رحمة الله تعالى بعباده المؤمنين


رحمة الله تعالى بعباده المؤمنين

 

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿ إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا ﴾ [النساء: 31].

 

لا يسلم العباد من هناتٍ تعرض لهم، وسيئاتٍ يقترفونها، وأخطاءٍ يرتكبونها، لكونهم بشرًا، وليسوا معصومين، وربهم تبارك وتعالى يعلم حالهم، ويرحم ضعفهم، ويقيلُ عثرتهم، إذا علم خشيتهم منه، ورأى توقيرهم لأمره، وتوقيهم لأسباب سخطه، بالبعد عن محارمه، واجتنابهم كبائر الإثم.

 

وهنا تتجلى رحمة الله تعالى بعباده المؤمنين، ﴿ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ﴾ [فَاطِرٍ: 45]، ولكن يعفو ويصفح لعظيم كرمه، ووافر فضله، وعظيم إنعامه، لعلمه بضعف خلقه؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا لَذَهَبَ اللهُ بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَوْمٍ يُذْنِبُونَ، فَيَسْتَغْفِرُونَ اللهَ فَيَغْفِرُ لَهُمْ»[1].

 

من ذا الذي ما ساء قطّ
ومن له الحسنى فقط؟

 

فإذا كان هذا إحسان الكريم لك، ولطفه بك، ورحمته إياك، ألا يدعوك ذلك إلى مراعاة نظره إليك فلا يراك حيث نهاك، ولا يفتقدك حيث أمرك، وألا تجعله أهون الناظرين إليك.

هب البعثَ لم تأتنا رسُلُه
وجَاحِمَةُ النار لم تُضْرِمِ
­­­­­أليس من الواجب الْمُسْت
حِقِّ حياءُ العبادِ من المُنْعِمِ؟

وقد حذَّرنا المعصوم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الاستهانة بالصغائر؛ نْ عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “يَا عَائِشَةُ، إِيَّاكِ وَمُحَقَّرَاتِ الذُّنُوبِ، فَإِنَّ لَهَا مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ طَالِبًا”[2]، وقيل: لا تنظر إلى صغر المعصية ولكن انظر إلى من عصيت!


[1] رواه مسلم- ‌‌كتاب التوبة، ‌‌بَابُ سُقُوطِ الذُّنُوبِ بِالِاسْتِغْفَارِ تَوْبَةً، حديث رقم: 2749.

[2] رواه أحمد- حديث رقم: 24415، بسند حسن.





Source link

أترك تعليقا
مشاركة
(فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فهم في روضة يحبرون)
تأثير الأدعية في الأبناء (خطبة)