شرح الرسالة للإمام الشافعي للشيخ مصطفى مخدوم


شرح الرسالة للإمام الشافعي للشيخ مصطفى مخدوم

 

صدر حديثًا كتاب “شرح الرسالة للإمام الشافعي”، تأليف: الشيخ د. “مصطفى مخدوم”، اعتناء وتحرير: الشيخ: “يوسف علي حسن البدر”، و”سالم بن حمد القحطاني”، في مجلدين، نشر: “دار الظاهرية للنشر والتوزيع” بالكويت.

 

وهو أول شرح مطبوع كامل على رسالة الشافعي، بعد فقد شروحها الخطية.


وقد نبه الشارح فيه إلى مبتكرات الشافعي، والمصطلحات الأصولية التي تداولها العلماء عنه، وربط المسائل الواردة في الرسالة بمباحثها الأصولية المصطلح عليها عند الأصوليين بعدُ.


كما كان الشرح بطريقة البيان الإجمالي لكل مبحث في الرسالة دون الإغراق بفك العبارات.


مع التنبيه على اختيارات الشافعي في المسائل الفقهية والنحوية واللغوية.


وأصل الكتاب مجموعة من المحاضرات الصوتية التي ألقاها د. “مصطفى مخدوم” في شرح كتاب الرسالة، وبيان الفوائد والتعليقات عليه.


وكتاب الرسالة للشافعي يمتاز بالعديد من الميزات التي لا نجدها في غيره:

أولها: قدم هذه الكتاب فهو أول كتاب أصولي جامع، وللمتقدم من المزية ما ليس لغيره.


وثانيها: أن المؤلف من فقهاء الإسلام الكبار، وقد ألف المؤلفات الكثيرة في مسائل الفقه، ولا زال الناس يتناقلون أقواله ومذاهبه في المسائل.


وثالثها: أن الإمام الشافعي مبدع في اللغة، وكان من أساطير علماء اللغة العربية، بل عنده من حفظ الأشعار الشيء الكثير، وبالتالي فهو يتقن المباحث الأصولية التي لها علاقة بالدلالات اللغوية.


إلى جانب أن الإمام الشافعي متبحر في علوم العقائد وهو من علماء السنة المحضة، حيث يأمن الإنسان بقراءة هذا الكتاب من أن يقع في منزلقات عقدية أو أغلوطات مذهبية.


كما أن الإمام الشافعي يروي أحاديث الكتاب بإسناده، وهو قريب العهد بعهد النبوة، ولأصحاب تلك القرون من المزية في العلم والتعلم ما ليس لغيرهم.


وكتاب الرسالة يمتاز باستيعابه لكثير من المباحث الأصولية، فقد ابتدأ بالبيان، ثم تكلم عن العام والخاص، والناسخ والمنسوخ، ثم تكلم عن السنة بأقسامها وتقسيماتها، وبين مكانها من التشريع، وتكلم عن عدد من الأدلة؛ كالأخبار متواترها وآحادها، وتكلم عن الإجماع والقياس والاجتهاد والاستحسان والاختلاف ونحو ذلك من مسائل علم الأصول.

 

وهذا الشرح أكثره تعليق على مسائل الكتاب وحسن تبويبٍ لمسائله، مع التقدمة لمباحث الكتاب بمقدمة عن الإمام الشافعي وأثر كتابه الجامع “الرسالة” في تقعيد فن أصول الفقه.


وقد ساد في أقوال المحدثين ممن تناول هذا الأمر في ثنايا الحديث عن تاريخ التشريع الإسلاميّ، مثل الخضيري وعبد الوهاب خلاف ومحمد أبو زهرة ومناع قطان، وغيرهم، أمر تطور أصول الفقه. وكان بينهم شبه إجماع على أن هذا العلم قد تطور من خلال مدرستين أصوليتين، هما مدرسة الشافعية والمتكلمين، ومدرسة الأحناف، ويشْتَم الباحث من حديث أولئك العلماء أنّ المدرستين مبتوتَتا الصلة ببعضهما، من حيث أحداهما وهي مدرسة الشافعية والمتكلمين، تتناول الأصول من القمة إلى القاعدة، أي تضع القواعد الأصولية أولًا، بطريق عقلي منطقي، ثم تنظر بعدها وعلى ضوئها في الفروع، بينما تفعل الأخرى عكس ذلك، فتبدأ من القاعدة إلى القمة، ناظرة في الفروع ثم بانية عليها القواعد الأصولية.


