَّ شبرًا، تقربتُ إليه ذراعًا، ومن تقرب إليَّ ذراعا، تقربتُ إليه باعًا، وإذا أقبل إليَّ يمشي، أقبلتُ إليه أُهروِلُ))[6].
أخي في الله، لو رجعت إلى ربك بصدقٍ، وندمت على ما فات، لبدَّل الله سيئاتك إلى حسنات، ولَرَضِيَ عنك وأحبَّك؛ قال ربنا الكريم الرحيم: ﴿ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا ﴾ [الفرقان: 70].
نعم، لن تشعر بالراحة والطمأنينة والسَّكِينة إلا في طاعة ربك، ولن تجد السعادة إلا في طريق الصالحين، آهٍ لو استنار قلبك، “وإذا استنار القلب، أقبلت وفود الخيرات إليه من كل ناحية، كما أنه إذا أظلم، أقبلت سحائب البلاء والشر عليه من كل مكان”.
عبدَالله، أقْبِلْ على الله قبل فوات الأوان، فما زالت الفرصة أمامك، استغفر ربك، وأقبل عليه ولا تسوِّف؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الشيطان قال: وعزتك يا رب، لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم، قال الرب: وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني))[7].
أسأل الله الرحمن الرحيم أن يرحمنا وأن يغفر لنا، وأن يتوب علينا لنتوب، اللهم يا توَّابُ تُبْ علينا، اللهم خُذ بنواصينا إليك أخْذَ الكِرام عليك.