والإمام الشَّافِعي (150 – 204 هـ = 767 – 820 م) كما ترجم له صاحب “الأعلام” هو محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان ابن شافع الهاشمي القرشي المطلبي، أبو عبد الله: أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة.


وإليه نسبة الشافعية كافة. ولد في غزة (بفلسطين) وحمل منها إلى مكة وهو ابن سنتين. وزار بغداد مرتين. وقصد مصر سنة 199 فتوفي بها، وقبره معروف في القاهرة. قال المبرد: كان الشافعيّ أشعر الناس وآدبهم وأعرفهم بالفقه والقراآت. وقال الإمام ابن حنبل: ما أحد ممن بيده محبرة أو ورق إلا وللشافعي في رقبته منه.


وكان من أحذق قريش بالرمي، يصيب من العشرة عشرة، برع في ذلك أولًا كما برع في الشعر واللغة وأيام العرب، ثم أقبل على الفقه والحديث، وأفتى وهو ابن عشرين سنة. وكان ذكيًا مفرطًا. له تصانيف كثيرة، أشهرها كتاب (الأم) في الفقه، جمعه البويطي، وبوّبه الربيع بن سليمان، ومن كتبه (المسند) في الحديث، و(أحكام القرآن) و(السنن) و(الرسالة) في أصول الفقه، و(اختلاف الحديث) و(السبق والرمي) و(فضائل قريش) و(أدب القاضي) و(المواريث) ولابن حجر العسقلاني (توالي التأسيس، بمعالي بن إدريس) في سيرته، ولأحمد بن محمد الحسني الحموي المتوفى سنة 1098 كتاب (الدر النفيس) في نسبه، وللحافظ عبد الرؤوف المناوي كتاب (مناقب الإمام الشافعيّ)، وللشيخ مصطفى عبد الرازق رسالة (الإمام الشافعيّ) في سيرته، ولحسين الرفاعيّ (تاريخ الإمام الشافعيّ)، ولمحمد أبي زهرة كتاب (الشافعيّ)، وفي طبقات الشافعية للسبكي، بعض ما صنف في مناقبه.


والشارح هو مصطفى بن كرامة الله مخدوم الأستاذ المشارك في قسم الفقه بكلية الحقوق، من مواليد المدينة المنورة عام 1383هـ.

 

حصل على شهادة (الليسانس) من كلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عام 1408هـ بتقدير (ممتاز).

 

عيّن معيدًا بكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية عام 1408هـ.

 

حصل على الماجستير من قسم أصول الفقه بالجامعة الإسلامية بتقدير ممتاز عام 1413هـ.

 

عيّن محاضرًا بكلية الشريعة عام 1413هـ.

 

حصل على شهادة الدكتوراه في أصول الفقه عام 1417هـ مع مرتبة الشرف الأولى.

 

عيّن أستاذًا مساعدًا في قسم الدراسات الإسلامية واللغة العربية بفرع جامعة الملك عبد العزيز بالمدينة (جامعة طيبة) عام 1421هـ.

 

مؤلفاته وبحوثه:

1) قواعد الوسائل في الشريعة الإسلامية – رسالة دكتوراه.

2) ابن القصار البغدادي ومقدمته الأصولية – تحقيق ودراسة.

3) روضة الفوائد في شرح منظومة القواعد.

4) العطر الوردي في شرح لامية ابن الوردي.

5) مهيع الوصول إلى علم الأصول – لابن عاصم الأندلسي – تحقيق وتعليق.

6) شرح ثلاثيات البخاري لمحمد بن عبد الدائم البرماوي – تحقيق وتعليق.

7) التحصيل العلمي – دوافعه وعوائقه ومنهجه وآدابه.

8) العولمة والخصوصيات الثقافية.

9) ضوابط الضرورة في الشريعة الإسلامية.

10) شرح مرتقى الوصول لابن عاصم الأندلسي.

11) الفصول في تقرير القواعد وتمهيد الأصول لنجم الدين المقدسي – تحقيق دراسة.

12) السلم المنورق في علم المنطق – تحقيق وتعليق.

13) دور الدين والأسرة في مواجهة المخدرات.

14) التمهيد الواضح في أصول الفقه.





Source link

أترك تعليقا

مشاركة
Jessie James Decker on new cookbook recipes: 'They're what I cook in my kitchen' – Fox News
تكفير الشيعة الإمامية أصحاب رسول الله إلا نفرا يسيرا